لماذا لا يقال الإسباني لوبيز كارو، المدير الفني للمنتخب السعودي الأول لكرة القدم؟
سؤال لا يبدو جديدا على الصعيد الكروي السعودي، كونه طرح كثيرا، لدرجة أن اتحاد الكرة السعودي عقد اجتماعا لمجلس إدارته قبل ثلاثة أسابيع، وخرج بتجديد الثقة في المدرب، بآراء متفقة على الإبقاء عليه، مع معارضة عضوي مجلس إدارة فقط.
وعودة إلى السؤال، تشير مصادر «الشرق الأوسط» الموثوقة إلى أن إشكالية إقالة لوبيز أسبابها مالية، إذ يطالب المدير الفني الإسباني بتوفير شرط جزائي يبلغ نحو مليون يورو، وهو ما لا تتحمله خزينة اتحاد الكرة السعودي، مع العلم بأن عقده التدريبي الأول الذي كان يتسلمه حينما كان مسؤولا عن الفئات السنية، ومستشارا لاتحاد الكرة يقارب الـ800 ألف يورو سنويا، أي يحصل على 2.38 مليون يورو خلال عقده الممتد إلى ثلاثة أعوام، والذي كان مفترضا أن ينتهي بنهاية ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
هذا العقد لم يستمر، بل جرى تطويره وإجراء تعديلات وزيادات واسعة عليه ليوقع على تمديده حتى يناير (كانون الثاني) 2016 المقبل، على أن يحصل على 4.3 مليون يورو خلال السنوات الثلاث المقبلة، مع نصف عام إضافي في العقد، بحيث يحصل على 1.2 مليون يورو سنويا، وهو ما يعني أن العقد جرت مضاعفته بنسبة تقارب الـ45 في المائة.
وبدت مباراة لبنان التي انتهت بالتعادل الإيجابي أول من أمس في جدة سببا في عودة الإثارة مجددا حول مستقبل المنتخب السعودي الأول لكرة القدم مع المدرب الإسباني لوبيز كارو بعد نهاية معسكر الأخضر في مدينة جدة، الذي خاض فيه المنتخب السعودي مباراتين وديتين، كانت الأولى أمام منتخب أوروغواي بطل كوبا أميركا 2011 والمصنف السابع في لائحة ترتيب «فيفا» للمنتخبات، وانتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله للطرفين، في حين كانت المواجهة الثانية أمام منتخب لبنان، وانتهت بالنتيجة ذاتها (1 - 1).
التعادل الأول أمام أوروغواي بعث نوعا من الطمأنينة في نفوس الجماهير السعودية التي رأت أن الأخضر قد يبدأ مواصلة تقديم مستوياته الجيدة، على الرغم من عدم قناعتها ببعض وجهات نظر المدرب الإسباني لوبيز كارو، من خلال الزج بياسر الشهراني لاعب الظهير الأيمن في نادي الهلال إلى منطقة الوسط المتقدم، بالإضافة إلى الإصرار على اللعب بمهاجم وحيد دون القدرة على التغيير من طريقة إلى أخرى حسب ظروف كل مواجهة.
وجاء التعادل المخيب للآمال في الودية الثانية أمام منتخب لبنان الذي حضر إلى مدينة جدة وسط غياب عدد من لاعبيه البارزين، وإشراك عدد من لاعبي المنتخب الأولمبي، إلا أن الأحمر اللبناني ظهر بندية كبيرة للأخضر، وكاد أن يحرجه في أكثر من مرة، على الرغم من الترشيحات الكبيرة التي كانت تصب في صالح الأخضر قبل المواجهة، نظرا للأفضلية الفنية التي عليها المنتخب السعودي، بالإضافة إلى الخسارة الكبيرة التي تعرض لها منتخب لبنان أمام قطر بنتيجة خمسة أهداف دون رد.
