الخارجية الأميركية تطلب من الكونغرس الموافقة على خفض عدد موظفيها في العراق

TT

الخارجية الأميركية تطلب من الكونغرس الموافقة على خفض عدد موظفيها في العراق

قالت مصادر إعلامية إن وزارة الخارجية الأميركية أرسلت للكونغرس في بداية هذا الشهر خططاً مفصلة لتقليص عدد الدبلوماسيين الأميركيين العاملين في العراق بشكل كبير ودائم، ما يتعارض مباشرة مع الأهداف المعلنة لإدارة الرئيس دونالد ترمب في مواجهة النفوذ الإيراني في البلاد، ويقوض جهود واشنطن لتحقيق الاستقرار في البلاد، وكذلك استقرار الحكومة العراقية.
وتعليقاً على هذه الأنباء، قالت جوليا مايسون، المتحدثة باسم الخارجية في رسالة إلكترونية لـ«الشرق الأوسط»، إن ضمان سلامة موظفي الحكومة الأميركية والمواطنين الأميركيين في الخارج هو على رأس أولويات الوزارة. وأضافت أن سفارة الولايات المتحدة في بغداد، وكذلك قنصليتها في مدينة أربيل، تعملان بشكل طبيعي، وأن السفير ماثيو تويلر وفريقه يعملون على الأرض بشكل يومي. وأكدت مايسون أن العراق أحد أهم شركاء الولايات المتحدة الاستراتيجيين في المنطقة، وواشنطن ملتزمة بالمشاركة الكاملة مع شركائنا العراقيين والشعب العراقي لدعم عراق موحد ديمقراطي فيدرالي ومزدهر.
ونوهت مايسون أن الوزارة مستمرة في مراقبة الوضع الأمني في العراق، خاصة في ظل الاضطرابات الحالية التي يشهدها.
وبحسب تلك الأوساط، فقد أرسلت وزارة الخارجية إلى لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ طلباً يشير إلى أن الوزارة قد اتخذت قراراً في وقت سابق بخفض عدد الدبلوماسيين وغيرهم من الموظفين الأميركيين في العراق. ويطلب القرار الموافقة على خفض عدد العاملين في السفارة في بغداد ومركز الدعم الدبلوماسي والقنصلية الأميركية في أربيل شمال العراق، من 486 إلى 349. أي بخفض قدره 28 في المائة من الموظفين، بحلول شهر مايو (أيار) عام 2020.
وبحسب طلب الوزارة، فإن غالبية الموظفين هم من موظفي الخارجية، لكن أيضاً من وكالات حكومية أخرى، بينها وزارة الدفاع والوكالة الأميركية للتنمية الدولية، التي ستخفض أيضاً عدد موظفيها العاملين في السفارة. وسيخفض عدد الموظفين السياسيين في السفارة بنسبة 30 في المائة، وعدد الضباط القنصليين بنسبة 58 في المائة، بينما سينخفض الضباط الذين يركزون على الشؤون السياسية والعسكرية بنسبة 33 في المائة. وستقوم وزارة الدفاع أيضاً بخفض عدد موظفيها الموجودين في السفارة الأميركية في بغداد من 111 إلى 63. وستخفض الوكالة الأميركية للتنمية الدولية 11 من أصل 19 موظفاً لها.
واعتبر القرار في حال تطبيقه تراجعاً من إدارة الرئيس ترمب، في الوقت الذي يشهد فيه العراق مظاهرات سياسية تطالب بالتغيير وبوقف التدخل الإيراني في الشؤون العراقية، في الوقت الذي يتصدى فيه مسلحون موالون لطهران لتلك المظاهرات، ويطلقون النار على المتظاهرين، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد كبير منهم، بحسب تأكيدات أممية. وانتقدت أوساط سياسية القرار، قائلة إنه يقوض جهود الولايات المتحدة لدعم الاستقرار في العراق. وقال السيناتور كريس مورفي عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ وكبير الديمقراطيين في اللجنة الفرعية التي تشرف على قضايا الشرق الأوسط، إن الإدارة تعتقد أنه يمكننا إدارة الوضع المضطرب في العراق، من خلال خفض طاقم الدبلوماسيين. وأضاف أنه ليس من قبيل الصدفة أن ينهار العراق منذ أن بدأنا في خفض وجودنا في السفارة، ونحن بحاجة إلى إيجاد طريقة لعكس المسار بسرعة. وأضاف إذا لم نفعل ذلك أخشى أن يستمر العراق في الانزلاق إلى أزمة دون حل سياسي، وسنكون في وضع أسوأ للدفاع عن مصالح أمننا القومي.
ولا يزال في العراق نحو 6 آلاف جندي، في أعقاب حملة عسكرية ضد تنظيم «داعش»، وإنفاق نحو 1.5 مليار دولار من المساعدات الأميركية لبغداد في عام 2018 وحده.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.