السلفادور: قرار سحب الاعتراف بـ«الجمهورية الصحراوية» نهائي

TT

السلفادور: قرار سحب الاعتراف بـ«الجمهورية الصحراوية» نهائي

أكدت جمهورية السلفادور مجددا على مغربية الصحراء، ودعمها للوحدة الترابية والسيادة الوطنية للمملكة المغربية.
وقالت ألكسندرا هيل تينوكو، وزيرة العلاقات الدولية للسلفادور، خلال مؤتمر صحافي عقدته أمس بالرباط عقب مباحثات أجرتها مع ناصر بوريطة، وزير الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، إن بلادها تؤكد مغربية الصحراء، وتجدد تأكيد دعمها للوحدة الترابية والسيادة الوطنية للمملكة المغربية.
وجددت المسؤولة السلفادورية تأكيد «السحب النهائي» لبلادها للاعتراف بـ«الجمهورية الصحراوية»، التي أعلنتها جبهة البوليساريو عام 1976 من جانب واحد، بدعم من جزائر هواري بومدين، وليبيا معمر القذافي، مؤكدة أن هذا القرار المتخذ من قبل الرئيس نجيب أبو كيلة، يشكل تجسيدا لإرادة جمهورية السلفادور الانفتاح على العالم العربي، لا سيما المغرب.
كما أكدت رئيسة الدبلوماسية السلفادورية أن مبادرة الحكم الذاتي بالصحراء، التي اقترحتها المملكة، تشكل «الحل الوحيد» لهذا النزاع الإقليمي، معلنة عن زيارة قريبة لها لمدينة العيون.
وكانت حكومة السلفادور قد أعلنت في 15 من يونيو (حزيران) الماضي، في بيان مشترك وقعه الوزير بوريطة ونظيرته السلفادورية، قرارها بسحب اعترافها بـ«الجمهورية الصحراوية»، ودعم الوحدة الترابية للمغرب.
على صعيد ذي صلة، افتتحت جمهورية جزر القمر المتحدة، أول من أمس، قنصلية عامة لها بالعيون، كبرى مدن الصحراء المغربية. وترأس حفل تدشين هذه القنصلية العامة الوزير بوريطة، ونظيره القمري سويف محمد الأمين.
ونوه سيد حسن، القنصل العام لجمهورية جزر القمر المتحدة بالعيون، بالعلاقات «الأخوية» التي تجمع المملكة المغربية وبلاده، مشيرا إلى أن هذه العلاقات تعود إلى بدايات استقلال جزر القمر.
وأبرز حسن في تصريح صحافي أن فتح جزر القمر المتحدة لقنصلية عامة لها بمدينة العيون، «عاصمة الصحراء المغربية»، يعد «شرفا» لبلده. وقال إن «فتح هذه القنصلية العامة يأتي ليؤكد على مغربية الصحراء، وعلى العلاقات الأخوية التي تجمع بلدينا». داعيا جميع الدول الأفريقية إلى الحذو حذو بلاده، وفتح تمثيليات دبلوماسية لها بمدن الصحراء المغربية.
وأضاف حسن: «آمل بأن تقتدي دول صديقة وشقيقة أخرى للمغرب بجمهورية جزر القمر المتحدة لإبراز تضامنها، وأخوتها مع أشقائنا المغاربة، وكذا امتنانها لكل ما تقدمه المملكة المغربية لدولنا، ولمجموع ربوع القارة الأفريقية». وبعد أن ذكر بأن العديد من المسؤولين والأطر العليا بجزر القمر تلقوا تكوينهم بالمغرب، أبرز حسن أن البلدين قررا توسيع تعاونهما ليشمل مجال الاستثمارات.
يشار إلى أن كوت ديفوار فتحت في يونيو الماضي قنصلية شرفية لها بمدينة العيون. كما أعلنت غامبيا، مؤخرا، أنها ستفتح قريبا قنصلية لها بمدينة الداخلة.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».