ويخوض المنتخب السعودي غمار منافسات مهمة ورسمية تحضر تباعا، حيث تنطلق البطولة الخليجية التي تستضيفها العاصمة السعودية الرياض في الـ13 من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وفيها سيقابل المنتخب السعودي كلا من قطر والبحرين واليمن المنتخبات الحاضرة في مجموعته الأولى، على أن يحزم الأخضر حقائبه ويغادر نحو أقصى القارة الصفراء، حيث تقام بطولة الأمم الآسيوية للمنتخبات مطلع العام المقبل 2015، والتي تستضيفها أستراليا للمرة الأولى في تاريخ البلاد المنضمة حديثا إلى القارة الصفراء، وسيواجه الأخضر السعودي في البطولة القارية كلا من الصين وكوريا الشمالية وأوزباكستان.
وقد أوضح الإسباني لوبيز كارو، الذي بدأت علاقته مع الأخضر الكبير في يناير 2013 بعدما حل بديلا للهولندي فرانك ريكارد، المدرب السابق لبرشلونة الإسباني، الذي مر بتجربة فاشلة مع الأخضر السعودي، ولم ينجح في قيادته إلى المونديال العالمي، أن الأخضر السعودي كان أحد المنتخبات التي تحجز مقعدها في المحفل العالمي بصورة دائمة في أربع نسخ متتالية، ابتداء من مونديال 94، ومرورا بمونديالي 98 و2002 وانتهاء بنسخة 2006 التي أقيمت في ألمانيا.
لوبيز كارو، حضر إلى السعودية في بداية مهمته كمستشار فني لاتحاد كرة القدم السعودي وللمنتخبات السعودية بصورة أدق وصفا، إلا أن إقالة الهولندي ريكارد على أعقاب فشله في بطولة الخليج وخروجه من الدور الأول أدى إلى إقالته، وتعيين لوبيز مدربا، نظرا لضيق الوقت بين البطولة الخليجية والتصفيات الآسيوية المؤهلة لبطولة آسيا 2015.
في المواجهات الرسمية للإسباني لوبيز كارو مع الأخضر قدم فيها الأخير نتائج إيجابية بعدما تصدر مجموعته في التصفيات الآسيوية المؤهلة لبطولة آسيا 2015 إثر فوزه في خمس مواجهات، وتعادله اليتيم أمام الصين ليخطف بطاقة العبور نحو البطولة القارية، إلا أنه في المواجهات الودية لا يعرف طعم الفوز، حيث ظلت نتائجه بين التعادل أو الخسارة.
ويبدو الأخضر السعودي مهددا بالتراجع في لائحة تصنيف المنتخبات الصادرة من اتحاد كرة القدم الدولي «فيفا» بعد التعادلات الأخيرة التي تعرض لها، حيث أشار نعيم البكر، عضو لجنة المسابقات السعودية وأحد القائمين على موقع المنتخب السعودي، إلا أن الأخير سيتراجع في تصنيف الشهر المقبل ليحتل بين المركز الـ97 والمركز الـ102 في تصنيف شهر أكتوبر (تشرين الأول).
وفي عالم موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» حضرت مطالبات كثيرة من خبراء إعلاميين برحيل الإسباني لوبيز كارو قبل الانهماك في المنافستين القارية والخليجية التي تنتظر الأخضر، مشيرين إلى عدم الرغبة في تكرار سيناريو الأخضر السعودي مع البرتغالي بيسيرو، الذي جرت إقالته بعد الجولة الأولى من البطولة الآسيوية النسخة الماضية، وتعيين المدرب الوطني ناصر الجوهر حينها، ليودع الأخضر البطولة القارية من دور المجموعات.
المدرب الوطني حمود السلوة انتقد الإسباني لوبيز كارو، حيث كتب السلوة على صفحته في «تويتر»: «مقبول أن نتعادل مع سابع التصنيف العالمي منتخب أوروغواي، لكن أن نتعادل مع منتخب أولمبي، فهذه مسألة يسأل عنها لوبيز كارو»، مضيفا السلوة: «التبديلات الستة التي أجراها لوبيز هي محاولة للتبرير وإيجاد مبرر لتعادل بطعم الخسارة أمام منتخب أولمبي، وبالتالي من الطبيعي جدا أن نخشى القادم في كأس الخليج».
