في بريطانيا... ثروات الأغنياء تنمو بأربعة أمثال الفقراء

لندن تشهد تفاوتاً كبيراً في الثروات (أرشيفية- «الشرق الأوسط»)
لندن تشهد تفاوتاً كبيراً في الثروات (أرشيفية- «الشرق الأوسط»)
TT

في بريطانيا... ثروات الأغنياء تنمو بأربعة أمثال الفقراء

لندن تشهد تفاوتاً كبيراً في الثروات (أرشيفية- «الشرق الأوسط»)
لندن تشهد تفاوتاً كبيراً في الثروات (أرشيفية- «الشرق الأوسط»)

أظهرت نتائج تقرير اقتصادي رسمي نمو ثروات أغنياء بريطانيا، بمعدل أسرع أربع مرات، من الفقراء، بما يُعزز من اللامساواة بين عموم المواطنين البريطانيين، وتحديداً في لندن التي شهدت أكبر فجوة بين مواطنيها عن أي منطقة في المملكة المتحدة.
وكشفت الأرقام الصادرة عن مكتب الإحصاء البريطاني، أن إجمالي الزيادة في ثروة البريطانيين عموماً بلغت نحو 14.6 تريليون جنيه إسترليني بين عامي 2016 و2018. وذلك بسبب معاشات التقاعد وارتفاع قيمة العقارات التي شكلت مصدراً رئيسياً لهذه الزيادة والمكاسب التي تحققت.
وارتفعت ثروات ما يوازي عُشر السكان البريطانيين ممن تم تصنيفهم كأثرياء، بنحو 11 في المائة، بينما بلغت الزيادة عند المتبقيين ممن تم تصنيفهم كفقراء بنحو 3 في المائة.
كما أظهرت الأرقام نمو الثروات في لندن بنسبة تقارب 80 في المائة منذ عام 2008، في حين أن الشرق الأوسط الإنجليزي والشمال الشرقي كليهما انخفضا بنسبة 10 في المائة.
من جانبه، قال روبرت بالمر، المدير التنفيذي لمركز العدالة الضريبية أن هذه الأرقام كاشفة عن ارتفاع الفجوة بين الأثرياء والفقراء بين عموم البريطانيين، بما يعزز من اللامساواة، محذراً من أن استمرار هذا التفاوت سيكون له عواقب كبيرة.
ولم ينعكس ازدهار الثروة في نمو الأجور، حيث ظل متوسط الأجور أقل قليلاً من الذروة التي بلغها في عام 2008. وارتفعت كذلك ديون الأسر، بما في ذلك القروض وبطاقات الائتمان، حيث بلغت نسبة الزيادة نحو 11 في المائة بما يُقدر بـ119 مليار جنيه إسترليني في العامين المنتهي في مارس (آذار) 2018.
ويُثير مخاوف الأثرياء، دوماً، المُطالبات الحزبية للسلطة بتغير السياسات الضريبية، وقوانين الشفافية، والتراجع عن الخصخصة، إضافة إلى حرية الحركة عبر الحدود.
وكان حزب العمال قد أكد في بيانه السياسي عام 2017، على ضرورة زيادة ضرائب الدخل المستحقة على من يزيد دخله على 80 ألف جنيه إسترليني، وكذلك إمكانية فرض ضريبة على الثروة. ودعا تقرير أعدته لجنة شكلها الحزب في وقت سابق من العام الحالي إلى زيادة الضرائب على الوحدات السكنية الخالية، وزيادتها على الشقق الفارهة، وإصلاح ضريبة المواريث وإضافة رسم جديد على العقارات المملوكة للأجانب، وهو ما يمكن أن يضرّ بعشرات الأثرياء.



«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
TT

«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

من المتوقع على نطاق واسع أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي تكاليف الاقتراض خلال اجتماعه، يوم الأربعاء المقبل، مع احتمال أن يسلط المسؤولون الضوء على كيفية تأثير البيانات الاقتصادية الأخيرة على قراراتهم بشأن أسعار الفائدة في العام المقبل.

وتضع الأسواق المالية في الحسبان احتمالات بنسبة 97 في المائة أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بمقدار ربع نقطة مئوية، ليصبح النطاق بين 4.25 في المائة و4.5 في المائة، وفقاً لأداة «فيد ووتش».

ومع ذلك، تضاءل مبرر بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض الفائدة مؤخراً بعد التقارير التي تشير إلى أن التضخم لا يزال مرتفعاً بشكل مستمر مقارنةً بالهدف السنوي لـ«الفيدرالي» البالغ 2 في المائة، في حين أن سوق العمل لا تزال قوية نسبياً. وكان البنك قد خفض أسعار الفائدة في سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني) بعد أن أبقاها عند أعلى مستوى في عقدين طوال أكثر من عام، في محاولة للحد من التضخم المرتفع بعد الوباء.

ويؤثر سعر الأموال الفيدرالية بشكل مباشر على أسعار الفائدة المرتبطة ببطاقات الائتمان، وقروض السيارات، وقروض الأعمال. ومن المتوقع أن تكون أسعار الفائدة المرتفعة في الوقت الحالي عقبة أمام النشاط الاقتصادي، من خلال تقليص الاقتراض، مما يؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد لتخفيف الضغوط التضخمية والحفاظ على الاستقرار المالي.

لكن مهمة بنك الاحتياطي الفيدرالي لا تقتصر فقط على مكافحة التضخم، بل تشمل أيضاً الحد من البطالة الشديدة. وفي وقت سابق من هذا الخريف، أدى تباطؤ سوق العمل إلى زيادة قلق مسؤولي البنك بشأن هذا الجزء من مهمتهم المزدوجة، مما دفعهم إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر. ورغم ذلك، تباطأ التوظيف، فيما تجنب أصحاب العمل تسريح العمال على نطاق واسع.

توقعات الخبراء بتخفيضات أقل في 2025

تدور الأسئلة المفتوحة في اجتماع الأربعاء حول كيفية موازنة بنك الاحتياطي الفيدرالي بين أولويتيه في مكافحة التضخم والحفاظ على سوق العمل، وكذلك ما سيقوله رئيس البنك جيروم باول، عن التوقعات المستقبلية في المؤتمر الصحفي الذي سيعقب الاجتماع. وبينما تبدو التحركات المتعلقة بأسعار الفائدة في الأسبوع المقبل شبه مؤكدة، فإن التخفيضات المستقبلية لا تزال غير واضحة.

وعندما قدم صناع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي آخر توقعاتهم الاقتصادية في سبتمبر، توقعوا خفض المعدل إلى نطاق يتراوح بين 3.25 في المائة و4.5 في المائة بحلول نهاية عام 2025، أي بتقليص بنسبة نقطة مئوية كاملة عن المستوى المتوقع في نهاية هذا العام.

وتوقع خبراء الاقتصاد في «ويلز فارغو» أن التوقعات الجديدة ستُظهر ثلاثة تخفيضات ربع نقطة فقط في عام 2025 بدلاً من أربعة، في حين توقع خبراء «دويتشه بنك» أن البنك سيُبقي على أسعار الفائدة ثابتة دون خفضها لمدة عام على الأقل. فيما تتوقع شركة «موديز أناليتيكس» خفض أسعار الفائدة مرتين في العام المقبل.

التغيير الرئاسي وتأثير التعريفات الجمركية

يشكّل التغيير في الإدارة الرئاسية تحدياً كبيراً في التنبؤ بمستقبل الاقتصاد، حيث يعتمد مسار التضخم والنمو الاقتصادي بشكل كبير على السياسات الاقتصادية للرئيس المقبل دونالد ترمب، خصوصاً فيما يتعلق بالتعريفات الجمركية الثقيلة التي تعهَّد بفرضها على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة في أول يوم من رئاسته.

وتختلف توقعات خبراء الاقتصاد بشأن شدة تأثير هذه التعريفات، سواء كانت مجرد تكتيك تفاوضي أم ستؤدي إلى تأثيرات اقتصادية كبيرة. ويعتقد عديد من الخبراء أن التضخم قد يرتفع نتيجة لنقل التجار تكلفة التعريفات إلى المستهلكين.

من جهة أخرى، قد تتسبب التعريفات الجمركية في إضعاف الشركات الأميركية والنمو الاقتصادي، مما قد يضطر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة لدعم الشركات والحفاظ على سوق العمل. كما يواجه البنك تحدياً في فصل تأثيرات التعريفات الجمركية عن العوامل الأخرى التي تؤثر في التوظيف والتضخم.

وتزداد هذه القضايا غير المحسومة وتزيد من تعقيد حسابات بنك الاحتياطي الفيدرالي، مما قد يدفعه إلى اتباع نهج أكثر حذراً بشأن تخفيضات أسعار الفائدة في المستقبل. كما أشار مات كوليار من «موديز أناليتيكس» إلى أن التغيرات المحتملة في السياسة التجارية والمحلية تحت إدارة ترمب قد تضيف طبقة إضافية من عدم اليقين، مما يدعم الحاجة إلى نهج الانتظار والترقب من لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية.