قوافل دعوية مصرية حول العالم لمواجهة «الجماعات المتطرفة»

تستهدف نشر «التدين الصحيح» بين الشباب

TT

قوافل دعوية مصرية حول العالم لمواجهة «الجماعات المتطرفة»

أعلنت دار الإفتاء المصرية «إرسال قوافل دعوية علمية حول العالم، لمجابهة التنظيمات الإرهابية في العالم». وقال الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي مصر، إن «القوافل الدعوية تستهدف بيان الخطأ في الفتاوى التي يتصدر لها غير المتخصصين، ونشر المفاهيم الصحيحة بين الشباب»، في إطار حربها ضد جماعات التطرف، وتجفيف منابع الفكر المتشدد، موضحاً أنه «سيتم التصدي لجماعات التطرف من خلال بيان مخالفة المنهج الاستدلالي المنحرف لتلك الجماعات عن منهج أهل العلم في الاستدلال والفهم المدون في علم أصول الفقه، وكذلك تفنيد الأصول الباطلة التي بنى عليها (المتطرفون) فقههم».
وأكدت الإفتاء المصرية، أمس، أنها «سوف تجمع آراء ومناهج (المتطرفين) من كتبهم المنشورة على مواقع الإنترنت، ومن فتاواهم المنتشرة على المواقع، لتوثيق آرائهم الكاذبة من كتبهم المعتمدة لديهم... كما أنها سوف تدشن (ملتقى بحوث ودراسات الأقليات المسلمة) الذي يتعلق بشؤون الأقليات المسلمة، وسيتم عقد حلقات نقاشية حول هذه القضايا، للخروج بورقة عمل تتعلق بضبط التعامل مع قضايا الأقليات... بالإضافة إلى الشروع في إعداد معجم شامل لمصطلحات الفتوى والإفتاء، لحصر واستقراء المصطلحات المستخدمة في العملية الإفتائية بكافة صورها وأشكالها».
من جهته، أكد نجم، وهو الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن «دار الإفتاء ستعمل على تكثيف نشاطها عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي، كونها من أهم مفردات التواصل المباشر مع الناس شرقاً وغرباً»، لافتاً إلى أن «الاحتفال باليوم العالمي للإفتاء، العام القادم في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، سيشمل تخصيص عدد من اللقاءات المرئية على (السوشيال ميديا) لزيادة الوعي الإفتائي، وتوضيح أهمية الفتوى باعتبارها ركيزة داعمة للاستقرار والأمن والحياة، إذا مورست بقواعدها الشرعية وضوابطها العلمية»، موضحاً أن «ذلك يأتي انطلاقاً من رؤية (الإفتاء) في ضرورة تكثيف حضورها عبر مواقع التواصل الاجتماعي لما لها من تأثير ومميزات كثيرة، منها سرعة الانتشار، وانجذاب فئة الشباب لها وحضورهم بشكل مستمر، فضلاً عن كونها أسلوباً للتواصل العصري الجديد، فكان لا بد من التواصل من خلالها وإيصال المعلومات الدينية بشكل يستطيع الشاب تناوله والتفاعل معه».
وعلى صعيد جهود «الإفتاء» لمواجهة جماعات الإسلام السياسي، قال إبراهيم نجم، إن «مشروع جماعات الإسلام السياسية قام على أسس واهية ومفاهيم خاطئة، لذا فإن أسباب وعوامل انهياره وفشله حاضرة بقوة»، لافتاً إلى «استمرار دار الإفتاء المصرية في رصد حركة تلك الجماعات المنبثقة عن فكر تنظيم (الإخوان)، وتحليل كافة المفاهيم الجامدة المتشددة التي تسعى لنشرها واختصار الإسلام في مظاهر بعينها، ومحاولتهم إعلاء قيمة المظهر على الجوهر ومناهضة الدولة، وكذا رصد تكوين التنظيمات السرية الخاصة بهم».
وكشف نجم «عن إقامة دورات للأئمة من خارج مصر، ستكون الأولى من نوعها باللغتين العربية والإنجليزية، وموضوعات التدريب ستسير وفق ثلاثة محاور هي، صناعة الفتوى، ومواجهة التطرف، وسبل مواجهة (الإسلاموفوبيا)... ويأتي ذلك انطلاقاً من مبادرة الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم بوضع برنامج تدريبي لإكساب مجموعة من المتدربين المشتغلين بالعلوم الشرعية المهارات الإفتائية، والعلمية، والفنية اللازمة، لرفع كفاءة وجودة الأداء الإفتائي لديهم، ومن ثم رفع كفاءة وفعالية المؤسسات الإفتائية، إن كانوا بالفعل يمارسون الإفتاء فيها».
وشدد مستشار مفتي مصر، على أن «الأمانة العامة تستهدف من تلك المبادرة نشر الالتزام بالمنهج الوسطي في ممارسة الفتوى التزاماً تاماً، ومراعاة مقاصد الشرع الشريف في ممارسة الفتوى مراعاة دقيقة، ونشر قيم الإفتاء في المجتمع بكفاءة وفاعلية، ومراعاة معايير جودة الأداء الإفتائي، وإدارة الأداء الإفتائي بكفاءة وفاعلية، وكذلك إدارة المؤسسات الإفتائية بما يحافظ على استقرار المجتمعات وأمنها في مختلف دول العالم الإسلامي».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.