خالد بن سلمان: إيران والتنظيمات الإرهابية «وجهان لعملة واحدة»

الأمير خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع السعودي خلال حديثه لشبكة «فايس» الأميركية
الأمير خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع السعودي خلال حديثه لشبكة «فايس» الأميركية
TT

خالد بن سلمان: إيران والتنظيمات الإرهابية «وجهان لعملة واحدة»

الأمير خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع السعودي خلال حديثه لشبكة «فايس» الأميركية
الأمير خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع السعودي خلال حديثه لشبكة «فايس» الأميركية

أكد نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز، أن النظام الإيراني والتنظيمات الإرهابية «وجهان لعملة واحدة»، مشيراً إلى أنه «ليس بالضرورة إيمانهم بالآيديولوجية ذاتها. كلاهما لا يؤمن بسيادة الدول، يؤمن بإقامة دولة آيديولوجية عابرة للحدود، كما أنهما لا يحترمان القانون الدولي».
وأوضح الأمير خالد بن سلمان، أن إيران تريد تصدير ثورتها، ولديها أفكار توسعية، ولا ترغب في حدوث أي شراكة بين دول المنطقة، وإنما أن تكون تلك الدول ضمن مشروعها التوسعي، مضيفاً: «هذا هو الفارق الكبير فيما بيننا. نحن لدينا (رؤية 2030) التي تحركنا للأمام، أما إيران فلديها رؤية 1979 (وهي السنة التي بدأ يحكم فيها الملالي) تحاول من خلالها إعادة السعودية والمنطقة إلى الخلف».
وتابع بالقول: «ما نريد أن نقوم به في السعودية هو أن نعمل من خلال رؤيتنا 2030 على إصلاح اقتصادنا، والاستفادة من الإمكانات غير المستغلة، وفتح قطاعات جديدة في السعودية، وتحقيق الازدهار والتقدم لشعبنا. في سبيل تحقيق ذلك، نحن بحاجة إلى منطقة آمنة ومستقرة ومزدهرة، وإلى زيادة تعاوننا الاقتصادي مع دول الجوار».
وأشار نائب وزير الدفاع السعودي إلى أن بلاده لم تدعم الحكومة اليمنية لبدء حرب في اليمن، بل لإنهاء الحرب الجارية هناك، مشدداً على أنه «يتوجّب على الحوثيين الاختيار بين أن يكونوا ميليشيا إيرانية في اليمن ويكونوا (حزب الله) آخر في اليمن يطلق الصواريخ البالستية ويمتلك أسلحة ثقيلة، أو أن يكونوا حزبًا سياسيًا في اليمن»، مضيفاً: «نحن نريدهم أن يكونوا جزءًا من اليمن لا جزءًا من إيران».
وشدد على أن «العلاقات السعودية الأميركية قوية، وكانت كذلك طوال السبعة عقود الماضية، ولطالما كان هناك تعاون قوي بيننا، وسنواصل العمل مع الولايات المتحدة في سبيل تعزيز هذه العلاقة الهامة، ومن أجل بناء قواتنا المسلحة التي تساهم في مكافحة الإرهاب والعناصر التخريبية في منطقتنا».

جاء ذلك في لقاء للأمير خالد بن سلمان أجراه معه موقع «فايس» الأميركي قبل التصعيدات الأخيرة التي شهدتها المنطقة، وبثته قناة «العربية» اليوم (الجمعة)... فإليكم التفاصيل:

الأمير خالد بن سلمان: شكرًا لك، من دواعي سروري التواجد معكم.

المحاور شين سميث: سأبدأ مباشرة بسؤالك عن سبب توجه الرئيس ترامب إلى المملكة العربية السعودية في أول رحلة خارجية له كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية؟
الأمير خالد بن سلمان: في البداية، أحب أن أؤكد على أن العلاقات السعودية الأمريكية قوية، وكانت كذلك طوال السبعة عقود الماضية، حيث أنها بدأت مع الرئيس الديمقراطي روزفلت، وتم تعزيزها منذ ذلك الحين في ظل مختلف الرؤساء الأمريكيين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري. وما هذه الزيارة إلا امتداد للعلاقة التاريخية القوية التي قامت بحماية شعبي البلدين على الصعيد الأمني، وأما من الجانب الاقتصادي فإنها خلقت العديد من الوظائف والفرص في كلا البلدين مما حفز اقتصاديهما. إن زيارة الرئيس ترامب هامة بالنسبة للعالم الإسلامي، وأعتقد أنه من المهم جدًا للولايات المتحدة أن تحظى بعلاقة قوية مع المملكة العربية السعودية والعالم الإسلامي، كما أعتقد أن الخطاب الذي ألقاه الرئيس في تلك الزيارة كان مشجعًا جدًا للعالم الإسلامي، حيث تحدث عن مكافحة الإرهاب، وقال أن أغلب ضحايا داعش والمنظمات الإرهابية هم من المسلمين، كان أمرًا هامًا جدًا أن يسمع العالم الإسلامي ذلك من رئيس الولايات المتحدة.

المحاور شين سميث: ماهي السياسات التي نوقشت في تلك الرحلة؟ من الواضح أن مكافحة الإرهاب كان في طليعة جدول الأعمال، حيث أعتقد أنكم قمتم بافتتاح مركز مكافحة الإرهاب في الرياض أثناء تلك الزيارة، لكن ماهي السياسات الأخرى؟
الأمير خالد بن سلمان: لقد تحدثنا عن سبل تعزيز تعاوننا المشترك في المجال الأمني والدفاعي والاقتصادي. نحن مستمرون في العمل مع الإدارة الحالية، وسنواصل العمل مع الولايات المتحدة في سبيل تعزيز هذه العلاقة الهامة.

المحاور شين سميث: لقد كان هناك جزء متعلق بمبيعات الأسلحة في تلك الرحلة، ما الذي حدث؟
الأمير خالد بن سلمان: لطالما كان هناك تعاون قوي بين السعودية والولايات المتحدة على صعيد مشتريات الأسلحة، نحن شركاء مهمين للشركات الأمريكية، وقد خلقنا العديد من الوظائف من خلال تعاوننا في مجال مشتريات الأسلحة، وسنواصل العمل مع الولايات المتحدة والشركات الأمريكية من أجل بناء قواتنا المسلحة التي تساهم في مكافحة الإرهاب والعناصر التخريبية في منطقتنا.

المحاور شين سميث: دعنا نتحدث عن الإرهاب في المنطقة، ما هو أكبر تهديد تواجهه المملكة العربية السعودية حاليًا؟
الأمير خالد بن سلمان: التهديد الأكبر الذي تواجهه المنطقة والأمن الدولي هو النظام الإيراني وميليشياته في المنطقة من جهة، وداعش والقاعدة والمنظمات الإرهابية من جهة أخرى، إنهما وجهان لعملة واحدة، فهم جميعًا يؤمنون بنفس المبدأ، وليس بالضرورة إيمانهم بالأيديولوجية ذاتها. كلاهما لا يؤمنان بسيادة الدول، ويؤمنان بإقامة دولة أيدولوجية عابرة للحدود، كما أنها لا يحترمان القانون الدولي، ورغم أنهما يتنافسان أحيانًا ويتقاتلان، إلا أنه عندما يتعلق الأمر بنا فإنهما يتعاونان علينا باعتبارنا عدوهما المشترك ويتعاونان في ذلك

المحاور شين سميث: لماذا يعدونكم عدوهما المشترك؟
الأمير خالد بن سلمان: بسبب كوننا عامل استقرار وسلام وازدهار في المنطقة. ما نريد أن نقوم به في السعودية هو أن نعمل من خلال رؤيتنا ٢٠٣٠ على إصلاح اقتصادنا والاستفادة من الإمكانات غير المستغلة، وفتح قطاعات جديدة في السعودية، وتحقيق الازدهار والتقدم لشعبنا. في سبيل تحقيق ذلك، نحن بحاجة إلى منطقة آمنة ومستقرة ومزدهرة، وإلى زيادة تعاوننا الاقتصادي مع دول الجوار. أما إيران فهي تريد تصدير ثورتها، ولديها أفكار توسعية، ولا ترغب في حدوث أي شراكة بين دول المنطقة بحيث تكون تلك الدول ضمن إطار مشروعها التوسعي. هذا هو الفارق الكبير فيما بيننا، نحن نملك خطة تقدمية للمستقبل تتمثل في "رؤية 2030"، أما إيران فخطتها هي "رؤية 1979" التي تحاول إعادة السعودية والمنطقة إلى الخلف.

المحاور شين سميث: قرأت مقالًا كتبته أنت مؤخرًا تقارن فيه بين إيران وألمانيا النازية، من حيث الأفكار التوسعية، وأننا نقوم إلى حد ما باسترضاء سياسة إيران التوسعية، هل يمكنك التفصيل أكثر بهذا الشأن؟
الأمير خالد بن سلمان: ما طرحته في ذلك المقال هو أنه كان يوجد أفكار ودول توسعية في العالم ولاسيما في أوروبا أثناء فترة الثلاثينات، حيث شاهدنا ألمانيا النازية تحتل النمسا وأجزاء من تشيكوسلوفاكيا، وأن النهج الذي تم اتباعه في ذلك الوقت لحل الأزمة والمتمثل في استرضاء ألمانيا النازية بدلًا من مواجهتها قد قاد للمزيد من الأعمال التوسعية، ورأينا اتفاق ميونخ الذي عاد به رئيس الوزراء تشامبرلين إلى بريطانيا حاملًا ورقة الاتفاقية ووصفها بأنها بداية عصر السلام، لكن الأمور لم تنجح، حيث قادت لغزو فرنسا وتم قصف لندن بعد ذلك. نحن نرى المبدأ التوسعي ذاته في المنطقة من خلال النظام الإيراني، ونريد ايقافه الآن بدلًا من جعله يقودنا لصراعات أكبر. عندما ننظر إلى التوجهات في المنطقة خلال الأربعين سنة منذ الثورة الإيرانية، شاهدنا كيف أن إيران بدأت ببناء ميليشيات إرهابية طائفية في لبنان قامت بقصف السفارات والثكنات البحرية ...

المحاور شين سميث: حزب الله
الأمير خالد بن سلمان: ... واغتالوا رئيس الوزراء اللبناني، وحاول الإيرانيون استنساخ هذا النموذج واستخدام الأساليب ذاتها في سوريا والعراق واليمن، وقد أفلتوا من العقاب في جميع أفعالهم تلك. والآن نراهم أطلقوا أكثر من 160 صاروخ باليستي على دولة ضمن دول مجموعة العشرين وهي السعودية، لذلك إذا لم يتم ردع تلك الأفعال، فسنشهد ظهور المزيد من الميليشيات الإرهابية في المنطقة. وعلينا ان نتذكر أن حزب الله لا يشكل تهديدًا محليًا فقط، بل هو تهديد عابر للحدود؛ حيث نرى أنشطة غسيل الأموال التي يمارسها حزب الله حول العالم، في أفريقيا وأمريكا الجنوبية وغيرها، وكذلك أنشطتهم المتعلقة بالمخدرات حول العالم، ولذلك نحن لا نريد أن يظهر حزب الله آخر خاصة في اليمن، مثل الحوثيين و هي جماعة أخرى في المنطقة تردد شعار "الموت لأمريكا" ، كما أنها تهديد عابر للحدود نحاول وضع حد له، كما أنها تؤثر على أمن البحر الأحمر الذي تمر من خلاله 15% من التجارة العالمية.

المحاور شين سميث: دعنا نتحدث عن اليمن، لقد قلت بأن شعار الحوثيين هو "الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، الموت لليهود"، لكن يظل لهذه الحرب أضرار جانبية يطلق عليها الآن "أزمة إنسانية"، كما تفشى وباء الكوليرا هناك، مما قاد الأمم المتحدة للتدخل، حتى أنه تم تسمية هذه الحرب بـ "فيتنام المملكة العربية السعودية"، ما الذي يحدث هناك؟ وهل بإمكانكم الانتصار في هذه الحرب؟
الأمير خالد بن سلمان: في البداية، نحن لم ندعم الحكومة اليمنية لبدء حرب في اليمن، بل دعمناها لإنهاء الحرب الجارية في اليمن. الطرف الذي بدأ الحرب هو ميليشيا الحوثي الإيرانية، وقد بدأوها في عام 2014 عندما انتقلوا من منطقتهم إلى العاصمة، وقتلوا وذبحوا اليمنيين وهددوا الحكومة المركزية لليمن، وكان الخيار أمامنا في تلك اللحظة إما دعم الحكومة المركزية الشرعية لليمن ضد جميع الأطراف الإرهابية غير الحكومية مثل الحوثيين وتنظيم القاعدة، أو لن يكون لدينا في اليمن إلا منظمتين إرهابيتين غير حكوميتين تتمثلان في الحوثيين وتنظيم القاعدة في حال سقطت الحكومة المركزية الشرعية لليمن. وسيستفيد الحوثيون وتنظيم القاعدة من حالة عدم الاستقرار والفراغ تلك، مما سيخلق مزيد من الأعمال الإرهابية المزعزعة للاستقرار. لذلك كان خيارنا الوحيد هو دعم الحكومة اليمنية لاستعادة سيطرتها على البلاد، من أجل إصلاح الاقتصاد اليمني، وخلق الوظائف، وتحقيق الازدهار لليمن، وتحسين الحالة الإنسانية التي تدهورت بعد العدوان الحوثي، هذا هو هدفنا، وقد نجحنا في حملة الضغط على الحوثيين لكي يجلسوا على طاولة الحوار في سبيل إيجاد حل لهذه المشكلة والتوصل إلى حل سياسي طويل الأمد. إن تبرعات السعودية لليمن تتجاوز مجموع تبرعات بقية دول العالم مجتمعة، وسنواصل دعم الجهود الإنسانية، كما أن السعودية والإمارات قد تبرعتا خلال زيارة ولي العهد الأخيرة بأكبر تبرع في تاريخ الأمم المتحدة من أجل أعمال المنظمة الإنسانية في سبيل إيجاد حل للأزمة الإنسانية، كما فعلنا في العراق بالمشاركة مع الولايات المتحدة، حيث لم يكن بإمكاننا حل الأزمة الإنسانية في الموصل حتى تم تحرير الموصل، وعادت المؤسسات الحكومية إلى الموصل. لقد اشرت في سؤالك إلى مثال "فيتنام"، إن فيتنام تبعد عن الولايات المتحدة 7 آلاف ميل، أما اليمن فهي جارتنا، ونشترك معها في حدود يتجاوز طولها الألف ميل، أتساءل ماذا كانت ستفعل الولايات المتحدة لو أنه كان على حدودها الجنوبية ميلشيات إيرانية و أطلقوا 160 صاروخ باليستي باتجاه الولايات المتحدة بما في ذلك واشنطن؟

المحاور شين سميث: بالتأكيد. إن [الإشارة إلى فيتنام] هي إشارة إلى حرب لا يمكن الفوز بها. لأنه من جهةٍ، لديكم المتمردون الحوثيون الذين يقولون "الموت لأمريكا... الموت لإسرائيل..." ولكنهم أيضًا يستخدمون الناس كدروع ضد الصواريخ البالستية... إلخ؛ لذا سيكون لديكم أضرارٌ جانبية، وهناك أزمة إنسانية، ووباء الكوليرا، والملايين من اللاجئين... إلخ.
الأمير خالد بن سلمان: إن السبيل الوحيد لإنهاء هذا الوضع الإنساني وللأبد هو التوصّل إلى حلٍ سياسيٍ دائم قائم على القرار الأممي 2216 الذي يُقرّ - وبشكل واضح - بوجوب استرداد الحكومة اليمنية لسيطرتها على البلاد. ولطالما كنا داعمين وبقوة لجميع مبادرات الأمم المتحدة السابقة للتوصل إلى حلٍ سياسي. لقد سبق وأعلنّا عن وقف إطلاق النار في سبع مناسبات، ودعمنا جميع مبادرات الأمم المتحدة، وكان الحوثيون هم الطرف الذي ينتهك وقف إطلاق النار في كل مناسبة، وكانوا – في الواقع - الطرفَ الذي يقف عائقًا دون الوصول إلى سلامٍ في اليمن. وقد ذكر المبعوث الأممي السابق في خطابه الأخير في الأمم المتحدة أنه دائمًا ما كانت المملكة العربية السعودية تجلس على طاولة المفاوضات، وكان الحوثيون دائمًا ما يتهربون منها. لذا فهُم من يمثلون العقبة والعائق، والكرة في ملعبهم الآن. يتوجّب عليهم الاختيار بين أن يكونوا ميليشيا إيرانية في اليمن ويكونوا "حزب الله" آخر في اليمن يطلق الصواريخ البالستية ويمتلك أسلحة ثقيلة، أو أن يكونوا حزبًا سياسيًا في اليمن. نحن نريدهم أن يكونوا جزءًا من اليمن لا جزءًا من إيران.

المحاور شين سميث: دعنا نتناول تلك الدول التي تحدثنا عنها كلٌ على حدة، لدينا حزب الله في لبنان، ولدينا تواجدٌ إيراني متنامٍ في العراق، ولديكم الحوثيون في اليمن، إذًا فلديكم نوعٌ من التواجد الإيراني الذي يحيط بالمملكة العربية السعودية. ما أعنيه هو أنه لديكم الآن... دعنا نقل ثلاثة صراعات بالوكالة، ماذا سيحدث عندما لا يصبح الصراع صراعًا بالوكالة؟
الأمير خالد بن سلمان:.إن ما نريده نحن في المنطقة يختلف عمّا تريده إيران في المنطقة، نحن نريد شركاء، ونريد الاستقرار، ونريد الأمن، نريد دولًا تكون مستقلة. إن السعودية لا تمتلك أي ميليشيات في الشرق الأوسط. في المقابل لا أحد بمقدوره أن يعدد جميع الميليشيات الإيرانية في الشرق الأوسط في جملة واحدة، ولا أظن أن شعوب العراق واليمن ولبنان تريد أن تكون جزءًا من الثورة الإيرانية وجزءًا من طهران، بل يريدون أن يكونوا دولًا مستقلة وأن يمضوا قدمًا ويريدون إصلاح اقتصاداتهم. لذا لا أظن من المقبول أن تتحكم إيران بالشعب العراقي أو بالعراق، بل أظن أنه يجب على الشعب العراقي أن يتحكم بالعراق، وكذا على الشعب اللبناني أن يتحكم بلبنان. وسأعطيك مثالًا على دور السعودية في المنطقة، انظر إلى لبنان على سبيل المثال، لطالما كانت السعودية داعمةً جدًا للاستقرار السياسي في لبنان، كما دعمت السعودية في التاريخ القريب لبنان بما يزيد على 5 مليار دولار، و في مؤتمر باريس لدعم لبنان تبرّعت السعودية بمبلغ 2 مليار دولار، والتبادل التجاري للسعودية مع لبنان يبلغ 626 مليون دولار، كما أن السياح السعوديين كانوا يشكلون أكثر من 20% من السياح في لبنان. لذا فإننا لطالما كنّا الطرف البنّاء والمفيد في لبنان، نحن نرسل السياح إلى لبنان، وإيران ترسل الإرهابيين إلى لبنان، نحن نرسل رجال الأعمال، وإيران ترسل المستشارين العسكريين، نحن نبني الفنادق وقطاع السياحة ونخلق فرص العمل، وإيران تخلق الإرهاب، نحن نريد للبنان أن تكون بلدًا أفضل وأقوى وأكثر استقرارًا ونريد للشعب اللبناني التقدم وأن يكونوا بلدًا مزدهرًا، وإيران تريد من لبنان أن تخوض حربها نيابة عنها وتريد منها أن تقوم بمشاريع طهران التوسعية. وإذا كان ما يريده المرشد الأعلى في إيران يتعلق بالدين فحسب، فلماذا نرى دائمًا أن الولي الفقيه... المرشد الأعلى يكون من إيران؟ لماذا لا نرى مرشدًا أعلى لبنانيًا أو عراقيًا ويتّبعه ملالي إيران في المقابل؟ لن ترى هذا قط، لأن إيران تريد استخدام لبنان والعراق وشعوبها كأدوات لسياساتهم التوسعية.

المحاور شين سميث: إذن، إذا نظرت إلى لبنان، فستجد السنة في جانب – طبقا للدستور في الواقع – والشيعة والدروز في الجانب الأخر، و سبق وأن أجرينا مقابلة مع الحريري وقال، إننا نواجه مشكلة تكمن في أنه ليس لدينا تنظيم حزب الله فحسب، بل لدينا مليوني مهاجر سوري داخل البلاد، علاوةً على المهاجرين الفلسطينيين، إنه أشبه بـحصن العقلانية، حيث يبدو أنه أحد الأمور الوحيدة التي تجعل الدولة متماسكة، كما أن والده تعرض للاغتيال كما هو معروف وهو يحاول أن يجعل الدولة متماسكة، ولكن كان هنالك شيء من اللغط مؤخرًا أثناء وقبل الانتخابات وذلك عندما دُعي إلى السعودية، البعض قال إنه اُختطف، كما أنني سألته ونفى ذلك. إذن ما الذي حدث هناك، لماذا دُعي إلى السعودية، ما الذي حدث في السعودية، قبل أن يعود إلى هناك؟
الأمير خالد بن سلمان: أعتقد أنك سألت سعد الحريري، وأعتقد أن أفضل إجابة يمكن أن تتلقاها من سعد الحريري نفسه. دعني أخبرك كيف ننظر إلى لبنان وسعد الحريري نفسه. سعد الحريري ووالده كانا حلفاء للسعودية، وهما حلفاء للسعودية بالفعل، وسيستمران كحلفاء للسعودية. إننا نرغب باستقرار لبنان، إننا نقدّم المساعدة للبنان لتصبح دولة أكثر ازدهارًا، ونريد خلق الوظائف فيها، وأن تمضي قُدمًا. ولكن انظر إلى الطرف الذي يزعزع الاستقرار وهو ليس السعودية، إنه الطرف الذي اغتال رئيس وزراء لبنان، وهو الطرف الذي استغل الشعب اللبناني في صراعٍ لا علاقة له في الأمن الوطني للبنان، ألا وهما حزب الله وإيران.

المحاور شين سميث: إذن إذا ألقينا نظرة على الوضع، نرى أن هنالك نوعٌ من وقفٌ للتصعيد في الصراع الإسرائيلي، بينما هنالك تصعيدٌ في الصراع الإيراني، حيث لا يقتصر على السعودية فحسب، بل مع إسرائيل ودول عدة أخرى. إذن، فالسؤال الهام الذي لدي عندما نتحدث عن السلام في الشرق الأوسط الذي يعد من المسائل الهامة لعدة سنوات، وأخذا بالاعتبار تشبيهك للوضع مجازيا مع ألمانيا النازية، يبدو أننا نسلك الطريق الخاطئ، فيبدو أن إيران توسعية، وأنها تدعم الجماعات الإرهابية، فهناك صراع في اليمن، وصراع في لبنان، وصراع في سوريا، وصراع في إيران. متى سينتهي هذا الأمر؟ كيف سنصل إلى السلام في الشرق الأوسط؟ كيف سنصل إلى ما أشبه بالحل العقلاني؟ لأنه يبدو أننا نسلك الطريق الخاطئ.
الأمير خالد بن سلمان: هذا سؤال مهم جدا وينبغي أن يُطرح على النظام الإيراني

المحاور شين سميث: لقد سألناهم
الأمير خالد بن سلمان: لأننا الطرف الذي لم يُطلق أي رصاصة تجاه إيران، فلم نُطلق صواريخ باليستية تجاه إيران، بل إنهم هم الطرف الذي يقوم بهذه الأنشطة التخريبية كافة في الشرق الأوسط. ما أقوله هو أننا بحاجة إلى ممارسة الضغط على النظام الإيراني؛ لكي نوقف هذه الأنشطة التي ستفضي بنا إلى خوض صراعاتٍ أكبر. فإن بقينا مكتوفي الأيدي، مثلما كنا في السنوات الماضية، فسيفضي بنا ذلك إلى خوض صراعاتٍ أكبر، لأنه لم يتم إطلاق صواريخ باليستية تجاه السعودية قبل 5 سنوات، ولم تكن هنالك ميليشيا إيرانية في العراق قبل 20 سنة. فالاتجاه السائد هو تصعيدٌ إيراني مستمر في المنطقة والذي سيفضي إلى خوض صراعاتٍ أكبر. ولكن في الوقت نفسه، فإن النظام الإيراني يواجه مشاكل، إذ أنه قوة تخريبية، ويخلق عدم الاستقرار في المنطقة. كما أنه يواجه مشاكل مع شعبه، حيث يستخدم سياسته الداخلية من أجل خدمة سياسته الخارجية الرامية للتوسع، بدلًا من خدمة شعب بلده. انظر إلى العملة الإيرانية في الوقت الحالي، إنها في أسوأ أوضاعها. وأنظر إلى الاقتصاد الإيراني وإلى أين يتجه. أعتقد أنه ينبغي على النظام الإيراني أن يتوقف عن الأنشطة التخريبية ويركز على شعب بلده، مثلما نقوم به في السعودية، فنحن في السعودية نقوم بعكس ما يقومون به تماما منذعام 1979. لقد ضاعفنا الناتج المحلي الإجمالي عشرة أضعاف ما كان عليه في عام 1979 وكان في حينها ناتجنا المحلي مساوي تقريبا للناتج المحلي الإيراني، والآن نحن نزيد عن إيران بأكثر من الضعف. انظر إلى الناتج المحلي الإجمالي للفرد الواحد، فالناتج المحلي الإجمالي للفرد السعودي أكثر بكثير مقارنة بالفرد الإيراني. انظر إلى متوسط العمر المتوقع، فإن كان المرء يعيش في السعودية، فإنه سيعيش أربع سنوات أكثر مقارنةً بمن يعيش في إيران. انظر إلى نظامنا الصحي والتعليمي. وانظر إلى إصلاحاتنا الاجتماعية والاقتصادية في السعودية. ففي السعودية، لم يتم حظر أي منصة تواصل اجتماعي قط، بينما بالنسبة لإيران، فإنها تستمر في حظر منصات التواصل الاجتماعي. إننا دولة تريد أن تكون جزءًا من النظام العالمي. إننا نفتخر بقيمنا، ونفتخر بعاداتنا. ونحن نسعى للتماشي مع روح العصر دون انتهاج طابع الغرب أو الشرق، وإننا نمضي قُدمًا بناءً على قيمنا. الأهم أننا نسير إلى الأمام، لدينا رؤية تمضي قُدمًا، بينما لديهم رؤية رجعية. لدينا رؤية 2030، بينما هم لديهم رؤية 1979، وهذه هي المشكلة، إنه صراعٌ في الرؤى بين السعودية وإيران.

المحاور شين سميث: لقد كان هناك قرار مثير للجدل من قِبل إدارة ترامب بالانسحاب من صفقة إيران النووية، وأنا أقول عنه مثير للجدل لأنه كان مثيرًا للجدل في الداخل إضافة إلى أن الأوروبيين قرروا عدم مجاراة أمريكا، وعندما تحدثت مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قال إن هذا شيء جيد لكنه قال إن ذلك من الممكن أن يؤدي إلى زيادة القدرة النووية لإيران، وفي تلك الحالة يتوجب على إسرائيل أن تتصرف، ما هو موقف السعودية بخصوص الانسحاب من الصفقة؟ وما هي بعض التبعات لو حاولت إيران تسريع برنامجها النووي؟
الأمير خالد بن سلمان: حسنًا في بادئ الأمر، نحن نقول بشكل صريح أننا ندعم قرار الرئيس لأنه على حق، إنه محق. ما فعلته الصفقة هو الإيقاف المؤقت لسلاح لا يمتلكه النظام الإيراني، ولكنها زادت بالمقابل من قوة كل سلاح آخر يمتلكه النظام، وزادت قدرتهم على إطلاقهم حروب غير تقليدية وزيادة ميزانية الحرس الثوري الإيراني وزيادة ميزانية حزب الله وزيادة ميزانية الحوثيين، إن عدد الصواريخ البالستية التي تم إطلاقها على المملكة بعد الصفقة النوويةاكبر من تلك التي قبل الصفقة النووية.

المحاور شين سميث: إذا للإيضاح، من الممكن أنها أبطأت أو أوقفت قدرتهم على امتلاك سلاح نووي ولكنها زادت من تمويل الجماعات الإرهابية مثل حزب الله والحوثيين.
الأمير خالد بن سلمان: أجل، وما أقوله هو أننا ربما تمكنا بشكل مؤقت من إيقاف أسلحة الدمار الشامل، ولكننا خلقنا دمارًا شاملًا في الشرق الأوسط. وعندما دعمنا قرار الرئيس أوباما بالتوقيع على الصفقة توقعنا من إيران أن تكون أحد الفاعلين الذين يتحلون بالمسؤولية في المنطقة وتوقف أنشطتها التخريبية. ولكننا رأينا نتيجة عكس ذلك، رأينا إيران تزيد من حدة أنشطتها التخريبية وتزيد من دعمها للميليشيات في المنطقة وتزيد من عدم الاستقرار في المنطقة. ولهذه الأسباب نحن ندعم قرار الرئيس بالانسحاب من الصفقة النووية.

المحاور شين سميث: إذا انسحبت من الصفقة والآن هناك نوع من النزاع بين الولايات المتحدة وأوروبا على هذا الشأن، إيران تزيد من أنشطتها العنيفة وإسرائيل تستعد بشكل ما لهذا الأمر وربما هو الحال مع السعودية وكذلك دول الخليج. ألا يعني ذلك بأننا نذهب في الاتجاه الخاطئ؟ ألا يعني ذلك بأننا نبتعد عن السلام ونتجه نحو حرب تقليدية؟
الأمير خالد بن سلمان: حسنًا، في سؤالك أنت تقول بأننا نسير في الاتجاه الخاطئ، دعني أقول لك ماذا كان الاتجاه الذي كنا نسير فيه قبل الانسحاب من الصفقة النووية؛ كنا نرى أنشطة مدمرة بشكل أكبر في سوريا وأنشطة مدمرة بشكل أكبر في العراق وأنشطة مدمرة بشكل أكبر في لبنان وأنشطة مدمرة بشكل أكبر في اليمن، 160 صاروخ باليستي تم اطلاقها تجاه السعودية من ضمنها العاصمة – أحدى دول مجموعة العشرين – إذا فإن أفعال إيران هي ما كان يؤدي نحو صراع أكبر، إذا قمنا بالضغط على إيران وجعلناهم يدفعون الثمن نظير ما فعلوه فسيؤدي ذلك إلى العكس، فبشكل أساسي سوف يؤدي ذلك إلى إيقاف تصعيد إيران المستمر الذي كان سيؤدي بنا إلى صراع أكبر في المنطقة، ولهذا السبب يجب أن نستعمل كل الأدوات المتاحة لدينا وأن تكون جميع الخيارات مطروحة على الطاولة.

المحاور شين سميث: وما هي تلك الأدوات؟
الأمير خالد بن سلمان: في بادئ الأمر يجب علينا أن نحل هذه المسألة دبلوماسيًا، ويجب علينا أن نزيد من الضغوط الاقتصادية على إيران للوصول لوضع أفضل في الشرق الأوسط.

المحاور شين سميث: في أمريكا يبدو أن هناك مأزق، فكما تعرف هناك العديد من الفاعلين والعديد من الأسماء والعديد من المترادفات، وفي كثير من الأحيان يتم التبسيط إلى أن الشيعة ضد السنّة. ما أكبر شيئين يمكنك تبسيطهما قد يؤديان إلى.. لن أقول السلام في الشرق الأوسط فذلك يبدو.. ولكن إلى التخفيف من حدة التصعيد والتوترات؟
الأمير خالد بن سلمان: في البداية، الخلاف بين السعودية وإيران ليس متعلّق بالسنة والشيعة بل هو عبارة عن تصادم في الرؤى كما قلت. فنحن لدينا رؤية ذات نظرة مستقبلية لتحسين اقتصادنا وجعل حياة مواطنينا أفضل في المملكة والدفع بمجتمعنا للأمام، ولنتمكن من تحقيق ذلك الهدف نحن نريد أن يكون لدينا منطقة مستقرة ومسالمة ومزدهرة ونحن نريد زيادة التعاون التجاري. ولكن إيران تريد أن تفعل العكس، فلديها سياسة توسعيّة حيث يريدون بشكل أساسي السيطرة على بلدان في المنطقة كما أن لديهم نشاطات مدمرة في المنطقة تؤدي إلى العودة بالمنطقة للخلف وليس الدفع بها للأمام، وهذا هو سبب الخلاف. لقد دعمنا الحكومة العراقية في محاربة داعش، وفي الجهة الأخرى نحن ندعم الحكومة اليمنية في محاربة الحوثيين وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب. إيران دومًا ما تكون على الجانب الطائفي، ونحن في السعودية دومًا ما نكون على الجانب الحكومي والمؤسساتي، وهناك اختلاف كبير بين موقفنا والموقف الإيراني.