أما الناقد الرياضي محمد الشيخ فقد بدا أكثر حدة في نقده وضع المنتخب السعودي مع المدرب الإسباني لوبيز كارو، حيث كتب الشيخ: «بيسيرو كان سببا في رحيل الأمير سلطان بن فهد، وريكارد أسهم في رحيل الأمير نواف بن فيصل، ويبدو أن لوبيز كارو سيكرر الأمر مع أحمد عيد».
من جانبه، واصل فيصل أبو اثنين، اللاعب الدولي السابق، انتقاداته للإسباني لوبيز كارو على خلفية التعادل مع منتخب لبنان، بعدما انتقد أبو اثنين المدرب بعد مواجهة أوروغواي، على الرغم من التعادل، إلا أن أبو اثنين كان يرى عبر تغريداته أن الأخضر يملك الكثير، لكنه ما زال يئن تحت وطأة تجارب لوبيز واختراعاته، وعاد أبو اثنين بعد مواجهة لبنان ليكتب: «كنا نبحث عن منتخب، ولكن اكتشفنا أنه يجب البحث عن اتحاد قادر على إعادة المنتخب، اتحادنا تفرغ لتوزيع الغنائم على المصوتين وتناسى العمل».
أما الناقد الرياضي صالح الصالح فأشار إلى أن الإسباني لوبيز كارو كان مدربا لمرحلة انتهت منذ أكثر من عام، والتغيير مطلب قبل خسارة البطولتين، فبقاؤه مراهنة خاسرة، ووجه رسالة إلى رئيس اتحاد الكرة السعودي قال فيها: «أحمد عيد، حملت كأس آسيا مديرا للمنتخب في 1996، ومع لوبيز يستحيل أن تحمله رئيسا للاتحاد. افعلها وتوكل قبل الكارثة».
من جهته يرى علي كميخ، المدرب الوطني، أن المنتخب السعودي يحتاج في الوقت الحالي إلى الالتفاف، والدعم، وعدم التشويش على مستقبل الأخضر، الذي بات على مشارف البطولة الخليجية، وخوض غمار المنافسة الآسيوية، إلا أنه لم يخفِ رأيه في الأخضر السعودي الذي وصفه بالغموض، حيث قال: «بنهاية وديات المنتخبات الخليجية اتضح ثبات قطر، وتراجع الإمارات، وتقدم الكويت، وعدم ثبات البحرين، وغموض السعودية والعراق»، مضيفا: «كأس الخليج هي المحك».
وأردف كميخ: «أستغرب حملة التشويش على لوبيز ومنتخبنا الوطني في هذا الوقت وقبل كأس الخليج، دعم الإعلام والشارع هو الطاقة التي ستقوى منتخبنا ونجومه.. لندعمهم».
أما الناقد الرياضي عبد الله العجلان فغرد تغريدة ساخرة عن تباين الآراء حل الإسباني لوبيز بين مواجهتي أوروغواي ولبنان، حيث كتب العجلان: «تألق الأخضر أمام أوروغواي فقالوا النجوم هم السبب، وأخفق أمام أولمبي لبنان، فقالوا المدرب يجب أن يرحل».
ويظل السؤال الأهم: هل يرحل الإسباني لوبيز قبل البطولة الخليجية أم يستمر؟ فالمؤشرات الأولية تشير إلى بقائه واستمراره في الفترة المقبلة، إلا أن البطولة الخليجية عادة ما تكون مقصلة المدربين، فكما حضر لوبيز إثر إقالة ريكارد، هل سيرحل هو الآخر على ضوء نتائجها لتبقى الإجابة محصورة في ما سيقدمه الأخضر عبر المنافسة الخليجية؟
مطالب برحيل الإسباني لوبيز تتزايد قبل الخليجية.. والشرط الجزائي «يعرقله»
مدرب المنتخب السعودي سيحصل على 4.3 مليون يورو حتى يناير 2016
مطالب برحيل الإسباني لوبيز تتزايد قبل الخليجية.. والشرط الجزائي «يعرقله»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة