«حماس» تدافع عن علاقتها بإيران وترفض الانتقادات

تصعيد إسرائيلي في غزة من دون وقوع إصابات

TT

«حماس» تدافع عن علاقتها بإيران وترفض الانتقادات

دافع عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» خليل الحية عن علاقة حركته بإيران. وقال الحية، أمس، في تصريحات بثها موقع «حماس» الرئيسي، إن زيارة إيران والمشاركة في تشييع اللواء سليماني؛ «جاءت وفاء للرجل الذي دعم مقاومة الشعب الفلسطيني، ووقوفاً إلى جانب دولة صديقة لنا ولشعبنا ولمقاومتنا».
ونفى الحية أن تكون زيارة إسماعيل هنية إلى إيران على حساب أي دولة أخرى، مشيراً إلى أن هذه الزيارة ليست الأولى لقيادة حركة «حماس» إلى إيران، منتقداً الهجوم الإعلامي ممن وصفهم بـ«أرباب التنسيق الأمني في رام الله، على زيارات الحركة للخارج»، مشيراً إلى أن تلك الزيارات «ليست جديدة، والحركة تسعى من خلالها إلى حشد الدعم والتأييد لشعبنا ومقاومته». وقال إن «حماس» لا تنافس تمثيل منظمة التحرير، «بل هي حركة وطنية فلسطينية لها حضورها»، موضحاً أن مشروع المنظمة ومشروع أوسلو «فشلا، وهما في تهاوٍ وطريق مسدود». وتابع: «نحن لا نسبّ أحداً، ولا نغري الناس بأحد، نقول للناس إن القضية الفلسطينية تعيش حالة استهداف، ادعموها وأيدوها، والاحتلال لا يمكن إزاحته إلا بالمقاومة، فادعمونا، فلماذا يغضبون؟!».
ونوه عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» بأن «تلك الهجمة تدل على شعور أرباب التنسيق الأمني، بالفشل، لأن مشروع التسوية وأوسلو فشل وتهاوى، ولذلك هم يغلفون الفشل بالهجوم على إمكان النجاح، وأنهم يريدون ألا تنكشف عورات التنسيق الأمني وعورات السلطة التي تقصر في كل جانب من الجوانب». واتهم الحية السلطة «بتسميم الحالة الفلسطينية بالاعتقالات السياسية وجلد أبناء شعبنا، وتعذيب أبناء (حماس) ومناصريها في سجون السلطة».
كما أكد أن حركة «حماس» تعمل وفق استراتيجية واضحة من 7 محاور لمواجهة التحديات التي تعصف بالقضية الفلسطينية، متمنياً أن تحقق فيها الحركة إنجازات مع الكل الوطني الفلسطيني. وقال إنه «في ظل الإجراءات الاحتلالية ضد الأرض والإنسان وتهويد القدس، وغول الاستيطان بالضفة، وملاحقة المقاومة فيها، واستمرار حصار قطاع غزة، ومحاولات شطب قضية اللاجئين، وتعقيدات المشهد الفلسطيني؛ فإن (حماس) تقف أمام ذلك بكل مسؤولية، لذلك جعلت لنفسها استراتيجية واضحة لمواجهة هذه الحالة».
إلى ذلك؛ هاجم الجيش الإسرائيلي، فجر أمس الخميس، مواقع تابعة لحركة «حماس» في قطاع غزة رداً على إطلاق 4 صواريخ من القطاع في تصعيد بدد حالة الهدوء الأخيرة. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن طائراته الحربية قامت بقصف «أهداف إرهابية لحماس» في شمال قطاع غزة؛ بما في ذلك منشأة لتصنيع الأسلحة ومجمع مسلح.
ولم يتهم البيان «حماس» بإطلاق الصواريخ، لكنه قال إنه يحمل الحركة المسؤولية عن «كل الأحداث التي تقع في قطاع غزة». وأعلن الجيش أن قصف منشآت «حماس»، جاء رداً على صواريخ اعترضت منظومة «القبة الحديدية» اثنين منها، فيما سقط اثنان آخران في منطقتين غير مأهولتين.
وانطلقت صفارات الإنذار في تجمعات إسرائيلية عدة قرب الحدود مع غزة. وقالت «خدمة إسعاف نجمة داود الحمراء» الإسرائيلية، إنه لم ترد أنباء عن وقوع إصابات أو أضرار جراء الهجوم، ولم تصب الضربات الإسرائيلية أي فلسطينيين في القطاع. ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، لكن تقارير قالت إن المطلقين تابعون لحركة «الجهاد الإسلامي» التي تعد مقربة للغاية من إيران.
وكانت إسرائيل حذرت حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» من محاولة الرد على اغتيال الولايات المتحدة الجنرال الإيراني قاسم سليماني في وقت سابق من هذا الشهر. ولم يصدر حتى الآن رد عن «حركة الجهاد الإسلامي» المدعومة من إيران، والتي خاضت في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي قتالاً استمر لمدة يومين مع إسرائيل بعد اغتيال الأخيرة أحد قادة الحركة العسكريين.
ولا يعتقد أن إسرائيل أو «حماس» يريدان الذهاب إلى جولة قتال جديدة، لكن ثمة مخاوف من أن علاقة إيران مع «حماس» و«الجهاد» قد تتسبب في مثل هذه المواجهة بشكل أسرع.



الحوثيون يزعمون مهاجمة 6 سفن إحداها في «المتوسط»

سفينة الشحن «روبيمار» غرقت بعد أن تعرضت لهجوم صاروخي حوثي (إ.ب.أ)
سفينة الشحن «روبيمار» غرقت بعد أن تعرضت لهجوم صاروخي حوثي (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يزعمون مهاجمة 6 سفن إحداها في «المتوسط»

سفينة الشحن «روبيمار» غرقت بعد أن تعرضت لهجوم صاروخي حوثي (إ.ب.أ)
سفينة الشحن «روبيمار» غرقت بعد أن تعرضت لهجوم صاروخي حوثي (إ.ب.أ)

أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، تنفيذ ضربات اعتراض فوق البحر الأحمر أدّت إلى تدمير 5 طائرات حوثية من دون طيار، بينما تبنت الجماعة الموالية لإيران مهاجمة 6 سفن من بينها سفينة يونانية أصيبت، الثلاثاء، بثلاثة صواريخ دون وقوع خسائر بشرية.

وأوضحت القيادة المركزية الأميركية، في بيان، أن الحوثيين المدعومين من إيران أطلقوا بين الساعة 12:05 ظهراً والساعة 1:40 ظهراً (بتوقيت صنعاء) في 28 مايو (أيار)، 5 صواريخ باليستية مضادة للسفن من المناطق التي يسيطرون عليها في اليمن إلى البحر الأحمر.

وأكد الجيش الأميركي التقارير الملاحية التي أفادت بأن ناقلة البضائع اليونانية التي ترفع علم جزر مارشال والتي تدعى «لاكس» أصيبت بثلاثة صواريخ، وأشار إلى أنها واصلت رحلتها ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات بشرية.

وفي اليوم نفسه بين الساعة 10:04 صباحاً و1:30 ظهراً (بتوقيت صنعاء)، قالت القيادة المركزية إن قواتها نجحت في تدمير 5 طائرات من دون طيار فوق البحر الأحمر، تم إطلاقها من منطقة يسيطر عليها الحوثيون.

وتبين، وفق البيان، أن هذه الطائرات من دون طيار، تمثل تهديداً وشيكاً للسفن التجارية في المنطقة، وأنه يتم اتخاذ هذه الإجراءات لحماية حرية الملاحة وجعل المياه الدولية أكثر أماناً.

في غضون ذلك، ذكرت وكالة «تسنيم» الإيرانية شبه الرسمية، الأربعاء، أن طهران أتاحت للحوثيين في اليمن صاروخاً باليستياً يطلق من البحر وهو الصاروخ «قدر». بحسب ما نقلته «رويترز».

وأضافت الوكالة، التي يعتقد أنها مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني: «تم الآن توفير الصاروخ الباليستي الذي يطلق من البحر، المسمى (قدر)، للمقاتلين اليمنيين (الحوثيين)». وتابعت أن الصاروخ «أصبح سلاحاً قادراً على تشكيل تهديد خطير لمصالح الولايات المتحدة وحليفها الرئيسي في المنطقة الكيان الصهيوني».

هجمات متصاعدة

في ظل التصعيد الحوثي المستمر والضربات الأميركية المضادة، أعلن المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع، في بيان متلفز، الأربعاء، مهاجمة 6 سفن في البحر الأحمر والبحر العربي والبحر الأبيض المتوسط.

سفينة ليبيرية تعرضت لهجوم حوثي في خليج عدن وقُتل 3 من بحارتها (أ.ب)

وتبنى المتحدث الحوثي مهاجمة السفينة اليونانية «لاكس» بشكل مباشر في البحر الأحمر، ما أدى إلى تضررها بشكل كبير، كما ادعى مهاجمة سفينتي «موريا» و«سيليدي» في البحر الأحمر، وسفينتي «ألبا» و«ميرسك هارت فورد» الأميركية في البحر العربي، وسفينة «مينرفا أنتونيا» في البحر الأبيض المتوسط.

ولم تشر أي تقارير ملاحية إلى صدقية المزاعم الحوثية حول هذه الهجمات باستثناء السفينة اليونانية «لاكس» التي تعرضت، الثلاثاء، للإصابة بثلاثة صواريخ في البحر الأحمر، دون أن يحول بينها وبين مواصلة رحلتها.

وكانت الجماعة قد أقرت، الثلاثاء، بتلقي غارتين من «أميركا وبريطانيا»، حسبما وصفت، في منطقة الجبانة في مدينة الحديدة (غرب)، وذلك بعد أن تبنت، مساء الاثنين الماضي، مهاجمة السفينة «مينرفا ليزا» في البحر الأحمر، كما تبنت مهاجمة السفينتين الأميركية «لاريجو ديزرت» والإسرائيلية «ميتشلا» في المحيط الهندي، إلى جانب مهاجمة مدمرتين في البحر الأحمر، دون ورود أي تقارير ملاحية حول إصابة أي سفينة.

طائرة من دون طيار وهمية من صنع الحوثيين معروضة في ساحة بصنعاء (إ.ب.أ)

وتهاجم الجماعة المدعومة من إيران السفن في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، في محاولة منها لمنع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل، بغض النظر عن جنسيتها، وكذا السفن الأميركية والبريطانية. كما أعلنت توسيع الهجمات إلى البحر المتوسط.

في مقابل ذلك، أطلقت واشنطن تحالفاً دولياً، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سمَّته «حارس الازدهار»، لحماية الملاحة في البحر الأحمر، وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها على الأرض، وشاركتها بريطانيا في 4 مناسبات. كما شارك عدد من سفن الاتحاد الأوروبي ضمن عملية «أسبيدس» في التصدي لهجمات الجماعة.

وبلغ عدد الغارات الأميركية والبريطانية ضد الحوثيين على الأرض أكثر من 450 غارة، واعترفت الجماعة بمقتل 40 من عناصرها وإصابة 35 آخرين، جراء هذه الضربات.

وتقول الحكومة اليمنية إن «الجماعة الحوثية تنفذ أجندة إيران في المنطقة، وتسعى للهروب من استحقاقات السلام، وتتخذ من غزة ذريعة للمزايدة السياسية». وتشدد على أن الحلّ ليس في الضربات الغربية ضد الجماعة، ولكن في دعم قواتها الحكومية لاستعادة الأراضي كافة؛ بما فيها الحديدة وموانئها.

وأصابت الهجمات الحوثية نحو 19 سفينة منذ بدء التصعيد، وتسببت إحداها، في 18 فبراير (شباط) الماضي، في غرق السفينة البريطانية «روبيمار» في البحر الأحمر بالتدريج.

مدمرة بريطانية تعترض مُسيَّرة حوثية في البحر الأحمر (رويترز)

كما أدى هجوم صاروخي حوثي في 6 مارس (آذار) الماضي إلى مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف في خليج عدن سفينة «ترو كونفيدنس».

وإلى جانب الإصابات التي لحقت بالسفن، لا تزال الجماعة تحتجز السفينة «غالاكسي ليدر» التي قرصنتها قبل أكثر من 6 أشهر واقتادتها مع طاقمها إلى ميناء الصليف شمال الحديدة وحوّلتها إلى مزار لأتباعها.

وفي أحدث خطبة لزعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، الخميس الماضي، تبنى مهاجمة 119 سفينة أميركية وبريطانية ومرتبطة بإسرائيل، وزعم تنفيذ عملية واحدة باتجاه البحر الأبيض المتوسط، وقال إن جماعته نفذت خلال أسبوع 8 عمليات بـ15 صاروخاً ومسيّرة في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي.

وادعى الحوثي إسقاط طائرتين مسيرتين أميركيتين من طراز «إم كيو 9» خلال أسبوع واحدة في مأرب والأخرى في البيضاء. واعترف بأن جماعته جنّدت نحو 324 ألف شخص منذ بدء الأحداث في غزة.