حسمت ستة منتخبات تأهلها إلى نهائيات كأس الأمم الأوروبية (يورو 2020)، بينما يشتعل الصراع بين 28 فريقا على 14 بطاقة باقية تحسم خلال الجولتين الأخيرتين بالتصفيات بداية من اليوم وحتى الثلاثاء المقبل.
ويتأهل صاحبا المركز الأول والثاني بالمجموعات مباشرة إلى النهائيات التي تقام بين يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) المقبلين في 12 مدينة للمرة الأولى في تاريخ البطولة، وذلك بمناسبة مرور 60 عاما على نسختها الأولى التي استضافتها فرنسا عام 1960.
وحجزت منتخبات بلجيكا وإيطاليا وروسيا وبولندا وأوكرانيا وإسبانيا بطاقاتها إلى النهائيات مبكرا، فيما يسعى منتخبا فرنسا وإنجلترا للحاق بهم اليوم عندما يستضيفان مولدافيا ومونتينغرو تواليا، بينما يأمل حامل اللقب البرتغال في تعزيز حظوظه عندما يستقبل ليتوانيا.
في المجموعة الأولى يحتاج المنتخب الإنجليزي إلى نقطة واحدة فقط من مباراته أمام منتخب مونتينغرو (الجبل الأسود) اليوم ليحسم تأهله إلى النهائيات، بينما ينتظر أن تحسم المواجهة الأخرى في المجموعة بين منتخبي التشيك وكوسوفو البطاقة الثانية.
ويتصدر المنتخب الإنجليزي المجموعة برصيد 15 نقطة مقابل 12 نقطة للتشيك و11 نقطة لمنتخب كوسوفو لتتصارع المنتخبات الثلاثة بقوة على بطاقتي التأهل، بينما خرج منتخبا بلغاريا (ثلاث نقاط) ومونتينغرو (ثلاث نقاط) من السباق.
وتمثل المواجهة مع منتخب مونتينغرو اليوم حدثا تاريخيا للمنتخب الإنجليزي (منتخب الأسود الثلاثة)، حيث إنها المباراة الدولية رقم 1000 في تاريخ الفريق، ويأمل أن تكون احتفالية رائعة على استاد «ويمبلي» العريق بحسم بطاقة التأهل.
ومن المقرر أن يتقلد اللاعبون «أرقاما تراثية» ستوضع أسفل الشارة التي تحمل رقم المباراة.
وقال غاريث ساوثغيت مدرب المنتخب: «نتحدث دائما إلى اللاعبين بشأن الشارة الموضوعة على صدر القميص، وعن كونهم مجرد جزء صغير من هذا التاريخ، وأن هناك الكثير من اللاعبين الذين سبقوهم والذين يأتون بعدهم».
وعلى مدار 147 عاما مضت منذ خاض المنتخب الإنجليزي (منتخب الأسود الثلاثة) مباراته الدولية الأولى، توج الفريق بلقب كأس العالم مرة واحدة فقط وكان ذلك في النسخة التي استضافتها بلاده عام 1966، بينما بلغ المربع الذهبي في أربع نسخ أخرى من البطولات الكبيرة، وكانت إحداها مونديال 2018 بروسيا تحت قيادة المدير الفني الحالي غاريث ساوثغيت.
ويرى هاري كين مهاجم توتنهام قائد المنتخب الإنجليزي أن كون المباراة تاريخية سيكون حافزا إضافيا للاعبين للفوز وقال: «السير على ملعب ويمبلي في مثل هذه المناسبة سيكون لحظة خاصة للغاية... كلنا سنشارك في هذه المناسبة ونشعر بالفخر. إنها فرصة رائعة للاحتفال بتاريخ الأمة».
ولكن منتخب الأسود الثلاثة سيخوض هذه المباراة وسط أجواء خيمت عليها أزمة استبعاد اللاعب رحيم سترلينغ مهاجم مانشستر سيتي بسبب المشادة مع زميله جو غوميز على خلفية مشاكل حدثت بينهما خلال المباراة بين ليفربول وسيتي بالدوري الإنجليزي الأحد. وتختتم منافسات هذه المجموعة يوم الأحد المقبل بمباراتي بلغاريا مع التشيك وكوسوفو مع إنجلترا. وعكر قرار ساوثغيت باستبعاد سترلينغ احتفالية منتخب «الأسود الثلاثة» بخوض مباراته الدولية الألف خاصة أن جناح مانشستر سيتي فرض نفسه نجما للتصفيات بتسجيله ثمانية من الأهداف الـ26 لمنتخب بلاده خلال الجولات الست الماضية.
وعوّل ساوثغيت منذ تسلمه زمام الإدارة الفنية للمنتخب قبل ثلاثة أعوام، على عنصر الوحدة بين أفراده، وحاول إبعاد صراعات الأندية المحلية عن المنتخب والتي وقفت في السابق حجر عثرة أمام تحقيق إنجازات دولية.
غير أن الخصومة المستجدة في الأعوام الأخيرة بين سيتي وليفربول تشكل الاختبار الأصعب للمدرب، لا سيما تأثيرها المحتمل على وحدة اللاعبين.
وبالفعل، وبعد نشوب الخلاف بين سترلينغ وغوميز كان القرار الأول لساوثغيت هو طرد جناح سيتي من المنتخب. لكن تدخل بعض اللاعبين، وتحديدا قائد المنتخب وليفربول جوردان هندرسون، حال دون تنفيذ هذا القرار وساعد في تخفيف حدة التوتر وبقاء ابن الـ24 عاما في صفوف الفريق للمشاركة في التمارين، مع إبعاده عن مباراة واحدة.
وقال ساوثغيت: «علي دائما إيجاد الحلّ الأفضل للمجموعة، وهذا أمر صعب. لدينا فهم جيد جدا للطريقة التي عملنا بها خلال الأعوام السابقة، والتي وفرت لنا الكثير من التضامن الجماعي والذي لا يزال ساريا. نحن مجموعة موحدة وعلينا أن نركز اهتمامنا على كرة القدم. لدينا تصفيات مهمة للتأهل إلى بطولة أوروبية».
ورد سترلينغ بالاعتذار لغوميز وباقي المجموعة، وقال: «أتمتع بالرجولة بما يكفي لكي أعترف بما أفعله، أنا وغوميز على علاقة جيدة، وقد أدركنا معا أن خلافنا لم يكن سوى انفعال استمر خمس أو 10 ثوانٍ فقط... لقد انتهى الأمر، ونمضي قدما ولن نكبّر المسألة أكثر مما هي عليه».
وبعد طي صفحة الخلاف بين اللاعبين، من المحتمل أن يعود سترلينغ مجددا داخل المستطيل الأخضر بقميص المنتخب الأحد عندما يحل الفريق ضيفا على كوسوفو في الجولة العاشرة الأخيرة من التصفيات.
وفي المجموعة الثانية، لم يعد أمام المنتخب البرتغالي حامل اللقب أي مجال للخطأ وإهدار النقاط إذا أراد التأهل للنهائيات.
وحصد المنتخب الأوكراني المتصدر البطاقة الأولى لهذه المجموعة بعدما جمع 19 نقطة، بينما يملك منتخب البرتغال 11 نقطة مقابل عشر نقاط لصربيا. ويستضيف المنتخب البرتغالي نظيره الليتواني اليوم ثم لوكسمبورغ الأحد المقبل.
وفيما ستكون المباراة أمام صربيا يوم الأحد المقبل بمثابة استعداد جيد للمنتخب الأوكراني قبل شهور من انطلاق البطولة، وتحظى المباراة بأهمية بالغة للمنتخب الصربي الذي يحتاج للفوز فيها، وكذلك على لوكسمبورغ اليوم لضمان التأهل بشرط تعثر المنتخب البرتغالي أمام ليتوانيا أو في ضيافة لوكسمبورغ.
وتبدو فرص المنتخب البرتغالي هي الأفضل للتأهل نظرا لسهولة المباراتين الأخيرتين للفريق، فيما يتطلع المنتخب الصربي للفوز على لوكسمبورغ اليوم وصربيا الأحد المقبل وانتظار هدايا من المنافسين للبرتغالي أيضا.
ويعول المنتخب البرتغالي على هدافه التاريخي كريستيانو رونالدو رغم تذبذب مستوى الأخير وتوتر علاقته مع ناديه يوفنتوس الإيطالي. ويأمل المنتخب البرتغالي في أن يتخلص رونالدو من هذه الكبوة التي يمر بها بقيادة منتخب بلاده إلى النهائيات الأوروبية ليضع الفريق قدميه على أول طريق الدفاع عن لقبه القاري الذي توج به عام 2016 بفرنسا.
ومع خسارة المنتخب البرتغالي أمام نظيره الأوكراني في مباراته الماضية أصبح حامل اللقب الأوروبي بحاجة إلى الفوز في مباراتيه المتبقيتين لحسم تأهله. ورغم سهولة الاختبارين من حيث الفارق في المستوى على الأقل من الناحية النظرية، فإن المنتخب البرتغالي يخوضهما وسط ضغوط شديدة، حيث لم يعد أمام الفريق أي فرصة لإهدار النقاط في ظل مطاردة المنتخب الصربي له.
وفي المجموعة الثامنة يتصدر المنتخبان التركي والفرنسي برصيد 19 نقطة لكل منهما لكن الأول له الأفضلية بسبب المواجهات المباشرة، بينما يحتل المنتخب الآيسلندي المركز الثالث برصيد 15 نقطة في حين خرجت منتخبات ألبانيا (12 نقطة) وأندورا (ثلاث نقاط) ومولدوفا (ثلاث نقاط) من سباق التأهل المباشر.
وتستضيف فرنسا نظيرتها مولدافيا اليوم، ثم تحل ضيفة على ألبانيا بعد ثلاثة أيام في الجولة الأخيرة، بينما يلعب المنتخب التركي مع آيسلندا في لقاء صعب اليوم أيضا.
ولن يكون لدى المنتخب الآيسلندي أي فرصة للبقاء في دائرة المنافسة على إحدى بطاقتي التأهل للنهائيات إلا من خلال الفوز أولا على مضيفه التركي اليوم لأن أي نتيجة أخرى تعني خروجه رسميا من دائرة السباق.
ويحتاج المنتخب التركي لنقطة واحدة من مباراتيه الباقيتين في المجموعة لضمان التأهل إلى النهائيات بعيدا عن نتائج باقي مباريات المجموعة، بينما يحتاج الفرنسي لنقطتين من مباراتيه الباقيتين. وتشهد المجموعة اليوم أيضا لقاء ألبانيا مع أندورا.
ومن المتوقع أن يعتمد مدرب فرنسا ديدييه ديشامب على تشكيلة هجومية، مع إمكانية رؤية الرباعي كيليان مبابي وأنطوان غريزمان وكينغسلي كومان وأوليفييه جيرو معا في ملعب استاد دو فرانس في ضاحية سان دوني. ويعود مبابي لصفوف المنتخب بعدما غاب عن المباريات الأربع الأخيرة في التصفيات، فيما يتواصل غياب الحارس هوغو لوريس إثر إصابته الشهر المنصرم بخلع في كوعه خلال مباراة فريقه توتنهام أمام برايتون في الدوري الإنجليزي الممتاز، وبول بوغبا لاعب مانشستر يونايتد، فيما كان لاعب يوفنتوس الإيطالي بليز ماتويدي آخر الغائبين بعدما تعرض الأحد لكسر في أحد أضلعه أمام ميلان (1 - صفر) في الدوري الإيطالي. ويتذيل منتخب مولدوفيا ترتيب المجموعة خلف أندورا (3 نقاط لكل منهما)، وتلقت شباكه 22 هدفا في ثماني مباريات، كما خسر بثلاثية نظيفة أمام فرنسا في مباراة الذهاب.
وسيخوض رجال المدرب ديشامب اللقاء أمام مولدافيا سعيا لحسم التأهل إلى النهائيات بغض النظر عن نتيجة المنتخب التركي.
وتستكمل المنافسات على مدار الأيام الخمسة التالية، حيث تبرز مواجهات في المجموعة الثالثة التي يتصدرها المنتخب الهولندي برصيد 15 نقطة متفوقا في المواجهة المباشرة أمام المنتخب الألماني، بينما يحتل منتخب آيرلندا الشمالية المركز الثالث برصيد 12 نقطة.
ويشتعل الصراع بين المنتخبات الثلاثة على بطاقتي التأهل المباشر من هذه المجموعة إلى النهائيات، بينما خرج منتخبا بيلاروسيا (أربع نقاط) وإستونيا (نقطة واحدة) من سباق التأهل المباشر. ويستضيف المنتخب الألماني نظيره البيلاروسي يوم السبت المقبل كما يحل المنتخب الهولندي ضيفا على آيرلندا الشمالية في اليوم نفسه، بينما تختتم فعاليات المجموعة الثلاثاء المقبل بمباراتي ألمانيا مع آيرلندا الشمالية وهولندا مع إستونيا.
ويحتاج المنتخب الألماني بقيادة مديره الفني يواخيم لوف إلى حصد أربع نقاط من مباراتيه لحجز بطاقة التأهل بغض النظر عن نتائج باقي مباريات المجموعة.
وقد يحسم المنتخبان الهولندي والألماني تأهلهما مبكرا في حال فوزهما على آيرلندا الشمالية وبيلاروسيا. وقال لوف: «في المقام الأول، تركيزنا ينصب على التأهل للبطولة الأوروبية العام المقبل».
إنجلترا تتطلع لحسم تأهلها للنهائيات والاحتفال بمباراتها الألف دولياً اليوم
فرنسا وتركيا الأقرب لحجز مقعديهما في أمم أوروبا 2020... والبرتغال تعوّل على انتفاضة رونالدو أمام ليتوانيا
إنجلترا تتطلع لحسم تأهلها للنهائيات والاحتفال بمباراتها الألف دولياً اليوم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة