نائب من كتلة بري يتهم بعض الحراك بـ{تنفيذ أجندة أميركية}

TT

نائب من كتلة بري يتهم بعض الحراك بـ{تنفيذ أجندة أميركية}

شهد أول من أمس جملة حوادث طالت المتظاهرين والمعتصمين في ساحات لبنان وشوارعه. وكان لافتاً الهجوم على خيمة «الملتقى» بالقرب من مبنى العازارية وسط بيروت، ومحاصرة من فيها ومحاولة حرقها، لو لم تتدخل القوى الأمنية لإخراج الناشطين.
كذلك تم اتهام حرس المجلس النيابي باعتداءات بالضرب على متظاهرين نظموا مواكب سيارة واعتصامات أمام بيوت وزراء سابقين، وذلك للاحتجاج على الفيضانات التي حصلت في اليومين الأخيرين، إضافة إلى المرور أمام بيوت النواب والمسؤولين احتجاجاً على حال البلاد. كما قطعت طريق جونية (شمال بيروت)، احتجاجاً على ملاحقة العناصر الأمنية الناشطين إلى منازلهم.
وفي حين يرى البعض أن المظاهرات وساحات الاعتصام لم تعد آمنة بعد اندساس جهات مفضوحة الأهداف ومحسوبة على جهات سياسية لإجهاض الحراك، قال النائب في كتلة «التنمية والتحرير» التي يرأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري، محمد نصر الله لـ«الشرق الأوسط» إن «ما تعرض له بعض المتظاهرين أول من أمس، لم يكن على أيدي حرس مجلس النواب في عين التينة حيث مقر إقامة الرئيس نبيه بري، بل في منطقة أخرى ومع قوى الأمن الداخلي»، مضيفاً: «نحن في فتنة كبيرة كفانا الله شرها. صحيح أن جزءاً كبيراً من الحراك له مطالبه المحقة، لكن هناك فئة تلبي المطالب الأميركية تحت عنوان سحب سلاح المقاومة، كما يظهر غرض الندوات التي تقام بالمساء، ففيها يتم إقناع الناس بالتطبيع مع إسرائيل، كما يفعل أحد الوزراء السابقين».
أما الأستاذ الجامعي والناشط وأحد منظمي خيمة «الملتقى» التي تعرضت للاعتداء أول من أمس، الدكتور مكرم رباح فقال لـ«الشرق الأوسط»، فقال إن اتهام فئة من المنتفضين بتطبيق أجندة أميركية مغاير للحقيقة، فنحن نعتبر أن المجتمع الدولي تواطأ سياسياً وإعلامياً مع هذه السلطة، و«حزب الله» من ضمنها. بالتالي يصبح اتهامنا بالعمالة ساقطاً. من هاجمونا واقتحموا الخيمة أول من أمس، معروفة هويتهم، بعضهم أبناء مسؤولين في «حزب الله»، وبعضهم من سرايا المقاومة ومن قوى اليسار التي تدعم اعتداء السلطة على الشعب.
من جهته، قال النائب نصر الله إن الرئيس بري لم يتوان عن إصدار بيانات تمنع التعرض للمتظاهرين. والحالات الأشمل كانت المواجهات مع الأجهزة الأمنية والجيش، أكثر مما هي مواجهات بين شارعين، التي نأمل بألا تتطور. لكن الأمور مفتوحة على احتمالات خطيرة، كما أن هناك مخالفات للقانون، كالاعتداء على أملاك الناس ورمي النفايات في الشوارع وأمام منازل بعض المسؤولين. ويسأل نصر الله: «من يدفع تكاليف الحراك ويمول كل نشاطاته. هناك تكاليف بملايين الدولارات. ولدينا شبهة كبيرة حيالها. وجه الثورة يجب أن يكون مختلفاً عما يجري في الشارع».
أما رباح، فيعتبر أن «محاولات القضاء على الثورة بالترهيب والتخوين والعنف والاعتداءات لم تؤدِّ غايتها، ما يعني إفلاس من يلجأ إلى هذه الأساليب، بقيادة (حزب الله)».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.