الحفاظ على الماضي لزوار متاحف المستقبل

خرج مسؤولو الحفظ من الغرف الخلفية إلى الأماكن العامة لمشاركة أسرار المهنة

خلال أعمال ترميم مخطوطة من القرن الـ12 في متحف «والترز» (نيويورك تايمز)
خلال أعمال ترميم مخطوطة من القرن الـ12 في متحف «والترز» (نيويورك تايمز)
TT

الحفاظ على الماضي لزوار متاحف المستقبل

خلال أعمال ترميم مخطوطة من القرن الـ12 في متحف «والترز» (نيويورك تايمز)
خلال أعمال ترميم مخطوطة من القرن الـ12 في متحف «والترز» (نيويورك تايمز)

يتأهب متحف الفنون الجميلة في بوسطن لافتتاح مركز تكلَّف 24 مليون دولار يتيح للزوار مشاهدة أعمال الصيانة والترميم والاستعادة على الملأ.
وشرع متحف «ريكز» في أمستردام في عملية مطولة لترميم لوحة «دورية الليل» للفنان الهولندي رامبرانت، والتي يمكن مشاهدتها عياناً من قِبل الزوار في المتحف أو متابعتها عبر شبكة الإنترنت.
وعندما أراد متحف «رينغلينغ» في ساراسوتا بولاية فلوريدا استعادة وترميم لوحة «سباق البطيخ» التي ترجع إلى أوائل القرن الثامن عشر الميلادي، وتبلغ مساحتها 8.6 قدم في 6.5 قدم، تمكن المتحف من جمع مبلغ 35 ألف دولار في ليلة واحدة من خلال مشروع التمويل الجماعي لدعم تلك الجهود. والآن، يفسح المتحف المكان أمام الزوار حيث يمكنهم المشاهدة من خلال النوافذ ومتابعة أعمال مسؤولي الاستعادة والترميم.
ولا يتم العمل على ترميم واستعادة القطع الفنية القديمة فقط ففي متحف «رينغلينغ» بولاية فلوريدا تجري أعمال الترميم على لوحة «بلا عنوان 1965» للفنان الأميركي جوان ميتشل والتي بهتت ألوانها.
وفي جميع أنحاء الولايات المتحدة وعبر أرجاء العالم، تزداد استعانة المتاحف بمسؤولي الترميم لجذب الزوار والمساعدة في توسيع إدراكهم لما تقوم المتاحف بفعله. وفي بعض الحالات، تطلبت القطع الفنية الكبيرة والتي من الصعب تحريكها أن تتم أعمال الترميم أمام الجمهور.
أما الآن، فقد شرعت المتاحف في نقل القطع الفنية إلى الأماكن العامة، حتى وإن كان يمكن إنجاز مهام الترميم والاستعادة في غرف المتاحف الخلفية التي لا يطّلع عليها أو يراها الجماهير.
وتصاعد الاهتمام بين زوار المتاحف بصفة جزئية بسبب أن التكنولوجيا الحديثة قد جعلت من عمليات الترميم والحفظ أكثر دقة عن ذي قبل. منها على سبيل المثال جهاز متطور للغاية يحمل مسمى (MA - XRF) أتاح للخبراء بمعرض الفنون الملحق بجامعة ييل الأميركية تحديد وجود رسم سابق تحت لوحة من أعمال الفنان الأميركي رالف بلاكلوك لشكل يمثل ملاكين –وهو المشهد الذي لم يكن ضمن تقاليد أعمال الفنان بلاكلوك على الإطلاق. وقد أثار ذلك الأمر مسألة ما إذا كان الفنان قد غيّر من أسلوبه الفني في وقت من الأوقات أو لعله استعار قماشاً ورسم لوحته عليه.
كما كان لـ«الإنترنت» دورها الكبير أيضاً في فتح عالم الترميمات الفنية أمام الجمهور الواسع. وقد سجل متحف بوسطن أول الأمر اهتمام الجمهور بأعمال الحفظ والترميم اعتباراً من عام 2007، عندما تم الانتهاء من ترميم لوحة «ممر ديلاوير» للفنان توماس سولي، وهي بمساحة 12 قدماً في 17 قدماً، على أرضية المتحف في جزء من منحة الحفاظ على الكنوز الفنية الأميركية، كما يقول ماثيو سيغال، رئيس قسم الحفظ والمقتنيات في المتحف: «كانت تجربة كبيرة للمتحف وللجناح الأميركي فيه. ولقد غيّرت الشعبية الهائلة التي حازت عليها من منهجنا في العمل. وجعلتنا ننظر إلى أعمال الحفظ والترميم كأحد فنون الأداء القائمة بذاتها».
وبعد ذلك بسنوات، بدأ المتحف في نشر المعلومات حول أعمال الحفظ والترميم عبر منصات التواصل الاجتماعي الخاصة به، مع إنشاء وسم بعنوان (#mfaConservation) على منصة «تويتر» و«إنستغرام». ومنذ ثلاث سنوات، نشر المتحف جهود تنظيف وترميم لوحة «منازل أوفيرس» للفنان فنسنت فان جوخ على «فيسبوك»، ولقد شوهد هذا المقطع المرئي أكثر من 190 ألف مرة.
وحتى وقت قريب، كان العديد من المتاحف متحفظة للغاية بشأن أعمال الحفظ والترميم لديها. وكانت المهمة المعتادة هي العرض مع الشرح. أما الآن، فيدور الأمر حول الحفظ، مع العرض ثم الشرح.
وفي مركز الدراسات العليا للفنون الزخرفية، وتاريخ التصميم، والثقافة المادية، أصبح هذا النوع من الأعمال من الموضوعات ذات الشعبية. وقالت سوزان ويبر، مؤسسة ومديرة المركز: «لقد خرجت أعمال الحفظ والترميم من الظلام إلى النور، وتبين أن الناس يفضلون مشاهدة أعمال الغرف الخلفية في المتاحف».
وأصبح المركز المذكور يرسل طلاب فصل الصيف حالياً إلى ورش متحف «ريكز» الهولندي لدراسة أعمال الحفظ والترميم، وهناك عالمة تعمل بدوام جزئي في المدرسة رفقة مختبرها الخاص حيث يمكن للطلاب الاطلاع على الموضوع رأي العين.
