فقدت الثقافة العربية أحد أشهر عرابيها، الذي فتح لمحبي القراءة نافذة من الضوء بترجماته للأدب اللاتيني إلى العربية، المترجم الفلسطيني الكبير صالح علماني الذي توفي عن عمر يناهز 70 عاما. وأعلن زوج ابنته الصحافي جهاد بزلميط، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن علماني توفي في إسبانيا.
ويعد علماني من أبرز المترجمين للأدب اللاتيني، فهو صاحب الفضل في ترجمة أبرز الأعمال الإسبانية أيضا، وتخصص صالح منذ أواخر السبعينيات في ترجمة الأدب الأميركي اللاتيني ثمَّ زادت شهرته حينما ترجمَ لأبرز كتاب أميركا اللاتينية بما في ذلك غابرييل غارسيا ماركيز وإيزابيل الليندي وجوزيه ساراماغو وإدواردو غاليانو وآخرون، ما جعل كثيرون يصفونه بـ«عراب الأدب اللاتيني». وتُعدُّ «ليس للكولونيل من يكاتبه» أول روايةٍ ترجمها علماني لكاتبها ماركيز والتي حظيت بحفاوة صحافية واسعة الأمر الذي شجعه بحسب ما ذكر في أحد اللقاءات الصحافية، لأن يستمر في الترجمة.
ولد صالح في مدينة حمص السورية عام 1949 ونشأ فيها حيثُ أمضى معظم سنوات طفولته في سوريا، ودرسَ في وقتٍ لاحقٍ الطب في الجامعة؛ لكنّه تحول لدراسةِ الأدب الإسباني وذلكَ مع صعود تيار الرواية اللاتينية وبروزها عالمياً في أواخر الستينيات وبداية السبعينيات.
بدأ عملهُ في وكالة الأنباء الفلسطينية ثم أصبحَ مُترجماً في السفارة الكوبية بدمشق وعمل في وقتٍ لاحقٍ في وزارة الثقافة السورية وبالضبطِ في مديرية التأليف والترجمة وكذا في الهيئة العامة السورية للكتاب إلى أن بلغَ سنَّ التقاعد عام 2009.
بعدما ترجمَ عشرات الكُتب عن الإسبانية؛ طالبَ خمسةٌ من أبرز كتّاب أميركا اللاتينية الذين ترجم لهم الحكومة الإسبانية بأن تمنحه الإقامة تكريماً لمنجزه في «نقلِ إبداعات اللغة الإسبانية إلى العربية»؛ وهو ما حصلَ حينما مُنح الإقامة في إسبانيا مع عائلته بعد نزوحه من سوريا.
حصلَ علماني عام 2015 على جائزة «جيرار دي كريمونا» للترجمة، كما شارك في العديد من المؤتمرات والندوات العربية والدولية حول الترجمة. وأشرف على عدد من ورش الترجمة التطبيقية في الترجمة في معهد سيرفانتس بدمشق.
وفاة المترجم الفلسطيني صالح علماني «عراب الأدب اللاتيني»
وفاة المترجم الفلسطيني صالح علماني «عراب الأدب اللاتيني»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة