تلقت قوات الأمن في النيجر ضربة جديدة من المجموعات الإرهابية النشطة في المنطقة، حين نصب مسلحون مجهولون مساء أول من أمس (الخميس)، كميناً قتل فيه 14 عنصراً من الحرس والدرك النيجريين، كانوا يرافقون بعثة تحضر للانتخابات الرئاسية التي ستشهدها البلاد العام المقبل. ويأتي هذا الهجوم الإرهابي بعد أسبوعين من مقتل 71 جندياً على يد مقاتلين من تنظيم «الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى»، الذي بايع تنظيم «داعش» الإرهابي، ويشن هجمات دامية في المثلث الحدودي بين النيجر ومالي وبوركينا فاسو. وترجح مصادر أمنية في النيجر أن يكون مقاتلو «داعش» هم من نصب الكمين للبعثة الانتخابية والوحدة الأمنية المرافقة لها، فيما قالت وزارة الداخلية النيجرية في بيان رسمي إن «القافلة وقعت في كمين في منطقة تيلابيري؛ حيث أسفر الهجوم عن مقتل 7 من أفراد الحرس الوطني والعدد نفسه من عناصر قوات الدرك».
وأضافت الحكومة أن أحد عناصر فرقة الحرس الوطني التي تعرضت للكمين، لا يزال في عداد المفقودين، مشيرة إلى أن عمليات تمشيط واسعة بدأت في المنطقة لملاحقة منفذي الهجوم.
وقالت الوزارة في بيانها إن منفذي الهجوم كانوا مدججين بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، ودخلوا في مواجهات مباشرة مع عناصر الحرس والدرك الذين تم إرسالهم لحماية مجموعات تعمل مع الناخبين في مديرية (أبالا)، جنوب غربي النيجر، وهي نفس المنطقة التي شهدت في شهر أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2017 مقتل ثلاثة جنود من القوات الخاصة الأميركية في كمين نصبه مقاتلون من تنظيم «داعش» الإرهابي.
وفي العاشر من هذا شهر ديسمبر (كانون الأول) الجاري، شن مقاتلون من «داعش» هجوماً عنيفاً على ثكنة تابعة لجيش النيجر، بالقرب من الحدود مع دولة مالي، وأسفر الهجوم عن مقتل 71 جندياً، وهي أكبر خسارة في الأرواح يتعرض لها جيش النيجر منذ استقلال البلاد قبل 59 عاماً.
وتصاعدت وتيرة الهجمات الإرهابية في منطقة الساحل الأفريقي خلال الأشهر الأخيرة، وتركزت بشكل لافت في المثلث الحدودي بين النيجر ومالي وبوركينا فاسو؛ حيث لا يكاد يمر يوم من دون هجوم إرهابي يستهدف ثكنات الجيش أو المباني الحكومية أو المدارس أو المساجد.
وقال مسؤولون في بوركينا فاسو إن بلدهم شهد خلال الأيام الماضية عدة هجمات إرهابية، ومواجهات مباشرة بين الجيش والمسلحين، ووصف المسؤولون ما جرى بأنه «اقتتال شرس» أسفر في مجمله عن مقتل أكثر من مائة شخص. فيما نقلت وسائل إعلام محلية في بوركينا فاسو أن الجيش تكبد خسائر كبيرة في هذه المواجهات، وخسر وحدة كاملة في هجوم شنه إرهابيون، أسفر عن مقتل 11 جندياً يوم الأربعاء الماضي، وقبل ذلك بيوم واحد، قُتل ما مجموعه 35 مدنياً وسبعة جنود بعد هجوم وتبادل لإطلاق النار في شمال البلاد، بينما قال الجيش إنه نجح في «القضاء» على 80 إرهابياً.
ولكن جيوش دول الساحل الأفريقي، وخاصة مالي والنيجر وبوركينا فاسو، عاجزة عن مواجهة الجماعات الإرهابية، بسبب نقص التدريب والتكوين والتسليح، وذلك ما دفع دول الساحل الخمس (تشاد وموريتانيا ومالي والنيجر وبوركينا فاسو) إلى تشكيل قوة عسكرية مشتركة قبل سنوات، لمواجهة خطر الإرهاب، ولكن هذه القوة ما تزال تعاني من مشكلات مالية ولوجستية كبيرة.
في غضون ذلك تنشر فرنسا 4500 جندي في منطقة الساحل لمحاربة الإرهاب، وذلك منذ 2013، نجحت حتى الآن في القضاء على مئات المقاتلين الإرهابيين، من ضمنهم زعماء بارزون في تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب»، ولكن الوجود العسكري الفرنسي بدأ يثير غضب الشارع في دول الساحل التي ترى فيها عودة للاستعمار.
ومن المنتظر أن يعقد قادة دول الساحل الخمس، منتصف شهر يناير (كانون الثاني) المقبل، قمة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في جنوب فرنسا، لمناقشة قضية الوجود العسكري الفرنسي، ومستقبل الحرب على الإرهاب في الساحل.
«داعش» يضرب من جديد في النيجر
مقتل 14 عنصر أمن في هجوم إرهابي
«داعش» يضرب من جديد في النيجر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة