مؤتمر عربي يحذّر من التخلف عن اللحاق بموجة طفرة الاقتصاد القادمة

مطالب بوضع قواعد تشريعية وتعليمية وتجارية وصناعية رقمية تواكب التحول المنتظر

مؤتمر المستثمرين العرب يدعو للتشبث بموجة الاقتصاد التقني والرقمي الجديدة في العالم (الشرق الأوسط)
مؤتمر المستثمرين العرب يدعو للتشبث بموجة الاقتصاد التقني والرقمي الجديدة في العالم (الشرق الأوسط)
TT

مؤتمر عربي يحذّر من التخلف عن اللحاق بموجة طفرة الاقتصاد القادمة

مؤتمر المستثمرين العرب يدعو للتشبث بموجة الاقتصاد التقني والرقمي الجديدة في العالم (الشرق الأوسط)
مؤتمر المستثمرين العرب يدعو للتشبث بموجة الاقتصاد التقني والرقمي الجديدة في العالم (الشرق الأوسط)

وسط اهتمام حكومي رفيع، دعا مؤتمر عربي منعقد في العاصمة البحرينية المنامة إلى ضرورة التحرك العملي للحاق بموجة الاقتصاد الجديدة المرتكزة على التقنية، حيث اعترف المتحدثون بأن فرصة الطفرات الاقتصادية الماضية ذهبت دون الاستفادة منها، مما يدعو لأخذ الحذر من التخلف عن الفرصة السانحة حالياً، محددين بالذكر طفرة الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية الرابعة، لا سيما مع توافر قواعد تأسيس يمكن البناء عليها.
وانطلقت أول من أمس، أعمال المؤتمر الثامن عشر لأصحاب الأعمال والمستثمرين العرب بالعاصمة البحرينية المنامة، تحت رعاية الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل مملكة البحرين، إذ أناب عنه الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، لافتتاح المؤتمر الذي يختتم أعماله، اليوم (الأربعاء).
وأكد ولي العهد تعزيز مفهوم الابتكار والإبداع بما يسهم في رفد الاقتصاد البحريني، مشيراً إلى أن مملكة البحرين مستمرة في تحديث وتطوير البنية التقنية بما يتوافق مع التوجهات الرامية إلى استقطاب المزيد من الاستثمارات، ومواصلة فتح المجال أمام الأسواق العالمية ومواءمتها مع التشريعات والقوانين التي تسهم في زيادة الأنشطة الاقتصادية بما يخلق الفرص النوعية الواعدة أمام المواطنين.
وأفاد بأن البحرين تواصل العمل على مواكبة التطور المعلوماتي السريع في مجال التكنولوجيا الرقمية من خلال توظيفها للتقنيات الحديثة بأساليب مبتكرة، لافتاً إلى أن البحرين تسير بخطى ثابتة نحو خلق نماذج متقدمة في قطاع الأعمال من خلال مواصلة رسم السياسات والاستراتيجيات المعجلة للتنمية الاقتصادية.
في المقابل، شدد سمير عبد الله ناس، رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين، خلال فعاليات المؤتمر على أهمية إنشاء بنية تحتية تشريعية وتعليمية وتجارية وصناعية رقمية تواكب التحول للاقتصاد الرقمي، لافتاً إلى ضرورة بناء مراكز دراسات وأبحاث متخصصة لتسريع تحول المنطقة من مستهلك إلى مطور قادر على المنافسة، والعمل على إقامة شراكات فعلية تكفل نقل المعرفة، وتسهم في خلق مزيد من الفرص النوعية أمام رواد الأعمال.
كانت جلسات المؤتمر قد شهدت تشديدات على أهمية التحرك على أرض الواقع للحاق بموجة الطفرة الاقتصادية الحالية عبر سرعة التحول التكنولوجي والتكامل الاقتصادي بين البلدان في المنطقة، وهنا يؤكد الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة، وزير المالية والاقتصاد الوطني، أهمية مواصلة تعزيز الفرص الاستثمارية مع ضمان العمل في إطار تنافسي بما يرفد القطاعات الاقتصادية في مملكة البحرين، منوهاً إلى العلاقة التكاملية بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في مختلف الأصعدة وإسهاماتها في تعزيز تنافسية المنطقة على الخريطة العالمية.
وجاء في مباحثات الجلسة الثانية ضرورة التوسع في دمج مؤسسات القطاع الخاص للإبداع والابتكار في مختلف مبادراتهم، في وقت أكد المهندس كمال بن أحمد محمد وزير الاتصالات والمواصلات، التوجه التقني للبحرين، من خلال استثمار ما يقارب من 700 مليون دولار في البنية التحتية الذكية التي تشمل الفايبر أوبتيك وشبكة الهواتف النقالة، مؤكداً أن مملكة البحرين تعد من أولى الدول التي قامت بتغطية شاملة لشبكة «5G» والنطاق العريض.
واستشهد وزير الاتصالات بتأكيد العاهل البحريني ضرورة مشاركة الحكومة والقطاع الخاص في تطوير الاستفادة العظمى من الثورة الصناعية الرابعة، لافتاً إلى أنه لا يمكن تطوير الذكاء الصناعي وإنترنت الأشياء دون وجود بنية رقمية مناسبة، وبنية تحتية تخدم هذا القطاع، وهو ما استثمرت فيه مملكة البحرين، بدعم شبكة الجوال من الجيل الخامس والنطاق العريض للإنترنت.



السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.