الجيش يتقدم في صعدة ومقتل 5 متمردين بينهم قيادي

الانقلابيون يواصلون خرق الهدنة ويقصفون القوات المشتركة في الحديدة

TT

الجيش يتقدم في صعدة ومقتل 5 متمردين بينهم قيادي

سيطرت قوات الجيش الوطني اليمني، أمس، على مواقع جديدة في محافظة صعدة، شمال غربي، في الوقت الذي تتواصل فيه معارك عنيفة بين الجيش الوطني وميليشيات التمرد الحوثي في جبهات القتال بمحافظة الضالع، بجنوب البلاد.
وذكرت مصادر عسكرية أن قوات الجيش سيطرت على تباب استراتيجية جديدة في منطقة آل ثابت بمديرية قطابر التابعة لمحافظة صعدة بعد معارك قتل فيها 5 من مسلحي الحوثي بينهم قيادي ميداني. وقال العميد أحمد القطريفي التابع للجيش اليمني، إن القوات الحكومية سيطرت على تبة الربع وتباب مطلة على وادي جلال المحاذي لسوق آل ثابت، بعد دحر ميليشيات الحوثي وإسقاط العشرات من عناصرها بين قتيل وجريح. وأضاف، وفقاً لما نقلت عنه وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ»، أن «المعارك التي دارت بين الجيش والميليشيات أسفرت عن مقتل خمسة حوثيين بينهم قيادي ميداني يكنى بـ(أبو علي)، فيما لاذ آخرون بالفرار تاركين عدداً من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والكثير من الذخائر». وأكد أن «عملية التحرير مستمرة في محور آل ثابت وستمضي بوتيرة منتظمة إلى أن يتم دحر ميليشيات الانقلاب بدءاً من معقلها محافظة صعدة، ووصولاً إلى باقي المحافظات الخاضعة لسلطة الجماعة الإرهابية المدعومة من إيران».
وفي الضالع، شهد محيط بلدة بتار، جنوب غربي قعطبة، شمالاً، معارك عنيفة بين وحدات من القوات المشتركة وميليشيات الانقلاب، عقب محاولة الميليشيات استحداث مواقع جديدة. وقالت مصادر ميدانية، نقل عنها المركز الإعلامي لمحافظة الضالع، إن «وحدات من القوات الجنوبية تخوض معركة عنيفة بعد محاولة الميليشيات استحداث مواقع جديدة في محيط منطقة المواجهات هناك»، مؤكدة أن «القوات الجنوبية استطاعت نقل ميدان المعركة استباقياً صوب الحدود الشرقية لمديرية الحشاء، غرباً، تمهيداً لاقتحامها والسيطرة عليها في قادم الأيام، باعتبارها واحدة من أكبر الأهداف الاستراتيجية المشتركة لعمليات معركة (صمود الجبال) التي أطلقتها القوات الجنوبية أواخر (مايو «أيار») 2019 في مدينة الضالع». وذكر المركز الإعلامي أن «منطقة بلاد الحيقي وحبيل يحيى وجبال العرائف وجبال الحشاء، باتت أهدافاً نارية لوحدات الدروع والمدفعية الجنوبية التي تنفذ مناورات عسكرية متواصلة في المنطقة بعد تحرير معسكر الجب الاستراتيجي وبلدة حجر بالكامل». وبحسب المصدر، نفذت وحدات من القوات الجنوبية المشتركة عملية عسكرية نوعية بأطراف الفاخر، تكللت بالنجاح. وقال إن «القوات الجنوبية استهدفت عدداً من الأطقم والآليات الحربية بعد رصد دقيق، وذلك في الأطراف الغربية لمدينة الفاخر».
وسقط قتلى وجرحى في صفوف ميليشيات الحوثي، الأحد، في معارك مع الجيش الوطني بجبهة مريس، شمال الضالع، حسب ما أكده مصدر عسكري نقل عنه الموقع الرسمي للجيش الوطني «سبتمبر. نت»، إذ قال إن «المواجهات اندلعت أثناء محاولة مجموعة من عناصر الميليشيا الحوثي التسلل، باتجاه مواقع حصن جمعر، والقهره، وينان والخينقي، شمال وغرب منطقة مريس»، مؤكداً أن «قوات الجيش أحبطت محاولة الميليشيا الحوثية، وكبدتها قتلى وجرحى في صفوفها».
وبالانتقال إلى الحديدة على ساحل البحر الأحمر، قصفت ميليشيات الانقلاب مساء أول من أمس، مواقع القوات المشتركة في الجيش الوطني في مديريتي حيس والدريهمي، جنوباً، في إطار خروقاتها وانتهاكاتها للهدنة الأممية في مختلف مناطق جنوب محافظة الحديدة. وقالت مصادر ميدانية إن «عناصر الميليشيات فتحت نيران أسلحتها على مواقع أخرى للقوات المشتركة بالأسلحة الرشاشة المتوسطة، تزامناً مع استهداف مواقع القوات المشتركة في حيس بقذائف بي 10 وقذائف آر بي جي لفترات متواصلة». وذكر أن «خروقات الميليشيات الانقلابية في حيس واستمرار التصعيد العسكري، خلال الساعات الماضية، يأتيان عقب قيام الميليشيات بشن أوسع هجوم على مديرية حيس، وتصدت لها القوات المشتركة وكبدت الحوثيين خسائر فادحة في العتاد والأرواح». كما قتل مدني في منطقة الجاح غرب مديرية بيت الفقيه، جنوب الحديدة، أول من أمس، نتيجة انفجار لغم حوثي به وهو يغادر مزرعته في المنطقة.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».