بطولة أستراليا المفتوحة للتنس: عمالقة ينشدون القياسية... وآخرون لـ«كسر الاحتكار»

تنطلق غداً في ملبورن بمشاركة نخبة من ألمع نجوم اللعبة عالمياً

نادال  (أ.ف.ب)  -  نوفاك (أ.ف.ب)
نادال (أ.ف.ب) - نوفاك (أ.ف.ب)
TT

بطولة أستراليا المفتوحة للتنس: عمالقة ينشدون القياسية... وآخرون لـ«كسر الاحتكار»

نادال  (أ.ف.ب)  -  نوفاك (أ.ف.ب)
نادال (أ.ف.ب) - نوفاك (أ.ف.ب)

تنطلق غدا الاثنين، بطولة أستراليا المفتوحة لكرة المضرب، أولى البطولات الأربع الكبرى في كرة المضرب، مع تركز الأنظار على خمسة لاعبين في منافسات فردي الرجال، حيث يتطلع الصربي نوفاك ديوكوفيتش حامل الرقم القياسي لعدد الألقاب في ملبورن (7) إلى تعزيز رقمه بلقب ثامن في البطولة التي حقق فيها أول ألقابه في البطولات الكبرى في العام 2008.
وفي رصيد نوفاك ابن الـ32 عاما، 16 لقبا في البطولات الكبرى، وتفوق على الإسباني رافايل نادال في نهائي العام الماضي ليطلق العنان لسنة توج خلالها أيضا بلقبه الخامس في بطولة ويمبلدون الإنجليزية، إضافة لخمس دورات رفع من خلالها رصيده إلى 77 لقبا في مسيرته الاحترافية.
ويرشح الكثير من النقاد «نولي» المصنف ثانيا عالميا لمواصلة تألقه هذا الموسم بدءا من ملبورن لتضييق الخناق على نادال المصنف أول حاليا.
وعن عمر الـ38 عاما، لا يزال السويسري روجيه فيدرر «محبوب الجماهير» وحامل الرقم القياسي لعدد الألقاب في البطولات الكبرى (20)، يملك الأسلحة للمنافسة على أعلى المستويات.
ولا يبدو فيدير مقبلا على اعتزال وشيك، ويعتزم هذا العام السعي لتحقيق اللقب الوحيد الغائب عن خزائنه، وهي ذهبية دورة الألعاب الأولمبية في فئة فردي الرجال، وسيحاول نيلها من خلال المشاركة في أولمبياد طوكيو 2020.
ورفع فيدرر عدد ألقابه إلى 6 بلقبين متتاليين في أستراليا عامي 2017 و2018، وسيأمل أن يحقق نتيجة أفضل من العام الماضي حين خرج من الدور الرابع أمام اليوناني ستيفانوس تسيتسيباس الذي يصغره بـ17 عاما.
وستكون الفرصة متاحة أمام الإسباني رافايل نادال المصنف أول عالميا لتوجيه «صفعة» إلى غريمه فيدرر ومعادلة رقمه في الألقاب الكبرى في ملبورن.
وحقق الماتادور الذي بات أول لاعب يتصدر التصنيف العالمي للاعبين المحترفين في ثلاثة عقود مختلفة، لقبا يتيما في أستراليا عام 2009 على حساب فيدرر، وحل وصيفا بعدها أربع مرات. وخسر نادال (33 عاما) النهائي عامي 2017 و2019، إلا أن هذا العام سيكون الحافز أكبر لتحقيق لقب ثان طال انتظاره. ولم يكن يوما لليونان لاعب مثل تسيتسيباس، والرهان مرتفع على ابن الحادية والعشرين الذي باغت فيدرر العام الماضي في طريقه إلى نصف النهائي.
وكان عام 2019 الأفضل لتسيتسيباس وحقق خلاله ثلاثة ألقاب أبرزها بطولة الماسترز الختامية في لندن، حيث تفوق في النهائي على النمسوي دومينيك تييم.
وباستثناء بطولة أستراليا المفتوحة، لم يشكل الشاب اليوناني خطورة تذكر في بطولات الغراند سلام؛ حيث ودع ويمبلدون وبطولة الولايات المفتوحة من الدور الأول فيما خسر أمام السويسري ستانيسلاس فافرينكا في الدور الرابع من رولان غاروس الفرنسية.
وسيسعى تسيتسيباس هذا الموسم لكسر احتكار الثلاثة الكبار على البطولات الكبرى حيث ستكون البداية من ملبورن.
ويصعب الحديث عن الأسترالي نيك كيريوس دون أن تقرن به صفة «المشاغب»، وهو سيحاول أن يكون محط الأنظار على أرضه وبين جماهيره.
واشتهر كيريوس بالضربات الأمامية والإرسالات الساحقة، لكن إذا ما أراد أن يشكل خطرا على المنافسين في بلاده، عليه أن يضبط نفسه مع الحكام واللاعبين والجماهير.
وسيخوض الأسترالي (24 عاما) المنافسات تحت ضغط إيقافه 16 أسبوعا مع وقف التنفيذ المشروط من قبل رابطة اللاعبين المحترفين منذ سبتمبر (أيلول) الماضي؛ حيث وضعته تحت المراقبة لمدة ستة أشهر مع غرامة مالية بقيمة 25 ألف يورو بسبب سلوكه السيئ في الملاعب.
