قاتل رابين يقيم حزباً عبر زوجته

TT

قاتل رابين يقيم حزباً عبر زوجته

صادق مسجل الأحزاب في وزارة القضاء الإسرائيلية، أمس، على طلب لاريسا تريبوبلر – عمير، زوجة قاتل رئيس الوزراء الأسبق إسحق رابين، تشكيل حزب يميني جديد، ليصبح الحزب الخامس في اليمين المتطرف الذي يقف إلى يمين الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو. ويضم هذا الحزب، إضافة إلى زوجة عمير، كلا من والده ووالدته وشقيقه. وقد جاء تأسيسه بطلب من القاتل يغئال عمير، الذي يفترض أنه يقبع في زنزانة انفرادية. وتبين أنه أجرى اتصالات هاتفية من زنزانته مع نشطاء في اليمين المتطرف من أجل تأسيس الحزب.
وحسب تقرير للقناة 13 التلفزيونية المستقلة، فإن عمير، أخبر محدثيه أنه يبغي تشكيل الحزب من أجل تحقيق هدفين: إطلاق سراحه وتغيير خريطة وسائل الإعلام الإسرائيلية التي يصفها بأنها «يسارية». وذكر برنامج التحقيقات الصحافية «هَتْسينور» في القناة أن من بين الذين تحدث معهم عمير، الناشط عوفِر غولان من حزب «عوتسما يهوديت» الذي أسسه أتباع الحاخام الفاشي مئير كهانا، والذي يخوض انتخابات الكنيست المقبلة في تحالفا مع حزب اليمين الذي يقوده وزير التربية والتعليم في حكومة نتنياهو، رافي بيرتس. وقال غولان للبرنامج التلفزيوني إنه «تحدثت مع عمير عدة مرات. وأنا أؤيد نضالهم. وأعتقد أنه ينبغي إعادة المحاكمة، بعد 24 عاما في العزل لشخص بريء».
كذلك تحدث عمير عبر الهاتف مع مغني الراب الإسرائيلي اليميني، الذي يلقب بـ«الظل». وبحسبه، قال عمير له إنه «عرفت أن لديك موقعا على «فيسبوك» ومئات آلاف المتابعين. وهناك حركة لليهود الروس تأسست مؤخرا تضم 600 شخص بينهم متقاعدون وأكاديميون يطالبون بتحريري. وأحد الأهداف هو تغيير خريطة وسائل الإعلام في البلاد، التي كلها بأيدي اليسار». وأضاف عمير أن لديه التواقيع اللازم وكلك التمويل اللازم. ووصف محرر الأخبار الدولية في القناة 13، نداف أيال، إجراء عمير هذه الاتصالات الهاتفية بأنه «إهانة قومية» و«خطر غير مألوف». وشدد على أن اغتيال رابين ليس جريمة قتل عادية، وإنما «إرهاب واغتيال سياسي» وأن «عمير خائن» كونه اغتال رئيس حكومة. ولفت أيال إلى أن القاتل عمير يحظى بدلال غريب. فقد سمحوا له بأن يتزوج وهو في السجن وأن ينفرد بزوجته وينجب الأطفال وهو في السجن، مع أنه يعتبر سجينا أمنيا. وتساءل: حتى في هذه القضية توجد عنصرية؟ فإدارة مصلحة السجون لا تسمح للأسرى الأمنيين حتى بلمس زوجاتهم في الزيارات. وقال أيال: «يجب التوضيح أنه فيما عمير في السجن، فإن مقربين منه يواصلون تبرير الاغتيال، وتصويره كقديس أنقذ شعب إسرائيل».
يذكر أن استطلاع للرأي العام أجرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» في 30 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أطهر أن خُمس الإسرائيليين يؤيدون العفو عن يغئال عمير، مع أن 40 في المائة منهم يرجحون أن تشهد إسرائيل اغتيالاً سياسياً آخر خلال السنوات المقبلة. وقال 39 في المائة من المستطلعة آراؤهم إنهم يرجحون أن يقدم قاتل ينتمي سياسيا لمعسكر اليمين، على اغتيال شخصية سياسية تابعة لمعسكر اليسار وسط الصهيوني، فيما رجّح 21 في المائة أن يقدم قاتل يساري على اغتيال سياسي يميني إسرائيلي. في حين رجّح 16 في المائة أن يكون القاتل من المجتمع العربي، وأن يستهدف سياسيا يمينيا إسرائيليا. وقال 40 في المائة من المشاركين في الاستطلاع إن الخطاب في إسرائيل اليوم أكثر عنفاً وتحريضاً وخطورة واستقطاباً مما كان عليه عام 1995 قبل مقتل رابين.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.