المنافسة بين كير وميديما تشبه الصراع بين ميسي ورونالدو

وجودهما في ناديين متنافسين يزيد الإثارة في الدوري الإنجليزي للسيدات

سام كير بقميص تشيلسي بعد انتقالها رسمياً إلى النادي اللندني
سام كير بقميص تشيلسي بعد انتقالها رسمياً إلى النادي اللندني
TT

المنافسة بين كير وميديما تشبه الصراع بين ميسي ورونالدو

سام كير بقميص تشيلسي بعد انتقالها رسمياً إلى النادي اللندني
سام كير بقميص تشيلسي بعد انتقالها رسمياً إلى النادي اللندني

انضمت اللاعبة الأسترالية سام كير رسميا إلى نادي تشيلسي الإنجليزي يوم الجمعة مع فتح نافذة انتقالات اللاعبين في منتصف الموسم، وأعتقد أن تعاقد تشيلسي مع اللاعبة، التي أرى أنها أفضل مهاجمة في العالم في الوقت الحالي، كان بمثابة ختام جميل لعام رائع لكرة القدم للسيدات.
لقد كان عاما حافلا بالأحداث السعيدة، حيث أقيم كأس العالم للسيدات بشكل رائع، كما لفتت لاعبة المنتخب الأميركي للسيدات، ميغان رابويني، اهتمام الجميع لكرة القدم النسائية من خلال التحلي بالشجاعة والتحدث عن القضايا المهمة في الوقت الذي واصلت فيه التألق داخل ملاعب كرة القدم. كما شهد هذا العام الكثير من الانتقالات المهمة، والصفقات الكبيرة، سواء في مجال الرعاية أو بث المباريات. وعلاوة على ذلك، بات من المعتاد أن نرى أكثر من 30 ألف متفرج في مباريات كرة القدم للسيدات. وبعد نهاية كأس العالم، كان القلق الوحيد يتمثل فيما إذا كان هذا الزخم يمكن أن يستمر أم لا، وأعتقد أن هذا الأمر قد تحقق بنجاح.
وسيكون من الصعب الحفاظ على هذا النمو في عام 2020 من دون وجود حدث رئيسي في عالم كرة القدم للسيدات، صحيح أن عام 2020 سيشهد إقامة دورة الألعاب الأولمبية، لكن هذه البطولة لا تتعلق بكرة القدم فقط، كما أنها ستقام في طوكيو في ظل وجود فارق زمني كبير وغير مريح - تنطلق مباريات السيدات في الساعة الثالثة صباحاً بتوقيت غريينتش - وهو ما يعني صعوبة متابعتها. وفي الحقيقة، نجحت دورة الألعاب الأولمبية لعام 2012 في إحداث تغيير هائل في كرة القدم للسيدات، لكن هذه المرة قد لا نشعر بالإثارة إلا عندما يفوز منتخب بريطانيا العظمى بإحدى الميداليات.
لكن هناك الكثير من الأمور التي يجب أن نتطلع إليها قبل ذلك، بما في ذلك المباراة التي قد تحدد بشكل كبير هوية الفريق الفائز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز للسيدات بعد أسابيع قليلة فقط من بداية العام الجديد عندما ينتقل تشيلسي لمواجهة آرسنال في المباراة التي قد تشهد الظهور الأول لكير بقميص البلوز.
ومن الواضح أن اللاعبة الأسترالية ستحتاج إلى فترة من الوقت لكي تتكيف مع اللعب في الأجواء والملاعب الإنجليزية. صحيح أنها تملك كل المقومات التي تجعلها قادرة على التألق من أول دقيقة، لكن يجب الإشارة إلى أنها لم تلعب مطلقا في أوروبا، حيث كانت تلعب في الولايات المتحدة التي تعتمد فيها كرة القدم النسائية في المقام الأول على المجهود البدني الكبير والقليل من الخطط الفنية والتكتيكية.
لكن تشيلسي قد لا يكون في وضع يمكنه من الانتظار طويلا حتى تتأقلم كير على اللعب في إنجلترا، فبعد التغلب على مانشستر سيتي في بداية ديسمبر (كانون الأول) تعادل الفريق مع ليفربول المتعثر في المباراة الأخيرة قبل العطلة الشتوية، وهو ما يعني أن تشيلسي يواجه ضغوطا كبيرة الآن من أجل العودة لتحقيق نتائج إيجابية. ويحتل تشيلسي حاليا المركز الثالث في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز للسيدات، بفارق أربع نقاط عن آرسنال، وهو ما يعني أن الفريق لم يعد يحتمل أي تعثر، رغم أنه يتبقى له مباراة مؤجلة. ويعني ذلك أن تعرض تشيلسي للهزيمة الشهر المقبل أمام آرسنال، الذي لم يخسر سوى مرة وحيدة طوال الموسم، ستقلل حظوظ الفريق في الفوز باللقب.
لكن حتى لو لم ينجح التعاقد مع كير في مساعدة تشيلسي في الحصول على لقب الدوري الإنجليزي، فإن هذه الصفقة كانت نقطة تحول كبيرة في كرة القدم الإنجليزية للسيدات ككل، حيث أصبحت اللاعبة الأسترالية رمزا للتقدم والإمكانات في الدوري الإنجليزي للسيدات. ومثلما ساهم انتقال النجم الإنجليزي ديفيد بيكهام للولايات المتحدة في زيادة شعبية كرة القدم هناك، فإن انتقال كير للملاعب الإنجليزية يعني أن الناس في جميع أنحاء العالم سوف يهتمون بما يحدث هنا.
وسوف يحظى تشيلسي والدوري الإنجليزي الممتاز للسيدات بشكل عام بفرص تجارية جديدة. وعلى الرغم من أن الدوري الإنجليزي للسيدات كان يتحرك بالفعل في الاتجاه الصحيح فإن وصول كير سوف يساهم في تسريع هذا الزخم. وسيكون من المثير للاهتمام معرفة مقدار التفكير في تسويق وصولها للملاعب الإنجليزية: هل سيحاول تشيلسي الاستفادة من المجتمع الأسترالي الكبير في غرب لندن؟ وهل كانت شركة نايكي، التي ترعى كير وتشيلسي، تدعم هذه الخطوة بقوة، مثلما فعلت أديداس عندما عاد النجم الفرنسي بول بوغبا لمانشستر يونايتد مرة أخرى؟
وسيكون من المثير للاهتمام أيضاً أن نرى تأثير وصول كير على أداء ومستوى فيفيان ميديما، التي كانت تقدم أداء استثنائيا مع آرسنال على مدار العامين الماضيين، لكنها تجد الآن أن موقعها كأفضل لاعبة في الدوري الإنجليزي الممتاز للسيدات محل تهديد بعد قدوم كير. لقد حصلت ميديما على بطولة أوروبية ووصلت إلى المباراة النهائية لكأس العالم مع منتخب هولندا، ولديها سجل تهديف مثير للإعجاب، لكن إذا كنت مجبرة على الاختيار بين اللاعبتين، فسأقول بكل صراحة إن كير أفضل بسبب سرعتها الفائقة وتحركاتها الواعية وقدرتها على بث الخوف في نفوس مدافعات الأندية الأخرى. وتتميز ميديما بأنها خطيرة للغاية داخل منطقة الجزاء، لكن كير تمثل تهديدا دائما على مرمى الفرق الأخرى من خلال التحرك الدائم حول منطقة الجزاء.
ومن المؤكد أن كير وميديما تشعران بالإحباط لأنهما لم تكونا ضمن قائمة الثلاث لاعبات المرشحات للحصول على لقب أفضل لاعبة كرة قدم في العالم، لكنهما ستعملان بكل قوة في عام 2020 على إثبات أنهما الأفضل في عالم كرة النسائية. وعلى الرغم من أنه من الصعب مقارنتهما بلاعبين من كرة القدم للرجال، فإن المنافسة بينهما تشبه إلى حد كبير الصراع القوي بين النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي مع برشلونة والنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو مع ريال مدريد: وهما لاعبان بارزان في ناديين متنافسين، يدفعان بعضهما البعض إلى مستويات أعلى من الأداء والإنجاز.
وبالنسبة لأولئك الذين لم يروا الكثير من كير، فإنني أشبه أداءها بأداء نجم ليستر سيتي جيمي فاردي، حيث تمتلك قدرات هائلة في التحول من الجانب الدفاعي للهجومي واستغلال الهجمات المرتدة على أكمل وجه: عندما تحصل لاعبة خط الوسط على الكرة وتكون لديها القدرة على التمرير بين الخطوط أو من فوق رؤوس المدافعات تظهر هنا خطورة كير. كما تعد كير أفضل لاعبة في العالم من حيث الركض خلاف خط الدفاع واستغلال المساحات الخالية بسرعتها الفائقة. إنها تتحرك بشكل رائع وبنشاط كبير، وهو الأمر الذي يسبب إزعاجا كبيرا لخطوط دفاع الفرق المنافسة، كما تمتاز بالقدرة على استغلال أنصاف الفرص أمام المرمى، حيث تجيد اللعب بكلتا قدميها، كما تمتاز بضربات الرأس رغم أن طولها يصل إلى 1.67 متر.
إنها تشبه إلى حد بعيد مواطنها تيم كاهيل، حيث تفاجأ الخصم دائما بإحراز الأهداف برأسها. وعندما شاهدت مباراة تشيلسي أمام مانشستر سيتي هذا الشهر، لفت نظري أن تشيلسي أتيح له الكثير من الهجمات المرتدة الخطيرة، لكن لم يتم استغلالها بالشكل الصحيح بسبب عدم قدم لاعبات خط الوسط على التمرير الصحيح. ومن المؤكد أن قدوم كير سيجعل تشيلسي أكثر خطورة في الهجمات المرتدة، بشرط أن تتمكن زميلاتها من التمرير لها بشكل جيد. وفي كأس العالم أيضا رأينا أن كير لاعبة قادرة على تحمل المسؤولية وقيادة الفريق وتسجيل الأهداف والتكفل بتسديد ركلات الجزاء.
وسيكون من المثير للاهتمام معرفة ما إذا كان أي من الفرق الأخرى في الدوري الإنجليزي الممتاز للسيدات يرغب في تدعيم صفوفه بشكل قوي خلال فترة الانتقالات لكي يواكب التطور الذي سيطرأ على مستوى تشيلسي بعد التعاقد مع كير. إن وصول كير للملاعب الإنجليزي يعني أن الدوري الإنجليزي الممتاز هو الوجهة المثالية لأفضل اللاعبات في عالم كرة القدم، الذي يعد الأفضل بالمقارنة بإسبانيا - حيث توجد بعض الفرق الجيدة لكن الدوري ككل يعاني - أو إيطاليا - حيث تعجز الأندية عن دفع المقابل المادي للاعبات بمثل هذا المستوى العالمي - أو فرنسا - حيث يفوز ليون كل عام بالدوري بفارق كبير للغاية عن أقرب المنافسين ولا توجد منافسة حقيقية - أو ألمانيا - التي يُنظر إلى الدوري بها على أنه بطولة صعبة للغاية يصعب على اللاعبات الأجنبيات التأقلم معها.


