معرض «ثورة ضد سوء إدارة النفايات» مساحة فنية ترشيدية في بيروت

معرض ليوم واحد في وسط بيروت
معرض ليوم واحد في وسط بيروت
TT

معرض «ثورة ضد سوء إدارة النفايات» مساحة فنية ترشيدية في بيروت

معرض ليوم واحد في وسط بيروت
معرض ليوم واحد في وسط بيروت

مشكلة النفايات التي تتفاقم يوما بعد يوم في لبنان، وتأتي في مقدمة الأزمات البيئية التي يعاني منها لبنان يتناولها معرض «ثورة ضد سوء إدارة النفايات». يستمر المعرض يوما واحدا فقط في 12 الحالي بمبنى «البيضة» وسط بيروت.
وفي لفتة منه تعدّ الأولى من نوعها ضمن نشاطاته البيئية، ينظم «ائتلاف إدارة النفايات» في بيروت هذا المعرض ليصبّ في عملية ترشيد اللبناني بكيفية التعاطي مع هذه المشكلة. فمن أولويات الائتلاف منذ تأسيسه في عام 2018، العمل على تحقيق تحول جذري ينقل لبنان من مفهوم إدارة النفايات (التخلص من النفايات)، إلى مفهوم إدارة الموارد عن طريق ربط إدارة النفایات بكفاءة الموارد والاتجاه نحو اقتصاد دائري. ومن هذا المنطلق يقام المعرض الفني الترشيدي ويشارك فيه فنانون معروفون أمثال تانيا صالح وخالد مزنر ومارك أرنست الذين وضعوا إمكانياتهم الفنية لصالح هذه اللفتة البيئية ومساندتها. كما يضم مجموعة من الرسامين والفنانين التشكيليين الذي يعرضون نحو 23 لوحة وتجهيزا فنيا يتناولون فيه هذه الأزمة وكيفية وضع خطة مستقبلية تساهم في الحد منها.
«إنّها المرة الأولى التي نبادر فيها إلى إقامة معرض فني يصب في خانة ترشيد اللبناني وتوعيته حول هذه الأزمة وعلى كيفية إدارتها من قبل المعنيين من دون نتائج إيجابية تذكر». تقول أمل أفرام إحدى المسؤولات في الائتلاف. وتضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أنّ «سوء إدارة النفايات يؤثر على السلسلة الغذائية في لبنان ولذلك نسلط الضوء على كل ما يحيط بهذه الأزمة ولا سيما الفساد الذي يسود ملفاتها. فالائتلاف ومنذ انطلاقه يضغط على الدولة من أجل وضع استراتيجية واضحة لإدارة مستدامة للنفايات».
ويتعاون الائتلاف الذي يتخذ من عبارة «دفاعا عن لبنان الأخضر» عنوانا له، مع أكثر من 25 جمعية بيئية وبلديات في المناطق لإيجاد آلية فعالة في هذا الإطار.
وفي النقاش الذي يتخلّل المعرض ويشارك فيه خبراء بيئيون كزياد أبي شاكر (مهندس بيئي) وناهدة خليل (مهندسة حدائق) سيتم تناول آلية وطريقة تعاطي الناس مع هذا الملف. وحسب الائتلاف هناك معامل فرز نفايات ثانوية يمكن الاستفادة منها في الحد من هذه المشكلة بعد أن تم تطويرها. «يمكننا أن ننقل النفايات إلى هذه المراكز بالتوازي مع عملية فرز من المصدر. فبعض البلديات ترفض أن تقوم بمجهود في هذا الموضوع ولذلك لا يمكننا الاعتماد على عملية إعادة تدوير النفايات في ظل غياب الفرز. وهذه الأمور سيتم تناولها في النقاش، لا سيما أن هناك تجارب عديدة نجحت، بعد أن بادرت إلى تطبيقها عدة مناطق لبنانية».
ومن الفنانين المشاركين في المعرض جان بول غيراغوسيان (نجل الرسام الراحل بول غيراغوسيان)، الذي سيرسم على آلة بيانو مستعملة لوحة بعنوان «سوء إدارة النفايات والثورة». فيما يعزف الموسيقي مزنر بالتنسيق مع زميله أرنست مقاطع موسيقية من وحي هذه المناسبة. أمّا الفنانة صالح فستؤدي مجموعة من أغانيها المعروفة، «طريق الحب» و«شبابيك بيروت» و«يمكن لو» وغيرها ويرافقها عزفا على البيانو مارك أرنست.
ومن بين اللوحات والتجهيزات الفنية المعروضة، قطع خشبية جُمعت من على شاطئ بيروت وضعت داخل إطار لتؤلف قطعة فنية. وكذلك رسومات لملامح وجه مصنوع من النفايات، وزي صُمم بواسطة قطع قماش قديمة يسودها الأخضر مستوحى من عنوان المعرض. ففي هذه اللوحات والقطع الفنية المعروضة تغيب الريشة وألوان الرسم لتحل النفايات بديلا عنها.
وتختم أمل أفرام حديثها لـ«الشرق الأوسط»: إنّ «هناك انتهاكات بيئية كثيرة تمارسها السلطات المحلية والمركزية إلى حد طرحها المحارق تحت اسم (التفكك الحراري) كحلول مستقبلية رغم عدم ملاءمتها للأوضاع المحلية في لبنان.
فتقنيات الحرق هي الأكثر خطورة بيئياً وصحياً والأعلى كلفة مالياً، بالمقارنة مع تقنيات أخرى أكثر ملاءمة للواقع الوطني. أمّا غايتنا فهي الضغط على السلطات المعنية بإدارة النفايات الصلبة في لبنان لوضع وتطبيق استراتيجية مستدامة وخطة تنفيذية لإدارة هذا القطاع تعتمد على أسس الإدارة المتكاملة للنفايات.



