حملات حوثية لنهب عقارات السكان وأراضيهم في محافظة إب

عقب استيلاء قادة الجماعة على 85 % من أموال الأوقاف

TT

حملات حوثية لنهب عقارات السكان وأراضيهم في محافظة إب

وسّعت جماعة الحوثي الانقلابية منذ مطلع الشهر الجاري، من حملتها الشعواء والممنهجة للاستيلاء على ما تبقى من الأراضي والممتلكات التابعة للأوقاف اليمنية في محافظة إب لتشمل هذه المرة عقارات وممتلكات مواطنين في عدد من مناطق ومديريات المحافظة (193 كلم جنوب صنعاء).
وكشفت مصادر محلية في إب لـ«الشرق الأوسط» عن تنفيذ ميليشيات الحوثي ومنذ بداية ديسمبر (كانون الأول) الجاري، عمليات بسط ونهب واسعة، طالت أراضي وأملاك مواطنين في عدد من مديريات المحافظة، لمصلحة قيادات في الجماعة.
وتعرضت أراضي مواطنين في مديريتي الظهار والمخادر، حسب المصادر، لأعمال بسط من قبل ميليشيات الحوثي الإرهابية، وذلك ضمن عمليات بسط ومصادرة واسعة، لم تشهد لها إب مثيلاً.
وذكرت المصادر المحلية التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط» أن قيادياً حوثياً يدعى حمود الأبيض مع آخرين من عناصر الجماعة قاموا بعملية نهب بقوة السلاح على مساحات شاسعة من الأراضي في منطقة «جبل المعموق» التابعة لقرية «الحمامي» في مديرية الظهار شمال مدينة إب.
وفي منطقة مفرق حبيش، بمديرية المخادر شمال المدينة، أوضحت المصادر أن قيادياً حوثياً آخر يدعى «أحمد الشامي»، بسط على أملاك وأراضي أسرة «عُبيد». وأشارت إلى أن ميليشيات مسلحة على متن أطقم حوثية تقوم بملاحقة واعتقال كل من يعترض أولئك النافذين.
وطبقاً للمصادر، فقد تعرض عدد من منازل المواطنين بمنطقة الحمامي، لوابل من النيران الحوثية، على خلفية اعتراضهم عمليات سطو حوثية، واختطاف بعض المواطنين واقتيادهم إلى مكان مجهول.
وبدورهم حمّل ناشطون بمنظمات حقوقية في إب، جماعة الحوثي مسؤولية ما تشهده المحافظة من عمليات نهب وسطو وسلب وقتل منظمة. وقال الناشطون في حديثهم لـ«الشرق الأوسط» إنه لا تكاد تخلو ساعة إلا وتسجل إما جريمة قتل أو حادثة اختطاف أو عملية نهب وسرقة وعبث حوثي متعمد في أماكن متفرقة من المحافظة.
وطالب الناشطون كل أبناء المحافظة برصد وتوثيق الجرائم الحوثية في حق المجتمع بالمحافظة. وحضّوهم في ذات الوقت على متابعة ورصد كل المنهوبات من قبل ميليشيات الحوثية سواء الخاصة أو العامة بهدف متابعتها محلياً ودولياً وضمان استعادتها عاجلاً أم آجلاً ممن سلبوها.
وعلى ذات الصعيد، وفي نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الحالي، شكا مسؤول كبير في أوقاف محافظة إب، من محاولة القيادي الحوثي حسن زيد، السطو على أراضي الأوقاف في المدينة، واتهم زيد مع أقاربه بأنهم حاولوا الاستيلاء على أراضٍ تديرها الأوقاف في المحافظة منذ أكثر من 100 عام.
واتهم المسؤولُ القيادي، حسن زيد المعيّن وزيراً للشباب والرياضة في حكومة الانقلاب غير المعترف بها، بأنه استقدم عصابة مسلحة إلى مدينة إب وأمرهم بالسطو على أراضي الأوقاف المستأجرة من قبل سكان محليين.
وتؤكد المصادر المحلية أن الجماعة الموالية لإيران سعت منذ اجتياحها مدناً يمنية عدة بما فيها إب، للاستيلاء على أراضٍ وعقارات ومبانٍ سكنية تابعة للأوقاف ومواطنين في إب تحت قوة السلاح وحملات البطش والابتزاز العبثية وغير القانونية.
وأفاد سكان محليون لـ«الشرق الأوسط» بأن أبناء المحافظة واجهوا منذ اقتحام الميليشيات محافظتهم وما زالوا يواجهون عبثاً وإذلالاً وتركيعاً ونهباً من العصابة الحوثية وبشتى الطرق التي تتنافى مع القوانين والشرائع السماوية والعادات والتقاليد المجتمعية. محذرين من استمرار عمليات النهب والتجريف الحوثي الواسع والمنظم للأراضي الحكومية وأراضي المواطنين في المحافظة.
وقال السكان المحليون «إن أراضي الأوقاف وكذا المواطنين في المحافظة تواجه اليوم خطراً حقيقياً يستدعي التحرك السريع والمسؤول من قبل المعنيين لحمايتها والحفاظ عليها من بطش وتجاوزات الميليشيات الانقلابية». ويؤكد السكان أنه ومنذ انقلاب الميليشيات واجتياحها مناطق يمنية عدة بما فيها محافظة إب، شن نافذون حوثيون عمليات نهب وسطو وعبث واسعة طالت ممتلكات عامة وخاصة وأراضي أوقاف ومواطنين بالمحافظة.
ويقول السكان إن ممارسات النهب والسطو الحوثية في المحافظة ما زالت مستمرة. مؤكدين أنها تعد مصدراً آخر من مصادر التمويل التي تعتمد عليها الميليشيات لتمويل حروبها ضد اليمنيين، وتعد بمثابة سوق سوداء أخرى تدرّ الأموال على الجماعة وقيادتها.
وكشف المراقبون والمتابعون عن أن عمليات السطو والنهب الحوثية المتواصلة، طالت منذ اجتياحها إب ومديرياتها ما نسبته 85% من الأراضي والمباني والمحال التجارية وغيرها من الممتلكات الأخرى المملوكة للأوقاف في المحافظة.
ووصفوا الوضع الذي تمر به أراضي وممتلكات المواطنين والأوقاف في مناطق سيطرة الانقلابيين عامة، بـ«الخطير جداً». وأبدى المتابعون استغرابهم الشديد من استمرار الصمت الرسمي والشعبي حيال تلك الجرائم والاعتداءات الحوثية.
وكان وزير الأوقاف والإرشاد في الحكومة اليمنية الشيخ أحمد عطية، قد اتهم ميليشيات الحوثي باعتدائها واستيلائها على الممتلكات التابعة للأوقاف في المحافظات التي ما زالت تُسيطر عليها.
وقال عطية في تصريحات سابقة: «لا يقتصر اعتداء ميليشيات الحوثي على أراضي وعقارات الأوقاف بالاستيلاء عليها فقط، بل إنها تقوم ببيعها بثمن بخس».
وأضاف: «نمتلك إحصائية بجميع الأراضي وجميع القطع التابعة للأوقاف، سواء المستأجرة أو التي ما زالت تحت قيد الاغتصاب والاستيلاء، وعندنا كذلك إحصائية كاملة حول الاعتداءات التي تمت بعد عام 2014 إلى الآن، وتم فيها عمليات بيع وشراء بثمن بخس، سواء في إب أو تعز أو صنعاء أو غيرها من المناطق القابعة تحت سيطرة الحوثيين».
وتحدث عن قيام وزارته بإجراء عملية مسح ميداني كامل لجميع الممتلكات التابعة للأوقاف في محافظات الجمهورية اليمنية كافة.
وقال عطية: «إن عملية المسح شملت الممتلكات من حيث إحصاء عددها، سواء ما يتعلق بالعقار أو بالمباني، فمحافظة صنعاء تحتل المرتبة الأولى بصفتها أكثر مدينة فيها ممتلكات للأوقاف، تليها محافظة ذمار، وهكذا تدريجياً بقية المحافظات الأخرى».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.