«لوفتهانزا» تطلق الدرجة «السياحية الممتازة» على متن بوينغ 747 ـ 8

تحت شعار «مساحة أوسع مزايا عديدة وأكثر بكثير»

خدمة مميزة على الدرجة الجديدة
خدمة مميزة على الدرجة الجديدة
TT

«لوفتهانزا» تطلق الدرجة «السياحية الممتازة» على متن بوينغ 747 ـ 8

خدمة مميزة على الدرجة الجديدة
خدمة مميزة على الدرجة الجديدة

لأول مرة منذ 35 عاما تقوم شركة الخطوط الألمانية «لوفتهانزا» بتطوير الدرجات المتاحة على متن طائراتها، من خلال تزويد أسطولها من طراز «بوينغ 747 - 8» بالدرجة السياحية الممتازة Premium Economy Class، لتكون امتدادا لدرجة رجال الأعمال من حيث الخدمة والمساحة وحجم المقعد وأاقرب منه إلى الدرجة السياحية من حيث السعر مع فارق الامتيازات الكثيرة التي يحصل عليها الراكب في الدرجة الجديدة.
المعروف عن شركة لوفتهانزا أنها تعول كثيرا على آراء عملائها وتأخذ بعين الاعتبار الاستمارات الخاصة بوجهات نظرهم، ولهذا السبب قامت الشركة بهذه الخطوة الجديدة بعدما اتضح أن هناك إقبالا شديدا على هذه الدرجة التي تؤمن الراحة والخدمة الراقية في إطار اقتصادي يمكن أن يتحمله الراكب صاحب الدخل المحدود.

* رحلة تجريبية خاصة

* أطلقت الشركة رحلة مخصصة للمسؤولين في الشركة وعلى رأسهم عضو المجلس التنفيذي لمجموعة «لوفتهانزا» والرئيس التنفيذي كارل أولريتش وعدد من المسؤولين في شركة «بوينغ» المصنعة للطائرة التي ستضم هذه الدرجة من طراز بوينغ 747 - 8 وتحمل رقم التسجيل «D - AIYQ»، إضافة إلى أكثر من 100 صحافي من كافة وسائل الإعلام حول العالم، وكانت «الشرق الأوسط» الصحيفة العربية الوحيدة التي شاركت بالرحلة التجريبية الخاصة رقم LH 9880 التي انطلقت من مطار فرانكفورت الأسبوع الماضي في تمام الساعة الحادية عشرة صباحا.
وبتنظيم ألماني لا يفوته شاردة ولا واردة وبعد القيام بالإجراءات الأمنية وشرح من الرئيس التنفيذي وتعريفه بالدرجة السياحية بامتياز «بريميوم إيكونومي»، حان وقت الإقلاع.

* لفتنا

* أول ما لفتنا في الطائرة الجديدة هو تصميم المقاعد المميز في جميع الدرجات ودخول الجلد الطبيعي فيها، وبعد إلقاء نظرة على الدرجة الأولى الحائزة على جائزة أفضل درجة من نوعها، عرجنا إلى درجة رجال الأعمال التي صممت مقاعدها على شكل حرف «في» وتتميز بعلو السقف مما يعطي مساحة إضافية مريحة، وعند وصولنا إلى الدرجة السياحية الممتازة الجديدة تفاجأنا بالمساحة التي تفصل ما بين المقعد والآخر الذي أمامه إضافة إلى حجم المقعد وعرضه، وبعدها وصلنا إلى الدرجة السياحية في مؤخرة الطائرة، وهي مريحة جدا.
وجهز خبراء «لوفتهانزا تكنيك» الطائرة «بوينغ» بـ32 مقعدا للدرجة السياحية الممتازة الجديدة.
وحلقت الطائرة، التي يطلق عليها «شلسفيج - هولستاين»، فوق المنطقة الألمانية التي تحمل نفس الاسم واستغرقت الرحلة أكثر من ساعتين.
وقال أولريك الرئيس التنفيذي للشركة الذي كان جالسا في الدرجة الجديدة: «نشهد اليوم عرضا أوليا حقيقيا، حيث نطلق درجة سفر جديدة لأول مرة منذ 35 عاما». وأكد أن الدرجة السياحية الممتازة كانت جزءا مهما من «أكبر عملية تحديث وتطوير منتج في تاريخ (لوفتهانزا)». وبحلول أواخر صيف العام المقبل، سوف تكون «لوفتهانزا» قد قامت بتركيب الدرجة الأولى ورجال الأعمال والسياحية الممتازة على أسطول طائراتها للرحلات الطويلة بالكامل وفقا للجدول الزمني المحدد وفي إطار حملتها للجودة. وقال الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية الألمانية (لوفتهانزا): «من خلال الدرجة السياحية الممتازة فقط، سوف نتمكن من إتاحة الفرصة لنحو 1.5 مليون مسافر سنويا لاختيار راحة وجودة إضافيتين بأسعار معقولة».
وأضاف أولريك: «لقد فاقت مستويات الحجز حتى الآن توقعاتنا بشكل كبير. ويعكس ذلك أننا على تواصل مع عملائنا من خلال عرضنا الجديد. وبالإضافة إلى المسافرين من رجال الأعمال الذين ينفقون بعناية ويحرصون على الحصول على أفضل الأسعار، فنحن نستقطب كذلك المجموعة المستهدفة سريعة النمو من المسافرين بغرض السياحة، الذين لا يرغبون في تقليل وسائل الراحة على متن الطائرة خلال عطلاتهم، إنني على قناعة راسخة أنه من خلال هذه الحزمة من المنتجات والإجراءات، سوف نحقق بلا شك هدفنا في أن نصبح أول ناقلة غربية فئة خمس نجوم».

