«حي التعليم» تختتم برنامجها الأول من «فن جميل» في جدة

فنانون وفنّانات من جميع أنحاء السّعودية شاركوا في البرنامج
فنانون وفنّانات من جميع أنحاء السّعودية شاركوا في البرنامج
TT

«حي التعليم» تختتم برنامجها الأول من «فن جميل» في جدة

فنانون وفنّانات من جميع أنحاء السّعودية شاركوا في البرنامج
فنانون وفنّانات من جميع أنحاء السّعودية شاركوا في البرنامج

أعلنت «فن جميل»، المؤسسة المستقلة التي تُعنى بالفنون والتعليم والتراث في منطقة الشرق الأوسط والعالم، هذا الأسبوع عن اختتام الدورة الأولى من دورات «حي التعليم»، بعنوان «الاستدلال في ساحات الفن المعاصر». و«حي التعليم» منصة تعليمية للمبدعين السعوديين، وقد نظمت برنامجاً اشتمل على أسابيع مكثفة من ورش العمل والمحاضرات التي نفّذها معلمون ومعلمات، علاوة على دورة إلكترونية مستقلة للتوجيه والإرشاد، فيما يتعلق بالأبحاث والتعلم، في منصة مشاريع «بدون» في مدينة جدة، بدايةً من سبتمبر (أيلول) حتى 7 ديسمبر (كانون الأول).
وتمهيداً لإطلاق «حي: ملتقى الإبداع» في شتاء عام 2020، صُمم برنامج «الاستدلال في ساحات الفن المعاصر» لتلبية احتياجات الوسط الفني السعودي ومساندة الفنانين السعوديين الناشئين والواعدين في تنمية مهاراتهم واقتفاء أثر تاريخ الفنون بالمملكة والمنطقة. ومن خلال برنامج مبتكر يتألف من محاضرات وندوات وحلقات نقاشية وورش عمل وزيارات ميدانية وقراءات، تؤهل «حي التعليم» المشاركين لإدراك التطور الأخير في تاريخ الفن السعودي، واستجلاء مكانة الفن السعودي الحالية، والتحاور حول مكانته المستقبلية، وأيضاً تطوير مهارات التطور المهني الأساسية؛ ومنها كتابة المقترحات والبيانات الفنية، وترتيب الملفات وتصنيفها، وتطوير خطط الإنتاج والميزانيات، واكتشاف إمكانيات المساحات الفنية والمشاريع البديلة، ولمعرفة المزيد عن الاتجاهات العالمية في مفاهيم واختيارات وتوجه الفن المعاصر، والنظر بعين الناقد إلى دور الفنانين في المشهد الفني الإقليمي والدولي.
جدير ذكره أن «حي التعليم» تنطلق من برامج التعلم التي تقدمها «فن جميل»، بما في ذلك برامج العام الواحد والعامين التدريبية في كل من بيت جميل للفنون التراثية في جدة (منطقة جدة التاريخية) وبيت جميل للفنون التراثية في القاهرة (مصر القديمة)، حيث يُركز على الفنون والحرف التقليدية وصون التراث في كل من السعودية ومصر. كما أعلنت «فن جميل» عن عقد شراكة مع كل من مؤسسة «فاكتوم للتكنولوجيا» والهيئة الملكية بمحافظة العلا، لتنفيذ برنامج المسح التصويري على مدار أسبوعين في مقر مؤسسة «فاكتوم» في مدريد بإسبانيا، لطالبة وطالب من السعودية.
وقد اختُتم برنامج «حي التعليم: الاستدلال في ساحات الفن المعاصر» يوم 7 ديسمبر. وسوف يقوم «حي: ملتقى الإبداع» بتنفيذ برامج التعليم مستقبلاً في مدينة جدة ما إن يُفتتح مقره في أواخر عام 2020.



رحيل عبد الله النعيم... المعلم والمهندس قبل أن يحمل الابتدائية

الراحل عبد الله العلي النعيم
الراحل عبد الله العلي النعيم
TT

رحيل عبد الله النعيم... المعلم والمهندس قبل أن يحمل الابتدائية

الراحل عبد الله العلي النعيم
الراحل عبد الله العلي النعيم

محطات كثيرة ولافتة وعجيبة شكلت حياة عبد الله العلي النعيم، الذي رحل، الأحد، بعد رحلة طويلة في هذه الحياة تجاوزت تسعة عقود، كان أبرزها توليه منصب أمين مدينة الرياض في بدايات سنوات الطفرة وحركة الإعمار التي شهدتها معظم المناطق السعودية، وسبقتها أعمال ومناصب أخرى لا تعتمد على الشهادات التي يحملها، بل تعتمد على قدرات ومهنية خاصة تؤهله لإدارة وإنجاز المهام الموكلة إليه.

ولد الراحل النعيم في مدينة عنيزة بمنطقة القصيم وسط السعودية عام 1930، والتحق بالكتاتيب وحلقات التعلم في المساجد قبل إقرار المدارس النظامية، وأظهر نبوغاً مبكراً في صغره، حيث تتداول قصة عن تفوقه، عندما أجرى معلمه العالم عبد الرحمن السعدي في مدرسته بأحد مساجد عنيزة مسابقة لحفظ نص لغوي أو فقهي، وخصص المعلم جائزة بمبلغ 100 ريال لمن يستطيع ذلك، وتمكن النعيم من بين الطلاب من فعل ذلك وحصل على المبلغ، وهو رقم كبير في وقته يعادل أجر عامل لمدة أشهر.

محطات كثيرة ولافتة وعجيبة شكلت حياة عبد الله العلي النعيم

توجه الشاب النعيم إلى مكة بوصفها محطة أولى بعد خروجه من عنيزة طلباً للرزق وتحسين الحال، لكنه لم يجد عملاً، فآثر الذهاب إلى المنطقة الشرقية من بلاده حيث تتواجد شركة «أرامكو» ومشاريعها الكبرى، وتوفّر فرص العمل برواتب مجزية، لكنه لم يذهب للشركة العملاقة مباشرة، والتمس عملاً في إحدى محطات الوقود، إلى أن وجد عملاً في مشروع خط التابلاين التابع لشركة «أرامكو» بمرتب مجز، وظل يعمل لمدة ثلاث سنوات ليعود إلى مسقط رأسه عنيزة ويعمل معلماً في إحدى مدارسها، ثم مراقباً في المعهد العلمي بها، وينتقل إلى جدة ليعمل وكيلاً للثانوية النموذجية فيها، وبعدها صدر قرار بتعيينه مديراً لمعهد المعلمين بالرياض، ثم مديراً للتعليم بنجد، وحدث كل ذلك وهو لا يحمل أي شهادة حتى الابتدائية، لكن ذلك اعتمد على قدراته ومهاراته الإدارية وثقافته العامة وقراءاته وكتاباته الصحافية.

الراحل عبد الله العلي النعيم عمل مديراً لمعهد المعلمين في الرياض

بعد هذه المحطات درس النعيم في المعهد العلمي السعودي، ثم في جامعة الملك سعود، وتخرج فيها، وتم تعيينه أميناً عاماً مساعداً بها، حيث أراد مواصلة دراسته في الخارج، لكن انتظرته مهام في الداخل.

وتعد محطته العملية في شركة الغاز والتصنيع الأهلية، المسؤولة عن تأمين الغاز للسكان في بلاده، إحدى محطات الراحل عبد الله العلي النعيم، بعد أن صدر قرار من مجلس الوزراء بإسناد مهمة إدارة الشركة إليه عام 1947، إبان أزمة الغاز الشهيرة؛ نظراً لضعف أداء الشركة، وتمكن الراحل من إجراء حلول عاجلة لحل هذه الأزمة، بمخاطبة وزارة الدفاع لتخصيص سيارة الجيش لشحن أسطوانات الغاز من مصدرها في المنطقة الشرقية، إلى فروع الشركة في مختلف أنحاء السعودية، وإيصالها للمستهلكين، إلى أن تم إجراء تنظيمات على بنية الشركة وأعمالها.

شركة الغاز والتصنيع الأهلية تعد إحدى محطات الراحل عبد الله العلي النعيم

تولى النعيم في بدايات سنوات الطفرة أمانة مدينة الرياض، وأقر مشاريع في هذا الخصوص، منها إنشاء 10 بلديات في أحياء متفرقة من الرياض، لتسهيل حصول الناس على تراخيص البناء والمحلات التجارية والخدمات البلدية. ويحسب للراحل إقراره المكتب التنسيقي المتعلق بمشروعات الكهرباء والمياه والهاتف لخدمة المنازل والمنشآت وإيصالها إليها، كما طرح أفكاراً لإنشاء طرق سريعة في أطراف وداخل العاصمة، تولت تنفيذها وزارة المواصلات آنذاك (النقل حالياً)، كما شارك في طرح مراكز اجتماعية في العاصمة، كان أبرزها مركز الملك سلمان الاجتماعي.

تولى النعيم في بدايات سنوات الطفرة أمانة مدينة الرياض