السلطة الفلسطينية تطرح جرائم الاستيطان على لاهاي

الثلاثاء يوم غضب ضد تصريح بومبيو أن المستوطنات ليست مخالفة للقانون الدولي

مواجهة لفلسطينيين مع السلطات الإسرائيلية قرب مستوطنة بيت إيل في الضفة منتصف الشهر الحالي (رويترز)
مواجهة لفلسطينيين مع السلطات الإسرائيلية قرب مستوطنة بيت إيل في الضفة منتصف الشهر الحالي (رويترز)
TT

السلطة الفلسطينية تطرح جرائم الاستيطان على لاهاي

مواجهة لفلسطينيين مع السلطات الإسرائيلية قرب مستوطنة بيت إيل في الضفة منتصف الشهر الحالي (رويترز)
مواجهة لفلسطينيين مع السلطات الإسرائيلية قرب مستوطنة بيت إيل في الضفة منتصف الشهر الحالي (رويترز)

قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، بأن فلسطين ستطرح الإجراءات الأميركية ضد الشعب الفلسطيني، بما فيها الإعلان الأخير حول أن المستوطنات ليست مخالفة للقانون الدولي، على اجتماع الهيئة العامة للمحكمة الجنائية الدولية الشهر المقبل.
وأضاف عريقات في تصريحات لإذاعة «صوت فلسطين»، «إن الاجتماع سيعقد بمشاركة 135 دولة في لاهاي»، داعياً المحكمة الجنائية الدولية الاستناد إلى ما تم تفويضها به من العالم. وتابع، «لا يوجد أي مبرر للمجلس القضائي في المحكمة الجنائية الدولية عدم فتح تحقيق في جرائم الاحتلال المتمثلة بالاستيطان والقدس والأسرى وحصار قطاع غزة، كما لا يوجد ما يبرر عدم نشر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قاعدة بيانات الشركات التي تتعامل مع المستوطنات».
والتحرك الفلسطيني، جاء بعد إعلان وزير الخارجية الأميركي أن بلاده لم تعد تعتبر المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة «غير متسقة مع القانون الدولي». ويعتبر الإعلان الأميركي، تراجعاً عن رأي قانوني صدر عن الخارجية الأميركية عام 1978. يقضي بأن المستوطنات في الأراضي المحتلة «لا تتوافق مع القانون الدولي».
والقرار الأميركي الجديد يضاف إلى سلسلة قرارات أخرى اتخذتها الإدارة الأميركية ضد الفلسطينيين، وأهمها، الاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل ونقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس المحتلة، وإغلاق (مكتب بعثة منظمة التحرير الفلسطينية) في واشنطن، ووقف دعم وكالة الأمم المتحدة المختصة باللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
وقال عريقات تم القيادة الفلسطينية اتخذت مجموعة من الخطوات رداً على الإجراءات الأميركية والاحتلال، من ضمنها التوجه للمحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية ومجلس الأمن الدولي، والجمعية العامة للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.
ويفترض أن يعقد اليوم الاثنين اجتماع لمجلس وزراء الخارجية العرب في القاهرة، من أجل إصدار مواقف تؤثر في القرار الأميركي. ولفت عريقات إلى وجود قرارات بالجامعة العربية فيما يتعلق بالقدس، بقطع العلاقات كافة مع أي دولة تعترف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، مشددا على ضرورة اتخاذ مواقف جادة من قبل الدول العربية بشأنها. وقال عريقات أيضا بأن عباس أرسل رسائل لدول العالم للوقوف عند مسؤولياتهم ضد القرار الأميركي.
وبحثت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أمس «تصريحات وزير الخارجية الأميركي الذي يتحدث عن شرعنة الاستيطان الاستعماري غير الشرعي وغير القانوني في الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة».
ورأت التنفيذية أن الموقف الأميركي يعبر مرة أخرى عن الاستهتار بكل الشرعيات الدولية ومحاولة زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة الأمر الذي يتطلب مواجهة هذا العدوان الجديد والذي يفتح شهية الاحتلال على مزيد من الاستيلاء على الأراضي والبناء والتوسع الاستيطاني.
ودعت اللجنة التنفيذية «جماهير شعبنا وفصائله ومؤسساته إلى المشاركة الواسعة تلبيه لدعوة القوى يوم الثلاثاء 26 الجاري في كل المحافظات الفلسطينية، للتعبير عن رفض شعبنا للقرارات الأميركية والاحتلالية التصعيدية والإجرامية للمساس في حقوقنا ومواصلة التحرك الشعبي الجماهيري خلال الفترة المقبلة».
ويفترض أن تشهد الأراضي الفلسطينية يوم الثلاثاء يوم غضب تنديدا بالقرارات الأميركية وآخرها اعتبار المستوطنات شرعية وغير مخالفة للقانون الدولي. ودعت فصائل منظمة التحرير كوادرها إلى المشاركة في هذ الفعاليات التي ستنطلق خلال الأسبوع الجاري للتعبير عن رفض كافة المخططات الصهيوأميركية بحق القضية الفلسطينية. وقال نائب رئيس حركة فتح محمود العالول بأن الحركة والقوى الوطنية وضعت برنامجا ومخطط حراك ميداني على كافة الأصعدة خلال الفترة القادمة، من أجل تصعيد عملية التصدي للاحتلال في ظل الانتهاكات غير المسبوقة مشددا على أنه لا يمكن على الإطلاق الاستمرار بهذه المعادلة القائمة.
وانضم مسؤولون فلسطينيون إلى دعوة الفلسطينيين من أجل التظاهر ضد الإدارة الأميركية. وقال أحمد مجدلاني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، بأن هذه الفعاليات تعبر عن إدانة للموقف الأميركي الأخير بشأن المستوطنات الذي ينتهك الشرعية والقانون الدوليين. وقال نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية قيس عبد الكريم علي بأن الفصائل كافة أجمعت على قرار استنهاض الشعب ودعوته للتعبير عن غضبه تجاه ما أعلنته الإدارة الأميركية من قرارات خطيرة تجاه قضيتنا.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.