* مزايا الدرجة والموعد الرسمي لإطلاقها

* اعتبارا من الأول من ديسمبر (كانون الأول)، أي 9 أيام قبل الموعد المحدد، سوف يتمكن المسافرون على متن الناقلة «لوفتهانزا» من الاستمتاع بالدرجة السياحية الممتازة الجديدة على جميع الرحلات على متن أسطول طائرات «بوينغ 747 - 8». وسوف يوفر هذا الأسطول التجربة الأكثر تطورا واستثناءً في السفر المتاحة لدى «لوفتهانزا».
وتشكل الدرجة السياحية الممتازة نحو 10 في المائة من الطاقة الاستيعابية للمقاعد بأسرها على كل طائرة عريضة البدن. وفي غضون الأشهر القليلة المقبلة، سوف تقوم «لوفتهانزا» بتجهيز ما يتراوح بين 21 مقعدا جديدا (إيرباص إيه 330 - 300) و52 (إيرباص إيه 380 - 800) في كل طائرة من طائراتها. وعلى متن الطائرة «بوينج 747 - 8»، سوف يجري تعديل 32 مقعدا بما يتماشى مع مواصفات الدرجة السياحية الممتازة. وكانت الناقلة قد كلفت شركة «زيم» المصنعة للمقاعد بتصنيع إجمالي 3600 مقعد.
وإلى جانب الدرجة السياحية الممتازة، تعمل «لوفتهانزا» باهتمام شديد على ترقية درجتيها الأولى ورجال الأعمال على متن طائراتها للرحلات الطويلة. ومن المقرر الانتهاء من جميع هذه الإجراءات بحلول أواخر صيف عام 2015. وسوف تكون «لوفتهانزا» حينئذ في مكانة تؤهلها لتقدم لضيوفها في جميع الدرجات تجربة السفر الحصرية للدرجة الأولى الحائزة على الجوائز فئة خمس نجوم فضلا عن درجة رجال الأعمال الجديدة، حيث يمكن تحويل مقاعد الطائرات بمجرد لمس أحد الأزرار إلى سرير مريح بمساحة أفقية للنوم يبلغ طولها 1.98 متر.

* الأسعار

* تقدم «لوفتهانزا» حاليا أسعارا تمهيدية خاصة لرحلات الدرجة السياحية الممتازة. فعلى سبيل المثال، تتوافر أسعار الرحلات إلى واشنطن دي سي ذهابا وإيابا من 1199 يورو، بينما يمكن للمسافرين إلى بكين الاستمتاع بتجربة جديدة في السفر مقابل 1249 يورو فقط.
ولا يجري تحصيل أي رسوم إعادة حجز على المسافرين الذين يتطلعون إلى إعادة الحجز من الدرجة السياحية إلى الدرجة السياحية الممتازة. وبمجرد أن تصبح درجة «لوفتهانزا» السياحية الممتازة متوافرة على خط رحلات، يمكن ترقية حجز الدرجة السياحية الحالي إلى السياحية الممتازة. وسوف يتعين فقط على المسافرين دفع الفرق بين سعري التذكرتين، بالإضافة إلى عدم وجود أي تغييرات على الرحلات الأصلية التي جرى حجزها. وينطبق ذلك حتى في حال ما جرى حجز التذكرة الأصلية مقابل سعر لا يسمح بإعادة الحجز.
ولزيادة الوعي العالمي بالدرجة السياحية الممتازة الجديدة في السوق، أطلقت «لوفتهانزا» بالفعل حملة تسويقية واسعة في منتصف سبتمبر (أيلول). ويأتي في قلب هذه الحملة إعلانها التلفزيوني «ركوردر»، الذي يبين الموسيقي البريطاني دنكان تاون سند وهو يختبر الإضافات المتاحة في الدرجة السياحية الممتازة لأول مرة. ويجمع دنكان، الذي يلوح بتسجيل صوتي، الكثير من المقاطع الصوتية المختلفة التي يسمعها خلال رحلته إلى أحد الإيقاعات، التي تتطور في نهاية الأمر إلى نسخة جديدة من أغنية مغني الروك البريطاني بيللي أيدول «ريبل يل»: «مور، مور، مور..».
وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، يمكن تجربة ومشاركة الكثير مما تقدمه الدرجة السياحية الممتازة باستخدام وسم «#premiumtime». ويتم تحويل مزايا الدرجة السياحية الممتازة إلى تجربة مبتكرة بالتعاون مع فنانين ومشاهير.
للحصول على المزيد من المعلومات والحجز www.lufthansagroup.com.

* حقائق بالأرقام

- كمية القماش المستعمل لجميع مقاعد الطائرة تبلغ 10 كيلومترات مربعة.
- يسمح لركاب الدرجة الاقتصادية الممتازة بحقيبتين، وزن كل منها 23 كلغم.
- يوجد في كل مقعد 1000 جزء صغير الحجم.
- يستعمل في كل مقعد كلم من الخيطان.
- استغرق الوقت لتجربة الطائرة 480 يوما.
- تساوي تكلفة كل مقعد سيارة من طراز فولكس فاغن.

* الدرجة السياحية الممتازة بسطور

* اعتمادا على نوع الطائرة، فقد جاءت المقاعد أوسع بثلاثة سنتيمترات وتوفر قدرا أكبر من الخصوصية فضلا عن زيادة المساحة الجانبية بنحو 10 سنتيمترات وذلك بفضل تمتع كل مقعد بمساند عريضة للذراعين خاصة به، وكونصول متوسط بين المقاعد. ويمكن إمالة مسند الظهر إلى الخلف، لتصبح المسافة بين المقعدين أكثر رحابة واتساعا بزيادة قدرها 38 بوصة أو 97 سنتيمترا. ونتيجة لذلك، أصبح المسافرون يحظون بمساحة تعادل مرة ونصف المرة مساحة الدرجة السياحية. ويمكن ضبط مساند الرأس وفقا للارتفاع المناسب وثنيها للداخل من الجانبين لمزيد من الراحة والدعم. ولتوفير راحة إضافية يمكن ضبط ارتفاع مساند القدمين من ظهر الصف الثاني، ولأسباب تقنية جاءت دعمات الأرجل ومساند القدمين متكاملة في الصف الأول. كما تساعد الخصائص والمزايا العملية حول المقاعد، مثل حامل عبوة المياه والمقبس الكهربائي والكثير من مساحة التخزين لمتعلقات المسافرين، على ضمان الاستمتاع برحلة مريحة وسارة.
ويمكن للمسافرين من خلال سياسة نقل الأمتعة المسموح بها التي تتضمن حقيبتين تزن كل منهما 23 كيلوغراما، أن يصطحبوا معهم ضعف الأمتعة التي يصطحبوها على الدرجة السياحية مجانا. ويمكن أيضا للمسافرين الاستمتاع بالراحة في استراحات «لوفتهانزا» لرجال الأعمال قبل السفر مقابل دفع 25 يورو إضافية. ويمكن استخدام استراحة «مرحبا» «Welcome» في فرانكفورت مقابل 50 يورو. وسوف يظل إتمام إجراءات السفر والصعود إلى الطائرة فضلا عن لوائح وأنظمة حقائب أمتعة اليد كما هي معمول بها في الدرجة السياحية.
وهنالك خدمة معززة تنتظر المسافرين على متن الدرجة السياحية الممتازة، حيث يجري تحيتهم واستقبالهم بمشروب ترحيبي وسوف يجدون عبوة مياه خاصة بهم وحقيبة تضم وسائل للعناية الشخصية عالية الجودة وإكسسوارات سفر عملية على مقعدهم. كما يجري تقديم الوجبات من خلال قوائم طعام تتناسب مع درجة السفر الجديدة وعلى أدوات مائدة من الخزف الصيني.
ويمكن للمسافرين الإبحار عبر برنامج الترفيه الجوي الشامل مستخدمين شاشتهم التي تعمل باللمس المثبتة على المقعد المقابل لهم. ويمكن كذلك التصفح باستخدام جهاز التحكم عن بُعد «الريموت كونترول» الذي يعمل أيضا كجهاز تحكم لألعاب الفيديو. ويتراوح قياس الشاشات بين 11 و12 بوصة، اعتمادا على نوع الطائرة، ما يجعلها أكبر ببوصتين على الأقل من الشاشات في الدرجة السياحية. كما يضم كل مقعد مقبس «يو إس بي» ومقبسا فرديا للمسافرين لاستخدام أجهزتهم. وهنالك مجموعة واسعة من المجلات والصحف لتكمل مجموعة الخيارات الترفيهية المقدمة على هذه الدرجة.



سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».