كارثة الطائرة الأوكرانية تضع شرعية النظام الإيراني على المحك

المرشد الإيراني علي خامنئي (يسار) والرئيس حسن روحاني (أرشيف - رويترز)
المرشد الإيراني علي خامنئي (يسار) والرئيس حسن روحاني (أرشيف - رويترز)
TT

كارثة الطائرة الأوكرانية تضع شرعية النظام الإيراني على المحك

المرشد الإيراني علي خامنئي (يسار) والرئيس حسن روحاني (أرشيف - رويترز)
المرشد الإيراني علي خامنئي (يسار) والرئيس حسن روحاني (أرشيف - رويترز)

يواجه حكام إيران من رجال الدين خطر أزمة شرعية وسط تصاعد الغضب الشعبي من طريقة تعامل بلادهم مع حادث تحطم طائرة ركاب، احتاج الجيش إلى ثلاثة أيام للاعتراف بأنه نتيجة صاروخ إيراني أُطلق بالخطأ.
وقالت وكالة «رويترز» للأنباء، إنه وسط غضب شعبي متزايد وانتقادات دولية، أدى اعتراف «الحرس الثوري» الإيراني بالمسؤولية عن تحطم الطائرة إلى تبدد الوحدة الوطنية التي تجلت بعد مقتل أكثر قادة البلاد نفوذاً في غارة أميركية بطائرة مسيّرة في العراق يوم الثالث من يناير (كانون الثاني)، وتجمعت حشود ضخمة في شوارع المدن الإيرانية لتأبين قاسم سليماني وهي تهتف «الموت لأميركا».
لكن منذ تحطم طائرة الخطوط الدولية الأوكرانية، يوم الأربعاء، في حادث قالت كندا والولايات المتحدة مبكراً إنه بسبب صاروخ إيراني وإنْ كان بطريق الخطأ، اشتغلت وسائل التواصل الاجتماعي بانتقادات للمؤسسة الحاكمة.
وحسب «رويترز»، لا يبشر هذا الوضع بالخير بالنسبة للانتخابات البرلمانية التي تُجرى في فبراير (شباط)، عندما يسعى حكام إيران عادةً إلى تحقيق إقبال كبير على التصويت لإظهار شرعيتهم حتى لو لم تغير النتيجة أي سياسة كبرى، لكنهم بدلاً من ذلك يواجهون الآن موجة جديدة من السخط في أعقاب الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي قُتل فيها مئات الأشخاص في نوفمبر (تشرين الثاني).
وقال مسؤول سابق كبير، طلب عدم نشر اسمه: «إنه وقت حساس للغاية بالنسبة إلى المؤسسة، يواجهون مشكلة مصداقية خطيرة، لم يُخفوا الحقيقة فحسب، بل أساءوا إدارة الموقف».
ومنذ قيام «الثورة» في عام 1979، نجح رجال الدين في إيران في التغلب على التحديات التي تواجه قبضتهم على السلطة، لكنّ هذا النوع من انعدام الثقة بين الحكام والمحكومين الذي بدأ في احتجاجات العام الماضي ربما يكون قد تعمق الآن.
وقال دانييل بيمان، كبير باحثي السياسة الخارجية في معهد «بروكنغز» لسياسة الشرق الأوسط: «ستكون هناك ضربة لمصداقية النظام على المدى القصير، وهذا سيساعد في الضغط على النظام نتيجة المشكلات الاقتصادية والسياسية التي واجهها قبل المواجهة الأخيرة مع الولايات المتحدة».
وأظهرت لقطات مصورة على موقع «تويتر» محتجين في طهران، اليوم (السبت)، وهم يهتفون «الموت للديكتاتور» في إشارة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، ولم يتسنّ لـ«رويترز» التحقق بشكل مستقل من اللقطات، وأعقب ذلك انتقادات شديدة في إيران، وأكدت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية اندلاع احتجاجات.
وأصدر «الحرس الثوري» اعتذاراً عن إسقاط الطائرة، قائلاً إن الدفاعات الجوية انطلقت بالخطأ في أثناء حالة تأهب قصوى، وكانت إيران تتوقع عمليات أميركية انتقامية بعد أن ردت على مقتل سليماني بإطلاق صواريخ على قاعدتين عراقيتين تستضيفان قوات أميركية.
وقال مسؤول من المحافظين إنه لا ينبغي تحويل الخطأ إلى سلاح سياسي ضد المؤسسة و«الحرس الثوري»، وهي قوة موازية للجيش التقليدي تأتمر مباشرةً بأمر خامنئي وتحمي النظام الديني.
وقال المسؤول الأمني، لـ«رويترز»: «دعونا نتجنب القسوة الشديدة، كان ذلك وقتاً حساساً وكان الجميع في حالة توتر، لا يمكنك تجاهل ما فعله الحرس لحماية الأمة وهذه الدولة منذ قيام الثورة»، لكن خامنئي، الذي لطالما استشهد بالإقبال على الانتخابات كإشارة إلى شرعية نظام الحكم الديني، قد يجد الآن أن الإيرانيين ليسوا حريصين على إظهار دعمهم.
وقال هشام غنباري، وهو طالب جامعي في طهران: «لماذا يجب أن أصوّت لصالح هذا النظام، لا أثق بهم على الإطلاق. لقد كذبوا علينا بشأن تحطم الطائرة، لماذا يجب أن أثق بهم عندما لا يثقون بالناس بما يكفي ليقولوا الحقيقة؟».
وتبذل الحكومة جهوداً مضنية بالفعل للإبقاء على دوران عجلة الاقتصاد في ظل العقوبات الأميركية المشددة على نحو متزايد التي فرضتها واشنطن بعد انسحابها في عام 2018 من اتفاق طهران النووي مع القوى العالمية، وقد تقلصت صادرات النفط الحيوية بشدة.
وقالت سنام وكيل، كبيرة الباحثين في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مؤسسة «تشاتام هاوس»: «هذه المأساة لن تُنسى ولن يكون من السهل التغلب عليها بالنسبة للسكان الخاضعين للعقوبات والضغط، ليس فقط من الخارج ولكن أيضاً من الدولة»، وقالت سنام: «يمثل هذا الحادث تذكيراً صارخاً بالافتقار الشديد للحوكمة».
ونجا النظام الديني من تحديات أكثر حدة في الماضي، بما في ذلك الحرب التي استمرت ثماني سنوات مع العراق في ثمانينات القرن الماضي، لكنّ قاعدة تأييده القوية، المتمثلة في الطبقات الفقيرة والشرائح الدنيا للطبقة المتوسطة التي كانت الأكثر استفادة من دعم الدولة في الماضي، كانت بين أوائل من خرجوا إلى الشوارع في نوفمبر الماضي، في الاحتجاجات التي أشعلها ارتفاع أسعار البنزين، وهي قضية حساسة بشكل خاص، إذ يعتمد كثيرون على الوقود الرخيص، وسرعان ما تحولت مطالب المحتجين إلى مطالب سياسية بما في ذلك دعوات إلى استقالة الحكام، وذلك قبل أن تسحق السلطاتُ الاحتجاجات.
وتمثل معرفة أن القوات الإيرانية أسقطت الطائرة، سواء عن طريق الخطأ أم لا، ضربة أخرى. وكان كثيرون من الركاب يحملون الجنسية الإيرانية، وغمرت تعليقات الإيرانيين الغاضبة وسائل التواصل الاجتماعي.
وشكا كثيرون من أن السلطات قضت وقتاً في إنكار تحمل مسؤولية تحطم الطائرة أطول مما قضته في التعاطف مع أسر الضحايا.
وقال راي تقية، كبير الباحثين في دراسات الشرق الأوسط بمجلس العلاقات الخارجية: «لقد كانت صدمة للجماهير، مرة أخرى يقتل النظام شعبه بلا مبالاة»، وأردف قائلاً: «هذا يبدد الرواية الزائفة بالفعل بأن مقتل سليماني قد وحّد الشعب الإيراني وراء حكومته».
وفضلاً عن التصويت لاختيار أعضاء البرلمان، ستشهد انتخابات 21 فبراير أيضاً اختيار أعضاء مجلس الخبراء، وهو هيئة دينية ستكون مسؤولة في المستقبل عن اختيار خليفة لخامنئي البالغ من العمر 80 عاماً.



مسيّرات «حزب الله» تقصف إسرائيل للمرة الأولى

الدخان يتصاعد في جنوب لبنان إثر قصف إسرائيلي استهدف المنطقة (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد في جنوب لبنان إثر قصف إسرائيلي استهدف المنطقة (أ.ف.ب)
TT

مسيّرات «حزب الله» تقصف إسرائيل للمرة الأولى

الدخان يتصاعد في جنوب لبنان إثر قصف إسرائيلي استهدف المنطقة (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد في جنوب لبنان إثر قصف إسرائيلي استهدف المنطقة (أ.ف.ب)

قصفت مسيّرات «حزب الله»، أمس (الخميس)، إسرائيل للمرة الأولى، مع تحوّل المواجهات بين الطرفين إلى «حرب استنزاف» وتصاعدها بشكل غير مسبوق وبوتيرة مرتفعة مقارنة مع الأشهر الأولى.

وأعلن «حزب الله» أن مقاتليه هاجموا، أمس، موقع المطلة ‏وحاميته وآلياته بمسيّرة مسلّحة بصاروخي «‏S5»، علماً بأنها المرة الأولى التي يستخدم فيها الحزب هذا النوع من الصواريخ التقليدية غير الموجهة.

وشهدت جبهة الجنوب تصعيداً كبيراً عبر قصف الطرفين مناطق للمرة الأولى، وهو ما يصفه الخبير العسكري، العميد المتقاعد خليل الحلو، بـ«حرب استنزاف» تسعى من خلالها إسرائيل لإنشاء «منطقة عازلة»، في ظل الواقع الذي يفرض على الطرفين عدم الدخول في حرب واسعة.

وجاء هذا التصعيد بعد العمليات العسكرية التي نفذها «حزب الله» الأربعاء، وطالت 3 قواعد عسكرية إسرائيلية إحداها قرب طبريا «ردّاً» على «اغتيالات» نفّذتها إسرائيل كان آخرها ضد القائد الميداني حسين مكي، فردّت الأخيرة بقصف هو الأعنف منذ بدء الحرب بين الطرفين، مستهدفة نقاطاً عدة في شرق لبنان.

وكان الهجوم على غرب طبريا، هو الأعمق داخل إسرائيل منذ بدء الحرب، وقال الحزب إنه نفذه «بعدد من الطائرات المسيّرة الانقضاضية»، واستهدف «جزءاً من منظومة المراقبة والكشف الشاملة لسلاح الجو» ليعود صباحاً ويرد على الرد، بهجوم على مواقع عسكرية إسرائيلية في الجولان.


إسرائيل تقول إنها ستلغي اتفاقية التجارة الحرة مع تركيا

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير ماليته بتسلئيل سموتريتش (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير ماليته بتسلئيل سموتريتش (رويترز)
TT

إسرائيل تقول إنها ستلغي اتفاقية التجارة الحرة مع تركيا

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير ماليته بتسلئيل سموتريتش (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير ماليته بتسلئيل سموتريتش (رويترز)

قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، اليوم الخميس، إن إسرائيل ستلغي اتفاقية التجارة الحرة مع تركيا وستفرض أيضاً رسوماً جمركية بنسبة 100 في المائة على الواردات الأخرى من تركيا؛ رداً على قرار الرئيس رجب طيب إردوغان وقف الصادرات إلى إسرائيل.

وأضاف أن الخطة ستُعرض على مجلس الوزراء ليوافق عليها، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وأعلنت تركيا قبل أسبوعين أنها أوقفت جميع الصادرات والواردات إلى ومن إسرائيل، مشيرة إلى «تفاقم المأساة الإنسانية» في الأراضي الفلسطينية.

وقالت وزارة التجارة التركية في بيان: «تم وقف معاملات التصدير والاستيراد المرتبطة بإسرائيل، بما يشمل جميع المنتجات».

وأضاف البيان: «تركيا ستنفذ هذه الإجراءات الجديدة بشكل صارم وحاسم حتى تسمح الحكومة الإسرائيلية بتدفق غير متقطع وكاف للمساعدات الإنسانية إلى غزة».


استطلاع: نتنياهو يستعيد شعبيته ويتفوق على غانتس ولابيد

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلقي كلمة في حفل بمناسبة يوم الذكرى للجنود الذين سقطوا في حروب إسرائيل وضحايا الهجمات في القدس 13 مايو 2024 (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلقي كلمة في حفل بمناسبة يوم الذكرى للجنود الذين سقطوا في حروب إسرائيل وضحايا الهجمات في القدس 13 مايو 2024 (إ.ب.أ)
TT

استطلاع: نتنياهو يستعيد شعبيته ويتفوق على غانتس ولابيد

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلقي كلمة في حفل بمناسبة يوم الذكرى للجنود الذين سقطوا في حروب إسرائيل وضحايا الهجمات في القدس 13 مايو 2024 (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلقي كلمة في حفل بمناسبة يوم الذكرى للجنود الذين سقطوا في حروب إسرائيل وضحايا الهجمات في القدس 13 مايو 2024 (إ.ب.أ)

كشف استطلاع للرأي، أجرته «القناة 14» الإسرائيلية، عن استعادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قوته، مقارنة باستطلاعات سابقة.