استعادة التراث الحضاري المصري في معرض للحرف اليدوية

منتجات يدوية وحرف تراثية متنوعة في المعرض (رئاسة مجلس الوزراء)
منتجات يدوية وحرف تراثية متنوعة في المعرض (رئاسة مجلس الوزراء)
TT

استعادة التراث الحضاري المصري في معرض للحرف اليدوية

منتجات يدوية وحرف تراثية متنوعة في المعرض (رئاسة مجلس الوزراء)
منتجات يدوية وحرف تراثية متنوعة في المعرض (رئاسة مجلس الوزراء)

في خطوة لاستعادة التراث الحضاري المصري، عبر تنشيط وإحياء الحرف اليدوية والتقليدية، افتتح رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، الدورة السادسة لمعرض «تراثنا»، الخميس، التي تضم نحو ألف مشروع من الحرف اليدوية والتراثية، بالإضافة إلى جناح دولي، تشارك فيه دول السعودية والإمارات والبحرين وتونس والجزائر والهند وباكستان ولاتفيا.

المعرض الذي يستمر حتى 21 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، يضم معروضات من الجمعيات الأهلية، من مختلف محافظات مصر، والمؤسسات الدولية شركاء التنمية، بهدف «إعادة إحياء الحرف اليدوية والصناعات التقليدية والتراثية، بما يُعزز من فرص تطورها؛ لكونها تُبرز التراث الحضاري المصري بشكل معاصر، يلبي أذواق قاعدة كبيرة من الشغوفين بهذا الفن داخل مصر وخارجها، كما تُسهم في تحسين معيشة كثير من الأسر المُنتجة»، وفق تصريحات لرئيس الوزراء المصري على هامش الافتتاح، كما جاء في بيان نشره مجلس الوزراء، الخميس.

رئيس الوزراء المصري يتفقد أجنحة المعرض (رئاسة مجلس الوزراء)

ووفق تصريحات صحافية للرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، باسل رحمي، يقدم المعرض مجموعة من الفنون المصرية المُتفردة، مثل: السجاد والكليم اليدوي، والمنسوجات، والتلّى، ومفروشات أخميم، والإكسسوار الحريمي، والحرف النحاسية والزجاجية، وأعمال التطريز، والخيامية، والصدف، والتابلوهات، والخزف، والجلود، ومنتجات الأخشاب، والخوص، والأثاث، إلى جانب الملابس التراثية، والمكرميات، وأعمال الرسم على الحرير، والبامبو، ومنتجات سيناء، وغيرها.

منتجات متنوعة في أجنحة المعرض (رئاسة مجلس الوزراء)

وعرض جناح هيئة التراث السعودية، منتجات عددٍ من أمهر الحرفيين المتخصصين في الصناعات اليدوية التقليدية، كما عرض جناح غرفة رأس الخيمة، منتجات محلية تراثية، وكذلك جناح الديوان الوطني للصناعات التقليدية في الجمهورية التونسية.

وأعلن رحمي عن توقيع بروتوكولات تعاون مع عدة دول، من بينها الهند، لتبادل الخبرات والتنسيق في المعارض المشتركة؛ بهدف نشر الصناعات اليدوية والعمل على تسويقها داخل مصر وخارجها، مؤكداً على عقد بروتوكول تعاون مع شركة ميناء القاهرة الدولي؛ لتوفير منصات تسويقية تحت العلامة التجارية «تراثنا» داخل صالات مطار القاهرة الدولي، وإتاحة مساحات جاذبة لجمهور المسافرين والزوار لعرض وبيع منتجات الحرفيين المصريين اليدوية والتراثية.

معرض «تراثنا» يضم كثيراً من المنتجات المصنوعة يدوياً (رئاسة مجلس الوزراء)

كما سيتم توقيع مذكرة تفاهم ثلاثية بين جهاز تنمية المشروعات، والشركة المسؤولة عن تشغيل المتحف المصري الكبير، وكذلك الشركة المسؤولة عن تنظيم عمليات إنتاج وعرض المنتجات الحرفية داخل متجر الهدايا الرسمي بالمتحف لدعم وتأهيل أصحاب الحرف اليدوية والتراثية وتطوير منتجاتهم، تمهيداً لعرضها بعدد من المتاجر في مناطق سياحية مختلفة داخل وخارج البلاد، في إطار تعزيز التكامل بين الجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص.