السعوديون يبدأون الاكتتاب في أسهم البنك الأهلي.. ثاني أكبر اكتتاب هذا العام

السوق عادت للون الأخضر.. وكسبت 227 نقطة

كسب المؤشر الرئيسي في البورصة السعودية 227 نقطة أمس (رويترز)
كسب المؤشر الرئيسي في البورصة السعودية 227 نقطة أمس (رويترز)
TT

السعوديون يبدأون الاكتتاب في أسهم البنك الأهلي.. ثاني أكبر اكتتاب هذا العام

كسب المؤشر الرئيسي في البورصة السعودية 227 نقطة أمس (رويترز)
كسب المؤشر الرئيسي في البورصة السعودية 227 نقطة أمس (رويترز)

بدأ السعوديون يوم أمس عمليات الاكتتاب في أسهم البنك الأهلي التجاري، وهو الاكتتاب الثاني عالميا هذا العام من حيث ضخامة رأس المال المكتتب به، والبالغ 13.5 مليار ريال (3.6 مليار دولار)، يأتي ذلك وسط توقعات بأن تشهد عمليات الاكتتاب انسيابية ملحوظة خلال الأيام المقبلة.
ورغم انطلاق عمليات اكتتاب البنك الأهلي التجاري في السعودية يوم أمس، أغلقت السوق المالية في البلاد على ارتفاعات إيجابية نجح من خلالها مؤشر السوق العام في تعويض جزء من خسائره الحادة التي تكبدها خلال تعاملات الأسبوع الماضي، وسط إعلانات إيجابية لكثير من الشركات المدرجة لنتائج الربع الثالث من هذا العام.
ويقود تحسن مستويات أرباح الشركات المدرجة في سوق الأسهم مقارنة بتصحيح حاد حدث لمؤشر السوق العام، إلى انخفاض مكررات ربحية السوق المالية السعودية، إذ تبلغ هذه المكررات خلال الفترة الحالية نحو 16 مرة، إلا أنها قد تتحسن في العام المقبل في ظل دخول بنك الأهلي التجاري قائمة الأسهم المدرجة، وفي ظل تحسن معدلات أرباح معظم أسهم القطاع المصرفي في البلاد.
وأمام هذه التطورات، نجحت سوق الأسهم السعودية يوم أمس في استعادة نغمة الارتفاعات مجددا، جاء ذلك حينما كسب مؤشر السوق العام نحو 227 نقطة، ليغلق بذلك عند مستويات 9775 نقطة، وسط دعم ملحوظ من أسهم قطاع البنوك بالدرجة الأولى، حيث أغلق سهم مصرف الإنماء على النسبة القصوى من الارتفاع، في حين تفاوتت معدلات ارتفاعات بقية أسهم البنوك المدرجة في السوق المالية السعودية.
وفي تفاصيل أكثر دقة، أعلن بنك البلاد، يوم أمس، نموا ملحوظا في أرباح الربع الثالث من العام الحالي، إذ حقق البنك خلال هذا الربع أرباحا تبلغ قيمتها نحو 237 مليون ريال (63.2 مليون دولار)، بزيادة تبلغ نسبتها 20.2 في المائة عن أرباح الربع المماثل من العام الماضي، و16 في المائة عن أرباح الربع السابق.
وضمن أسهم قطاع البتروكيماويات السعودي، أعلنت شركة «سافكو»، يوم أمس، نموا ملحوظا في أرباح الربع الثالث من العام الحالي، إذ حققت الشركة أرباحا قدرها 913 مليون ريال خلال هذا الربع (243.4 مليون دولار)، بزيادة تبلغ نسبتها 24.3 في المائة عن أرباح الربع المماثل من العام الماضي، و42.8 في المائة عن أرباح الربع السابق.
وأمام هذه التطورات يبدو أن سوق الأسهم السعودية ستسعى خلال الربع الأخير من هذا العام للحفاظ على مستويات 9300 نقطة، ومن ثم مواصلة الصعود لتجاوز مستويات 10 آلاف نقطة مجددا، يأتي ذلك في الوقت الذي يمثل فيه ارتفاع أرباح الشركات المدرجة مصدرا مهما لتعزيز مستويات التفاؤل في السوق المالية السعودية.
وأمام ذلك، أكد الدكتور غانم السليم، الخبير الاقتصادي والمالي، لـ«الشرق الأوسط»، يوم أمس، أن سوق الأسهم السعودية مرشحة بصورة كبيرة جدا للتماسك فوق مستويات 9300 نقطة خلال الفترة القريبة المقبلة، وقال «هناك تحسن ملحوظ في نتائج كثير من الشركات، مما يجعل الأموال الاستثمارية تبحث عن الفرص المتاحة في السوق المالية المحلية لاقتناصها».
وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي سيكون فيه 20 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل آخر أيام إدلاء السعوديين بآرائهم تجاه لائحة استثمار المؤسسات المالية الأجنبية في سوق الأسهم المحلية، مما يعني أن هيئة السوق المالية في البلاد قد تعلن في الربع الأول من العام المقبل موعد افتتاح السوق بشكل رسمي أمام المؤسسات المالية الأجنبية.
وبحسب معلومات خاصة حصلت عليها «الشرق الأوسط» في وقت سابق، فإن هيئة السوق المالية السعودية تعمل خلال الفترة الحالية على جمع آراء المستثمرين السعوديين تجاه لائحة استثمار المؤسسات المالية الأجنبية التي أصدرتها قبل نحو 45 يوما، بهدف دراستها وأخذ المفيد منها.
ولفتت المصادر ذاتها إلى أن الإعلان الرسمي عن موعد فتح السوق أمام المؤسسات المالية الأجنبية، من المنتظر أن يجري خلال الربع الأول من العام المقبل، مما يعطي دافعا جديدا أمام السوق المالية المحلية، في وقت بدأ يتراجع فيه مؤشر السوق العام خلال الفترة الأخيرة بسبب قرب طرح أضخم اكتتاب في السوق المالية السعودية (اكتتاب البنك الأهلي التجاري).
ومن المزمع أن يضخ السعوديون الأفراد بدءا بيوم أمس الأحد، نحو 13.5 مليار ريال (3.6 مليار دولار) للاكتتاب في 300 مليون سهم من أسهم البنك الأهلي التجاري، بسعر 45 ريالا للسهم الواحد (12 دولارا)، ليكون بذلك هذا الاكتتاب أضخم طرح عام يمر في تاريخ السوق المالية السعودية منذ إنشائها.
وتقف السوق المالية السعودية خلال الفترة الحالية على أعتاب خطوات تاريخية للغاية خلال الفترة الحالية، تتمثل في طرح جزء من أسهم البنك الأهلي التجاري للاكتتاب العام، وقرب السماح للمؤسسات المالية الأجنبية بالشراء والبيع في السوق المالية المحلية، وقرب دخول مؤشر السوق المحلية في البلاد ضمن مؤشرات مورغان ستانلي للأسواق الناشئة.
وعطفا على ذلك، قال منصور الميمان، رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي التجاري، الأسبوع المنصرم إن «طرح أسهم البنك يستمد أهميته من أهمية القطاع المصرفي في المملكة، حيث إنه من أكثر القطاعات نموا، كما يمتلك البنك الأهلي التجاري خططا استراتيجية للأعوام القادمة تتميز بوضوحها وعمقها».
وأضاف: «البنك الأهلي بنك رائد في تقديم الخدمات المالية المتميزة، ويأتي الاكتتاب في البنك وهو أكبر طرح أولي تشهده السوق السعودية، كخطوة مهمة يستكمل بها إدراج كل البنوك السعودية المحلية الـ12 المدرجة في سوق الأسهم السعودية».
ومن المنتظر أن تلعب تلك الخطوة المهمة دورا مؤثرا ومهما في الاقتصاد الوطني، وتعزز من ثقة المتعاملين بسوق الأسهم السعودية، حيث سيتيح ذلك أيضا فرصا استثمارية إضافية للمواطنين السعوديين، ويضيف عمقا استراتيجيا لسوق الأسهم، بما يمثله من إضافة قوية للقطاع المصرفي والاقتصاد المحلي بوجه عام.



