اتجاهات صبغت ثقافة العشرية الثانية وغيرت العالم إلى الأبد

رسمت خطاً زمنياً هائلاً لما قبلها وما بعدها

رواية «1984» لجورج أورويل لم تعد خيالاً
رواية «1984» لجورج أورويل لم تعد خيالاً
TT

اتجاهات صبغت ثقافة العشرية الثانية وغيرت العالم إلى الأبد

رواية «1984» لجورج أورويل لم تعد خيالاً
رواية «1984» لجورج أورويل لم تعد خيالاً

بينما يُنفق العالم اللحظات الأخيرة من عشريته الثانية للقرن الحادي والعشرين، ويستعد وجلاً للشروع في عقد آخر جديد، ربما يكون مناسباً التوقف قليلاً عند بعض التحولات والاتجاهات واللحظات الحاسمة التي شكلت ثقافة هذا العقد وناسه، التي إذا كان ثمة خيط ذهبي واحد يجمعها، فلن يكون سوى سرعة مُذهلة في تقلبات الأحوال والتغيير، تكاد تفوق كل خبرة عاشتها البشرية خلال مسيرتها الطويلة، حتى يصح أن يقال إنها رسمت خطاً هائلاً في جدار الزمن لما قبلها وما بعدها.
- جيل «الآيباد»
لعل أهم رمز تقني لشكل الأشياء كما أصبحت عليه في العشرية الثانية، ربما يكون جهاز «الآيباد»، الذي – على الأقل في العالم الغربي – غيَّر من صيغة التعايش بين البشر والتكنولوجيا على نحو غير مسبوق. كان قد أُطلق أول جهاز لوحي للعموم من شركة «أبل» الأميركية في الثالث من أبريل (نيسان) 2010، ليصبغ خلال سنوات قليلة خبرة جيل جديد، صار يعرف الآن بجيل «الآيباد». إلا أن هذا الجهاز المذهل مجرد علامة رمزية ثقافية لاتجاه حاكم ساد العشرية برمتها، من انتشار التكنولوجيات الحديثة، وتغلغل تطبيقات الذكاء الصناعي، وإنترنت الأشياء، في كافة مناحي الحياة المعاصرة، من الصور الذاتية (السيلفي) إلى نظم الاتصالات، ومن الطب إلى الهندسة، ومن إدارة المدن إلى تشغيل السفن، ومن إنتاج الكتب إلى تصنيع الملابس.
- منصات البحث عبر الإنترنت
خلال أقل من سبع سنوات، تحولت شركة أميركية صغيرة لتوزيع الأفلام عبر الإنترنت إلى ظاهرة طويلة عريضة، غيرت بالكلية من طريقة استهلاك المشاهدين للمواد المرئية. إنها «نتفليكس» التي ما إن أطلقت باكورة إنتاجاتها (الموسم الأول من مسلسل «بيت من ورق» 2013) حتى شرع التلفزيون التقليدي وشركات «الكابل» تلفظ أنفاسها، لمصلحة منصات البث عبر الإنترنت (ما أصبح يعرف بـ«الاستريمنغ»)، فيما بدا أن السينما تتراجع أمامها، وإن ما زالت تقاتل بضراوة للاحتفاظ بدور ما لها في العالم الجديد.
