استقبل الرئيس بشار الأسد أمس مجتبى ذو النوري رئيس لجنة الأمن الوطني والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني.
وأفادت «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا) بأن اللقاء «تناول آخر التطورات التي شهدتها المنطقة، حيث أكد الجانبان استمرار التعاون والتنسيق في مكافحة الإرهاب حتى القضاء عليه بما ينعكس إيجابا على أمن واستقرار دول المنطقة بأكملها. كما بحث اللقاء سبل تطوير العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات وعلى رأسها المجال الاقتصادي».
ونقلت «سانا» عن الأسد قوله: «أهم عناصر قوة محور مكافحة الإرهاب تمسكه بالثوابت والمبادئ التي لا يمكن أن تتغير، وصراعنا نحن وأصدقائنا مستمر في مواجهة أطماع الغرب ودوله الاستعمارية عبر ضرب عملائه ومرتزقته الذين بدأوا بالاندحار في أكثر من مكان».
وتابع أن دمشق «تدعم أي مساع تهدف لإيجاد حل للوضع في سوريا إلا أن هناك محاولات تجري حاليا للإيحاء بأن الحل للحرب يمكن أن يحصل من خلال اللجنة الدستورية وهذا غير صحيح؛ لأن الحرب في سوريا لم تنشأ بسبب خلاف أو انقسام على الدستور، بل بدأت لأن هناك إرهابا بدأ بالقتل والترهيب والتخريب فالحرب تنتهي فقط عندما ينتهي الإرهاب».
ونقلت «سانا» عن المسؤول الإيراني قوله: «ما يجمع بين إيران وسوريا هو أبعد من قضايا تكتيكية على الأرض بل هو مصير واحد وتاريخ مشترك مشرف».
ورجح الأسد في مقتطف صوتي بث الخميس، أن تكون المخابرات التركية قتلت البريطاني الداعم لمنظمة «الخوذ البيضاء» في إسطنبول، والذي تتعامل أنقرة مع حادثة وفاته على أنها انتحار.
وكان جيمس لوميزوريه، الضابط السابق في الجيش البريطاني، يدير منظمة «مايداي رسكيو»، التي تنسق التبرعات الممنوحة إلى «الخوذ البيضاء»، الدفاع المدني في المناطق الخارجة عن سيطرة القوات الحكومية في سوريا، والتي تقول دمشق إن عناصرها «جهاديون».
وعُثر عل لوميزوريه ميتاً، الاثنين، عند أسفل المبنى الذي يقطنه في إسطنبول، وتبيّن وجود كسور في رجليه ورأسه.
وقال الأسد في مقتطف صوتي على حسابات الرئاسة على مواقع التواصل الاجتماعي: «ربما واحتمال كبير أن تكون المخابرات التركية هي التي قامت بهذا العمل، بأوامر من مخابرات أجنبية».
والمقتطف الصوتي هو جزء من مقابلة مع وسيلتين إعلاميتين روسيتين، ستبث كاملة الجمعة.
وأوضح الأسد: «دائماً حين نتحدث عن المخابرات الغربية بشكل عام، بما فيها التركية وبعض المخابرات في منطقتنا، هي ليست مخابرات لدولة مستقلة، هي عبارة عن أفرع لجهاز المخابرات الرئيسي (السي آي إيه)»، مضيفاً: «كلها تعمل بأمر من سيد واحد».
واعتبر الأسد أن مقتل لوميزوريه قد يكون بسبب «أسرار مهمة» يحملها، وقال إنه «ربما (...) كان يعكف على تأليف كتاب عن مذكراته وعن حياته، وهذا غير مسموح». وأضاف: «أعتقد أن هؤلاء الأشخاص يقتلون لأنهم يحملون أسراراً مهمة أولاً، وأصبحوا عبئاً وانتهى دورهم»، مضيفاً: «لا نصدق أنهم انتحروا أو ماتوا ميتة طبيعية».
وتتهم دمشق «الخوذ البيضاء»، التي جرى ترشيحها في عام 2016 لـ«جائزة نوبل للسلام»، بأنها جزء من تنظيم «القاعدة»، كما أنها «أداة» في أيدي المانحين الدوليين الذين يقدمون الدعم لها. وقالت مصادر أمنية تركية، نقلاً عن زوجة لوميزوريه، إنه كان قد بدأ مؤخراً في تناول الأدوية المضادة للاكتئاب، وانتابته أفكار انتحارية قبل أسبوعين من وفاته.
وذكر الإعلام التركي المحلي، الخميس، أن الشرطة تتعامل مع حادثة لوميزوريه على أنها انتحار.
وتتلقى «الخوذ البيضاء» تمويلاً من حكومات عدة، بينها بريطانيا وهولندا والدنمارك وألمانيا واليابان والولايات المتحدة. وفي 22 أكتوبر (تشرين الأول)، وافق الرئيس الأميركي دونالد ترمب على مساعدة بقيمة 4.5 مليون دولار لها.
وأصدرت السلطات التركية أمراً بمنع زوجة مؤسس «الخوذ البيضاء» السورية من السفر، وذلك بعد العثور عليه ميتاً في إسطنبول هذا الأسبوع.
وذكرت وكالة «الأناضول» التركية أنه تم منع زوجة جيمس لوميزوريه من السفر للخارج. وقد قام المحققون باستجوابها مرتين.
الأسد: اللجنة الدستورية لن تنهي الحرب
اتهم المخابرات التركية بقتل البريطاني الداعم لـ«الخوذ البيضاء»
الأسد: اللجنة الدستورية لن تنهي الحرب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة