حجة الزراعية تستعد لحصاد السياسة

أهم معالمها قلعة القاهرة ومناظرها الطبيعية

حجة الزراعية تستعد لحصاد السياسة
TT

حجة الزراعية تستعد لحصاد السياسة

حجة الزراعية تستعد لحصاد السياسة

تحتل محافظة حجة، التي يشكل سكانها ما يقارب نسبته الـ7.5 في المائة من سكان اليمن المرتبة الخامسة من بين محافظات الجمهورية من حيث عدد السكان. وتتميز بوجود قلعة القاهرة التي يزورها الكثير من سكان المحافظة والسائحين وخصوصا في المناسبات، كما أنها تمتاز أيضا بجوها المفعم بالنقاوة الصحية وجمال المناظر الطبيعية وخاصة وقت الغروب. بالإضافة إلى وجود المعالم السياحية في المحافظة كثيرة ومتنوعة أهمها قرية الضفير.
ووفقا لآخر تقسيم إداري بلغ عدد مديريات محافظة حجة (31) مديرية.
وتعد الزراعة والري في محافظة حجة هي النشاط الرئيس للسكان، فتلك المحافظة تنتج أهم المحاصيل الزراعية والفواكه والمحاصيل النقدية والخضراوات والحبوب، بالإضافة إلى تربية النحل والاصطياد السمكي في مناطقها الساحلية، لوجود ميناء ميدي التابع إداريا لمحافظة حجة (شمالا) إلى محافظة الحديدة. كما تحاذي محافظة حجة أيضا الحدود السعودية.
وسبق للمدينة أن شهدت مواجهات متقطعة خلال عامي 2011 و2012 بين الحوثيين من جهة وقبائل من المحافظة من جهة ثانية في مديرتي «كُشر» و«مستبأ». وتحد المدينة من الشمال صعدة والسعودية، ومن الشرق محافظة عمران ومن الجنوب الحديدة والمحويت، ومدينة حجة هي مركز المحافظة، كما لها مناطق ساحلية أهم مدنها عبس وحرض المنفذ الحدودي مع المملكة العربية السعودية.
في المقابل يسود الهدوء في محافظة الحديدة، غرب اليمن، بعد سيطرة الجماعات الحوثية المسلحة في مدينة الحديدة، غربي البلاد عليها، في الوقت الذي أمهلهم فيه الحراك التهامي السلمي مهلة للخروج من المدينة.
وقالت مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط » إنه «لم يعد انتشار الجماعات الحوثية المسلحة بشكل كبير في مدينة الحديدة وأن وجودهم أصبح محدودا، وذلك بعد انتشارهم في الحديدة منذ أكثر من شهر، وتوجيه الحراك التهامي السلمي مهلة للخروج من المحافظة».
وأضافت المصادر أنه أصبح «وجود الجماعات المسلحة الحوثية بشكل لافت في المدخل الشرقي لمحافظة الحديدة في نقطة (كيلو 16)، والمدخل الشمالي في نقطة الخشم. وكذا وجود أطقم عسكرية لهم بجانب ميناء الحديدة والمطار العسكري والمدني، بالإضافة إلى إنشاء مكتب للحوثيين بعد الاستيلاء على منزل علي محسن الأحمر وجعله مكتبا لهم».
وصرح القيادي في الحراك التهامي السلمي عبد الرحمن شوعي لـ«الشرق الأوسط» أنه سيكون هناك «اجتماع مع القيادات في الحراك وقادة عسكريين وأبناء تهامة لمناقشة الوضع في حال استمر وجود أتباع الحوثي في تهامة ورفضوا الخروج، وسيكون هناك إعلان وموقف مغاير غير المسيرات والمظاهرات». مؤكدا أن جماعة الحوثيين المسلحة هي من تنشر الرعب والهلع في قلوب المواطنين وتتحرك بالمحافظة بطرق استفزازية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.