بالطبع سارع آخرون للحاق بـ«نتفليكس» الرائدة، وفيهم شركات إنتاج سينمائي هائلة، مثل «ديزني»، أو بيوت تكنولوجيا جبارة مثل «أبل»، بينما لجأت مؤسسات الإعلام التقليدية في الأسواق الكبرى، مثل بريطانيا وألمانيا، إلى إطلاق منصات موازية كي لا تخرج من الحلبة تماماً. وتستمر «نتفليكس» وأخواتها اليوم في استهداف أسواق عذراء معولمة، كما مساحات بصرية جديدة كانت لعقود مقصورة على التلفزيون التقليدي، مثل خدمات البث المباشر للألعاب الرياضية، ومباريات بطولات كرة القدم، وسباقات السيارات، بينما بقيت مساحة جد محدودة لم تصل إليها بعد، تتمثل في فضاء الأخبار وتقارير المراسلين، وإن كانت تلك ستسقط بيدها حتماً، ولم تعد سوى مسألة وقت ليس إلا.
وفي موازاة التحولات البنيوية في فضاء الإعلام المرئي، شهدت العشرية تشظياً وتمكناً لأشكال جديدة من الإعلام المسموع، سواء عبر شيوع المدونات السمعية (البودكاست)، وتطبيقات الكتب المسموعة، والموسيقى الرقمية، التي نقلت تجربة البشر مع متعة الاستماع إلى مستوى آخر تماماً.
- الإعلام ما بعد الورق
ظن كثيرون أن الصحافة الورقية ستخلي مكانها بالكامل مع نهاية العشرية الثانية للإعلام الجديد. وبالفعل فإن كثيراً من العناوين الصغيرة والصحف الإقليمية انقرضت، واختار بعضها التحول إلى خيال لذاتها القديمة في مواقع «غبية» على الإنترنت، بينما سارعت العناوين الكبرى - بعدما شهدت انهيار أرقام مبيعاتها - إلى تقليص طواقمها، والتركيز على عرض مواد ينتجها صحافيون مبتدئون ومراسلون يعملون بالقطعة، بينما تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى مصادر بديلة للحصول على المعلومات، لا سيما في المناطق التي انسحبت منها الصحافة التقليدية جغرافياً. لكن تجربة العقد الكلية أظهرت أن الإنترنت منحت مستهلكي المادة الإعلامية حرية أكبر في اختيار مصادر معلوماتهم، وأن ما يحكم قراراتهم إلى جانب المسائل الموضوعية المتعلقة بتوفر تلك المادة للاستهلاك، هو كفاءة المحتوى ومصداقيته وقيمته. فزادت مبيعات النسخ الورقية من مجلة رصينة حافظت على مستواها التقني الرفيع، مثل «الإيكونيميست» مقارنة بمبيعاتها قبل عصر الإنترنت، بينما استمرت صحيفة كبرى مثل «نيويورك تايمز» في تحقيق الأرباح سنة بعد سنة، بعدما أعادت بناء ذاتها كمصدر إعلامي جاد عابر للمنصات وقنوات التوزيع والأسواق، بينما تقزمت عناوين أخرى رغم استثمارها الواسع في صيغة تواجدها على الإنترنت، بعدما فقدت مصداقيتها وجديتها أو كليهما. وها هي «ذي غارديان» اليومية البريطانية بالكاد تبيع اليوم 20 في المائة مما كانت عليه أرقامها قبل عام 2000، بينما تناضل «ذي صن» – البريطانية أيضاً - التي كانت تبيع في وقت ما أكثر من 3.25 مليون نسخة يومياً، للاحتفاظ اليوم بمستوى مبيعات مليون نسخة فقط.
- «غرف الصدى»: تواصل كما العزلة
في كتابه الشهير «غرف الصدى – 2001»، حذر كاس سانستاين من أن المجتمعات الصحية لا تعتمد حصراً على حرية التعبير كي تبقى وتزدهر؛ بل هي عنده بحاجة ربما أكثر إلى الخروج من صناديق المجموعات المنغلق كل منها على ذاته (أسماها المجتمعات المسورة)، والانخراط في خبرات جماعية مزعجة أحياناً، عن القضايا والأشخاص والأفكار التي يتداولها الآخرون. في عالمنا العربي، فإن مسألة التجرؤ على الخروج من وراء الأسوار، وتقبل وجود الآخرين، ناهيك عن تقبل أفكارهم المختلفة بما يخص العالم، ما زالت حلماً عصياً بعيد المنال؛ حيث تكاد الأغلبية الساحقة تعيش - وترتاح للعيش - في مجموعات لغوية وقومية ودينية وعرقية وثقافية منفصلة ومنعزلة، كرستها حدود رسمها المستعمرون قبل أكثر من قرن كامل، فصارت هويات فائضة مختلقة، فوق كل رصيدنا المتراكم من هويات التشظي الأخرى.
تأمل كثير من المتفائلين أن تفلح ثورة المعلوماتية والإنترنت - وما تمخض عنها من منصات التواصل الاجتماعي - في كسر جدران غرف الصدى تلك التي طالما فرقتنا، إن لم يكن في عالم واقعي ملموس، فأقله آخر افتراضي. لكن تجربتنا هناك خلال العقد لا تبشر بالكثير. إذ سرعان ما تحول فضاؤنا السيبري ذاته إلى غرف صدى منعزلة، يتجمع فيها شيئاً فشيئاً - بحكم الخوارزميات الذكية، كما الحنين للعيش (المريح) خلف الأسوار - المتشابهون لغة وثقافة ومواقف وخلفيات، بينما تنتهي غالب محاولات التواصل العابر بين حاملي الهويات المختلفة إلى معارك تسيء لكل ود، ولكل قضية.
- نهاية الرقابة
مثَّل صدور كتاب «النار والغضب – 2018» للصحافي الأميركي مايكل وولف، الذي باع ملايين من النسخ عبر العالم خلال أيام قليلة، سواء في صيغته المطبوعة ولاحقاً الإلكترونية، نهاية رمزية لفكرة الرقابة المسبقة على محتوى الكتب، أو منع توزيعها، التي رافقت الكتاب منذ ما قبل مطبعة غوتنبرغ وإلى وقت قريب. إذ فشل دونالد ترمب رئيس دولة العالم الأعظم في وقف نشر «النار والغضب»، وعجز جيش محاميه عن مواجهة صناعة النشر التي لم تعد محدودة بحدود جغرافية أو سيادات محلية، أو حتى بنموذج الورق المطبوع، وتحولت الحملة المحمومة للبيت الأبيض على الكتاب إلى ما يشبه حملة تسويق عبقرية له، دفعت حتى بغير متابعي الكتب السياسية إلى اقتنائه. لكن هذا السقوط الرمزي للرقابة، بكل ما يعد البشر به، ترافق مع موجة صعود استثنائي لما صار يعرف بـ«الأخبار الكاذبة»، وغلبة التضليل والبروباغاندا والتآمر مع السلطات في صياغة المادة الإعلامية، على نحو تراجعت معه ثقة المستهلكين بمصادر تلك الأخبار إلى مستويات قياسية، لم يعد ممكناً التعافي منها في وقت قريب. ورغم محاولات شكلية وتقنية للتعامل مع الأخبار الكاذبة هذه، فإن عشريتنا انتهت على انتشار وبائي متزايد لتلك المواد المسمومة على منصات التواصل الاجتماعي، وفقدان غير مسبوق للثقة بين منتجي الأخبار ومستهلكيها.
- إفلاس الليبرالية
استمر صعود الرأسمالية بصيغتها الليبرالية المتسربلة بحرية التجارة المعولمة، والديمقراطية البرلمانية، وحماية الملكيات الشخصية وحقوق الأفراد، لتصبح النظام الغالب على العالم، لا سيما بعد انقراض الاتحاد السوفياتي، وسقوط أنظمة أوروبا الشرقية، وتبني الصين - وحتى كوبا - حلولاً اقتصادية ملفقة من قليل اشتراكية وكثير رأسمالية، حتى اعتبر كثيرون أننا قد وصلنا بالفعل إلى نهاية التاريخ (نظرية عالم السياسة الأميركي فرنسيس فوكوياما، في كتابه المنشور عام 1992)؛ حيث لا بديل عن الرأسمالية إلا المزيد من الرأسمالية. لكن كل شيء بدأ في الانهيار بعد الأزمة المالية العالمية، بعدما سارعت النخب الليبرالية الحاكمة إلى إنقاذ البنوك المفلسة وكبار المضاربين بالمشتقات المالية النظرية بالأموال العامة، وفرضها لسياسات تقشف شديد على دافعي الضرائب لتعويض تلك الأموال. وقد أفرزت الأزمة وما ترتب عليها وما لحق بها من سياسات موجة غضب شعبي شاملة، ضد النخب الحاكمة ومشروعها الليبرالي، أفرزت تحولات واسعة في توجهات التصويت بالانتخابات (سقوط اليمين الحاكم في اليونان مثلاً) أو الاعتراض على السلطات (السترات الصفر - فرنسا) أو حتى لجوء المواطنين إلى العنف لإسماع صوتهم (الربيع العربي بنسختيه الأولى والحالية). وقد أفسح انتشار موضة معاداة السلطات لظهور سياسيين وأحزاب شعبوية، لا تمتلك أي حلول اجتماعية أو اقتصادية حقيقية، نجحوا - بأشكال متفاوتة - في توجيه يأس الناس من طبقتهم التقليدية الحاكمة إلى دفع انتخابي أوصل ببعضهم إلى السلطة (مثل بولندا، وهنغاريا، وإيطاليا، والولايات المتحدة) أو إلى لعب دور المعارضة المؤثرة (كما في هولندا، والنمسا، وألمانيا، وإسبانيا).
- ديمقراطيات الانقسام الغربية
مثَّل فوز دونالد ترمب الآتي من خارج دائرة محترفي السياسة الليبراليين التقليديين برئاسة الولايات المتحدة (انتخابات عام 2016) تحولاً نوعياً، فيما خص توجهات الناخبين في الغرب، الذين عاقبوا النخب الليبرالية الحاكمة، وأوصلوا إلى قمة هرم السلطة قادة أغرقوا جماهيرهم بخطابات شعبوية معادية للعولمة، وهجومها على سيادات الدول القومية. لكن ترمب جلب معه أيضاً طرائق جديدة في ممارسة الحكم: دبلوماسية التغريد عبر «تويتر»، والأداء التلفزيوني الطابع في إدارة شؤون الدولة، ومعاداة نصف الشعب، والتفلت من الالتزامات والتعهدات الدولية التي أبرمها رؤساء سابقون، واستدعاء أفراد العائلة للخدمة كفريق عمل رئاسي، وغيرها. وعلى الرغم من ادعاء الإدارة الحالية أن الاقتصاد الأميركي يعيش في ظلها أفضل أوقاته، فإن ذلك لن يخفي حقيقة الاستقطاب الشديد للأمة الأميركية التي انقسمت وكأنها أمتان متعاديتان، تماماً كما في العلامات الأولى لذلك الاستقطاب غير القابل للجسر في معظم دول أوروبا، كما في دعوات الاستقلال الطرفي (كاتالونيا، واسكوتلندا) وفي تصويت البريطانيين على ترك عضوية الاتحاد الأوروبي بعد أكثر من 25 عاماً (أو ما عرف بــ«البريكست»). ولم تنتج العشرية أي آفاق للتخفيف من هذا الاستقطاب الشديد، بينما بدأ صعود الهويات الجندرية والجنسية والعرقية والدينية والحراكات النسوية، أقرب إلى التفتيت منه إلى صياغة مجتمعات أقدر على استيعاب التنوع والاختلاف.
