أطاح ليفربول بآرسنال من كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة بفريق يضم 11 تغييرا عن الفريق الأساسي الذي يلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكن ذلك الأمر جاء على حساب شيء آخر، حيث خسر ليفربول في بطولة أخرى يطلق عليها اسم «دوري كرة القدم الإنجليزية»، وهي مسابقة تتحدد بخروج المغلوب تشارك فيها الأندية الـ48 التي تلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري الدرجة الأولى، لكن هذه الأندية تشارك بفريق من الصف الثاني أو ما يعرف بفريق الرديف. لكنك على أي حال لن تسمع أي شخص في ملعب «آنفيلد» يشعر بالأسف للخروج من هذه البطولة!
وبينما كان ليفربول يلعب أمام آرسنال في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة بفريق من الشباب مدعوما بعدد قليل من لاعبي الفريق الأول الذين لا يشاركون بصفة أساسية مع الفريق الأول، أشار المدير الفني لليفربول، يورغن كلوب، إلى أن فريقاً أصغر سناً ذهب لمواجهة أكرينغتون في الليلة السابقة، لكنه خسر بخمسة أهداف مقابل هدفين. ونادراً ما ترى فريقا لنادي ليفربول يخسر بخمسة أهداف، لكن ذلك يشير إلى أنه رغم فوز ليفربول في بطولتي الدوري الإنجليزي الممتاز وكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة فإن ذلك يأتي على حساب شيء آخر وهو الفريق الذي يشارك في بطولة دوري كرة القدم الإنجليزية.
وفي الوقت الذي تعتمد فيه معظم أندية الدوري الإنجليزي الممتاز على نحو 12 لاعبا في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة وتستغني عن عدد آخر من اللاعبين على سبيل الإعارة، فإن ما حدث خلال هذا الأسبوع يلقي الضوء على قوة تشكيلة الأندية الكبرى التي تلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز. فيوم الثلاثاء الماضي، استضاف مانشستر سيتي نادي ساوثهامبتون في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة وأرسل فريقا آخر إلى بولتون للمشاركة في بطولة دوري كرة القدم الإنجليزية. وفعل مانشستر سيتي نفس الشيء في الجولة السابقة، حيث لعب بفريقين في نفس الليلة. وينطبق نفس الأمر أيضا على نادي ليستر سيتي، الذي يسير بخطى ثابتة في الدوري الإنجليزي الممتاز، والذي كان يلعب في مسابقات الكأس في كل من غريمسبي وبورتون.
وكان فريق ليفربول تحت 21 عاما الذي لعب أمام أكرينغتون مكونا من لاعبين صغار في السن لدرجة أن لاعبين لا يتجاوز عمرهما 17 عاما هما من ساهما في تسجيل الهدف الثاني للفريق، حيث صنع توماس هيل (الذي يرتدي الرقم 99 على قميصه) الهدف الذي أحرزه ليتون ستيوارد، الذي كان يرتدي القميص رقم 97.
ويضم كل ناد من أندية الدوري الإنجليزي الممتاز ما يتراوح بين 40 و70 لاعباً محترفاً - بالإضافة إلى العشرات ممن يعملون مع النادي بدوام كامل - لذلك فإن هذه الأندية لديها الموارد التي تمكنها من إرسال أربعة أو خمسة فرق في نفس الليلة إذا تطلب الأمر ذلك. لكن هذه الأندية لا تفعل ذلك، وبالتالي فإن الكثير من اللاعبين يلعبون عددا أقل من المباريات مقارنة بالأجيال السابقة. لكن نظراً لأن هؤلاء اللاعبين يحصلون على رواتب جيدة للغاية ويثقون بأنهم سيلعبون في الدوري الإنجليزي الممتاز يوما ما فإنهم يفضلون البقاء في أنديتهم بدلا من البحث عن فرصة لخوض عدد أكبر من المباريات مع أندية في دوريات أقل.