ربطت جولي لوفينبرغر، رئيسة قسم الحفظ والأبحاث الفنية في متحف «والترز» في بالتيمور، بين الاهتمام العام المتزايد بأعمال الحفظ والترميم وبين البحث عن الأصيل والحقيقي، وقالت: «في عالمنا الافتراضي هناك انفصال عما هو حقيقي. والأشياء التي يصنعها البشر تبهر الناس. وتوفر أعمال الحفظ والترميم الفرصة لنا كي نكون قريبين مما هو حقيقي».
وكان متحف «والترز»، الذي أنشيء عام 1934 قد شارك مشاريع الحفظ والترميم لديه مع الجمهور منذ فترة طويلة. وتقول لوفينبرغر: «كانت لدينا معارض للحفظ والترميم منذ خمسينات القرن الماضي، وذلك يرجع بصفة جزئية إلى أن رؤساء أقسام الحفظ في المتحف هم من النساء، وكنّ يتخذن المسألة على محمل الجدية الفائقة. كان الحفظ والترميم ولا يزال جزءا لا يتجزأ من مهمة المتحف».
في فبراير (شباط) القادم، عندما يعرض متحف «والترز» مخطوطة القديس فرانسيس، سوف يتضمن العرض شرحاً مطولاً لكيفية تفكيك المخطوطة وإعادة ترميمها وتجميعها، ذلك لأن الصمغ اللاصق قد تضرر كثيراً بسبب الحشرات. ويعتمد غموض مخطوطة القديس فرانسيس من القرن الثاني عشر الميلادي على اثنين من الأتباع الذين يجادلون ما قدّره الرب لهم. وكما تقول القصة القديمة، إنهما فتحا المخطوطة ثلاث مرات عند مواضع عشوائية مختلفة وكانت العبارة التي يقرآنها لا تتغير في كل مرة وترشدهم إلى التنزه عن حطام الدنيا، ومن ثم اتخذ مذهب الفرنسيسكان جذوره الأولى.
وتمكن هنري «والترز» من الحصول على المخطوطة في عام 1913 وبدأت أعمال الحفظ والترميم فيها اعتباراً من عام 2017 واستغرقت عامين كاملين. واستعان المتحف، إثر تمويل من مؤسسة «ميلون»، بمسؤولة الحفظ كاثي ماغي لكي تعمل بصورة حصرية على ذلك المشروع. وكان الزوار تمكنهم مشاهدة ومتابعة الأعمال عدة مرات في الشهر الواحد.
يواصل مسؤولو الحفظ والترميم أمثال السيدة ماغي العمل بالطرق والأساليب الجديدة للحفاظ على المقتنيات، وهي تقول عن ذلك: «في الحفاظ على الورق، نستخدم في المعتاد الهلام الصلب الذي يقوم مقام الإسفنج الكيميائي الذي يطلق السائل ويمتص الأتربة والأوساخ من المقتنيات».
وقد جربت العمل بمجموعة متنوعة من الهلام الذي لم يسبق استخدامه في المخطوطات الورقية من قبل، وقالت: «يمتاز هذا الهلام بمرونته حيث يتوافق مع الأسطح غير المستوية، وهذا أمر جيد للأوراق والرقائق نظرا إلى أنها نادراً ما تكون مسطحة أو مستوية».
وعلى نحو متزايد، ترتبت على أعمال الترميم والاستعادة بعض التداعيات الثقافية، وعملت المتاحف مع المجموعات الخارجية للاضطلاع بهذه الأعمال.
بدأ المتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي في نيويورك، على سبيل المثال، في عملية تجديد شاملة لقاعة الساحل الشمالي الغربي، والتي افتُتحت أول الأمر للجمهور في عام 1899، وعُرضت فيها القطع الأثرية المستحوذ عليها خلال أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين من المجتمعات الأصلية التي تتراوح مناطقه الجغرافية من جنوب ألاسكا إلى غرب كندا حتى ولاية واشنطن على الساحل الغربي. وفي جزء من المشروع، تعاون المتحف مع عدد من الخبراء في المناطق التي تم العثور على المقتنيات فيها.
وقالت سامانثا ألدرسون، إحدى مسؤولات الحفظ في المشروع، إنه من بين المقتنيات الملابس التي كان السكان الأصليون يرتدونها خلال الاحتفالات في المجتمعات القديمة، وأضافت تقول: «لدينا العديد من أغطية الرأس التي تعبّر عن شخصيات رفيعة المستوى في المجتمع. وكان يرتديها الزعيم الوراثي للأمة، غير أن جزءاً مرصعاً بالصدف كان مفقوداً. وليست لدينا المهارات الكافية لاستنساخ تلك المقتنيات». وتواصل المتحف مع الفنان ديفيد بوكسلي، من قبيلة تسيمشيان الأصلية في بريتيش كولومبيا الكندية. ولقد حصل على أصداف مشابهة، وقطّعها إلى قطع معينة ثم قمنا بإضافتها إلى القطعة. وسوف يتم عرض الجهود التي استمرت ثلاث سنوات كاملة عبر قنوات الإعلام الرقمية الخاصة بالمتحف.
وإلى جانب محاولة تسهيل مشاهدة أعمال الحفظ والترميم على الزوار، بدأت المتاحف أيضاً في إتاحة المهنة نفسها في متناول أيدي جماعات الأقليات.
وقبل عامين، أبرم معهد الحفاظ على التراث الثقافي في جامعة ييل اتفاقية التعاون مع التحالف التاريخي للمتاحف والمعارض الفنية الملحقة بالكليات والجامعات السوداء في برنامج مخصص لتعريف الطلاب من تلك الكليات والجامعات بعالم فنون الحفظ والترميم.
وقال إيان ماكلور، مدير البرنامج، إن الجهود كانت مكلَّلة بالنجاح لدرجة دفعت جامعة ييل لتكرار البرنامج خلال العام الماضي. وحضرت جنيفيف أنطوان، الحاصلة على درجة الماجستير المزدوجة في الكيمياء والفيزياء من جامعة توسكيجي، برنامج جامعة ييل، وهي تُجري الأبحاث الحالية حول الصور الفوتوغرافية التاريخية لدى المعهد.
وبالنسبة إليها، كانت إغراءات الحفظ والترميم لا تختلف كثيراً عن مثيلاتها لدى الجمهور المتزايد شغفه بتلك الأعمال، وقالت: «يساعد التحليل الفني على تفهم وإدراك القطعة التي نعمل عليها، كما يساعد في فك شفرتها لسهولة التعامل معها».

