برلمان الأردن يعفي نائبين ويرفع الحصانة عن وزيرين سابقين لمحاكمتهما

TT

برلمان الأردن يعفي نائبين ويرفع الحصانة عن وزيرين سابقين لمحاكمتهما

صوّت البرلمان الأردني أمس الأحد، على طلب للجهاز القضائي بإحالة وزيرين سابقين للمحاكمة، فيما رفض البرلمان الموافقة على رفع الحصانة عن زميلين آخرين لهما، بقضيتين مختلفتين، وذلك بعد أسبوع من توجيه الاتهام لرئاسة مجلس النواب بمماطلتها في التصويت، إذ حسم رئيسه عاطف الطراونة القضية، بإدراج طلب التصويت المحال من اللجنة القانونية على جدول أعمال الجلسة المخصصة للاستماع لبيان الحكومة لمشروع قانون الموازنة.
وأحالت اللجنة القانونية لمجلس النواب في وقت متأخر من مساء السبت، توصياتها بإحالة الوزيرين السابقين سامي هلسة الذي شغل موقع وزارة الأشغال الأردنية، ووزير البيئة السابق والعين الحالي (عضو مجلس الأعيان) طاهر الشخشير، إلى القضاء، ورفع الحصانة عن النائبين غازي الهواملة وصداح الحباشنة في القضايا الموجهة إليهما.
وقدم الطراونة بند التصويت على قرار اللجنة النيابية على جدول أعمال جلسة الأحد، ليغلق الطريق على الجدل الدائر حيال رغبته في تأجيل الملف لأهداف شخصية، ويصوت بنفسه على إحالة الوزيرين إلى القضاء، فيما لم يحتسب صوته في موضوع رفع الحصانة عن النائبين.
وفي خطوة وصفها مراقبون بأنها «سطوة مواقع التواصل الاجتماعي على قرار النواب»، صوت ١١٩ نائبا على قرار إحالة وزير الأشغال الأسبق سامي هلسة ووزير للبيئة الأسبق والعين طاهر الشخشير إلى القضاء، فيما رفض المجلس رفع الحصانة عن النائبين غازي الهواملة وصداح الحباشنة بعد أن صوت ٥١ نائبا فقط من أصل ١٢١ على الرفع.
وانتقد نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي المطالبات القضائية برفع الحصانة عن النائبين الهواملة وصداح، بعد مواقفهما المعارضة للحكومة، وانتقاداتهما المستمرة للحكومات، فيما عرف عن الهواملة انتقاداته المستمرة للقصر، وهو ما دفع معلقين إلى الربط بين مواقف النائبين والملاحقة القضائية لهما.
واتجه البرلمان إلى عدم التصويت على رفع الحصانة عن النائبين الحاليين، لاعتبارات متعلقة باقتراب مدة انتهاء الدورة البرلمانية للمجلس الثامن عشر الحالي في شهر أبريل (نيسان) المقبل، حيث تنحصر الحصانة على فترة العمل في البرلمان. جاء ذلك في وقت يواجه فيه النائب الهواملة الذي يعمل محاميا، تهماً تتعلق بغسل الأموال وتزوير وكالات، فيما يواجه الحباشنة تهم السب والشتم والتحقير في قضية جرائم إلكترونية رفعها ضده محافظ الكرك.
وكان النائب الإسلامي المستقل محمد الرياطي اتهم رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة، بتستره على طلب إحالة الوزيرين إلى القضاء، واتهمه بوجود مصالح بينه وبين الوزير الهلسة، ما دفع الطراونة لتلاوة بيان في مطلع جلسة سابقة يرد فيه على اتهامات الرياطي وقال بأنه يبحث عن «شعبويات» من خلال «تضليل الرأي العام، ومخالفة النظام الداخلي»، ليكشف عن أوراق توضح إحالته مطالب القضاء إلى اللجنة القانونية في شهر مايو (أيار) الماضي.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.