عون يجري اتصالات لـ«تسهيل تأليف الحكومة»

الشارع اللبناني ينقسم اليوم إلى مؤيد لرئيس الجمهورية وآخر مطالب بـ«إسقاط النظام الطائفي»

محتجون يتظاهرون في مدينة طرابلس ليلة أمس (رويترز)
محتجون يتظاهرون في مدينة طرابلس ليلة أمس (رويترز)
TT

عون يجري اتصالات لـ«تسهيل تأليف الحكومة»

محتجون يتظاهرون في مدينة طرابلس ليلة أمس (رويترز)
محتجون يتظاهرون في مدينة طرابلس ليلة أمس (رويترز)

ينقسم الشارع اللبناني اليوم إلى مظاهرتين، تدعم إحداهما الرئيس ميشال عون و«خطته الإصلاحية»، فيما تهدف الثانية إلى الضغط بهدف «إسقاط النظام الطائفي». ويأتي ذلك في وقت أعلن القصر الجمهوري، أمس، أن عون يجري الاتصالات الضرورية قبل الاستشارات النيابية الملزمة لحل بعض العقد «حتى يأتي التكليف طبيعياً مما يسهّل عملية التأليف» للحكومة الجديدة. وأكد القصر الرئاسي أن «التحديات أمام الحكومة العتيدة تفرض مقاربة سريعة، لكن غير متسرّعة لعملية التكليف»، مشيراً إلى أن «موعد الاستشارات سيحدّد قريباً».
وقال المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية في بيان: «يتناقل بعض وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب معلومات مختلفة، وبعضها مختلق، حول أسباب عدم تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف شخصية تشكيل الحكومة الجديدة». وأوضح أنّ رئيس الجمهورية «يجري، منذ تقديم دولة الرئيس سعد الحريري استقالته، الاتصالات الضرورية التي تسبق تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة، وذلك انطلاقاً من أن الظرف الراهن في البلاد يتطلّب معالجة هادئة للوضع الحكومي تفضي إلى حلّ بعض العقد المطروحة حتى يأتي التكليف طبيعياً، مما يسهّل لاحقاً عملية التأليف».
ولفت إلى أن عون «يرى أن التحديات الكبيرة التي ستواجه الحكومة العتيدة تفرض مقاربة سريعة لكن غير متسرّعة لعملية التكليف، لأنّ الاستعجال في مثل هذه الحالات يمكن أن تكون له تداعيات مضرّة».
ولفت مكتب الإعلام إلى أنّ موعد الاستشارات «سيحدّد قريباً، مع العلم أنها ليست المرة الأولى التي يعمد فيها رئيس الجمهورية إلى إجراء مشاورات تسبق تحديد موعد استشارات التكليف، وكان ذلك يتم في ظروف أفضل بكثير من الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد».
في غضون ذلك، ينقسم الشارع اللبناني اليوم إلى مظاهرتين، تدعم إحداهما الرئيس عون والخطة «الإصلاحية» التي أطلقها يوم الخميس الماضي في الذكرى الثالثة لانتخابه، فيما تشهد ساحات وسط بيروت وطرابلس تحركات موحدة تحت اسم «أحد الضغط» بهدف استكمال الحراك الداعي إلى «إسقاط النظام الطائفي».
ويمثّل التجمع المفترض أن يحصل اليوم في بعبدا والداعم لرئيس الجمهورية، أول حشد من نوعه بعد موجة الاحتجاجات التي عمت المناطق اللبنانية، ويُنظر إليه على أنه اختبار لقدرة حشد الجموع في الساحات، في مقابل الحشود التي دعت إلى إسقاط النظام وطالت رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل. وقال وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال غسان عطا الله لقناة «أو تي في»: «فلنكن كثراً في بيت الشعب (قصر بعبدا) لنستمد القوة من فخامة الرئيس الصلب الذي لا يلين ولا يتزحزح إيمانه... كلنا يعني كلنا غداً (اليوم) في بعبدا». كذلك قال النائب سيمون أبي رميا عضو تكتل «لبنان القوي» الذي يرأسه باسيل في تصريح تلفزيوني: «غداً (اليوم الأحد) سنقول له نحن معك».
كما قال النائب روجيه عازار: «موعدنا على طريق قصر الشعب لنؤكد من جديد وفاءنا لرجل خلق فينا الحلم والنضال من أجل لبنان سيد حر مستقل قوي ونظيف».
في موازاة هذه الوقفة، يحشد الشارع المعارض لتزخيم الاحتجاجات اليوم الأحد في ساحات موحدة في طرابلس وبيروت، للمطالبة بإسقاط النظام واستكمال الضغط لتشكيل حكومة اختصاصيين غير مسيسة ترضي الشارع.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.