- القلق البيئي والطاقة البديلة
يميل كثيرون إلى التشكيك في دافعية الحراكات التي امتدت عبر عواصم غربية عدة، للمناداة بحماية البيئة وإنقاذ الكوكب من كارثة تصور بأنها محدقة بمساحة العيش الوحيدة لسكانه، وصوروها كمسرحيات واستعراضات خدمة لمصالح برجوازية دون أخرى. كما انتقدها آخرون بوصفها تتعاطى مع أعراض الأزمة دون المس بجذورها المتمثلة في طبيعة النظام الرأسمالي الجشع الذي يقود العالم منذ أربعمائة عام على الأقل. ومع ذلك، فإن حالة مستجدة من الوعي البيئي ما لبثت تتسع عبر العالم الغربي، وتكتسب مؤيدين كثراً؛ لا سيما بين أبناء الجيل الجديد، وفرضت على نحو ما توجهات متعاظمة لتبني سياسات صديقة للبيئة، سواء في التخطيط الحضري وإدارة المدن، أو صناعة السيارات، أو تشريعات الصناعة والبناء وتدوير النفايات، ولا شك أن ما شُرع فيه خلال هذه العشرية سيجد أصداءه على الأرض في السنوات القليلة القادمة.
- «الديستوبيا» لم تعد خيالاً
رغم كل إجراءات السرية المطلقة، والتهديد بأقصى العقوبات ضد فاضحي الأسرار، فإن سلسلة الوثائق التي كشف مكنوناتها موقع «ويكيليكس»، عن طرائق عمل الإمبراطورية الأميركية وعدد من الدول الكبرى، كما تسريبات إدوارد سنودن بشأن مدى اتساع دولة الرقابة التي تديرها الديمقراطيات الغربية، وإزالة ستائر الظلال عن تفاصيل عمل الجنات الضريبية التي يُهَرِّب إليها أثرياء العالم أموالهم لتجنب المشاركة في الإنفاق العام، وفضيحة «كامبريدج أناليتيكا» و«فيسبوك» في المتاجرة بالمعلومات الشخصية للأفراد، لخدمة أغراض سياسية، جميعها كشفت عن حقيقة أن «ديستوبيا» دولة الرقابة الفاشية التي رسمها الروائي البريطاني جورج أورويل في روايته المشهورة «1984» لم تعد مجرد خيال أدبي محض، وتشاؤم مثقفين؛ بل هي قائمة هنا والآن بالفعل، تقودها جهات غامضة لا تتورع عن الدوس على القوانين والتشريعات والسيادات، للاحتفاظ بهيمنة أقلية نخبوية لا يزيد تعدادها عن 1 في المائة من مجموع سكان الكوكب، على أكثرية الـ99 في المائة الباقين الذين رغم تضحيات عدد من الأفراد الشجعان - دفعوا حياتهم ثمناً لكشف هذه الحقائق (الصحافية المالطية دافني غاليسيا) أو حريتهم (جوليان أسانج) أو حق العيش في أوطانهم (إدوارد سنودن) - لم يحركوا ساكناً، وكأنهم راضون بهيمنة المهيمنين، وقانعون بها.