- خدمة «نيويورك تايمز»



من سيارة «ليرة» إلى «تاكسي طائرة»... هشام الحسامي شعارُه «صُنع في لبنان»

المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)
المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)
TT

من سيارة «ليرة» إلى «تاكسي طائرة»... هشام الحسامي شعارُه «صُنع في لبنان»

المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)
المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)

تكبُر أحلام الشاب اللبناني المهندس هشام الحسامي يوماً بعد يوم، فلا يتعب من اللحاق بها واقتناص الفرص ليُحقّقها. منذ نحو العام، أطلق إنجازه الأول في عالم التكنولوجيا، فقدّم سيارة «ليرة» الكهربائية العاملة بالطاقة الشمسية، لتكون المنتج النموذج لتأكيد قدرة اللبناني على الابتكار.

اليوم، يُطوّر قدراته مرّة أخرى، ويُقدّم أول تاكسي طائرة، «سكاي ليرة»، من صنع محلّي؛ تأتي ضمن سلسلة «ليرة» ومزوَّدة بـ8 محرّكات. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «إنها أول طائرة من نوعها في العالم العربي مصنوعة محلّياً. فمعظم طائرات التاكسي في الإمارات العربية وغيرها، تُستَورد من الصين. رغبتُ من خلالها التأكيد على إبداعات اللبناني رغم الأزمات المتلاحقة، وآخرها الحرب».

يتمتّع هذا الابتكار بجميع شروط الأمان والسلامة العامة (هشام الحسامي)

أجرى الحسامي دراسات وبحوثاً ليطّلع بشكل وافٍ على كيفية ابتكار الطائرة التاكسي: «بحثتُ بدقّة وكوّنتُ فكرة كاملة عن هذا النوع من المركبات. خزّنتُ المعلومات لأطبّقها على ابتكاري المحلّي. واستطعتُ أن أقدّمها بأفضل جودة تُضاهي بمواصفاتها أي تاكسي طائرة في العالم».

صمّم ابتكاره ونفَّذه بمفرده: «موّلتها بنفسي، وهي تسير بسرعة 130 كيلومتراً في الساعة، كما تستطيع قَطْع مسافة 40 كيلومتراً من دون توقُّف».

يهدف ابتكاره إلى خلق مجال صناعي جديد في لبنان (هشام الحسامي)

لا يخاطر هشام الحسامي في إنجازه هذا، ويعدُّه آمناً مائة في المائة، مع مراعاته شروط السلامة العامة.

ويوضح: «حتى لو أُصيب أحد محرّكاتها بعطل طارئ، فإنها قادرة على إكمال طريقها مع المحرّكات الـ7 الأخرى. كما أنّ ميزتها تكمُن في قدرتها على الطيران بـ4 من هذه المحرّكات».

ولكن مَن هو المؤهَّل لقيادتها؟ يردّ: «قيادتها بسيطة وسهلة، ويستطيع أيٌّ كان القيام بهذه المَهمَّة. الأمر لا يقتصر على قبطان طائرة متخصّص، ويمكن لهذا الشخص أن يتعلّم كيفية قيادتها بدقائق».

يحاول هشام الحسامي اليوم تعزيز ابتكاره هذا بآخر يستطيع الطيران على نظام تحديد المواقع العالمي «جي بي إس»: «سيكون أكثر تطوّراً من نوع (الأوتونومايس)، فيسهُل بذلك طيرانها نحو الموقع المرغوب في التوجُّه إليه مباشرة».

صورة لطائرة تاكسي أكثر تطوّراً ينوي تصميمها (هشام الحسامي)

صمّم المهندس اللبناني الطائرة التاكسي كي تتّسع لشخص واحد. ويوضح: «إنها نموذج أولي سيطرأ عليه التطوُّر لاحقاً. إمكاناتي المادية لم تسمح بالمزيد».

من المُنتَظر أن يعقد الحسامي اجتماعاً قريباً مع وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال بلبنان، جورج بوشيكيان، للتشاور في إمكان الترويج لهذا الابتكار، وعمّا إذا كانت ثمة فرصة لتسييره ضمن ترتيبات معيّنة تُشرف عليها الدولة؛ علماً بأنّ الطائرة التاكسي ستُطلَق مع بداية عام 2025.

أطلق هشام الحسامي عليها تسمية «سكاي ليرة»، أسوةً بسيارة «ليرة»، وأرفقها بصورة العلم اللبناني للإشارة إلى منشئها الأصلي: «إنها صناعة لبنانية بامتياز، فكان من البديهي أن أرفقها بالعَلَم».

وهل يتوقّع إقبال اللبنانيين على استخدامها؟ يجيب: «الوضع استثنائي، ومشروعات من هذا النوع تتطلّب دراسات وتخصيصَ خطّ طيران لتُحلِّق من خلاله؛ وهو أمر يبدو تطبيقه صعباً حالياً في لبنان. نصبو إلى لفت النظر لصناعتها وبيعها لدول أخرى. بذلك نستطيع الاستثمار في المشروع، وبالتالي رَفْع مداخيلنا وأرباحنا بكوننا دولة لبنانية»، مؤكداً: «من خلال هذا الابتكار، يمكن للبنان أن ينافس نوعَها عينه الرائج في العالم. فكلفة صناعتها تتراوح بين 250 و300 ألف دولار عالمياً، أما في لبنان، وبسبب محلّية صناعتها وتجميع قطعها، فكلفتها أقل. نستطيع بيعها بأسعار لا تزيد على 150 ألف دولار».

المواد الأولية لصناعة «الطائرة التاكسي» مؤمَّنة في لبنان. وحدها القطع الإلكترونية اللازمة تُستَورد من الخارج: «بذلك يكون بمقدورنا تصدير التكنولوجيا الخاصة بنا».