الحزب الحاكم في السودان يختار البشير مرشحا للرئاسة

«المؤتمر» رشح خمسة أسماء.. والبشير فاز بـ266 صوتا من أصل 522

الحزب الحاكم في السودان يختار البشير مرشحا للرئاسة
TT

الحزب الحاكم في السودان يختار البشير مرشحا للرئاسة

الحزب الحاكم في السودان يختار البشير مرشحا للرئاسة

اختار حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان اليوم (الثلاثاء)، الرئيس الحالي للبلاد عمر أحمد البشير مرشحا للانتخابات الرئاسية المقرر تنظيمها العام المقبل.
وقال ابراهيم غندور مستشار الرئيس السوداني، إن البشير حصل على 266 صوتا من أصل 522 في انتخابات رئاسة الحزب، وبالتالي أصبح المرشح لرئاسة الجمهورية.
وكان المجلس القيادي لحزب المؤتمر الوطني قد اختار خمسة مرشحين لرئاسة الحزب والدولة. هم عمر حسن البشير، ونافع علي نافع، وبكري حسن صالح، وعلي عثمان محمد طه، وإبراهيم أحمد غندور.
وبحسب وكالة السودان للأنباء (سونا)، فقد جرى الدفع بهذه الأسماء لمجلس شورى الحزب اليوم لاختيار ثلاثة منهم لإحالتهم إلى المؤتمر العام، والذي اختار واحدا من الثلاثة رئيسا للحزب ومرشحه للانتخابات القادمة.
وكان إبراهيم غندور نائب رئيس الحزب وأحد المرشحين، قد أعلن أن البشير اعتذر عن حضور الاجتماع، وقال إن الرئيس أراد بامتناعه عن حضوره، التأكيد على أن الأمر متروك للقيادات لتختار من تريد.
ونفى غندور وجود انسحابات بين المرشحين لجهة أن لائحة الحزب لا تنص على الانسحاب، وقال :"اتفقنا ألا يجري انسحاب لتكون العملية ديمقراطية".
وأشار إلى أن 84 عضوا حضروا اجتماع المجلس من إجمالي 91 عضوا.
وقال غندور "كان هناك عشرة مرشحين لانتخابات رئاسة الحزب وبنتيجة تصويت سري، تم اعتماد خمسة مرشحين بينهم البشير".
ووصل البشير إلى السلطة اثر انقلاب عسكري دعمه الإسلاميون في 1989. وهو مطلوب بموجب مذكرات توقيف صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم إبادة وجرائم ضد الإنسانية خلال الحرب الأهلية الدائرة في إقليم دارفور غرب البلاد.
وخضع البشير لعمليتين جراحيتين في ركبته الصيف الماضي، مما طرح علامات استفهام حول قدرته على ترؤس البلاد لولاية جديدة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.