قرر مجلس الوزراء السعودي، أمس، نقل نشاط التراث الوطني من حيث المبدأ من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني إلى وزارة الثقافة.
وأكد الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة، في تصريح، أمس، استمرار المسيرة الوطنية في تعزيز التراث الوطني، ضمن استراتيجية شاملة تعكس كنوز المملكة الثقافية والتراثية وتحافظ عليها، مشيراً إلى أن رؤية وتوجهات وزارة الثقافة حددت التراث كواحد من ضمن القطاعات التي ستركز عليها جهودها وأنشطتها، إلى جانب المواقع الثقافية والأثرية والتراث الطبيعي (المتاحف، والمسرح والفنون الأدائية، والمهرجانات والفعاليات الثقافية، والكتب والنشر، والعمارة والتصميم الداخلي، والأفلام والعروض المرئية، والأزياء، واللغة، والطعام وفنون الطهي، والشعر، والمكتبات، والفنون البصرية، والموسيقى).
وأضاف وزير الثقافة أن «السعودية أرض الكنوز الثقافية والتراثية، التي احتضنت العديد من الحضارات الإنسانية، غنية بإنسانها وتاريخها». وقال: «الوزارة ستعمل على خدمة التراث الوطني، وستستمر في تشجيع القطاع الثقافي بما يعكس حقيقة ماضينا العريق، ويسهم في سعينا نحو بناء مستقبل يعتز بالتراث ويفتح للعالم منافذ جديدة ومختلفة للإبداع والتعبير الثقافي».
وأكد خبراء أن القرار سيحدّ من تشتت الجهود في مجال التراث ويسهم في تطوير وتجديد البرامج والمشاريع المعنية بالتراث الوطني. وقال عبد الرحمن العيدان المدير العام للجمعية السعودية للمحافظة على التراث «نحن تراثنا»، لـ«الشرق الأوسط»: «التراث جزء من الثقافة وكان مشتتاً بين وزارة الثقافة وهيئة السياحة والتراث الوطني وهيئة الثقافة التي أنشئت مؤخراً، وما يحدث اليوم هو تجميع لهذه التفرعات في جهة واحدة».
وأشار العيدان إلى استراتيجية وزارة الثقافة التي أطلقتها قبل نحو عام، لتشمل قطاعات ومبادرات الثقافة كافة. وتابع: «اليوم لدينا مبادرات خاصة بالموسيقى والفنون والمتاحف وغيرها، والتراث إحدى هذه المبادرات».
وتطرق إلى أن هذا التوجه من شأنه دعم التراث بنوعيه المادي وغير المادي، إذ إن المبادرات أصبحت كلها بأركان واحدة ما يسهّل العمل ويرتب الجهود.
وذكر عبد الله الكناني المشرف العام على وكالة وزارة الإعلام للشؤون الثقافية أن القرار يأتي تحقيقاً للرؤية التي وضعتها وزارة الثقافة ودشنتها في مارس (آذار) الماضي، مشيراً إلى أن التراث الوطني السعودي قطاع كبير ومهم، وذو عمق حضاري وتاريخي يشكّل مع الفنون والآداب والتراث المادي وغير المادي، تنوعاً وثراءً ثقافياً وأرضية لعطاءٍ لا ينفد.
وأضاف الكناني لـ«الشرق الأوسط»: «لا يفارقني التفاؤل بمستقبل الثقافة في السعودية، فالحراك الثقافي في مجالاته المتعددة والمتنوعة حاضرٌ وملموس ونَشِط ويشهد تطوراً ملحوظاً، وإنشاء وزارة الثقافة والتزامها بتحقيق استراتيجيتها ورؤيتها وتطلُّعاتها وتحقيق المبادرات التي أطلقتها، سيكونُ له أثرٌ كبير في التنمية الثقافية الشاملة، فنحن نفخر بإرثنا الثقافي والتاريخي السعودي، ونُدرك أهمية المحافظة عليه وترسيخ القِيَم العربية والإسلامية الأصيلة».
مرحلة جديدة للتراث السعودي من بوابة وزارة الثقافة
مرحلة جديدة للتراث السعودي من بوابة وزارة الثقافة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة