17 مرشحاً يتنافسون على رئاسة الحكومة التونسية

ترجيحات بأن يعلن الرئيس سعيّد عن مرشحه بعد غد

TT

17 مرشحاً يتنافسون على رئاسة الحكومة التونسية

أكدت رشيدة النيفر، المكلفة الاتصال مع وسائل الإعلام في قصر قرطاج، أن الرئيس التونسي قيس سعيد قد يعلن اسم الشخصية التي ستقود الحكومة المقبلة قبل الموعد الدستوري المحدد غداً (الاثنين) كحد أقصى.
وكشفت قائمة المرشحين المعلنة من قبل الأحزاب والكتل البرلمانية تقدم 17 مرشحاً للمنافسة على رئاسة الحكومة، إثر فشل حكومة الحبيب الجملي في نيل ثقة البرلمان. ومن المنتظر أن يحسم الرئيس خلال الساعات المقبلة بين المتنافسين، وفق ما ينص عليه الفصل 89 من دستور البلاد.
ولئن اكتفى الرئيس سعيد بالمشاورات الكتابية مع الأحزاب السياسية والكتل البرلمانية تحت ذريعة «ضيق هامش التعديل والتشاور المباشر بين الأحزاب البرلمانية والرئيس»، فإنه وفي إطار توسيع المشاورات وضمان حزام سياسي ودعم اجتماعي للحكومة المقبلة، عقد مجموعة من اللقاءات المباشرة، التي شملت قيادات المنظمات الوطنية، كما التقى نور الدين الطبوبي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل (نقابة العمال)، وسمير ماجول رئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة (مجمع رجال الأعمال)، وعبد المجيد الزار رئيس اتحاد الفلاحة والصيد البحري (نقابة الفلاحين)، وراضية الجربي رئيسة اتحاد المرأة.
ووفق تصريحات صدرت عن قيادات سياسية ورؤساء منظمات وطنية ونقابية، فإن الرئيس التونسي «حريص على احترام الدستور، وما يفرضه من إجراءات تخص مراحل اختيار رئيس الحكومة، ومجال تدخله في هذا الاختيار، كما يسعى إلى الخروج من أزمة تشكيل الحكومة في أقرب الآجال»، بعد فشل المحاولة الأولى التي قادها الحبيب الجملي، مرتكزاً في ذلك على احترام المعايير التي وضعتها رئاسة الجمهورية في الاختيار، والتي تشدد على النزاهة والكفاءة، دون إغفال ضرورة أن يحظى المرشح بدعم الأحزاب في البرلمان لضمان الأغلبية المطلقة، المحددة بـ109 أصوات.
في هذا السياق، أكدت منى كريم، أستاذة القانون الدستوري، ضرورة إعلان الرئيس عن الشخصية المرشحة لرئاسة الحكومة في أجل 10 أيام، تنتهي غداً (الاثنين)، موضحة أن لرئيس الجمهورية الحرية في اختيار «الشخصية الأقدر» على قيادة الحكومة، سواء من الأسماء التي طرحتها الأحزاب السياسية أو من خارجها.
وأكدت في هذا السياق أن الفصل 89 من الدستور «لم يحدد معايير الاختيار لشخصية رئيس الحكومة، وعملية تكليفه تعتمد بالأساس على سلطة تقديرية مطلقة»، مشيرة إلى أن عملية التشاور مع الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان تبقى ضمن «الاستشارة غير الملزمة»، على حد تعبيرها.
في المقابل، تمسك ممثلو الأحزاب السياسية بأن تنحصر خيارات الرئيس ضمن ما اقترح عليه من أسماء. لكن في حال خير الخروج من قائمة الأسماء المرشحة، فإنه مضطر حينها لإجراء مشاورات سياسية مباشرة وعاجلة مع الأحزاب والكتل البرلمانية، قبل الإعلان عن اسم المرشح الجديد حتى يتجنب بذلك أزمة سياسية وينال ثقة البرلمان.
ومن الناحية العملية، يبدو حسابياً أن المنافسة على رئاسة الحكومة ستنحصر بين فاضل عبد الكافي، وزير التنمية والاستثمار والتعاون الدولي السابق، وحكيم بن حمودة وزير الاقتصاد السابق، وقد تميل لفائدة أحدهما في اللحظات الأخيرة، علماً بأن عبد الكافي يحظى بدعم كتلة حركة النهضة (54 صوتاً)، وحزب «قلب تونس» (38 صوتاً)، وكتلة الإصلاح الوطني (15 صوتاً)، وهو ما يعني حصوله على 107 أصوات. أما حكيم بن حمودة فيحظى بدعم حزب «قلب تونس» (38 صوتاً)، وكتلة الإصلاح الوطني (15 صوتاً)، و«حركة الشعب» (15 صوتاً)، وحزب «تحيا تونس» (14 صوتاً)، وبذلك يحصل على 82 صوتاً. غير أن إمكانية تغليب حركة النهضة للمصلحة العامة ومنح أصواتها وزير الاقتصاد السابق في حال عدم ضمان نيل عبد الكافي ثقة البرلمان، قد ترجح كفة حكيم بن حمودة.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».