مقالات ذات صلة

أرتيتا: آرسنال لعب بشجاعة أمام سبورتينغ لشبونة

رياضة عالمية أرتيتا يحتفل مع اللاعبين عقب الفوز على سبورتينغ لشبونة (أ.ف.ب)

أرتيتا: آرسنال لعب بشجاعة أمام سبورتينغ لشبونة

أشاد ميكيل أرتيتا، المدير الفني لفريق آرسنال الإنجليزي، بأفضل أداء للفريق خارج أرضه في المسابقات الأوروبية منذ توليه تدريب الفريق، وذلك عقب الفوز 5-1.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية لويس إنريكي (د.ب.أ)

إنريكي: عانينا بعد طرد ديمبلي

أبدى لويس إنريكي، مدرب باريس سان جيرمان، إحباطه بعد الخسارة 1-صفر أمام بايرن ميونيخ في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)
رياضة عربية قصي متشة لاعب الترجي الشاب تألق وسجل هدفا في ديوليبا (نادي الترجي)

«أبطال أفريقيا»: الترجي يهزم ديوليبا برباعية والجيش الملكي يتجاوز الرجاء

فاز فريق الترجي التونسي على ضيفه ديوليبا المالي بأربعة أهداف نظيفة، ضمن منافسات الجولة الأولى بالمجموعة الرابعة لدوري أبطال أفريقيا.

«الشرق الأوسط» (تونس)
رياضة عربية روجيرو ميكالي مدرب منتخب مصر للشباب (منتخب مصر)

ميكالي: أسعى لبناء جيل جديد لكرة القدم المصرية

يسعى البرازيلي روجيرو ميكالي، مدرب منتخب مصر للشباب، لبناء جيل جديد بعدما قاد الفريق لبلوغ كأس أمم أفريقيا لكرة القدم دون 20 عاماً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عربية جماهير الزمالك وجهت هتافات مسيئة في مواجهة النادي المصري (نادي الزمالك)

إيقاف طاهر لاعب الأهلي... وتغريم الزمالك بسبب الهتافات

قررت رابطة الأندية المصرية المحترفة لكرة القدم، الثلاثاء، إيقاف طاهر محمد طاهر مهاجم الأهلي مباراة واحدة، وتوقيع غرامة مالية كبيرة على الزمالك.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.