«جوي أووردز» تحتفي بالفائزين بجوائزها في الرياض

الأميركي ماثيو ماكونهي يحمل «جائزة شخصية العام» خلال حفل «جوي أووردز» (موسم الرياض)
الأميركي ماثيو ماكونهي يحمل «جائزة شخصية العام» خلال حفل «جوي أووردز» (موسم الرياض)
TT

«جوي أووردز» تحتفي بالفائزين بجوائزها في الرياض

الأميركي ماثيو ماكونهي يحمل «جائزة شخصية العام» خلال حفل «جوي أووردز» (موسم الرياض)
الأميركي ماثيو ماكونهي يحمل «جائزة شخصية العام» خلال حفل «جوي أووردز» (موسم الرياض)

بحضورٍ لافت من الشخصيات البارزة والمرموقة في عالم الفن والموسيقى والرياضة وصناعة الترفيه، أقيم مساء السبت، حفل تتويج الفائزين بالنسخة الخامسة لجوائز «جوي أووردز» (Joy Awards) لعام 2025 في العاصمة السعودية الرياض.

وبعد مشاركة واسعة وإقبال غير مسبوق من الجمهور في مرحلة التصويت، توافد نجوم عرب وعالميون إلى مقر الحفل الذي احتضنته منطقة «anb Arena»، ضمن فعاليات «موسم الرياض»، حيث انضموا بعد المرور على السجادة الخزامية إلى ‏ليلة استثنائية، في أكبر وأهم حفل للجوائز الفنية العربية بالمعايير العالمية.

ومنذ الساعات الأولى من الحدث، وصل نخبة من فناني ونجوم العالم، تقدّمهم الممثل والمنتج العالمي أنتوني هوبكنز، وصانع الأفلام الأميركي مايك فلاناغان، والممثل التركي باريش أردوتش، وأسطورة كرة القدم الفرنسي تييري هنري، وغيرهم.

توافد نجوم الفن إلى مقر حفل «جوي أووردز» في الرياض (هيئة الترفيه)

وواكب وصول النجوم عزف حي وعروض فنية في الرواق، بينما امتلأت باحة الاستقبال بالجماهير التي حيّتهم، وأبدى الضيوف سرورهم بالمشاركة في الحدث الاستثنائي الذي يحتفي بالفن والفنانين.

وأكد فنانون عرب وعالميون، لحظة وصولهم، أن الرياض أصبحت وجهة مهمة للفن، ويجتمع فيها عدد كبير من النجوم، لتكريم الرواد والمميزين في أداءاتهم وإنتاجهم، وتشجيع المواهب الواعدة التي ينتظرها مستقبل واعد في السعودية.

وانطلقت الأمسية الاستثنائية بعرضٍ مميز لعمالقة الفن مع المغنية والممثلة الأميركية كريستينا أغيليرا، وقدَّم تامر حسني ونيللي كريم عرضاً غنائياً مسرحياً، تبعه آخرَان، الأول للموسيقي العالمي هانز زيمر، وجمع الثاني وائل كفوري مع الكندي مايكل بوبليه، ثم عرض للأميركي جوناثان موفيت العازف السابق في فرقة مايكل جاكسون، قبل أن تُختَتم بـ«ميدلي» للمطرب التركي تاركان.

المغنية كريستينا أغيليرا خلال عرضها في حفل «جوي أووردز» (هيئة الترفيه)

وشهد الحفل تكريم الراحل الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن الذي ترك بصمته الكبيرة في عالم الفن بـ«جائزة صُنَّاع الترفيه الماسيَّة»، تسلّمها نجله الأمير خالد، قبل أن يُقدِّم المغني الأوبرالي الإيطالي الشهير أندريا بوتشيلي مقطوعة موسيقية كلاسيكية إهداء للراحل، و«ديو» جمعه مع فنان العرب محمد عبده.

وتُوِّج رائد السينما السعودية المُخرِج عبد الله المحيسن، والفنان عبد الله الرويشد، والموسيقار بوتشيلي، والممثل مورغان فريمان، والموسيقي هانز زيمر، والمخرج الكوري جي كي يون، والفنان ياسر العظمة، والمُخرِج محمد عبد العزيز بـ«جائزة الإنجاز مدى الحياة»، والممثل الأميركي ماثيو ماكونهي بـ«جائزة شخصية العام»، والمخرج العالمي جاي ريتشي، والممثل الهندي هريثيك روشان، والمصمم اللبناني زهير مراد بـ«الجائزة الفخرية».

الفنان ياسر العظمة يلقي كلمة بعد تكريمه بـ«جائزة الإنجاز مدى الحياة» (هيئة الترفيه)

كما تُوِّج بـ«جائزة صُنّاع الترفيه الفخرية» الممثلة مريم الصالح، والممثلين إبراهيم الصلال، وسعد خضر، وعبد الرحمن الخطيب، وعبد الرحمن العقل، وعلي إبراهيم، وغانم السليطي، ومحمد الطويان. وقدّمها لهم سلمان الدوسري وزير الإعلام السعودي.

وفاز في فئة «المسلسلات»، سامر إسماعيل بجائزة «الممثل المفضَّل» عن دوره في «العميل»، وهدى حسين بـ«الممثلة المفضّلة» عن «زوجة واحدة لا تكفي»، والعنود عبد الحكيم بـ«الوجه الجديد المفضّل» عن «بيت العنكبوت»، و«شباب البومب 12» بـ«المسلسل الخليجي المفضَّل»، و«نعمة الأفوكاتو» بـ«المسلسل المصري المفضَّل»، و«مدرسة الروابي للبنات 2» بـ«المسلسل المشرقي المفضَّل».

أما في فئة «الإخراج»، ففازت رشا شربتجي بجائزة «مخرج المسلسلات المفضَّل» عن عملها «ولاد بديعة»، وطارق العريان بـ«مخرج الأفلام المفضَّل» عن «ولاد رزق 3: القاضية».

حفل استثنائي لتتويج الفائزين بجوائز «جوي أووردز» في الرياض (هيئة الترفيه)

وضمن فئة «السينما»، فاز هشام ماجد بجائزة «الممثل المفضَّل» عن دوره في «إكس مراتي»، وهنا الزاهد بـ«الممثلة المفضَّلة» عن «فاصل من اللحظات اللذيذة»، و«ولاد رزق 3: القاضية» بـ«الفيلم المفضَّل».

وفاز في فئة «الرياضة»، اللاعب سالم الدوسري كابتن فريق الهلال السعودي بجائزة «الرياضي المفضَّل»، ولاعبة الفنون القتالية السعودية هتان السيف بـ«الرياضيِّة المفضَّلة».

أما فئة «المؤثرين»، ففاز أحمد القحطاني «شونق بونق» بجائزة «المؤثر المفضَّل»، ونارين عمارة «نارين بيوتي» بـ«المؤثرة المفضَّلة».

وضمن فئة «الموسيقى»، تقاسَمت «هو أنت مين» لأنغام، و«هيجيلي موجوع» لتامر عاشور جائزة «الأغنية الأكثر رواجاً»، وذهبت «الأغنية المفضَّلة» إلى «الجو» لماجد المهندس، وفاز عايض بـ«الفنان المفضَّل»، وأصالة نصري بـ«الفنانة المفضَّلة»، وراكان آل ساعد بـ«الوجه الجديد المفضَّل».

الرياض وجهة مهمة للفن والرياضة تجمع كبار نجوم العالم (هيئة الترفيه)

وكتب المستشار تركي آل الشيخ رئيس هيئة الترفيه، في منشور على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي: «بدعم مولاي الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو سيدي ولي العهد عراب الرؤية وقائدنا الملهم (الأمير محمد بن سلمان) اليوم نشهد النجاح الكبير لحفل توزيع جوائز جوي أووردز 2025».

وتعدّ «جوي أووردز»، التي تمنحها هيئة الترفيه السعودية، واحدةً من أرقى الجوائز العربية، وتُمثِّل اعترافاً جماهيرياً بالتميُّز في الإنجازات الفنية والرياضية ومجالات التأثير. ويُقدِّم حفلها أحد المشاهير الذي يمثل قيمة جماهيرية لدى متابعيه من جميع أنحاء العالم.

وشهدت جوائز صُنّاع الترفيه في نسختها الخامسة، منافسة قوية في مختلف فئاتها التي تشمل «السينما، والمسلسلات، والموسيقى، والرياضة، والمؤثرين، والإخراج»، مع التركيز على أهم الأعمال والشخصيات المتألقة خلال العام.

وتُمنح لمستحقيها بناء على رأي الجمهور، الأمر الذي صنع منها أهمية كبيرة لدى مختلف الفئات المجتمعية التي يمكنها التصويت لفنانها أو لاعبها المفضل دون أي معايير أخرى من جهات تحكيمية.