بكين تنتقد مساعي أميركية لإشعال «حرب الثوم»

مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
TT

بكين تنتقد مساعي أميركية لإشعال «حرب الثوم»

مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)

حثت وزارة الخارجية الصينية يوم الجمعة الساسة الأميركيين على ممارسة المزيد من «الحس السليم» بعد أن دعا عضو في مجلس الشيوخ الأميركي إلى إجراء تحقيق في واردات الثوم الصيني، مستشهدا بمخاوف بشأن سلامة الغذاء وممارسات العمل في البلاد.

وكتب السيناتور الجمهوري ريك سكوت إلى العديد من الإدارات الحكومية الأميركية هذا الأسبوع، واصفا في إحدى رسائله الثوم الصيني بأنه «ثوم الصرف الصحي»، وقال إن استخدام البراز البشري سمادا في الصين أمر يثير القلق الشديد.

وفي رسائل أخرى، قال إن إنتاج الثوم في الصين قد ينطوي على ممارسات عمالية استغلالية وإن الأسعار الصينية المنخفضة تقوض جهود المزارعين المحليين، ما يهدد الأمن الاقتصادي الأميركي.

وتعتبر الولايات المتحدة الصين أكبر مورد أجنبي لها للثوم الطازج والمبرد، حيث يتم شحن ما قيمته ملايين الدولارات منه عبر المحيط الهادئ سنويا.