وستكون الفرصة متاحة أمام الأميركية سيرينا ويليامس لكتابة التاريخ ومعادلة الرقم القياسي للأسترالية مارغريت كورت مع 24 لقبا في بطولات الغراند سلام.
لكن ويليامس تواجه منافسة من عدد لا بأس به من اللاعبات، لا سيما من الجيل الجديد، تتقدمهن الأسترالية آشلي بارتي المصنفة أولى عالميا واليابانية ناومي أوساكا حاملة اللقب.
وتجمد رصيد سيرينا منذ فوزها في ملبورن في نهائي 2017 على حساب شقيقتها فينوس. وهي خسرت بعد ذلك أربع مباريات نهائية في بطولات الغراند سلام، ولم تفز خلالها حتى بأي مجموعة.
ومع ذلك، تبقى سيرينا (38 عاما) المصنفة تاسعة عالميا حاليا، مرشحة للفوز في أي بطولة تشارك بها، فكيف الحال في أستراليا حيث أحرزت اللقب سبع مرات.
وافتتحت الأميركية التي دخلت العقد الرابع من الزمن كلاعبة محترفة، الموسم الحالي بطريقة جيدة بتتويجها في دورة أوكلاند النيوزيلندية الأسبوع الماضي، محققة لقبها الثالث والسبعين في مسيرتها الاحترافية، والأول لها منذ أستراليا المفتوحة عام 2017.
وشهد عام 2019 لحظات متفاوتة لليابانية ناومي أوساكا. وعندما حققت لقبها الثاني في البطولات الكبرى في بطولة أستراليا المفتوحة العام الماضي، بدت أوساكا مستعدة وجاهزة للسيطرة على منافسات السيدات.
لكن اليابانية المصنفة ثالثة عالميا، خرجت من الدور الأول في ويمبلدون الإنجليزية وفشلت في الدفاع عن لقبها في بطولة الولايات المتحدة المفتوحة بخروجها من الدور الرابع.
لكن بعد تعيين والدها مدربا لها، ظهرت أوساكا (22 عاما) بالمستوى الذي سمح لها تصدر التصنيف العالمي وحققت لقبين متتاليين في اليابان والصين. وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، عينت البلجيكي ويم فيسات مدربا لها، وهو الرابع في أقل من عام.
وستعول الأسترالية المصنفة أولى عالميا على عاملي الأرض والجمهور في ملبورن، لكن سيتعين عليها الانتظار لمعرفة ما إذا سيشكل ذلك دافعا لها أو ضغطا عليها.
وحققت بارتي (23 عاما)، التي تخلت عن كرة المضرب وخاضت منافسات الكريكيت بين عامي 2014 و2016، لقبها الأول والوحيد في البطولات الكبرى في رولان غاروس الفرنسية 2019.
واحتلت الأسترالية إلى صدارة التصنيف في يونيو (حزيران) وحافظت على مركزها منذ ذلك الحين، وختمت العام الماضي بفوزها في بطولة الماسترز الختامية على حساب الأوكرانية إيلينا سفيتولينا. إلا أنها لم تفتتح الموسم الجديد بطريقة مثالية بعد خسارتها في الدور الثاني من دورة بريزبين الأسترالية الأسبوع الماضي أمام الأميركية الصاعدة من التصفيات جنيفر برايدي، لذا سيكون الضغط كبيرا على كأهليها لتقديم الأفضل أمام مشجعيها.
وستسعى الرومانية المصنفة رابعة عالميا لاستعادة مستواها بعد آلام في الظهر رافقتها منذ فترة.
وفي جعبة هاليب (28 عاما)، المصنفة أولى عالميا سابقا، لقبان في البطولات الكبرى في رولان غاروس 2018 وويمبلدون 2019 حيث تفوقت بسهولة على ويليامس في النهائي بنتيجة 6 - 2 6 – 2، إلا أن الرومانية عانت من آلام في الظهر مع نهاية الموسم الماضي رافقتها لسنوات عدة. وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، نالت هاليب للعام الثالث على التوالي، جائزة اللاعبة المفضلة من المشجعين التي تمنحها رابطة المحترفات.
وفي سن الخامسة عشرة، صعدت الأميركية كوكو غوف من التصفيات وأقصت مواطنتها فينوس ويليامس حاملة اللقب في خمس مناسبات، من الدور الأول في ويمبلدون، قبل أن تخرج من الدور الرابع أمام هاليب التي مضت قدما وحققت اللقب.
ولم يكن الأمر صدفة، إذ بلغت الأميركية الدور الثالث في فلاشينغ ميدوز وحققت لقبها الأول في مسيرتها الاحترافية في دورة لينتس النمساوية.


مقالات ذات صلة

«دورة أستراليا»: البطل السابق فافرينكا يشارك ببطاقة دعوة

رياضة عالمية ستان فافرينكا يشارك في أستراليا المفتوحة (أ.ب)

«دورة أستراليا»: البطل السابق فافرينكا يشارك ببطاقة دعوة

أعلن منظمو بطولة أستراليا المفتوحة للتنس الجمعة أن ستان فافرينكا كان من بين 9 لاعبين حصلوا على بطاقات دعوة للمشاركة في البطولة.

«الشرق الأوسط» (ملبورن)
رياضة عالمية ستيسي أليستر ستتنحى عن منصب مديرة بطولة أميركا المفتوحة العام المقبل (أ.ب)

أليستر مديرة «أميركا المفتوحة» تتنحى عن منصبها بعد نسخة 2025

أعلن الاتحاد الأميركي للتنس أن ستيسي أليستر مديرة بطولة أميركا المفتوحة ستتنحى عن منصبها بعد نسخة 2025 من البطولة الكبرى وستتولى دوراً استشارياً بالاتحاد.

«الشرق الأوسط» (ميامي)
رياضة عالمية من تجهيزات كرات المضرب في لندن (أ.ب)

اتحاد التنس البريطاني يمنع مشاركة المتحولات لضمان العدالة

قال اتحاد التنس البريطاني الأربعاء إنه أجرى تحديثاً لقواعده لمنع النساء المتحولات جنسياً من المشاركة في عدد من بطولات للسيدات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية جانب من مواجهات بطولات التحدي للتنس (رويترز)

زيادة قيمة الجوائز المالية في سلسلة بطولات التحدي للتنس 2025

أعلن اتحاد لاعبي التنس المحترفين الأربعاء جوائز مالية قياسية قدرها 28.5 مليون دولار في سلسلة بطولات التحدي موسم 2025، بزيادة 6.2 مليون دولار عن هذا العام

«الشرق الأوسط» (بنغالورو)
رياضة عالمية البيلاروسية أرينا سابالينكا (أ.ب)

البيلاروسية سابالينكا أفضل لاعبة تنس 2024

حصلت البيلاروسية أرينا سابالينكا على جائزة لاعبة العام لدى اتحاد لاعبات التنس المحترفات للمرة الأولى في مسيرتها.

«الشرق الأوسط» (ميامي)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».