ووفق الاستطلاع، يحصل حزب ليكود، الذي يتزعمه نتنياهو، على 26 مقعداً، أما معسكر الدولة الذي يتزعمه بيني غانتس فيحصل على 20 مقعداً، حيث فقد 3 مقاعد، مقارنة بالاستطلاع السابق للقناة.

وأظهر الاستطلاع أن حزب يش عتيد «هناك مستقبل»، الذي يتزعمه زعيم المعارضة يائير لابيد، سيحصل على 14 مقعداً، بزيادة طفيفة عن الاستطلاع السابق، ويحصل حزب شاس على 10 مقاعد، فيما يحصل أيتمار بن غفير عبر حزبه على 10 مقاعد، وحزب «إسرائيل بيتنا»، الذي يتزعمه أفيغدور ليبرمان على 8 مقاعد، وحزب «يهوديت هتوراة» على 8 مقاعد.

وفق الاستطلاع، تحافظ كتلة اليمين، التي تشكل الحكومة الحالية على 58 مقعداً، فيما يحصل يمين الوسط على 52 مقعداً، والقوى العربية على 10 مقاعد.

ويحتاج تشكيل الحكومة الإسرائيلية إلى 61 صوتاً من إجمالي مقاعد الكنيست الإسرائيلي.

وأظهر الاستطلاع أن 43 في المائة يعتقدون أن نتنياهو الأنسب لرئاسة الوزراء، مقارنة بعضو مجلس الحرب الإسرائيلي، بيني غانتس، الذي حصل على 34 في المائة، فيما أجاب 23 في المائة أنه لا أحد من الاثنين يصلح للمنصب.

وفي حال كانت المنافسة بين نتنياهو وزعيم المعارضة يائير لابيد، فقد حصل نتنياهو على 45 في المائة، ولابيد على 30 في المائة، فيما قال 25 في المائة من المستطلعة آراؤهم إنهم لا يؤيدون أياً منهم للمنصب.


تقارير: شحنة الأسلحة التي أعلنت أميركا تعليقها وصلت إسرائيل

جندي إسرائيلي يطلق قذيفة مدفعية على الحدود مع لبنان (د.ب.أ)
جندي إسرائيلي يطلق قذيفة مدفعية على الحدود مع لبنان (د.ب.أ)
TT

تقارير: شحنة الأسلحة التي أعلنت أميركا تعليقها وصلت إسرائيل

جندي إسرائيلي يطلق قذيفة مدفعية على الحدود مع لبنان (د.ب.أ)
جندي إسرائيلي يطلق قذيفة مدفعية على الحدود مع لبنان (د.ب.أ)

قالت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الخميس، إن شحنة الأسلحة التي أعلنت أميركا قبل عدة أيام تعليق توريدها لإسرائيل، قد وصلت بالفعل، ووفقا لـ«وكالة أنباء العالم العربي».

كان موقع «أكسيوس» الإخباري، قد نقل عن مسؤولين إسرائيليين في الخامس من مايو (أيار) الحالي قولهم إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أوقفت إرسال شحنة ذخيرة إلى إسرائيل.

وذكر الموقع أن هذه هي المرة الأولى التي توقف فيها واشنطن شحنة أسلحة كانت متجهة إلى الجيش الإسرائيلي، منذ هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

كان البيت الأبيض قد أعلن، فجر الأربعاء، أن الرئيس الأميركي جو بايدن، سيستخدم حق النقض (فيتو) ضد مشروع القانون الذي يقوده الحزب الجمهوري والذي سيلزمه بإرسال أسلحة دفاعية إلى إسرائيل. ويأتي مشروع القانون وسط رد فعل سلبي في الكونغرس بعد قرار بايدن تعليق إرسال شحنة أسلحة إلى إسرائيل بسبب مخاوف بشأن قيام قواتها بتوغل واسع النطاق في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وفقاً لشبكة «سي إن إن».


نتنياهو: معركة رفح حاسمة

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو داخل المروحية العسكرية (صورة من حساب المتحدث الرسمي على إكس)
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو داخل المروحية العسكرية (صورة من حساب المتحدث الرسمي على إكس)
TT

نتنياهو: معركة رفح حاسمة

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو داخل المروحية العسكرية (صورة من حساب المتحدث الرسمي على إكس)
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو داخل المروحية العسكرية (صورة من حساب المتحدث الرسمي على إكس)

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، أن العمليات العسكرية في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة حاسمة في الحرب.

قال المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي أوفير جندلمان، في منشور على منصة «إكس»: «إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حلق اليوم في سماء قطاع غزة على متن مروحية عسكرية والتقى جنود كتيبة مدفعية» وأضاف ان نتنياهو أكد على أن «المعركة في رفح حيوية ليس فقط للقضاء على كتائب (حماس) المتبقية ولكن أيضا لتدمير قدرتها على الهروب والتزود بالعتاد، إنهاء هذه المعركة تدفعنا مسافة كبيرة قدما لحسم العدو».

وذكرت صحيفة «تايمز اوف إسرائيل» في وقت سابق اليوم بأن الجيش الإسرائيلي أرسل لواء إضافياً إلى رفح في جنوب قطاع غزة للانضمام إلى الفرقة 162 التي تشن عملية بالجزء الشرقي من المدنية منذ مطلع الشهر الجاري.وقالت الصحيفة إن هذه الخطوة تأتي في الوقت الذي من المتوقع أن توافق فيه الحكومة الإسرائيلية على توسيع الهجوم العسكري.


«الذرية الدولية»: فهمنا لطموحات إيران تدهور في خضم التوترات الإقليمية

رافائيل غروسي متحدثاً يوم 7 مايو في مطار فيينا عقب عودته من طهران (أ.ف.ب)
رافائيل غروسي متحدثاً يوم 7 مايو في مطار فيينا عقب عودته من طهران (أ.ف.ب)
TT

«الذرية الدولية»: فهمنا لطموحات إيران تدهور في خضم التوترات الإقليمية

رافائيل غروسي متحدثاً يوم 7 مايو في مطار فيينا عقب عودته من طهران (أ.ف.ب)
رافائيل غروسي متحدثاً يوم 7 مايو في مطار فيينا عقب عودته من طهران (أ.ف.ب)

ذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير سنوي بشأن مراقبة المواد النووية في إيران، أن فهمها لطموحات طهران قد تدهور في خضم تصاعد التوترات الإقليمية. وأرسل مدير الوكالة الدولية رافائيل غروسي، تقييماً سنوياً لمراقبة نووي إيران، إلى دول أعضاء مجلس المحافظين المكون من 27 دولة، قبل أن يلتئم شملها 3 يونيو (حزيران) المقبل في فيينا.