وتميل أكاديميات الفئة الثانية (التي تتنافس فيما يسمى بدوري تطوير المحترفين، الذي يقع في مستوى أقل من دوري الرديف لأندية الدوري الإنجليزي الممتاز ويضم أيضا الأندية التي تلعب في دوري الدرجة الأولى) إلى إعطاء اللاعبين أطول وقت ممكن للمشاركة في المباريات. وفي أواخر شهر أغسطس (آب)، فإن الفريق الأول لنادي ميلوول وفرق النادي تحت 23 عاما و18 عاما و16 عاما قد لعبت جميعها مباريات في نفسا الأسبوع. وقد لعب الفريق الأول مساء يوم الثلاثاء، وهو ما كان يعني أن المدير الفني لفريق الناشئين تحت 23 عاما، كيفين نوجنت، لم يتمكن من اختيار أي لاعب من الفريق الأول، وقام بتجميع فريق من الناشئين كان أكبر لاعب فيه في العشرين من عمره. ويجب الإشارة إلى أن جميع اللاعبين في هذه المرحلة العمرية يشاركون في المباريات.
ومع ذلك، لا يملك اثنان من أصغر الأندية في دوري الدرجة الأولى، لوتون وبريستون، فريقا ثانيا. ونظرا لأن أكاديميات الناشئين بهذين الناديين تصنف ضمن الفئة الثالثة، فإنها لا تلعب في دوري تطوير المحترفين، وانسحب كل منهما من الدوري المركزي (المستوى الثالث لفرق الناشئين تحت 23 عاماً)، وبررا ذلك بأنهما يلعبان عددا قليلا من المباريات وأن المباريات التي يلعبان فيها تكون في توقيتات غير مريحة.
ومن الشائع في هذا المستوى أن يتغيب فريق عن المشاركة في بعض المباريات، حيث غالباً ما تصل فرق هذه الأندية في حافلة صغيرة مليئة باللاعبين الشباب الذين يبلغون من العمر 17 عاماً فقط ليكتشفوا أن الفريق الذي سيستضيفهم سوف يلعب بتشكيلة مكونة في معظمها من لاعبي الفريق الأول، الذين لا يشاركون بصفة أساسية مع الفريق الأول. كما أن بعض الفرق تعاني من مشاكل مالية.
وبالتالي، فإن الإجراء التنافسي الوحيد هو قيام الأندية بالدفع بلاعبيها الذين لا يلعبون بشكل كبير مع الفريق الأول للمشاركة في مباريات الكأس أمام أندية لا تعلب في دوريات المحترفين. لكن هناك بعض اللاعبين الذين لا يمكن أن يلعبوا مع فريق الناشئين بسبب عمرهم، وبالتالي يبحث النادي لهم عن عقود في أندية أخرى على سبيل الإعارة.
وإذا لم يتمكن اللاعبون الذين تقل أعمارهم عن 23 عاماً من الانضمام إلى الفريق الأول الذي يلعب في دوري أقل في المستوى، فإنهم سوف يعانون عندما يلعبون أمام فرق الشباب للأندية التي تلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز، والدليل على ذلك أنه من بين الأندية الـ24 التي تلعب في مسابقات الرديف لأندية الدوري الإنجليزي الممتاز فإن سندرلاند يتذيل جدول الترتيب بعدما فشل في تحقيق أي فوز في المباريات التسعة التي لعبها حتى الآن.
لكن إعداد فريق آخر يتطلب التزاما ماليا وتشغيليا للأندية التي تلعب في دوري الدرجة الثانية ودوري الدرجة الثالثة. وقد تمكن 17 ناديا من الأندية الـ23 في دوري الدرجة الثانية من الوفاء بمثل هذه المتطلبات، لكن عندما يعاني أي ناد من مشاكل مالية فإن مجرد حفاظه على وجود فريق ثاني يعد بمثابة إنجاز كبير في حد ذاته.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أرسل نادي بولتون، الذي يعاني من مشاكل إدارية ومالية كبيرة، فريقا يقل عمره عن 23 عاما لمواجهة نادي إبسويتش في دوري الدرجة الثانية. وكان الفريق المضيف قد خسر مبارياته الست الأولى من الموسم، ومع ذلك فاز على بولتون بنتيجة ستة أهداف مقابل ثلاثة. إن الاستثمار في الفرق الأقل من 23 عاماً باهظ التكلفة، لكن من دون هذه الخطوة لن يتمكن الكثير من اللاعبين الشباب من الوصول إلى القمة.
أندية الدوري الإنجليزي الممتاز تدمر المواهب الشابة
تستغني عن العشرات من اللاعبين على سبيل الإعارة
أندية الدوري الإنجليزي الممتاز تدمر المواهب الشابة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة