تبون يباشر مهامه رئيساًللجزائر الخميس وأحزاب ترحب بدعوته للحوار

بن فليس يعتزل السياسة وبن قرينة يطلب التنحي من قيادة حزبه بعد هزيمتهما

تبون يغادر بعد مؤتمر صحافي في العاصمة الجزائرية يوم الجمعة الماضية (ا.ف.ب)
تبون يغادر بعد مؤتمر صحافي في العاصمة الجزائرية يوم الجمعة الماضية (ا.ف.ب)
TT

تبون يباشر مهامه رئيساًللجزائر الخميس وأحزاب ترحب بدعوته للحوار

تبون يغادر بعد مؤتمر صحافي في العاصمة الجزائرية يوم الجمعة الماضية (ا.ف.ب)
تبون يغادر بعد مؤتمر صحافي في العاصمة الجزائرية يوم الجمعة الماضية (ا.ف.ب)

أُعلن في الجزائر أمس أن الرئيس المنتخب عبد المجيد تبون، سيؤدي اليمين الدستورية ويباشر مهامه كثامن رئيس للبلاد الخميس المقبل، وذلك وسط ترحيب بعد الأحزاب بدعوته للحوار. وكان تبون قد دعا بعد إعلان فوزه بانتخابات الخميس الماضي، الحراك الشعبي، إلى حوار لبحث مطالب المتظاهرين.
وقال «حزب الحرية والعدالة»، الذي يرأسه وزير الإعلام سابقا محمد السعيد، في بيان أمس، إنه «يرحب بدعوة الرئيس المنتخب إلى الحوار مع الحراك الشعبي، وطي صفحة الماضي لتجاوز حالة الانسداد القائمة، ويؤكد أن هذا الحوار يجب أن يشمل كل القوى السياسية والاجتماعية الفاعلة». وأكد أن «تهيئة الأجواء لضمان شروط نجاح هذا المسعى، تستلزم التعجيل باتخاذ إجراءات تهدئة، تشمل أساسا إطلاق سراح معتقلي الرأي وفتح الساحة الإعلامية والكف عن تقييد الحريات».
وأوضح أن المسار الانتخابي الذي لم يشارك فيه «لم يكن تتويجا لتوافق وطني يفتح الطريق لتلبية المطالب الشعبية المشروعة في التغيير الجذري في آليات وممارسات الحكم، ويسمح بتجديد الطبقة السياسية على أساس الكفاءة والنزاهة، ونكران الذات». وأضاف أنه «يعبر عن ارتياحه لما تحلى به الحراك الشعبي، بكل مكوناته، من روح سلمية عالية رغم أجواء التوتر والاحتقان السائدة، لكنه تأسف لتعرض بعض أفراد جاليتنا في الخارج لتصرفات فردية محدودة، بلغت أحيانا درجة التأثير بعنف على ممارسة الحق في التصويت». مشيرا إلى «انشغاله البالغ أمام ما عرفته منطقة القبائل، من عدم توفر الشروط الكافية لتنظيم العملية الانتخابية». في إشارة إلى عزوف هذه المنطقة بشكل كامل عن التصويت. وكانت أحزاب «جبهة العدالة والتنمية» و«جبهة القوى الاشتراكية»، و«التحالف الوطني الجمهوري»، قد أعلنت تأييدها للحوار الذي دعا إليه تبون.
في غضون ذلك، أعلن علي بن فليس، أحد المرشحين الخميس لانتخابات الرئاسة الماضية اعتزاله السياسة، وذلك بعد 24 ساعة من دعوة المرشح الآخر عبد القادر بن قرينة حزبه «حركة البناء» إعفاءه من منصبه رئيساً للحزب. وجمع بن فليس أمس كوادر حزبه بالعاصمة، ليعلمهم بقراره التنحي عن قيادة حزب «طلائع الحريات» الذي أسسه عام 2014 والتوقف عن ممارسة السياسة التي برز فيها نهاية تسعينات القرن الماضي، عندما اختاره عبد العزيز بوتفليقة مديرا لحملته الانتخابية للاستحقاق الذي جرى في نفس العام. وقاد أيضا الحكومة في بدايات حكم بوتفليقة (2001 - 2003).
وقال علي بن فليس مخاطبا مناضلي حزبه: «قررت الانسحاب من الحياة السياسية وتسليم مشعل الحزب للشباب وسأواصل العمل بقلمي وبأفكاري... يجب أن تواصلوا النضال خدمة للجزائر وللجزائريين». وذكر بن فليس، الجمعة، بعد ساعة من إعلان النتائج، بأنه شارك فيها «للإسهام في الدفاع عن ديمومة الدولة الوطنية». وقال إنه «خدم الوطن بتفان وإخلاص خلال مساري السياسي». وحصل بن فليس على نسبة 10.55 في المائة من الأصوات، وجاء في المركز الثالث بعد تبون (58.15 في المائة) وبن قرينة.
من جهته، أعلن عبد القادر بن قرينة أول من أمس، أنه طلب من كوادر حزبه «إعفاءه» من رئاسته. وقال في اجتماع مع قياديي الحزب بالعاصمة: «إنني ابن الشعب وزكاني جزء من الشعب، وأنا رجل دولة أسهر على حمايتها والدفاع عنها وعن سيادتها... لقد لبيت نداء وطني وكل من وثق بي، للمساهمة في إنقاذ بلدي من الأزمة، التي لم نكن سببا فيها». وحصل بن قرينة على 17.38 في المائة من أصوات الناخبين.
أما عز الدين ميهوبي، الرابع في ترتيب نتائج الاستحقاق الرئاسي (7.26 في المائة)، فقد بدأ بالتحضير لمؤتمر حزب «التجمع الوطني الديمقراطي»، الذي يقوده كأمين عام بالنيابة، منذ ثلاثة أشهر، إذ استخلف في المنصب أحمد أويحيى رئيس الوزراء السابق الذي أدانه القضاء بـ15 سنة سجنا، بناء على تهم فساد تعود إلى فترة توليه المسؤولية. ويعقد الحزب جلساته قبل مارس (آذار) الماضي، وستكون بمثابة طي صفحة أويحيى الذي دامت قيادته لـ«التجمع الوطني» سنوات طويلة. يشار إلى أن ميهوبي كان وزيرا للثقافة في آخر حكومة للرئيس بوتفليقة قبل استقالته في 02 أبريل (نيسان) الماضي.
ولم يذكر صاحب المرتبة الخامسة، بلعيد عبد العزيز (6.66 في المائة)، مصيره في السياسة ولا بخصوص رئاسته حزب «جبهة المستقبل»، الذي شارك باسمه في استحقاق 2014 أيضا، وجاء حينها ثالثا بعد بوتفليقة وبن فليس.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».