ونقلت وكالة «بلومبرغ» عن تقرير غروسي المؤلف من 112 صفحة: «رغم استمرار أعمال التفتيش المنتظمة، لم يتحقق سوى تقدم ضئيل في حل المسائل العالقة المتعلقة بالضمانات». وأضاف أنه «ما لم توضح إيران هذه القضايا العالقة، وإلى أن تقوم بذلك، فإن الوكالة غير قادرة على تقديم تأكيدات حول الطبيعة السلمية المحضة للبرنامج النووي الإيراني».

وقالت الوكالة التابعة للأمم المتحدة إن فهمها لأنشطة معينة مفقود بالكلية، حتى مع زيادة عمليات التفتيش بنسبة 8 في المائة في العام الماضي، وبقائه أعلى بكثير من المستوى الذي كان عليه قبل اتفاق إيران المنحل عام 2015 مع القوى العالمية. وكتب غروسي: «لقد فقدت الوكالة استمرارية المعرفة فيما يتعلق بإنتاج وتخزين أجهزة الطرد المركزي، والدوارات، والمنافيخ، والمياه الثقيلة، وتركيز خام اليورانيوم».

غروسي وإسلامي خلال معرض للصناعة النووية الإيرانية في أصفهان 7 مايو الحالي (د.ب.أ)

وبموجب اتفاق «الضمانات الشاملة» وفق معاهدة حظر الانتشار النووي، فإنَّ للوكالة الحق وعليها التزام بأن تكفل تطبيق الضمانات على جميع المواد النووية في إقليم الدولة أو ولايتها القضائية أو سيطرتها، وذلك لغرض حصري يتمثل في التحقُّق من عدم تحريف مثل هذه المواد إلى أسلحة نووية أو غيرها من أجهزة تفجيرية نووية.

وأجرى غروسي، الأسبوع الماضي، مباحثات مفصلة مع المسؤولين الإيرانيين بهدف إعادة تنشيط تفاهم توصل إليه الطرفان في مارس (آذار) العام الماضي، لحل القضايا العالقة، بما في ذلك تحقيق مفتوح بشأن مواقع غير معلنة، وإعادة جزء من مهام التفتيش التي تخلت عنها إيران.

ويتوقع أن يصدر غروسي تقريراً فصلياً بشأن الأنشطة الإيرانية، بما يشمل أحدث تقديرات مفتشي الوكالة من مخزون إيران للمواد النووية، خصوصاً اليورانيوم عالي التخصيب بنسبة 60 في المائة.

وطالبت القوى الغربية في آخر اجتماع لمجلس محافظي الوكالة، المكون من 35 دولة، بالحصول على تقرير مبكر لمناقشة القرارات بشأن إيران.

وقال غروسي في حديث إلى صحيفة «فاينانشيال تايمز»، الثلاثاء، إن المحادثات الفنية بين الوكالة الدولية والمسؤولين الإيرانيين استمرت منذ عودته من طهران. لكنه أفاد بأن «طهران لم تقدم أي التزامات خلال رحلته إلى إيران»، مضيفاً في الوقت نفسه أن المسؤولين الإيرانيين أبدوا استعدادهم للدخول في «حوار جاد» مع الوكالة الدولية للمرة الأولى، منذ توصل الطرفان إلى تفاهم لحل القضايا العالقة في مارس 2023.

حقائق

ما هو اتفاق الضمانات؟

  • يحدد التزامات كل دولة من الدول الأعضاء الموقعة على «معاهدة حظر الانتشار النووي».
  • تراقب «وكالة الطاقة الذرية» المنشآت الإيرانية المعلنة التي تضم أنشطة نووية أساسية ولها سلطة الدخول المنتظم إليها بمقتضى اتفاق.

ينص على إلمام «الطاقة الذرية» بكل المواد النووية في إيران، بما في ذلك كمية المواد النووية التي لديها، وأماكن تخزينها واستخدامات تلك المواد.

وقال رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد إسلامي للصحافيين على هامش اجتماع الحكومة، الأربعاء، إنه «جرى حل نحو نصف القضايا المتبقية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، مشيراً إلى أن «الموقعين المتبقين قيد التسوية».

وتراقب «وكالة الطاقة الذرية» المنشآت الإيرانية المعلنة التي تضم أنشطة نووية أساسية ولها سلطة الدخول المنتظم إليها؛ بمقتضى اتفاق ينص على إلمام «الطاقة الذرية» بكل المواد النووية في إيران، بما في ذلك كمية المواد النووية التي لديها، وأماكن تخزينها، واستخدامات تلك المواد، وتخصيب إيران اليورانيوم بنسبة 60 في المائة منذ أبريل (نيسان) 2021. وبحسب غروسي، فإن طهران لديها الآن ما يكفي من المواد الانشطارية لإنتاج نحو ثلاث قنابل نووية في غضون أسابيع، إذا اختارت ذلك.

وفقاً لمعيار رسمي للوكالة الدولية، فإن تخصيب اليورانيوم 60 في المائة إلى مستويات أعلى، يكفي لصنع نوعين من الأسلحة النووية.

وزادت المخاوف الدولية من أنشطة إيران النووية بعد تبادل ضربات بين إسرائيل وإيران، الشهر الماضي. وحذر مسؤولون إيرانيون كبار، آخرهم كمال خرازي مستشار المرشد الإيراني في الشؤون الدولية، من تغيير مسار برنامج طهران النووي إذا تعرضت لتهديدات من إسرائيل.

مفتش من «الذرية الدولية» يتفقد المحطة النووية في نطنز 20 يناير 2014 (أ.ف.ب)

وقال خرازي: «لم نتخذ بعد قراراً بصنع قنبلة نووية، لكن إذا أصبح وجود إيران مهدداً، فلن يكون هناك أي خيار سوى تغيير عقيدتنا العسكرية». وقال: «في حال شنّ النظام الصهيوني (إسرائيل) هجوماً على منشآتنا النووية فإن ردعنا سيتغير».

وقال غروسي لصحيفة «الغارديان» البريطانية، الثلاثاء، على هامش زيارته إلى لندن، إن «الحديث الفضفاض داخل إيران حول التخلي عن الحظر الذي تفرضه البلاد على حيازة الأسلحة النووية أمر مقلق للغاية ويجب أن يتوقف».

وحذر غروسي من أنه «ستكون هناك لحظة عندما أرسم خطاً، سيكون منعطفاً حاسماً للغاية؛ لأن المجتمع الدولي سيتعين عليه أن يتعامل مع حقيقة أننا لا نعرف ما قد تمتلكه إيران أو لا تمتلكه، وسوف تتوصل الدول إلى استنتاجاتها».


