انطلاق محادثات روسية - تركية حول ليبيا في موسكو

ماكرون دعا لوقف إطلاق نار «دائم وذي صدقية»

المسؤولون الروس والأتراك خلال المحادثات بمقر وزارة الخارجية الروسية (إ.ب.أ)
المسؤولون الروس والأتراك خلال المحادثات بمقر وزارة الخارجية الروسية (إ.ب.أ)
TT

انطلاق محادثات روسية - تركية حول ليبيا في موسكو

المسؤولون الروس والأتراك خلال المحادثات بمقر وزارة الخارجية الروسية (إ.ب.أ)
المسؤولون الروس والأتراك خلال المحادثات بمقر وزارة الخارجية الروسية (إ.ب.أ)

أعلنت وزارة الخارجية الروسية، اليوم (الاثنين)، انطلاق محادثات روسية - تركية حول ليبيا في موسكو.
وكتبت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، عبر حسابها على موقع «فيسبوك»: «وفقاً للاتفاقيات التي تم التوصل إليها في إسطنبول بين الرئيسين الروسي والتركي، فقد انطلق اجتماع روسي - تركي، بشأن التسوية الليبية، في مقر وزارة الخارجية».
وأرفقت المتحدثة صورة ظهر فيها وزيرا دفاع وخارجية البلدين، إلى جانب عدد من المسؤولين.

وأضافت، أن «ممثلي الأطراف الليبية وصلوا (إلى موسكو) وسينضمون قريباً إلى المفاوضات».
من جانبه، شدد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، على ضرورة أن يكون وقف إطلاق النار في ليبيا «ذا صدقية ودائماً ويمكن التحقق منه».
ووفقاً لما أعلنه الإليزيه، اليوم (الاثنين)، في بيان، جاء موقف الرئيس الفرنسي، خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، الذي يجمع في موسكو، الاثنين، رئيس حكومة «الوفاق» الليبية، فايز السراج والمشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني.
وكانت وزارة الخارجية الروسية قد ذكرت في وقت سابق اليوم، أن طرفَي النزاع في ليبيا سيعقدان محادثات في موسكو اليوم. ونقلت وكالة «إنترفاكس» للأنباء، عن مسؤول روسي قوله في وقت سابق اليوم، إن حفتر والسراج سيناقشان إمكانية وقف إطلاق النار.
وكان مسؤول ليبي رفيع، أعلن أنه من المنتظر وصول السراج وحفتر إلى موسكو للتوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار.
وقال رئيس مجلس الدولة (الذي يوازي مجلس أعيان في طرابلس) خالد المشري لتلفزيون «ليبيا الأحرار»، إن التوقيع على هذا الاتفاق سيمهد الطريق لإحياء العملية السياسية.
ونقلت وكالات أنباء روسية عن رئيس فريق الاتصال الروسي بشأن ليبيا، ليف دينغوف، قوله إنه «وفقاً للمعلومات المتوافرة، فإن السراج يصل في أقرب وقت إلى موسكو لإجراء محادثات ستُركّز على التسوية المستقبلية في ليبيا، بما في ذلك إمكان توقيع اتفاق هدنة وتفاصيل هذه الوثيقة»، مشيراً إلى أنه لا عِلم لديه عما إذا كان سيكون هناك لقاء مباشر بين حفتر والسراج.
من جهته، دعا السراج، الليبيين إلى «طي صفحة الماضي»، وقال السراج في خطاب تلفزيوني: «أدعو كل الليبيين إلى طي صفحة الماضي ونبذ الفرقة ورصّ الصفوف للانطلاق نحو السلام والاستقرار».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.