المحاور شين سميث: سيقول الإيرانيون إن السعودية مولت لنشر الوهابية؛ وبالتالي، هي غذت التطرف من الجانب السني، ما هو ردك على ذلك؟
الأمير خالد بن سلمان: هذا قطعًا غير صحيح. من كان عدو أسامة بن لادن الأول؟ من هو عدو داعش الأول؟ ما ينبغي عليك فعله هو الاستماع لهم، استمع لهؤلاء الإرهابيين وما يقولون. إن عدوهم الأول هو السعودية والولايات المتحدة. لم تقم القاعدة بشن أي هجوم على إيران. بينما تعرضت السعودية عبر تاريخها لأكثر من 130 هجوم إرهابي، بما في ذلك على الحكومة السعودية. لذا، من غير المنطقي أن نقوم بتمويل أي شيء قد يهدد بلادنا بشكل أساسي. بالإضافة إلى ذلك، لقد قال أسامة بن لادن بوضوح في وثائقه التي عثرت عليها الولايات المتحدة في أبوت أباد إن إيران كانت ممولا لأنشطتهم بالأساس، وأضاف بأن إيران تساعدهم لوجستيًا، وفي مجمل حديثه عن إيران وصفها بالشريك ضد السعودية والولايات المتحدة. استمع لما يقوله أسامة بن دلان وأنظر إلى وثائقه واسمع أيضًا لما يقولونه في تسجيلاتهم الصوتية، إنهم يستهدفون السعودية والولايات المتحدة. علاوة على ذلك، كان يتواجد ابن أسامة بن لادن، حمزة، في إيران وكان يصدر تسجيلات صوتية ضد السعودية من هناك.

المحاور شين سميث: لقد زرت إيران والسعودية، إن الشيء الوحيد الذي فاجأني كعامل متشابه بين الثقافتين هو التركيبة السكانية الشبابية في السعودية وإيران. في السعودية يبدو وأن هناك توجه هائل من الشباب نحو التغيير والعصرنة وجميع أنواع التحركات الاجتماعية. وفي طهران، خصوصًا الشباب الذين يتابعون القنوات الفضائية ولديهم أقارب في لوس انجلوس أو لندن، والذين يحظون بنفس العقلية تقريبًا، لماذا هنالك اختلاف كبير سياسيًا. هناك شباب لدى كل الدولتين لا يبدون بعيدين كل البعد عن بعضهم البعض، ولكن من الناحية السياسة تبدو الدولتان في اتجاه مختلفٍ كليًا؟
الأمير خالد بن سلمان: إليك الفرق الكبير، وبالمناسبة أعتقد أن الشعب الإيراني شعبٌ عظيم وهو شعب يريد بناء بلاده فعلًا والمضي قدمًا بالبلاد، وهم يستحقون الأفضل، ولكن الفرق الكبير هو أن هناك متطرفين في السعودية ولكنهم أقلية تلاحقهم الدولة وهاربة من العدالة، بينما في ايران هناك متطرفين وهم أقلية لكنهم هم من يديرون البلاد. هذا هو الفرق الكبير بيننا وبين إيران. تمعن فيمن ذكرتهم من الشعب الإيراني الذين يعيشون في الخارج، بما في ذلك الولايات المتحدة. هناك الملايين من الإيرانيين يعيشون في الولايات المتحدة وألمانيا ودول أخرى في أوروبا، هل رأيت أي أقلية سعودية تعيش في أوروبا أو الولايات المتحدة؟ لقد أرسلنا مئات الآلاف من الطلاب إلى الولايات المتحدة، ورجع أكثر من 98% منهم إلى البلاد، لماذا؟ ما هو السبب وراء ذلك؟ لأن لديهم أمل ويرغبون بتقدم بلدهم إلى الأمام، لأنهم يشعرون بأن بلدهم تسير في الاتجاه الصحيح، وحتى نسبة 1.5% من الطلاب الذين استمروا في البقاء بالولايات المتحدة، قابلت بعضهم ووجدت أنهم يعملون في جوجل ويوتيوب وغيرها من الشركات في الولايات المتحدة. إن مشاريعهم المستقبلية في السعودية وهم يريدون العودة لأن السعودية طموحة في خدمة شعبها والمضي قدما بالبلاد، إن السعودية مختلفة عن النظام المتطرف في إيران.

المحاور شين سميث: أعرف بأنك مشغول ولكن لدي بضعة الأسئلة فقط، إذا تحدثت للإيرانيين سيقولون إن السعودية لديها قواعد عسكرية أمريكية، وتركيا عضو في حلف الناتو، وباكستان معقل التطرف وطالبان، وأفغانستان لديها طالبان والجيش الأمريكي، إنهم يقولون بأنهم محاطون، ما قولك في ذلك؟
الأمير خالد بن سلمان: أولًا، ليس هناك قواعد أمريكية في السعودية حاليًا. ثانيًا، هل تخبرني بأن أنشطة ايران هي ردة فعلٍ؟ لا أعتقد بأن ذلك صحيح، إذا كانت ردة فعل، لماذا قاموا بتفجير مبنى في الأرجنتين عام 1994؟ لماذا قاموا باغتيال قائد معارضة في مطعم مكينوس في برلين في ألمانيا؟ لماذا حاولوا اغتيال السفير السعودي في واشنطن؟ لماذا أنشأوا ميليشيا طائفية على غرار حزب الله في نيجيريا ؟ إن ما يفعلونه مذكور في دستورهم، إنهم يريدون تصدير الثورة عبر أي وسيلة متاحة، وهذا ما كانوا يفعلونه منذ1979، إن هدفهم الاستراتيجي لم يتغير أبدًا، لقد تغيرت تكتيكاتهم خلال الأربعين عامًا التي مرت، وهذا ما يفعلونه منذ 1979.

المحاور شين سميث: قيل الكثير من الأمور حول القيادة الجديدة في بلدكم. مثلك ومثل أخيك. هل يمكنك فضلًا أن تخبرنا برأيك كيف ستكون المنطقة في الخمس والعشر سنوات القادمة؟
الأمير خالد بن سلمان: ما أراه في السعودية هو أنه تحت قيادة الملك وولي العهد، لدينا خطة طموحة ومشوقة لقيادة اقتصادنا نحو الأمام، لقيادة مجتمعنا نحو الأمام، لقيادة بلدنا نحو الأمام، لتطوير نظام التعليم، ونظام الصحة، وتطوير اقتصادنا، وتوفير بيئة للسياحة، وتوفير الترفيه، والاستثمار داخل السعودية وخارجها، وكنا ناجحين في ذلك منذ أن أُعلن عن رؤية 2030. وأنا اعتقد بأنه على الدول في المنطقة أن تكرر التجربة السعودية، يجب أن نكون دول تنظر نحو الأمام. نحن فخورون بماضينا، ماضينا مشرق، ولكن يجب أن ننظر إلى المستقبل على أنه أكثر إشراقًا. وتلك هي رؤيتنا، الناس في المنطقة لا يجب أن يتم استغلالهم من قبل داعش أو القاعدة، أو النظام الإيراني لخوض حروبهم الخاصة. عليهم أن يعملوا نحو تطوير بلدانهم. وقيادة بلدانهم نحو الأمام وأن يكون لديهم اقتصاد مزدهر. وخلق الوظائف، وخلق الفرص، وذلك هو ما نبحث عنه في السعودية.

المحاور شين سميث: ولكن إن كنت تسير نحو الأمام، ولنفترض أن الإمارات العربية المتحدة تسير نحو الأمام والبحرين تسير نحو الأمام. ماذا سيحدث لو قالت إيران لا، سنستمر في عملنا، سنستمر في التوسع سنستمر في رعاية...
الأمير خالد بن سلمان: علينا أن نعمل في السعودية سويًا مع المجتمع الدولي لردع أي بلد ينتهك القانون الدولي، أو يعيد العالم إلى الخلف، أو يقوم في بناء ميليشات إرهابية. هذا هو الخيار الوحيد. وذلك ما قلته تمامًا في مقالتي، علينا أن نردع هذه الأنشطة قبل أن يقع صراع أكبر لا نرغب به جميعا.

المحاور شين سميث: كما أنك اقتبست في مقالتك– وهو الأمر الذي أجده مثيرًا للاهتمام – من علي رضا زاكاني الذي قال: "هناك ثلاث عواصم عربية أصبحت بالفعل تابعة للثورة الإسلامية [الإيرانية]، وهي بيروت وبغداد ودمشق. إن كان هذا هو ما يحدث، إلى أي أحد سيصلون؟
الأمير خالد بن سلمان: في الواقع لقد ذكروا أربعة عواصم، بيروت وبغداد ودمشق، والرابعة هي صنعاء في اليمن. وأنا لا اعتقد بأن اليمنيين يريدون أن يحتل النظام الإيراني بلدهم. فهم يريدون أن يكون بلدهم مستقلا، ويجب أن يكون مستقلاً. لديهم بلد رائع وشعب عظيم. ولا أظن بأن الشعب اللبناني يريد أن يكون جزءًا من إيران. ومثلما قال حسن نصر الله قائد حزب الله في أحد مقاطع الفيديو القديمة بأنه لا يجب أن تكون لبنان دولة مستقلة، بل يجب أن تكون جزءًا من أيدلوجية إيران التوسعية. ولا اعتقد بأن الشعب اللبناني يريد ذلك. ولا اعتقد بأن الشعب العراقي يريد ذلك. ولا اعتقد بأن الشعب السوري يريد ذلك. ولا اعتقد أن أي أحد في المنطقة يريد أن يكون جزءًا من إيران. بل يريدون تحسين بلدانهم والمضي قدمًا.

المحاور شين سميث: يبدو بأن الناس تتحد وتقف في المنطقة ضد إيران. هل يدعم صاحب السمو الملكي محمد بن سلمان تغيير الحكم في ايران؟
الأمير خالد بن سلمان: سياستنا في السعودية هي عدم التدخل في الشؤون السياسية الداخلية للبلدان. والأمر يعود للشعب الإيراني كي يتخذوا القرار. والأمر ليس عائدًا لنا. ولكننا نرى بأن الشعب الإيراني يقوم بالمظاهرات، ونرى بأن الشعب غير سعيد. وذلك لأن النظام بدلًا من أن يصلح الاقتصاد، يقوم بصرف الأموال على أنشطة في المنطقة لا علاقة لها بالشعب الإيراني أو الاقتصاد الإيراني، ولا تخدم الأمن القومي الإيراني ولا الشعب الإيراني.



السعودية تستقبل طلائع الحجاج بالترحاب... والورود

استقبال مهيب وترحيب بقدوم ضيوف الرحمن (واس)
استقبال مهيب وترحيب بقدوم ضيوف الرحمن (واس)
TT

السعودية تستقبل طلائع الحجاج بالترحاب... والورود

استقبال مهيب وترحيب بقدوم ضيوف الرحمن (واس)
استقبال مهيب وترحيب بقدوم ضيوف الرحمن (واس)

استقبلت السعودية، الخميس، أولى طلائع حجاج بيت الله الحرام لأداء مناسك الحج لهذا العام 1445هـ، وكذلك القادمون ضمن مبادرة «طريق مكة»، حيث استقبل مطار الملك عبد العزيز في جدة أولى رحلات المستفيدين من المبادرة من بنغلاديش، في حين استقبل مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بمنطقة المدينة المنورة أولى الرحلات القادمة من تركيا وباكستان.

السفير السعودي في بنغلاديش يودّع الحجاج (واس)

واستقبلت جوازات مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة، أولى رحلات ضيوف الرحمن القادمين من جمهورية أفغانستان، وكان في استقباله السفير البنغلاديشي لدى المملكة الدكتور محمد جاويد باتواري، وقائد قوات الجوازات للحج اللواء الدكتور صالح بن سعد المربع، والرئيس التنفيذي لشركة مطارات جدة المهندس مازن بن محمد جوهر، ووكيل وزارة الحج والعمرة لشؤون الحج الدكتور عايض الغوينم.

إنهاء سريع للإجراءات منذ لحظة وصول الحاج للأراضي السعودية (واس)

كما استقبل سفير باكستان لدى السعودية السفير أحمد فاروق، والقنصل العام الباكستاني بجدة خالد مجيدزن، الحجاج من باكستان، والذين يقدَّر إجمالي عددهم لموسم الحج، هذا العام، بنحو 179210 حجاج. وسيؤدي نحو 50 في المائة من إجمالي الحجاج الباكستانيين المناسك تحت مظلة الحج الحكومي، بينما يؤديها البقية عبر الشركات الخاصة.

وأكدت «الجوازات» تسخير إمكاناتها كافة؛ لتسهيل إجراءات دخول الحجاج من خلال دعم منصات المنافذ الدولية الجوية والبرية والبحرية بأحدث الأجهزة التقنية التي يعمل عليها كوادر بشرية مؤهلة بلغات ضيوف الرحمن، في حين سيصل تباعاً، اليوم، رحلات المستفيدين من مبادرة طريق مكة، من مملكة ماليزيا، وتركيا.

واستقبلت شركة مطوفي حجاج الدول الأفريقية غير العربية،، أول فوج لضيوف الرحمن من الحجاج القادمين من جنوب أفريقيا، والبالغ وعددهم 49 حاجاً، وأبدى رئيس مجلس إدارة الشركة، الدكتور أحمد عباس سندي، سعادته الغامرة بوصول أول أفواج ضيوف الرحمن.

حفاوة في استقبال الحجاج بكل المنافذ السعودية (واس)

وكان في استقبال الحجاج بمقر إقامتهم في مكة المكرمة فريق شركة «إثراء الخير»، برئاسة الدكتور محمد زواري، ومديرو الفروع محمد خالد علوي، ووليد خالد علوي، وعلي عادل علوي، وتضمّن الاستقبال تقديم هدايا تذكارية للحجاج.

وللعام السادس، تُواصل وزارة الداخلية تنفيذ مبادرة «طريق مكة» ضمن برنامج خدمة ضيوف الرحمن؛ أحد برامج «رؤية السعودية 2030»، وذلك عبر صالات مخصصة في 11 مطاراً بـ7 دول هي المغرب، وإندونيسيا، وماليزيا، وباكستان، وبنغلاديش، وتركيا، وكوت ديفوار.

وتهدف مبادرة «طريق مكة» إلى توفير خدمات نقل ذات جودة عالية لضيوف الرحمن من الدول المستفيدة منها إلى المملكة، ويشمل ذلك استقبالهم وإنهاء إجراءاتهم في بلدانهم بسهولة ويسر، بدءاً من إصدار تأشيرة الحج إلكترونيّاً، وأخذ الخصائص الحيوية، مروراً بمهام المديرية العامة للجوازات لإنهاء إجراءات دخول المملكة من مطار بلد المغادرة بعد التحقق من توافر الاشتراطات الصحية، وترميز وفرز الأمتعة وفق ترتيبات النقل والسكن بالمملكة، والانتقال مباشرة إلى الحافلات؛ لإيصالهم إلى مقار إقامتهم بمنطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، بمسارات مخصصة، في حين تتولى الجهات الشريكة إيصال أمتعتهم إليها.

تقديم الرعاية للحجاج منذ لحظة وصولهم (واس)

وتنفذ وزارة الداخلية المبادرة في عامها السادس، بالتعاون مع وزارات «الخارجية، والصحة، والحج والعمرة، والإعلام»، والهيئة العامة للطيران المدني، وهيئة الزكاة والضريبة والجمارك، والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا»، وبرنامج خدمة ضيوف الرحمن، في حين سجلت المبادرة منذ انطلاقها في 2017 خدمة (617756) حاجاً.

من جهتها أطلقت وزارة الحج والعمرة في السعودية مؤخراً بطاقة «نسك»، والتي سيجرى العمل بها، خلال حج هذا العام، في إطار سعيها المتواصل لتوفير كل ما من شأنه راحة ضيوف الرحمن والاستفادة من الإمكانات التقنية لتسهيل رحلتهم الإيمانية. وتتيح البطاقة، التي تتوفر أيضاً بنسخة رقمية على تطبيقيْ «نسك» و«توكلنا»، للحجاج الاستفادة من مجموعة واسعة من المزايا والخدمات.

استقبال مهيب وترحيب بقدوم ضيوف الرحمن (واس)

كما حذّرت الوزارة، في وقت سابق، الراغبين في أداء المناسك من الوقوع ضحية الحملات الوهمية التي تعلن خدماتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدة متابعتها باستمرار تلك الإعلانات، وتأمل في تعاون الجميع بالإسهام في مكافحتها والإبلاغ عنها، والالتزام بالأنظمة والقوانين.

كبار العلماء

من جانبها، قالت «هيئة كبار العلماء»، إن الالتزام باستخراج التصريح مستند إلى ما تقرره الشريعة من التيسير ‏على العباد، في القيام بعبادتهم وشعائرهم، ورفع الحرج عنهم، مبيّنة أن الإلزام به جاء لتنظيم العدد بما يمكّن الجموع الكبيرة من أداء الشعيرة بسكينة وسلامة.

ورود وترحيب حارّ بضيوف الرحمن في المطارات السعودية (واس)

وأضافت، في بيان، أن الالتزام باستخراجه يتفق والمصلحة المطلوبة شرعاً، حيث ترسم الجهات الحكومية المعنية بتنظيم الحج خطة الموسم بجوانبها المتعددة؛ الأمنية، والصحية، والإيواء والإعاشة، والخدمات الأخرى، وفق الأعداد المصرَّح لها، وكلما توافق معها عدد الحجاج كان ذلك محققاً لجودة خدماتهم، ويدفع ما يعوق تنقلاتهم وتفويجهم، ويقلل مخاطر الازدحام والتدافع.

وأشارت الهيئة إلى أن الضرر المترتب على الحج دون تصريح لا يقتصر على الحاج، وإنما يتعدى إلى غيره من الملتزمين بالنظام، ومن المقرر شرعاً أن الضرر المتعدي أعظم إثماً من الضرر القاصر، مؤكدة أن الالتزام به هو من طاعة ولي الأمر في المعروف، و«لا يجوز الذهاب للحج دون أخذه، ويأثم فاعله؛ لما فيه من مخالفة أمر ولي الأمر الذي ما صدر إلا تحقيقاً للمصلحة العامة».


ولادة الحكومة الكويتية تنتظر «الوزير المحلّل»

شبح الحلّ يحوم فوق مجلس الأمة الكويتي (كونا)
شبح الحلّ يحوم فوق مجلس الأمة الكويتي (كونا)
TT

ولادة الحكومة الكويتية تنتظر «الوزير المحلّل»

شبح الحلّ يحوم فوق مجلس الأمة الكويتي (كونا)
شبح الحلّ يحوم فوق مجلس الأمة الكويتي (كونا)

تزداد في الكويت أجواء التشاؤم، مع اقتراب موعد الجلسة الافتتاحية لمجلس الأمة الكويتي (البرلمان)، التي حدِّدت بمرسوم أميري لتُعقد يوم الثلاثاء المقبل (14 مايو - أيار الجاري)، في ظلّ عدم قدرة رئيس الوزراء المكلف (حتى الآن) على إقناع أيٍّ من نوّاب مجلس الأمة بالمشاركة في حكومته.

ومُنح رئيس الوزراء الجديد الشيخ أحمد عبد الله الأحمد الصباح مزيداً من الوقت، حيث أُجِّل عقد الجلسة الافتتاحية إلى 14 مايو الجاري، رغم أن أغلبية أعضاء المجلس عقدوا جلسة افتتاحية «شكلية» في 21 أبريل (نيسان) الماضي. وعيِّن الشيخ محمد العبد الله في 15 أبريل (نيسان) الماضي، رئيساً لمجلس الوزراء وكلِّف بترشيح أعضاء الوزارة الجديدة، وذلك بعد اعتذار رئيس حكومة تصريف الأعمال الشيخ محمد صباح السالم الصباح عن عدم تشكيل الحكومة المقبلة، بعد أيام من تقديمه استقالة حكومته إلى أمير البلاد في السادس من أبريل الماضي، على أثر إعلان نتائج الانتخابات النيابية التي شهدتها البلاد في الرابع من الشهر نفسه.

واقعياً، حسب الخبير الدستوري الدكتور محمد الفيلي، «لا يوجد نصّ يُلزم رئيس الوزراء المكلف مدة زمنية لتشكيل الحكومة»، لكن موعد انعقاد جلسة مجلس الأمة، هو الذي لا يمكن تأجيله. وفي هذه الحالة، حسب الفيلي لـ«الشرق الأوسط»، «حكومة تصريف العاجل من الأمور يمكنها أن تحضر... لكننا سندخل وقتها في مرحلة جديدة من الإنهاك السياسي».

ويضيف: «الكرة في ملعب الحكم؛ هل يلعب بِنَفَسٍ طويل، بأن يسمح للمجلس بالانعقاد ويقوم بتكوين لجانه، ثم ينسحب ليفسح الوقت لمزيد من المفاوضات... أو يختار حلّ المجلس».

البحث عن «وزير محلّل»

يتوقف تشكيل الحكومة في الكويت، على وجود ما يسمى بـ«الوزير المحلل»، حيث ينصّ الدستور في المادة (56) على أن «يكون تعيين الوزراء من أعضاء مجلس الأمة ومن غيرهم»، وجرى العرف على أن يكون واحد (على الأقل) من أعضاء مجلس الأمة المنتخبين عضواً في مجلس الوزراء، ليصبح «الوزير المحلل»، ويحتفظ هذا الوزير بمنصبه في السلطتين التشريعية والتنفيذية.

لكن حتى الآن لم يُبدِ أي نائب في البرلمان المنتخب موافقته على دخول التشكيلة الحكومية، في حين ذكرت أنباء أن عدداً من النواب فوتحوا لدخول الحكومة ولكنهم عبَّروا عن رفضهم لهذا المقترح.

وبسبب الأداء الحكومي خلال السنوات الماضية، والعلاقة المتأزمة مع البرلمان، وبسبب فشل عديد من المشاريع الإنمائية، يرى عدد كبير من النواب أن العمل في الحكومة يمثل بالنسبة إليهم «محرقة سياسية»، خصوصاً مع النتائج السلبية في الانتخابات التي حصدها مرشحون كانوا وزراء سابقين قياساً إلى النتائج المرتفعة التي كانوا يحققونها بعيداً عن مقاعد الحكومة.

ما الحلّ؟

ورغم أن الشدّ والجذب بين رئيس الوزراء المكلف وأعضاء مجلس الأمة المنتخبين بشأن قبولهم الانضمام إلى حكومته، ومنحها شرعية التشكيل، فإنه لم يحدث مسبقاً أن أُغلق الباب نهائياً أمام دخول «الوزير المحلل» في التشكيلة الحكومية، في هذه الحالة النادرة يمكن أن تواجه البلاد مأزقاً سياسياً ربما يقود إلى حلّ مجلس الأمة والدعوة لانتخابات جديدة، كما يمكن -حسب خبراء قانونيين- أيضاً اللجوء لعزل الرئيس المكلف واختيار رئيس وزراء جديد قادر على الاتفاق مع المجلس النيابي.

الخبير الدستوري الكويتي الدكتور محمد الفيلي

وبرأي الخبير الدستوري الكويتي الدكتور محمد الفيلي، فإنه إذا تعذر حتى موعد انعقاد جلسة مجلس الأمة (14 مايو الجاري) تشكيل الحكومة الجديدة بما يتضمن وجود «الوزير المحلل» بطبيعة الحال، فإنه يلزم عقد الجلسة، وفي هذه الحالة يتعين على حكومة تصريف الأعمال حضور الجلسة، حيث يعد حضور الأمير افتتاح الجلسة الأولى من دور الانعقاد من ضمن المتطلبات الدستورية للافتتاح، ويمكنه وفق حكم المادة 104 من الدستور أن ينيب عنه رئيس مجلس الوزراء، وهذا شرط لانعقاد الجلسة الأولى من دور الانعقاد المقبل.

ويوضح الفيلي قائلاً: «حكومة تصريف العاجل من الأمور هي ابتداءً (حكومة)، وهذا يعني أنها تمارس كل الاختصاصات المنوطة بالحكومة، ولكن الوصف اللاحق بها، وهو تصريف العاجل من الأمور، يقود منطقياً لحصر اختصاصاتها في هذا الإطار، وحيث إن استقالة الحكومة لا تعني انعدام وجودها كجهاز، خصوصاً أن مبرر العاجل من الأمور ينطلق كذلك من القاعدة الدستورية التي توجب حضور الحكومة في جلسات المجلس. للمشاركة في أعمال المجلس أو على الأقل فيما هو مهم جداً لاستمرار السلطة التشريعية في ممارسة دورها».

من الخيارات الممكنة، برأي الفيلي، منح رئيس الوزراء المكلف مهلة إضافية، لكي يتمكن من تشكيل حكومته وفق الاشتراطات الدستورية. كما يمكن للأمير (رئيس الدولة) إقالة رئيس الوزراء المكلف، وتعيين رئيس مجلس وزراء جديد، لديه القدرة على التعامل مع أعضاء مجلس الأمة.

من الخيارات، حسب الفيلي، أن يلجأ الأمير إلى حلّ مجلس الأمة، لكي يختار الناخبون مجلساً جديداً يمكنه التعاون مع رئيس الوزراء في تشكيل الحكومة، وهذا الرأي الدستوري يوافق ما ذهب إليه قانونيون دستوريون في الكويت، مع تباين في ترجيح المخارج الممكنة لهذه الأزمة.

النواب: الأزمة أبعد من قضية «وزير محلل» (الشرق الأوسط)

نواب: أبعد من «وزير محلل»

في هذا الوقت عقد عدد من النواب اجتماعاً (اليوم الخميس) في مجلس الأمة دعوا فيه رئيس الوزراء المكلف للأخذ بعين الاعتبار النتائج التي أسفرت عنها الانتخابات الأخيرة في الرابع من أبريل الماضي، وأوضح النائب عبد الهادي العجمي، أن ثمانية أعضاء اجتمعوا (الخميس) في مكتبه في مجلس الأمة لبحث استحقاقات المرحلة المقبلة.

وقال العجمي: «يجب أن يكون تشكيل الحكومة وفقاً لاتجاهات وعناصر المجلس الجديد... وإذا لم يلتزم رئيس الوزراء، فالنواب المجتمعون سيستخدمون كل أدواتهم الدستورية».

قبل ذلك، قال النائب عبد الكريم الكندري في منشور عبر «إكس»: «إن رئيس الوزراء الذي لا يستطيع استكمال تشكيل الحكومة رغم حصوله على مدة لم يحصل عليها غيره هو من يجب أن يُعفى، لا أن يتم الدفع أو التحريض على حل مجلس الأمة الذي لم يقسم أعضاؤه حتى الآن»، مشيراً إلى أن «الشعب لا يتحمل فشل رئيس الحكومة. واستسهال الحل لا يختلف عن تعليق الدستور».

أما النائب فايز الجمهور فقال: «لا أحد يعرف إلى أين الكويت ذاهبة»، ومضى يقول عبر منصة «إكس»: «حالة إحباط كبيرة في وسط الشعب الكويتي بسبب تأخير التشكيل الحكومي وتعطيل مصالح المواطنين. البلد شبه منشلّ؛ مشاريع تنموية معطلة، لا قيادات، لا رؤية، لا هدف، لا خطة لا فريق عمل حكومي، لا أحد يعرف إلى أين الكويت ذاهبة للأسف».

أما النائب عبد العزيز الصقعبي، فقال: «إن المشكلة ليست في الوزير المحلل... بل في غياب الرؤية والمشروع، وفي حكومة ضعيفة بلا صلاحيات، ووزراء لا يستطيعون اتخاذ أبسط القرارات في وزاراتهم. نحن نعاني أزمة ثقة في استقرار المشهد السياسي».

النائبة جنان بوشهري، دعت رئيس الوزراء المكلف الشيخ أحمد العبد الله، أو رئيس السن النائب صالح عاشور، إلى توجيه الدعوة لاجتماع نيابي - حكومي موسَّع يشارك به رئيس الوزراء المكلف وفريقه، وأعضاء مجلس الأمة، لحسم أي خلاف –إن وُجد– وعرض أي تحفظات من أي جانب فيما يتعلق بالوزير المحلل.

وقالت بوشهر: «إن كان منصب الوزير المحلل هو المعضلة في تشكيل الوزارة فإن الحوار المشترك بين رئيس الوزراء المكلف وفريقه وأعضاء مجلس الأمة كفيل بالخروج منها بنتيجة إيجابية، للمحافظة على الإجراءات الدستورية ومواعيدها».

لكنَّ النائب محمد جوهر حيات كشف عن أن العدد الأكبر من نواب مجلس الأمة لم يُفاتحوا لدخول التشكيلة الوزارية، وقال حيات في حلقة نقاشية نظمتها الحركة الكويتية التقدمية بعنوان «القوانين المقيدة للحريات»: «كل يوم يبتدعون قضية يشغلون فيها البرلمان، واليوم بدأوا في قضية الوزير المحلل ويصرون على أن النواب لا يريدون أن يكونوا محللين، ولم يتحدثوا سوى مع عدد قليل لا يتجاوز ستة أعضاء وبعضهم طلب مهلة للردّ وهناك 44 نائباً لم يكلمهم أحد عن الوزارة».


فيصل بن فرحان ومحمد مصطفى يبحثان تطورات غزة ورفح

الأمير فيصل بن فرحان يستقبل محمد مصطفى في الرياض (الخارجية السعودية)
الأمير فيصل بن فرحان يستقبل محمد مصطفى في الرياض (الخارجية السعودية)
TT

فيصل بن فرحان ومحمد مصطفى يبحثان تطورات غزة ورفح

الأمير فيصل بن فرحان يستقبل محمد مصطفى في الرياض (الخارجية السعودية)
الأمير فيصل بن فرحان يستقبل محمد مصطفى في الرياض (الخارجية السعودية)

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي، الخميس، مع محمد مصطفى رئيس الوزراء وزير الخارجية الفلسطيني، المستجدات في فلسطين، لا سيما التطورات في قطاع غزة ومدينة رفح.

واستعرض الجانبان خلال استقبال الأمير فيصل بن فرحان لمصطفى، في الرياض، سبل تعزيز علاقات التعاون بين البلدين، وناقشا أولويات الحكومة الفلسطينية وبرنامج عملها.

رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى لدى وصوله إلى الرياض (الخارجية السعودية)

كان مصطفى قد وصل إلى الرياض مساء الأربعاء، في زيارة للمملكة هي الثانية منذ توليه رئاسة الحكومة الفلسطينية خلال مارس (آذار) الماضي، واستقبله في مطار الملك خالد الدولي، المهندس وليد الخريجي، نائب وزير الخارجية السعودي.


نيودلهي تؤكد شراكتها الاستراتيجية مع الرياض وتكشف عن نشرها 12 سفينة حربية في البحر الأحمر

موكتيش بارديشي مساعد وزير الخارجية الهندي للشؤون الخارجية (تصوير: عبد الرحمن القحطاني)
موكتيش بارديشي مساعد وزير الخارجية الهندي للشؤون الخارجية (تصوير: عبد الرحمن القحطاني)
TT

نيودلهي تؤكد شراكتها الاستراتيجية مع الرياض وتكشف عن نشرها 12 سفينة حربية في البحر الأحمر

موكتيش بارديشي مساعد وزير الخارجية الهندي للشؤون الخارجية (تصوير: عبد الرحمن القحطاني)
موكتيش بارديشي مساعد وزير الخارجية الهندي للشؤون الخارجية (تصوير: عبد الرحمن القحطاني)

أكد موكتيش بارديشي، مساعد وزير الخارجية الهندي للشؤون الخارجية، التزام بلاه الشراكة الاستراتيجية مع السعودية، لافتاً إلى أن حصة الحجاج الهنود لهذا العام بلغت أكثر من 175 ألف نسمة.

وأشار إلى أن نيودلهي نشرت أكثر من 12 سفينة حربية شرق البحر الأحمر لتوفير الأمن ضد القراصنة، مشدداً على قلق الهند البالغ إزاء التهديدات الحوثية للملاحة البحرية.

لقاءات ناجحة

بارديشي تحدث إلى «الشرق الأوسط» عن أهداف زيارته الرياض ومضامين اللقاءات التي أجراها مع المسؤولين السعوديين، وقال: «تأكيداً لالتزامنا الازدهار المتبادل والتعاون بمختلف المجالات، شاركتُ في سلسلة لقاءات مكثفة في الرياض، بغية تعزيز العلاقة طويلة الأمد والشراكة متعددة الأوجه بين الهند والمملكة من جانب، وبين الهند ودول مجلس التعاون الخليجي من جانب آخر».

وأوضح أنه بحثت مع نائب وزير الحج، الدكتور عبد الفتاح مشاط، «الترتيبات اللوجيستية وتطويرات البنية التحتية لضمان تجربة حج سلسة ومريحة لحجاجنا، وكجزء من حصة الحج لعام 2024، سيبدأ إجمالي 175.025 ألف حاج هندي رحلتهم الروحانية إلى المملكة»، إضافةً إلى بحث أوضاع الجالية الهندية بالسعودية، التي يبلغ عددها 2.4 مليون نسمة، وسبل الاستفادة من المبادرات المستقبلية، التي تهدف إلى تحسين رفاهيتهم بشكل عام واندماجهم داخل المجتمع السعودي.

شراكات استراتيجية

موكتيش بارديشي مساعد وزير الخارجية الهندي للشؤون الخارجية (تصوير: عبد الرحمن القحطاني)

ولفت إلى أنه ناقش مع الدكتور سعود الساطي، نائب الوزير للشؤون السياسية بالخارجية السعودية، سبل تعزيز العلاقات الدبلوماسية والتعاون في المسائل ذات الاهتمام المشترك، إلى جانب استكشاف سبل التعاون الاقتصادي، ومع الدكتور رعد البركاتي، الرئيس والمدير التنفيذي للمركز السعودي للشراكات الاستراتيجية الدولية، فرص الاستثمار بمجالات البنية التحتية ونقل التكنولوجيا.

وناقش أيضاً مع مساعدَي الوزراء لشؤون الكهرباء والبترول والغاز د.ناصر القحطاني ومحمد إبراهيم على التوالي، التعاون في مجال الطاقة.

وبحث المسؤول الهندي مع الدكتور عبد العزيز العويشق، الأمين العام المساعد لدول مجلس التعاون الخليجي، تعزيز العلاقات الهندية - الخليجية، وتوسيع التعاون بمجالات التجارة والأمن والتبادل الثقافي.

العلاقات السعودية - الهندية

وقال بارديشي: «منذ الاستقلال، تطورت العلاقات الهندية - السعودية إلى شراكة استراتيجية متعددة الأوجه، وذات منفعة متبادلة، تشمل التبادلات الثقافية والتعاون الدفاعي والأمني ​​والتجارة والاستثمارات والرعاية الصحية والتكنولوجيا وأمن الطاقة والأمن الغذائي».

وأضاف: «حصلت العلاقات الثنائية على مزيد من الزخم مع زيارات رئيس وزرائنا للمملكة في عامي 2016 و2019، وزيارات ولي العهد رئيس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان، للهند في عام 2019، حيث أُنشئ مجلس الشراكة الاستراتيجية الهندية - السعودية».

وأشار بارديشي إلى زيارة الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، الهند من 9 إلى 11 سبتمبر (أيلول) 2023 للمشاركة في قمة قادة مجموعة العشرين، واصفاً الزيارة بأنها «تاريخية وحققت نجاحاً هائلاً، إذ عززت الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، خصوصاً أنه خلال الزيارة جرى توقيع مذكرات تفاهم واتفاقيات مختلفة من الجانبين في مختلف المجالات، فكانت زيارة ولي العهد السعودي للهند».

وقال: «نرى أن (رؤية المملكة 2030) توفر فرصاً هائلة توسع الشراكة الهندية - السعودية، تشمل الطاقة المتجددة والصحة والإسكان والسياحة والزراعة والأمن الغذائي وتصنيع الأغذية، والخدمات اللوجيستية، وتنمية المهارات، والفضاء، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات... تعد (رؤية 2030) مكمِّلة لسياسات الهند الخاصة مثل (صنع في الهند)، و(الهند الرقمية)، و(الهند الناشئة)».

موكتيش بارديشي مساعد وزير الخارجية الهندي للشؤون الخارجية (تصوير: عبد الرحمن القحطاني)

وتابع: «كان الإعلان عن مشروع الممر بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا (IMEEC) خلال زيارة ولي العهد السعودي، بمثابة حدث تاريخي، سيوفر فرصاً في مجالات الاتصال والخدمات اللوجيستية والطاقة والبيانات، ويعزز تعاوننا الاقتصادي، وسنحافظ على الزخم والعمل على إبرام الاتفاقات الأولية في المجال».

التجارة والاقتصاد

شدد مساعد وزير الخارجية الهندي على أن بلاده تعد ثاني أكبر شريك تجاري للمملكة، في حين أن المملكة هي رابع أكبر شريك تجاري للهند، مبيناً أن قيمة التجارة البينية، تبلغ نحو 52.75 مليار دولار (2022 - 2023)، بينما بلغت قيمة الصادرات الهندية إلى المملكة 11.56 مليار دولار بين عامي 2023 و2024.

ووفق بارديشي، فإن السعودية تعدّ شريكاً رئيسياً للهند في ضمان أمن الطاقة، مبيناً أن المملكة كانت ثالث أكبر مصدر للنفط الخام للهند في فترة 2022 - 2023.

وأضاف بارديشي: «كان التركيز سابقاً على الطاقة المتجددة. والعام الماضي وقَّع البلدان اتفاقية بشأن الاتصال بالشبكة، والتطوير المشترك للمشاريع، والإنتاج المشترك للهيدروجين الأخضر النظيف والطاقة المتجددة».

ولفت إلى أن قطاع الطاقة أسهم في تنويع سلة التجارة، وتضاعفت صادرات الهند على مدى السنوات الخمس الماضية، وتشمل المواد الغذائية، والمنسوجات، وقطاع السيارات والآلات، مشيراً إلى المشاريع المشتركة، وتبادل الابتكار.

العلاقات الاستثمارية

وأكد بارديشي أن الشركات الهندية استثمرت في المملكة بمجالات الإدارة والاستشارات والإنشاءات والاتصالات السلكية واللاسلكية، إلى جانب تكنولوجيا المعلومات والخدمات المالية والأدوية، فيما استقبلت بلاده استثمارات صندوق الاستثمارات العامة؛ وبعض الشركات المملوكة للدولة والخاصة.

وقال: «تتمتع الهند بقطاع الشركات الناشئة النابض بالحياة، حيث قررنا مؤخراً تعميق تعاوننا في هذا القطاع، من خلال إطلاق جسر للشركات الناشئة»، مشيراً إلى أن اتفاقية ممر الهند والشرق الأوسط وأوروبا تعزز مجالات الاتصال والمواصلات والخدمات اللوجيستية، وتغيّر قواعد اللعبة لربط ثلاث قارات.

التجربة الهندية في خضمّ التهديدات الحوثية

وحول الموقف الهندي من التهديدات التي تشهدها منطقة البحر الأحمر، قال بارديشي: «تشكل الهجمات على السفن التجارية مصدر قلق للهند، ما يؤثر في الروابط التجارية ويعرِّض حياة البحارة للخطر، ولذا تدعم الهند مبدأ حرية الملاحة في البحر الأحمر».

موكتيش بارديشي مساعد وزير الخارجية الهندي للشؤون الخارجية (تصوير: عبد الرحمن القحطاني)

ووفق بارديشي، فإن الهند تراقب عن كثب التطورات في المنطقة، إلى جانب التحذيرات الأمنية لمختلف وكالات الشحن للتعامل مع أي هجوم محتمَل، ولذا تحافظ البحرية الهندية على وجود قوي في خليج عدن والمحيط الهندي لمساعدة السفن التجارية على المرور الآمن.

وأوضح أن بلاده نشرت أكثر من 12 سفينة حربية شرق البحر الأحمر لتوفير الأمن ضد القراصنة، حيث حقّق أفراد البحرية الهندية، بما في ذلك قوات الكوماندوز الخاصة، مع عديد من السفن والقوارب الصغيرة خلال الأشهر الماضية، وصعدوا على متن كثير من هذه السفن من أجل حماية حرية الملاحة في المياه الدولية.

وتابع بارديشي: «كانت هناك عدة حوادث جاءت فيها البحرية الهندية لإنقاذ سفن الشحن المعرَّضة للهجوم. وفي حادث وقع في يناير (كانون الثاني) 2024، استجابت المدمرة البحرية الهندية (INS Visakhapatnam) بنجاح لنداء استغاثة من السفينة التجارية (M.V.Genco Picardy) التي ترفع علم جزيرة مارشال، عقب هجوم بطائرة من دون طيار شنه الحوثيون».

وزاد: «في مارس (آذار) 2024، استولت القوات البحرية الهندية، بما في ذلك قوات الكوماندوز الخاصة، على سفينة شحن في بحر العرب اختطفها قراصنة صوماليون وأنقذت 17 من أفراد الطاقم. استسلم جميع القراصنة الخمسة والثلاثين، الذين كانوا على متن سفينة الشحن (MV Ruen) التي ترفع العلم المالطي، وجرى فحص السفينة بحثاً عن وجود أسلحة وذخائر وممنوعات غير قانونية».

وشرح بارديشي أن البحرية الهندية جاءت لإنقاذ الناقلة «MV Andromeda Star»، التي تعرضت لهجوم صاروخي من المسلحين الحوثيين بالقرب من اليمن في 26 أبريل (نيسان)، ونشرت البحرية الهندية المدمرة «INS Kochi» لمساعدة الناقلة، وأجرت استطلاعاً جوياً وأطلقت عملية للتخلص من الذخائر المتفجرة، موضحاً أن فريقاً لتقييم التهديد أبلغ عن سلامة جميع أفراد الطاقم الثلاثين، بمن في ذلك 22 هندياً.


مغادرة أولى رحلات المستفيدين من مبادرة «طريق مكة» من بنغلاديش وماليزيا وباكستان

أولى الرحلات المغادرة من بنغلاديش إلى السعودية (واس)
أولى الرحلات المغادرة من بنغلاديش إلى السعودية (واس)
TT

مغادرة أولى رحلات المستفيدين من مبادرة «طريق مكة» من بنغلاديش وماليزيا وباكستان

أولى الرحلات المغادرة من بنغلاديش إلى السعودية (واس)
أولى الرحلات المغادرة من بنغلاديش إلى السعودية (واس)

غادرت أولى رحلات ضيوف الرحمن المستفيدين من مبادرة «طريق مكة»، إلى السعودية من بنغلاديش الشعبية، وماليزيا وباكستان، ضمن برنامج خدمة ضيوف الرحمن أحد برامج رؤية السعودية 2030، الذي يهدف إلى إنهاء إجراءات ضيوف الرحمن من بلدانهم.

أولى الرحلات من باكستان الإسلامية عبر صالة المبادرة في مطار جناح الدولي بمدينة كراتشي (واس)

وغادرت أولى الرحلات من بنغلاديش عبر صالة المبادرة بمطار حضرة شاه جلال الدولي في العاصمة دكا، بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين لدى بنغلاديش عيسى الدحيلان، ورئيس الطيران المدني مفيد الرحمن، كما غادرت رحلة من ماليزيا، عبر صالة المبادرة في مطار كوالالمبور الدولي، متجهة إلى مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بمنطقة المدينة المنورة، كما غادرت رحلة من باكستان الإسلامية، عبر صالة المبادرة في مطار جناح الدولي بمدينة كراتشي، متجهة إلى مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بمنطقة المدينة المنورة.

مبادرة طريق مكة إحدى مبادرات وزارة الداخلية ضمن برنامج خدمة ضيوف الرحمن أحد برامج رؤية السعودية 2030 (واس)

يُذكر أن مبادرة طريق مكة إحدى مبادرات وزارة الداخلية ضمن برنامج خدمة ضيوف الرحمن أحد برامج رؤية السعودية 2030؛ وتهدف إلى إنهاء إجراءات ضيوف الرحمن من بلدانهم، بدءاً من إصدار التأشيرة إلكترونياً وأخذ الخصائص الحيوية، ومروراً بإنهاء إجراءات الجوازات في مطار بلد المغادرة بعد التحقق من توفر الاشتراطات الصحية، إضافة إلى ترميز وفرز الأمتعة وفق ترتيبات النقل والسكن في المملكة، وعند وصولهم ينتقلون مباشرة إلى حافلات لإيصالهم إلى مقار إقامتهم في مكة المكرمة والمدينة المنورة بمسارات مخصصة، في حين تتولى الجهات الخدمية إيصال أمتعتهم إلى مساكنهم.

أولى الرحلات المغادرة من بنغلاديش عبر صالة المبادرة بمطار حضرة شاه جلال الدولي في العاصمة دكا (واس)


السعودية تدين اعتداء المستوطنين على مقر وكالة «الأونروا» في القدس

شعار وزارة الخارجية السعودية (الشرق الأوسط)
شعار وزارة الخارجية السعودية (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تدين اعتداء المستوطنين على مقر وكالة «الأونروا» في القدس

شعار وزارة الخارجية السعودية (الشرق الأوسط)
شعار وزارة الخارجية السعودية (الشرق الأوسط)

أعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة المملكة الاعتداء السافر من قبل مستوطنين إسرائيليين على مقر وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، في القدس المحتلة، الذي تم تحت مراقبة ونظر شرطة الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت، في بيان لها: «تحمّل المملكة الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية تكرار هذه الجرائم التي تُرتكب بحق المدنيين العُزّل والعاملين في المنظمات الإنسانية والإغاثية»، مطالبة المجتمع الدولي بـ«العمل الجاد لوقف كل الانتهاكات القانونية والإنسانية ومحاسبة الاحتلال على جرائمه المتواصلة دون الالتزام بأبسط القوانين والأعراف الدولية».


محمد بن سلمان وزيلينسكي يبحثان مستجدات الأزمة الأوكرانية - الروسية

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (الخارجية السعودية)
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (الخارجية السعودية)
TT

محمد بن سلمان وزيلينسكي يبحثان مستجدات الأزمة الأوكرانية - الروسية

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (الخارجية السعودية)
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (الخارجية السعودية)

بحث الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، الأربعاء، مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مستجدات الأزمة الأوكرانية - الروسية، والجهود الرامية لحلّها.

واستعرض الجانبان، خلال اتصال هاتفي، تلقاه ولي العهد السعودي من الرئيس الأوكراني، العلاقات الثنائية بين البلدين، وناقشا عدداً من القضايا ذات الاهتمام المشترك.


السعودية تواصل تنفيذ مبادرة «طريق مكة» في 11 مطاراً بـ7 دول

جانب من استقبال أولى رحلات الحجاج المستفيدين من مبادرة «طريق مكة» العام الماضي (واس)
جانب من استقبال أولى رحلات الحجاج المستفيدين من مبادرة «طريق مكة» العام الماضي (واس)
TT

السعودية تواصل تنفيذ مبادرة «طريق مكة» في 11 مطاراً بـ7 دول

جانب من استقبال أولى رحلات الحجاج المستفيدين من مبادرة «طريق مكة» العام الماضي (واس)
جانب من استقبال أولى رحلات الحجاج المستفيدين من مبادرة «طريق مكة» العام الماضي (واس)

واصلت وزارة الداخلية السعودية تنفيذ مبادرة «طريق مكة» للعام السادس على التوالي عبر 11 مطاراً في 7 دول هي «المغرب وإندونيسيا وماليزيا وباكستان وبنغلاديش وتركيا وكوت ديفوار»، وذلك ضمن برنامج خدمة ضيوف الرحمن، أحد برامج رؤية المملكة 2030.

وتهدف المبادرة إلى توفير خدمات نقل ذات جودة عالية لضيوف الرحمن من الدول المستفيدة منها إلى المملكة، ويشمل ذلك استقبالهم وإنهاء إجراءاتهم في بلدانهم بسهولة ويسر، بدءاً من إصدار تأشيرة الحج إلكترونياً وأخذ الخصائص الحيوية، مروراً بمهام المديرية العامة للجوازات لإنهاء إجراءات الدخول إلى المملكة من مطار بلد المغادرة بعد التحقق من توافر الاشتراطات الصحية، وترميز وفرز الأمتعة وفق ترتيبات النقل والسكن في المملكة، والانتقال مباشرة إلى الحافلات لإيصالهم إلى مقار إقامتهم في منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، بمسارات مخصصة، في حين تتولى الجهات الشريكة إيصال أمتعتهم إليها.

وتنفذ وزارة الداخلية السعودية المبادرة في عامها السادس بالتعاون مع وزارات «الخارجية والصحة والحج والعمرة والإعلام»، والهيئة العامة للطيران المدني وهيئة الزكاة والضريبة والجمارك، والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، وبرنامج خدمة ضيوف الرحمن.

وأسهمت المبادرة في تقديم خدمات ذات جودة عالية لـ617 ألفاً و756 حاجاً في بلدانهم منذ إطلاقها عام 2017.


السعودية تضم 3 دول إلى قائمة المؤهلين لـ«تأشيرة الزيارة إلكترونياً»

مبنى وزارة السياحة السعودية (الشرق الأوسط)
مبنى وزارة السياحة السعودية (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تضم 3 دول إلى قائمة المؤهلين لـ«تأشيرة الزيارة إلكترونياً»

مبنى وزارة السياحة السعودية (الشرق الأوسط)
مبنى وزارة السياحة السعودية (الشرق الأوسط)

ضمن جهود السعودية في تقديم تجربة سياحية لا تنسى لزوارها من مختلف دول العالم، أعلنت وزارة السياحة في البلاد، الأربعاء، انضمام مواطني 3 دول جديدة، هي «كومنولث جزر البهاما، وبربادوس، وغرينادا» إلى قائمة الدول التي يمكن لمواطنيها الحصول على تأشيرة زيارة المملكة إلكترونياً، ليصل بذلك عدد الدول إلى 66 دولة.

وتأتي الخطوة الجديدة امتداداً للجهود الرامية لتعزيز انفتاح المملكة وتواصلها مع العالم، بالإضافة لتحقيق أهداف «رؤية المملكة 2030» المتعلقة بالنهوض بالقطاع السياحي، فهي تستهدف رفع أعداد السياح القادمين من الخارج إلى 70 مليون سائح بحلول العام 2030.

وبجانب مواطني الـ66 دولة، تتاح التأشيرة السياحية لـ7 فئات أخرى، وهم المقيمون في الولايات المتحدة الأميركية أو المملكة المتحدة أو دول الاتحاد الأوروبي، وحاملو تأشيرات الزيارة الأميركية والبريطانية، وحاملو تأشيرات «الشنغن»، والمقيمون في دول مجلس التعاون الخليجي كافة.

وتتيح التأشيرة السياحية لحاملها زيارة المملكة لأهداف السياحة أو العمرة خارج موسم الحج، وزيارة الأهل والأصدقاء، وحضور الفعاليات والمعارض والمؤتمرات، وتمنح المملكة تأشيرة المرور للمسافرين عبر الخطوط السعودية وطيران «ناس» الإقامة لمدة 96 ساعة في المملكة قبل إكمال الرحلة إلى وجهتهم النهائية.

وكانت وزارة السياحة قد أطلقت تأشيرة الزيارة في27 سبتمبر (أيلول) 2019، ضمن جهودها لإتاحة الفرصة أمام السياح والزوار من تلك الدول لاستكشاف ما تمتلكه المملكة من وجهات وإمكانات سياحية هائلة، والمشاركة في الفعاليات السياحية والترفيهية، والتعرف على الثقافة السعودية وتقاليدها الأصيلة.

وتعتزم وزارة السياحة المضي قدماً في التوسع بنظام تأشيرات الزيارة الإلكترونية ليشمل دولاً ومناطق إضافية، تزامناً مع عمليات التطوير والتوسع الجارية للبنية التحتية لقطاع السياحة في المملكة.


دعم سعودي للمنظمات الخيرية الدولية والأممية بـ10 ملايين دولار

المهندس أحمد البيز مساعد والطيب آدم عقب توقيع المذكرة في الرياض (واس)
المهندس أحمد البيز مساعد والطيب آدم عقب توقيع المذكرة في الرياض (واس)
TT

دعم سعودي للمنظمات الخيرية الدولية والأممية بـ10 ملايين دولار

المهندس أحمد البيز مساعد والطيب آدم عقب توقيع المذكرة في الرياض (واس)
المهندس أحمد البيز مساعد والطيب آدم عقب توقيع المذكرة في الرياض (واس)

وقّعت السعودية عبر ذراعها الإنسانية مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، مذكرة دعم مالي مشترك مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، وبموجب هذه المذكرة سيتم تسليم تبرع بعض الفائزين في مسابقة «لاعبون بلا حدود» بنسختها الرابعة التي نظمها الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية 2023، بجوائزهم البالغة 10 ملايين دولار للمنظمات الخيرية الدولية والأممية.

وتأتي مذكرة الدعم المالي لمساعدة الأطفال في حالات الطوارئ والأزمات المهمشة في الصومال، وبنغلاديش وبوركينا فاسو، يستفيد منها 1.579.929 فرداً، بينما سيخصص مبلغ 5 ملايين و500 ألف دولار من التبرع لصالح منظمة (يونيسيف).

ويأتي ذلك في إطار سلسلة منظومة المشروعات الإنسانية والإغاثية التي تنفذها السعودية عبر ذراعها الإنسانية لدعم الفئات المحتاجة في جميع دول العالم. ووقّع المذكرة، المهندس أحمد البيز مساعد، المشرف العام على المركز للعمليات والبرامج، والطيب آدم، ممثل منظمة «يونيسيف» في منطقة الخليج، في مقرّ المركز بالرياض الاثنين الماضي.