نحت 7 فنانين عراقيين تماثيل تصور المتظاهرين الذين قُتلوا في المظاهرات المناهضة للحكومة في الأشهر الثلاثة الماضية، وعرضوها خارج ورشة مؤقتة في ساحة التحرير بقلب بغداد.
ونقلت وكالة أنباء «أسوشييتد برس» صوراً لهذه التماثيل، وأظهر أحدها متظاهراً مصاباً بقنبلة غاز مسيل للدموع في عينه، في حين صور تمثال آخر عربة «توكتوك» وسائقها؛ الذي قُتل أثناء إجلاء المحتجين الجرحى خلال المظاهرات.
وأظهرت منحوتة ثالثة يداً تشير بعلامة النصر وقد تم تلوينها بألوان العلم العراقي، في حين أظهرت أخرى أحد الثوار وهو يطلق صرخة احتجاج.
وقال مهدي قرنوس (53 عاماً)، صاحب الورشة الفنية التي أقيم معرض المنحوتات خارجها، إنه جمع 7 محتجين من الشباب غير المتعلمين والعاطلين عن العمل من ساحة التحرير وسط بغداد، وأعطاهم دورات مكثفة مدتها 6 أسابيع قام بتمويلها شخصياً، وبعد ذلك تمكنوا من نحت هذه التماثيل.
وتابع: «هذا المعرض يهدف إلى تخليد ذكرى زملائنا المتظاهرين الذين قتلوا وخطفوا خلال المظاهرات، وهو أيضاً وسيلة للسماح للشباب الموهوبين بنقل مواهبهم بعيداً عن العنف».
وتعرضت الاحتجاجات في العراق منذ انطلاقها في 1 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لقمع واسع أدى إلى مقتل نحو 460 شخصاً وإصابة نحو 25 ألفاً، غالبيتهم العظمى من المتظاهرين.
ورغم انخفاض حدة العنف خلال الأيام القليلة الماضية، فإن مفوضية حقوق الإنسان الحكومية كشفت عن «وقوع 68 حادث خطف وفقدان على خلفية المظاهرات».
من جانبها، توجه مفوضية الأمم المتحدة الاتهام إلى «ميليشيات» بالقيام بحملة واسعة من عمليات الخطف والاغتيال للمتظاهرين وناشطين في الاحتجاج.
ويطالب المتظاهرون بمعالجة الفساد المستشري في البلاد والبطالة اللذين خلّفهما تحكم الأحزاب السياسية التي تسيطر على مقدرات البلاد منذ 16 عاماً.