تركيا: سجن صلاح الدين دميرطاش 42 سنة في قضية «احتجاجات كوباني»

صورة متداولة للزعيم الكردي صلاح الدين دميرطاش (أرشيفية)
صورة متداولة للزعيم الكردي صلاح الدين دميرطاش (أرشيفية)
TT

تركيا: سجن صلاح الدين دميرطاش 42 سنة في قضية «احتجاجات كوباني»

صورة متداولة للزعيم الكردي صلاح الدين دميرطاش (أرشيفية)
صورة متداولة للزعيم الكردي صلاح الدين دميرطاش (أرشيفية)

عاقبت محكمة تركية الزعيم الكردي صلاح الدين دميرطاش بالسجن 42 عاماً في القضية المعروفة بـ«احتجاجات كوباني»، التي تعود إلى 8 و10 أكتوبر (تشرين الأول) 2014.

وأعلنت الدائرة 22 للمحكمة الجنائية العليا في أنقرة، التي عقدت جلسة للنطق بالحكم في القضية الخميس وسط إجراءات أمنية مشددة، قرارها في القضية، والذي تضمن أحكاماً بالسجن لفترات طويلة على كل من الرئيسين المشاركين السابقين لحزب «الشعوب الديمقراطية» المؤيد للأكراد، صلاح الدين دميرطاش وفيجان يوكسكداغ، وأحكاماً أخرى بالسجن والبراءة على باقي المتهمين وعددهم 106 متهمين، بينهم نواب عن الحزب ورؤساء بلديات وأعضاء بارزون.

عقوبات مشددة

وبلغ مجموع الأحكام الصادرة في القضية بحق دميرطاش 42 سنة سجناً، بتهم المساعدة على الإخلال بسلامة الدولة، وتحريض الناس على ارتكاب جريمة، والدعاية لمنظمة إرهابية، وتحريض الناس على عصيان القانون.

وشهدت المحكمة احتجاجات من هيئة الدفاع عن المتهمين، حيث قام المحامون بالضرب على الطاولات، وترديد هتاف «تحيا كوباني»، كما قام نواب وحضور آخرون برفع صور لدميرطاش مع شعارات تؤكد أنها محاكمة سياسية، ما اضطر هيئة المحكمة إلى رفع الجلسة ساعات عدة.

وشهد جلسة النطق بالحكم نواب برلمانيون من حزبي «الديمقراطية ومساواة الشعوب» المؤيد للأكراد، و«الشعب الجمهوري» أكبر أحزاب المعارضة، وممثلون لمنظمات حقوقية تركية وأوروبية.

وعاقبت المحكمة الرئيسة المشاركة لحزب «الشعوب الديمقراطية» فيجان يوكسكداغ بالسجن لمدة 30 سنة و3 أشهر، بتهمتي الإخلال بوحدة وسلامة الدولة، والتحريض على ارتكاب جريمة. كما قضت المحكمة بالسجن لمدة 10 سنوات بحق السياسي الكردي المخضرم رئيس بلدية ماردين، جنوب شرقي تركيا، أحمد تورك.

وعوقب عضو المجلس التنفيذي المركزي السابق لحزب «الشعوب الديمقراطية»، علي أوركوت بالسجن 13 سنة و4 أشهر بتهمة «المساعدة في جريمة الإخلال بوحدة وسلامة الدولة»، و4 سنوات و6 أشهر بتهمة «التحريض على ارتكاب جريمة».

وحكم على ألب ألطنورس بالسجن 18 سنة و4 سنوات و6 أشهر على التوالي عن الجرائم ذاتها، وحكم على بولنت بارماكسيز بالسجن 13 سنة و4 أشهر بتهمة «التحريض على ارتكاب جريمة».

وعاقبت المحكمة النائبة السابقة عن حزب «الشعوب الديمقراطية»، آيلا آكات آتا، بالسجن 9 سنوات و9 أشهر بتهمة «الانتماء إلى منظمة إرهابية مسلحة»، وأمينة آينا بالسجن 10 سنوات عن الجريمة ذاتها، وعلى العضوتين عائشة ياغجي وأينور آشان بالسجن لمدة 9 سنوات لكل منهما، وتقرر إطلاق سراح آيلا أكات آتا وعائشة ياغجي لانقضاء مدة العقوبة.

كما قضت المحكمة ببراءة النواب السابقين لحزب «الشعوب الديمقراطية» أيسل توغلوك، وألطان تان، وأيهان بيلجن وسري ثريا أوندر، وبروين أوزغو كوس، وبيرجان يورولماظ، وجان ميميش، وأمينة بايزا أوستون.

غضب من الأحكام

وأثارت الأحكام الصادرة في القضية، وهي قابلة للطعن عليها في الاستئناف ثم النقض، غضباً من جانب حزب « الديمقراطية ومساواة الشعوب» الذي عدّها أحكاماً سياسية مبنية على أدلة ملفقة.

وقال الحزب، في بيان على حسابه في «إكس»، إن «العقوبات التي فرضت على زملائنا المحتجزين رهائن في (مؤامرة كوباني) لا يمكن أن تردعنا، وعلى من يوجهون ضربة للديمقراطية أن يعلموا أننا سنهدم مؤامراتهم، وسننتصر».

وقال الرئيسان المشاركان للحزب، الذي يعد البديل لحزب «الشعوب الديمقراطية» الذي يواجه دعوى لحله تنظرها المحكمة الدستورية منذ 2021، تولاي حاتم أوغللاري وتونجر باكيرهان، في كلمة وسط حشود تجمعت أمام المحكمة عقب النطق بالحكم، إن هذا الأحكام الصادرة في القضية، التي وصفاها بـ«المؤامرة» هي دليل جديد على سيطرة السلطة التنفيذية على القضاء وتسييسه.

وعشية انعقاد جلسة النطق بالحكم في القضية، أصدر 159 من الأكاديميين والكتاب ونواب البرلمان والمحامين، بياناً مشتركاً طالبوا فيه بإطلاق سراح المعتقلين في نطاق القضية، التي قضت محكمة حقوق الإنسان الأوروبية بأنها ذات دوافع سياسية.

ومن المتوقع أن تثير الأحكام الصادرة في القضية حالة من الغضب والاحتجاجات في المناطق ذات الأغلبية الكردية في شرق وجنوب شرقي تركيا.

أحداث «كوباني»

وتفجرت احتجاجات كوباني في 8 و10 أكتوبر 2014 بسبب اتهام الجيش التركي بالصمت إزاء حصار «تنظيم داعش» الإرهابي لمدينة كوباني (عين العرب) في شمال سوريا، ذات الأغلبية الكردية، على الرغم من رؤية ذلك من الجانب التركي من الحدود.