وقالت ماو نينغ، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، عندما سُئلت في مؤتمر صحافي دوري عن رسائل سكوت: «لم يكن الثوم ليتخيل أبداً أنه سيشكل تهديداً للولايات المتحدة... ما أريد التأكيد عليه هو أن تعميم مفهوم الأمن القومي وتسييس القضايا الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية وتسليحها لن يؤدي إلا إلى زيادة المخاطر الأمنية على سلسلة التوريد العالمية، وفي النهاية إلحاق الضرر بالآخرين وبنفسنا». وأضافت: «أريد أيضاً أن أنصح بعض الساسة الأميركيين بممارسة المزيد من الحس السليم والعقلانية لتجنب السخرية».

ومن المتوقع أن تتصاعد التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم عندما يعود دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني)، بعد أن هدد بفرض تعريفات جمركية تتجاوز 60 في المائة على واردات الولايات المتحدة من السلع الصينية.

وخلال فترة ولاية ترمب الأولى، تعرض الثوم الصيني لزيادة التعريفات الجمركية الأميركية إلى 10 في المائة في عام 2018، ثم إلى 25 في المائة في عام 2019. وكان الثوم من بين آلاف السلع الصينية التي فرضت عليها تعريفات جمركية أعلى خلال الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين والتي كانت السمة المميزة لرئاسته.

ومن غير المرجح أن تهز أي إجراءات عقابية على الثوم الصيني وحده التجارة الثنائية الإجمالية، حيث تمثل شحناته جزءاً ضئيلاً فقط من صادرات الصين البالغة 500 مليار دولار إلى الولايات المتحدة العام الماضي.

وفي سياق منفصل، قال المكتب الوطني الصيني للإحصاء يوم الجمعة إن إجمالي إنتاج الحبوب في الصين بلغ مستوى قياسيا يتجاوز 700 مليون طن متري في عام 2024، مع تحرك بكين لتعزيز الإنتاج في سعيها لتحقيق الأمن الغذائي.

وقال وي فنغ هوا، نائب مدير إدارة المناطق الريفية، في بيان، إن إنتاج العام في أكبر مستورد للحبوب في العالم بلغ 706.5 مليون طن، بعد حصاد أكبر من الأرز الأساسي والقمح والذرة. وأظهرت بيانات المكتب أن هذا أعلى بنسبة 1.6 في المائة من حصاد عام 2023 البالغ 695.41 مليون طن.

وقال وي: «كان حصاد الحبوب هذا العام وفيراً مرة أخرى، بعد أن تبنت المناطق والسلطات الصينية بشكل صارم مهام حماية الأراضي الزراعية والأمن الغذائي، مع التغلب على الآثار السلبية للكوارث الطبيعية».

وتعتمد الصين بشكل كبير على الواردات من البرازيل والولايات المتحدة لإطعام سكانها البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة. وفي السنوات الأخيرة، كثفت الصين استثماراتها في الآلات الزراعية وتكنولوجيا البذور في إطار الجهود الرامية إلى ضمان الأمن الغذائي. وأظهرت البيانات أن إنتاج الأرز في عام 2024 ارتفع إلى 207.5 مليون طن، بزيادة 0.5 في المائة على أساس سنوي، في حين نما إنتاج القمح بنسبة 2.6 في المائة إلى 140.1 مليون طن. وشهد الذرة قفزة أكبر عند مستوى قياسي بلغ 294.92 مليون طن، بزيادة 2.1 في المائة عن العام السابق. وانخفضت فول الصويا بنسبة 0.9 في المائة إلى 20.65 مليون طن.

ويعزى الحصاد الوفير إلى زيادة زراعة الأرز والذرة، بالإضافة إلى غلة أفضل من الأرز والقمح والذرة.

وقال وي إن المساحة المزروعة بالحبوب على المستوى الوطني بلغت حوالي 294.9 مليون فدان (119.34 مليون هكتار)، بزيادة 0.3 في المائة عن العام السابق في السنة الخامسة على التوالي من التوسع.

وارتفعت مساحة زراعة الأرز للمرة الأولى منذ أربع سنوات، بنسبة 0.2 في المائة على أساس سنوي إلى 71.66 مليون فدان (29 مليون هكتار). كما ارتفعت مساحة زراعة الذرة بنسبة 1.2 في المائة إلى 110.54 مليون فدان (44.74 مليون هكتار). وانكمش حجم زراعة فول الصويا بنسبة 1.4 في المائة إلى 25.53 مليون فدان (10.33 مليون هكتار). كما انخفض حجم زراعة القمح بنسبة 0.2 في المائة إلى 58.32 مليون فدان (23.6 مليون هكتار).

وقالت وزارة الزراعة الصينية إنه على الرغم من زيادة الإنتاج، تظل الصين معتمدة على الإمدادات المستوردة من فول الصويا والذرة.