الحكومة المصرية لتجاوز «حوادث القطارات» بعملية تطوير

TT

الحكومة المصرية لتجاوز «حوادث القطارات» بعملية تطوير

قالت الحكومة المصرية إنها «عازمة على البناء على ما تم اتخاذه من خطوات من أجل تطوير قطاع النقل». وأكدت الحكومة، أمس، أن «ذلك يأتي ضمن خطة الدولة لتطوير (السكك الحديدية) عن طريق التحديث الدوري للبنية التحتية والعربات، والاهتمام بعنصر الأمان وسلامة الركاب، وتدبير موارد إضافية بطرق غير تقليدية، لتنفيذ خطط التطوير».
وشهدت مصر كثيراً من حوادث القطارات الدامية خلال العقود الأخيرة، سقط فيها مئات القتلى، آخرها اصطدام قطار بسيارة على خط «الزقازيق - طنطا» أمس، أرجعها مسؤولون ومراقبون إلى «قدم القاطرات والعربات والإهمال في صيانتها».
واستقبلت مصر قبل أيام 10 جرارات جديدة للقطارات. وقال مصدر في وزارة النقل إن «الجرارات لدعم الأسطول الحالي من جرارات السكة الحديد، بما يسهم في زيادة عدد الرحلات على خطوط الشبكة، وتحسين الخدمة المقدمة، وتلبية طلبات جمهور مستخدمي السكك الحديدية».
وعقد الدكتور مصطفي مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أمس، اجتماعاً لمتابعة الموقف التنفيذي لخطة إعادة هيكلة «الهيئة القومية للسكة الحديد»، مؤكداً أن «الحكومة مُصرة على إحداث نقلة نوعية في هذا القطاع الحيوي الذي يخدم قطاعات كبيرة من المواطنين بشكل يومي، من خلال المنظومة التي تربط بين مختلف محافظات مصر، وتسهم في نقل أعداد كبيرة من المواطنين والبضائع، وبما يدفع أيضاً حركة التجارة الداخلية».
وبحسب بيان لمجلس الوزراء المصري أمس، فإن «هيئة سكك حديد مصر تأسست عام 1851، وتعد ثاني أقدم سكك حديدية في العالم، حيث تخدم خطوط الهيئة 23 محافظة على مستوى مصر، وتقوم بنقل نحو 300 مليون راكب سنوياً، ونحو 5 ملايين طن بضائع سنوياً».
وفي غضون ذلك، شهد خط السكك الحديدية «الزقازيق - طنطا»، أمس، اصطدام قطار بسيارة في مزلقان الصوفي، بقرية دندريط التابعة لمركز ميت غمر بدلتا مصر. وقالت هيئة السكة الحديد، في بيان لها أمس، إن «سيارة اقتحمت المزلقان، والحادث أسفر عن سقوط عدد من الوفيات والإصابات»، مؤكدة أن «المزلقان مطور، ومزود بنظم إشارات أتوماتيكية، وبه أجراس وأنوار، وعليه كاميرات مراقبة».
وفي فبراير (شباط) الماضي، سقط عشرات القتلى والجرحى بمصر إثر حريق نتج عن ارتطام جرار قطار بحاجز داخل محطة القطارات الرئيسية في العاصمة القاهرة. وكانت أكبر كارثة قطارات بمصر قد وقعت عام 2002، عندما التهم حريق 7 عربات من قطار مكتظ بالركاب متجه من القاهرة إلى أسوان، في أقصى جنوب البلاد، وقُتل 360 راكباً على الأقل في الحادث الذي وقع عند مدينة العياط بمحافظة الجيزة، المجاورة للقاهرة.
ودخل «مترو أنفاق القاهرة»، وسيلة المواصلات الأسرع والأكثر شعبية في العاصمة المصرية، «دائرة الإشاعات» أمس، عقب ما تردد عن اتجاه الحكومة المصرية لرفع أسعار التذاكر، مما دفع الحكومة للرد بقوة على أنباء قالت إنها «انتشرت على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي». ونفى «المركز الإعلامي لمجلس الوزراء»، أمس، أي «زيادة قريبة في أسعار تذاكر مترو (أنفاق القاهرة)»، موضحاً أن «أسعار التذاكر ثابتة كما هي، وأن جميع الاشتراكات مستمرة دون أي تغيير أو زيادة».
و«مترو الأنفاق» يخدم ما يقرب من 3 ملايين راكب يومياً، ويعد وسيلة المواصلات الأساسية لدى غالبية المصريين، نظراً لأنه ينقل المواطنين في فترة وجيزة عبر المدينة، أسفل القاهرة المزدحمة، ويبرز كمنقذ للوقت، خصوصاً في أوقات التكدس المروري.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.