ولقي 37 شخصاً حتفهم في الاحتجاجات، واتهم 108 من السياسيين والنواب الأكراد بينهم، دميرطاش ويوكسكداغ، في إطار القضية بتهديد وحدة وسلامة الدولة، والتحريض على التظاهر، وارتكاب جرائم والترويج للإرهاب.

وعادت القضية إلى الواجهة عام 2021، حيث اعتقلت السلطات التركية عدداً من قيادات حزب «الشعوب الديمقراطية»، ووجهت إليهم تهماً، منها «تهديد وحدة البلاد»، و«القتل العمد بحق 37 شخصاً»، و«إهانة علم البلاد» وغير ذلك، بسبب بيانات حملت توقيع دميرطاش، أو تغريدات وتدوينات على منصات التواصل الاجتماعي، تطالب المواطنين الأكراد بالخروج إلى الشوارع والتظاهر ضد دخول القوات التركية مدينة كوباني.

وقضت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بأن القضية مسيسة، وأنها استهدفت سياسيين أكراداً معتقلين بالأساس منذ عام 2016.


نتنياهو يتعرّض لهجوم عنيف من وزير دفاعه في خطاب متلفز

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)
TT

نتنياهو يتعرّض لهجوم عنيف من وزير دفاعه في خطاب متلفز

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)

بدأ الخلاف بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، عندما سجّل الأخير بياناً متلفزاً ينتقد فيه الإصلاحات القضائية الإسرائيلية في مارس (آذار) 2023، وبناءً عليه أقاله نتنياهو، وبعد احتجاجات حاشدة في الشوارع، أُعيد وزير الدفاع إلى منصبه بعد أيام قليلة.

وبحسب موقع «سكاي نيوز»، لجأ غالانت مرة أخرى إلى التلفزيون لانتقاد رئيس الوزراء، ولكن هذه المرة بسبب عدم وجود «خطة اليوم التالي» لحرب غزة، مشيراً إلى أن تردد نتنياهو في اتخاذ القرار يضرّ بأمن البلاد ويؤدي إلى سيطرة عسكرية فعلية على غزة.

وعن الوضع على الأرض، قال غالانت، في خطاب متلفز، إن قواته كانت فككت كتائب «حماس» في مخيم جباليا قبل 4 أشهر، ولكن بسبب فشل نتنياهو، اضطرت القوات الإسرائيلية إلى العودة بأعداد كبيرة، لأن «حماس» أعادت تجميع صفوفها، ولا تزال تشكل تهديداً هناك. ولكن القوات عادت هذه المرة، وهي تشعر بالإحباط المتزايد إزاء التردد السياسي الذي أعادها إلى هناك. هم مصممون على القتال، لكنهم مرهقون من الحرب.

ووصف غالانت رؤية نتنياهو لـ«النصر الكامل» بأنها خيالية، مضيفاً أن المطلوب ببساطة هو بديل لـ«حماس» لحكم غزة، لأن هذا من شأنه أن يضغط على الحركة.

ويحاول غالانت إجبار نتنياهو على اتخاذ قرار، وهو ما اشتُهر نتنياهو بتجنبه، ولكن مع استمرار الخسائر في أرواح الجنود الإسرائيليين في غزة، يبدو أن الرفض العلني ضد نتنياهو بات قريباً.

وبحسب صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، قال نتنياهو، متحدثاً للصحافيين في جنوب إسرائيل، بالقرب من حدود غزة، إنه سيتحدث قريباً وجهاً لوجه مع وزير الدفاع، ورداً على سؤال عما إذا كان لا يزال يثق بغالانت، وما إذا كان بإمكانهما العمل معاً، أجاب نتنياهو: «إذا كنت تتحدث عما قاله وزير الدفاع أمس، فما يجب أن أقوله له سأقوله أولاً وجهاً لوجه، وليس هنا». وعندما سئل عما إذا كان هذا الاجتماع سيأتي قريباً، قال: «بالتأكيد».

وعن إعادة السلطة الفلسطينية إلى غزة، قال نتنياهو: «أنا أعارض بشدة تحويل حماستان إلى فتحستان». في إشارة إلى حركة فتح، التي يتزعمها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

وتابع أن السلطة الفلسطينية «تمول الإرهاب، وتدعم الإرهاب، وتعلم الإرهاب، وتدير حملة عالمية ضدنا في محكمة لاهاي وفي جميع مؤسسات (الأمم المتحدة) لخنقنا والسماح للسلطة الفلسطينية بالعودة إلى غزة، بعد ما حدث هنا، سيكون بمثابة جائزة للإرهاب، لقد كانوا في غزة، وماذا حدث؟ لقد طردتهم (حماس)، ولن نرتكب هذا الخطأ مرة أخرى، فإذا أراد شخص ما ضم السلطة الفلسطينية، فعليه أن يقول ذلك بوضوح».


بعد ليبيا وأذربيجان... تركيا ترسل مقاتلين سوريين إلى النيجر

مقاتلان سوريان مواليان لتركيا في معسكر للنازحين بحلب (أرشيفية - أ.ف.ب)
مقاتلان سوريان مواليان لتركيا في معسكر للنازحين بحلب (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

بعد ليبيا وأذربيجان... تركيا ترسل مقاتلين سوريين إلى النيجر

مقاتلان سوريان مواليان لتركيا في معسكر للنازحين بحلب (أرشيفية - أ.ف.ب)
مقاتلان سوريان مواليان لتركيا في معسكر للنازحين بحلب (أرشيفية - أ.ف.ب)

سافر عمر من شمال غربي سوريا للقتال في النيجر لتحسين معيشته، كما يقول، على غرار المئات من المقاتلين الموالين لأنقرة الذين تنقلهم شركة أمنية تركية خاصة إلى البلد الأفريقي، الوجهة الجديدة لمرتزقة سوريين، بعد ليبيا وأذربيجان.

ويقول الشاب (24 عاماً) المعيل لوالدته وإخوته، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» عبر الجوال من النيجر، مستخدماً اسماً مستعاراً: «السبب الرئيسي لمغادرتي هو الحياة الصعبة في سوريا، حيث لا فرص عمل سوى الانضمام إلى فصيل (مسلح) مقابل راتب لا يتجاوز 1500 ليرة تركية (46 دولاراً)».

يضيف عمر، المنضوي منذ سنوات في صفوف فصيل سوري موال لأنقرة ينشط في شمال سوريا: «هنا في النيجر، الراتب 1500 دولار، وهو راتب جيد جداً ويحسّن نوعية حياتنا، لعلني أتمكّن من فتح متجر صغير أعيش منه في سوريا وأترك القتال كلّه...لديّ أم وعائلة... أنا سندهم بعد الله».

أحمد (30 عاماً) مقاتل موال لتركيا يجلس مع ابنه في باحة قرب منزله بحلب (أرشيفية - أ.ف.ب)

ووثّق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إرسال ألف مقاتل سوري موالين لأنقرة على الأقل إلى النيجر، عبر تركيا، منذ العام الماضي، بهدف «حماية مشاريع ومصالح تركية فيها بينها مناجم».

كان عمر في عداد دفعة أولى ضمّت أكثر من مائتي مقاتل غادرت شمال سوريا في أغسطس (آب) إلى مطار غازي عنتاب، ومنه إلى إسطنبول، حيث أقلتهم طائرة عسكرية إلى بوركينا فاسو، قبل نقلهم بمؤازرة عسكرية إلى معسكرات على حدود النيجر.

وتنسج أنقرة، وفق محللين، علاقات متينة مع الحكم العسكري الذي تولّى قبل نحو عام السلطة في النيجر الواقعة عند الحدود الجنوبية لليبيا، حيث لتركيا مصالح كثيرة، وسبق أن أرسلت مقاتلين سوريين إليها قبل سنوات.

بعد أسبوعين من التدريب على استخدام السلاح والرماية، نُقل عمر ضمن مجموعة إلى النيجر لحراسة محيط منجم لا يعلم اسمه أو موقعه. ويوضح أن أشخاصاً في النيجر بلباس عسكري، لم يتمكّن من تحديد ما إذا كانوا جنوداً، عاونوهم في نوبات الحراسة.

أحمد (30 عاماً) مقاتل موالٍ لتركيا يطعم حمامات وبجانبه ابنه بمنزله بحلب (أرشيفية - أ.ف.ب)

ويشرح أنه جرى توزيع المقاتلين السوريين «على مجموعات عدة، للحراسة أو القتال»، مضيفاً «هناك مجموعة أرسلت لقتال بوكو حرام، وأخرى إلى لومي»، عاصمة توغو.

ويوجد عمر حالياً في نقطة عند الحدود بين النيجر وبوركينا فاسو. وينتظر بفارغ الصبر بعد انتهاء مهمته إعادته إلى سوريا، حيث تحصل عائلته على راتبه شهرياً، بعد اقتطاع الفصيل المنضوي ضمنه مبلغ 350 دولاراً منه.

«سادات» للاستشارات الدفاعية

أكد ثلاثة مقاتلين سوريين موالين لأنقرة تحدثت إليهم «وكالة الصحافة الفرنسية» في الأسابيع الأخيرة، بينهم عمر، أنهم سجّلوا أسماءهم للالتحاق بالنيجر لدى قيادة «فصيل السلطان مراد» الذي يعد الأكثر ولاءً لتركيا في شمال سوريا. ووقّعوا عقوداً لمدة ستة أشهر لصالح شركة أمن تركية.

ويوضح أحمد (30 عاماً) الذي يستخدم اسماً مستعاراً ويستعدّ للسفر إلى النيجر، أن توقيع العقد «حصل مع ضباط من شركة (سادات) الأمنية»، مضيفاً أن هؤلاء «يتولّون كلّ شيء، وتتمّ إجراءات الحماية والسفر عن طريقهم».

أطفال يلعبون خارج الخيام في معسكر للنازحين بحلب (أرشيفية - أ.ف.ب)

و«سادات» هي مؤسسة تركية للاستشارات الدفاعية، يُنظر إليها على أنها السلاح السري لأنقرة في حروب بشمال أفريقيا والشرق الأوسط، رغم نفي مالكها في مقابلة سابقة مع «وكالة الصحافة الفرنسية» وسم مؤسسته بالعمل لحساب أنقرة.

وسبق لواشنطن أن اتهمت الشركة عام 2020 بإرسال مقاتلين إلى ليبيا.

وبحسب «المركز السوري للعدالة والمساءلة»، فإن شركة «سادات»، «مسؤولة عن النقل الجوي الدولي للمرتزقة بمجرّد عبورهم» من سوريا إلى الأراضي التركية، إلى كلّ من ليبيا وأذربيجان.

ومنذ عام 2020، أرسلت تركيا آلاف المقاتلين السوريين إلى ليبيا. كذلك، أرسلت سوريين ليحاربوا إلى جانب أذربيجان في نزاعها مع أرمينيا.

وقاتل أحمد، وهو أب لثلاثة أولاد، على جبهات عدة داخل سوريا منذ عام 2014، وكان في عداد مقاتلين أمضوا ستة أشهر في ليبيا بمقابل راتب تجاوز الألفي دولار، على حدّ قوله.

بعد 13 عاماً من نزاع مدمّر، يقيم أربعة ملايين شخص، نصفهم نازحون من محافظات أخرى، في مناطق خارجة عن سيطرة الحكومة السورية في إدلب وأطراف محافظة حلب في شمال غربي سوريا، وسط ظروف اقتصادية صعبة، ويعتمدون على المساعدات الإنسانية. وينضوي عشرات الآلاف من الشبان في صفوف فصائل إسلامية وأخرى موالية لأنقرة.

عبد (30 عاماً) يرتدي قناعاً ويجلس مع أبنائه بمسكنهم بمخيم للنازحين

ويوضح أحمد الذي يخلط في حديثه بين النيجر ونيجيريا ظنّاً منه أنهما بلد واحد، أنّه تبلّغ، على غرار ما أكد مقاتلون آخرون لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أن مهمته ستكون «الخضوع لتدريبات داخل قواعد حتى يعتاد المقاتلون على الأوضاع هناك (...) وحماية معسكرات»، مضيفاً «قد تحصل معارك» مع جهات يقول إنه يجهل هويتها.

«مرتزقة» خدمة لتركيا

ويأتي إرسال مقاتلين إلى النيجر، في وقت تُعدّ تركيا، وفق محلّلين، في عداد دول تتقرّب من الأنظمة العسكرية الحاكمة في منطقة الساحل الأفريقي، وبينها النيجر حيث عيّنت أول ملحق عسكري فيها في مارس (آذار).

واستولى الجيش على الحكم في النيجر منذ أواخر يوليو (تموز) 2023 وأنهى اتفاقات أمنية ودفاعية مع دول غربية بينها فرنسا والولايات المتحدة.

وبرّر الجيش الانقلاب باحتواء هجمات دامية تشنّها تنظيمات متشددة، بينها مجموعات بايعت «تنظيم داعش»، وأخرى «تنظيم القاعدة»، لكن وتيرة الهجمات لم تتراجع.

وتقول الباحثة غابرييلا كورلينغ، من المعهد السويدي لأبحاث الدفاع، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «المكوّن الدفاعي في العلاقة القائمة بين النيجر وتركيا بات أكثر أهمية مع مرور الوقت مع توقيع اتفاقية تعاون عسكري عام 2020 وبيع تركيا طائرات مسلحة من دون طيار للنيجر».

وتوضح أن «انقلاب 2023 لم يعرقل العلاقات الدبلوماسية» بين البلدين، بل أسهم في توثيقها.

ويحاط إرسال تركيا لمقاتلين سوريين بسريّة تامة في النيجر.

وتمحور الوجود التركي خلال العقد الماضي غالباً على «المساعدات الإنسانية والتنمية والتجارة»، إلا أن الوضع تغيّر اليوم. وتقول كورلينغ: «يُنظر إلى تركيا بشكل إيجابي جداً، نظراً لقربها الديني، وافتقارها إلى الثقل السياسي والتاريخي» في البلاد، مقارنة مع شركاء غربيين آخرين.

وافتتح التلفزيون التركي الرسمي العام الماضي قناة تبث باللغة الفرنسية مخصّصة لأفريقيا. وتسيّر أنقرة رحلات جوية يومية إلى نيامي.

وتضيف الباحثة، التي تركز أبحاثها على منطقة الساحل: «غالباً ما تشير الحكومة العسكرية الجديدة إلى تركيا، إلى جانب روسيا والصين، بوصفهم شركاء يحترمون سيادة النيجر».

ويتهم مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن تركيا التي تسيطر على شريط حدودي واسع في شمال سوريا، «باستغلال وضع شباب كثر ضمن مناطق سيطرتها، وتردّي الأحوال المعيشية خصوصاً في صفوف النازحين وقاطني المخيّمات، لتجنيدهم وتحويلهم إلى مرتزقة يشاركون في عمليات عسكرية تخدم مصالحها خارج الحدود السورية».

وتبلّغ «المرصد السوري» معلومات عن مقتل نحو خمسين مقاتلاً سورياً في النيجر، غالبيتهم في هجمات شنتها مجموعات متشددة، إلا أنه تمكن من توثيق مقتل تسعة منهم فقط، أعيدت جثث أربعة منهم إلى سوريا.

وقال مصدر في فصيل يقاتل عناصره في النيجر رافضاً الكشف عن هويته، إن هناك قرابة خمسين جثة موضوعة في برادات هناك، وستعاد إلى سوريا في الأيام المقبلة.

وسبق للمرصد ومنظمات حقوقية أن وثّقت تخلّف تركيا عن الإيفاء بوعودها، لناحية دفع كامل الرواتب المتّفق عليها أو تعويضات لعائلات مقاتلين لقوا حتفهم خارج سوريا.

ويشير الرئيس التنفيذي لـ«المركز السوري للعدالة والمساءلة» محمّد العبد الله إلى توثيق منظمته «وعوداً كاذبة بمنح الجنسية التركية لمن يقاتلون تحت السيطرة التركية في نزاعات في الخارج على غرار ليبيا وأذربيجان».

ويرى أن تحويل المقاتلين السوريين إلى مرتزقة في الخارج هو «استمرار لسلوك الجانب التركي في استغلال الفقراء السوريين».

ويعتزم المقاتل عبد (30 عاماً) النازح منذ عام 2013 والمقيم مع زوجته وأطفاله في مخيم في شمال سوريا، القتال خارج بلده للمرّة الأولى، في خيار يدرك أنه محفوف بالمخاطر.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أكثر ما أخاف منه هو الموت (...) يؤرقني الأمر لكنني أواسي نفسي بالقول إنه يمكن أن أموت هنا، ويمكن أن أموت هناك»، لكنني «أموت هنا مقابل ألف ليرة تركية، هناك مقابل 1500 دولار».


السجن 42 عاماً للزعيم الكردي صلاح الدين دميرتاش الموقوف في تركيا

الزعيم الكردي صلاح الدين دميرتاش (متداولة)
الزعيم الكردي صلاح الدين دميرتاش (متداولة)
TT

السجن 42 عاماً للزعيم الكردي صلاح الدين دميرتاش الموقوف في تركيا

الزعيم الكردي صلاح الدين دميرتاش (متداولة)
الزعيم الكردي صلاح الدين دميرتاش (متداولة)

قضت محكمة تركية بسجن الزعيم السابق لحزب الشعوب الديمقراطي، صلاح الدين دميرتاش، 42 عاماً، على خلفية مظاهرات عنيفة اندلعت عام 2014 تنديداً بحصار تنظيم «داعش» مدينة كوباني ذات الغالبية الكردية في شمال سوريا، حسبما أفاد الإعلام التركي، الخميس.

وأُدين دميرتاش المسجون منذ 2016 وسبق أن تنافس مرتين في الانتخابات مع الرئيس رجب طيب إردوغان، بعشرات الجرائم، بما في ذلك تقويض وحدة الدولة وسلامة أراضيها.

وحكمت المحكمة في سينجان على مشارف العاصمة أنقرة كذلك على الرئيسة المشاركة السابقة للحزب فيغين يوكسيكداغ بالسجن 30 عاماً وثلاثة أشهر، حسبما أفادت قناة «إن تي في» التلفزيونية الخاصة ومنظمة «دراسات الإعلام والقانون» (MLSA).

وتعود القضية المرفوعة ضد أعضاء سابقين في حزب الشعوب الديمقراطي بينهم دميرتاش ويوكسيكداغ، إلى واحدة من الفترات الأكثر قتامة في الحرب السورية التي اندلعت في العام 2011.

وقضى 37 شخصاً في تظاهرات عنيفة اندلعت في تركيا في أكتوبر (تشرين الأول) 2014 بعد نداء أطلقه حزب الشعوب الديمقراطي احتجاجاً على رفض الحكومة التركية التدخل لمنع سقوط مدينة كوباني في أيدي تنظيم «داعش».

وفي العام 2015، انتزعت قوات سوريا الديمقراطية كوباني من تنظيم «داعش» بدعم من الولايات المتحدة.

وصوّر الإعلام صلاح الدين دميرتاش على أنه «(الرئيس الأميركي السابق) باراك أوباما الكردي» وقد ترشح للانتخابات الرئاسية التركية ضد إردوغان في 2014 ثمّ في العام 2018 من السجن.

وبعد إدانته عام 2018 بالسجن أربعة أعوام وثمانية أشهر بتهمة «الدعاية الإرهابية» في أحد جوانب هذه القضية، أمرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان أنقرة بالإفراج عنه «في أسرع وقت ممكن»، معتبرة أن سجنه يهدف إلى «خنق التعددية السياسية».