على جماهير آرسنال أن تعتذر لتشاكا وليس العكس

صافرات الاستهجان يمكن أن تؤدي إلى تدمير ثقة اللاعب بنفسه

تشاكا يضع يده على أذنه كأنه لا يريد أن يستمع لصافرات الاستهجان
تشاكا يضع يده على أذنه كأنه لا يريد أن يستمع لصافرات الاستهجان
TT

على جماهير آرسنال أن تعتذر لتشاكا وليس العكس

تشاكا يضع يده على أذنه كأنه لا يريد أن يستمع لصافرات الاستهجان
تشاكا يضع يده على أذنه كأنه لا يريد أن يستمع لصافرات الاستهجان

لم يمضِ سوى شهر واحد تقريباً بين إعلان نادي آرسنال أن لاعبه السويسري غرانيت تشاكا سيحمل شارة قيادة الفريق وتعرض اللاعب لصافرات الاستهجان من جمهور النادي خلال استبداله في مباراة آرسنال أمام كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي الممتاز التي انتهت بالتعادل بهدفين لكل فريق. وبالنسبة لأي لاعب، يكون من الصعب عليه أن يعرف ما المفترض أن تحققه صافرات الاستهجان، لكن الشيء المؤكد هو أن مثل هذه الأفعال تؤدي إلى تدمير ثقة اللاعب في نفسه.
وقد أكد أحد الأصدقاء المقربين لتشاكا، الذي تحدث معه، أن اللاعب السويسري يشعر بالذعر. وفي الوقت الذي قرر فيه أوناي إيمري مدرب آرسنال أن تشاكا لن يشارك أمام ولفرهامبتون واندرارز في المباراة التي أقيمت أمس، يتعين على تشاكا أن يسأل نفسه عما يمكن أن يفعله، وما إذا كان هناك أي طريق للعودة.
وتشير الأرقام والإحصائيات إلى أن تشاكا كان الأكثر تمريراً للكرات بين جميع لاعبي آرسنال هذا الموسم، بفارق 500 تمريرة كاملة عن اللاعب الذي يليه في هذه الإحصائية، كما يأتي في المركز الثالث من حيث قطع واستخلاص الكرات من لاعبي الفريق المنافس، كما حصل على شارة قيادة الفريق بعد تصويت بين لاعبي الفريق الأول بالنادي. وقد رأيناه من قبل وهو يسجل أهدافاً رائعة، وهو ما يؤكد أنه يمتلك قدرات وفنيات كبيرة للغاية.
ورغم أن اللاعب السويسري يعاني من قصور في بعض النواحي الفنية، فمن الواضح للغاية أنه يلعب دائماً من أجل مصلحة الفريق ولا يتوقف عن القتال والمحاولة داخل المستطيل الأخضر ولديه شخصية قوية ويحظى باحترام وحب جميع زملائه في الفريق. وحتى وقت قريب، كان آرسنال يفتقد للاعبين أصحاب الشخصيات القوية، لكنه وجد ضالته في تشاكا ومنحه شارة القيادة. ربما لا يكون تشاكا هو اللاعب الذي يريده الجمهور، لكنه بكل تأكيد اللاعب الذي يريده النادي ويتمناه أي مدير فني.
وقد تعرض تشاكا للانتقادات من قبل، وفي بعض الأحيان عندما يطلق الجمهور صافرات الاستهجان ضد اللاعب، فإن هذا اللاعب لا يعرف ما الذي يمكنه القيام به لكي يجعل الجمهور يغير رأيه. من الواضح أن جمهور آرسنال الآن يرى أن تشاكا ليس جيداً بما يكفي؛ لكن ما الذي يمكن للاعب السويسري أن يفعله الآن لكي يقنع الجمهور بعكس ذلك؟ وكيف يفعل ذلك في الوقت الذي انهارت فيه ثقته بنفسه بعد ما حدث؟ وكيف ينزل اللاعب إلى أرض الملعب بعد ذلك وهو يعرف أن الـ50 ألف مشجع الموجودين في المدرجات لا يحبونه؟ ومن المؤكد أن هذا الموقف دائماً ما يكون صعباً على أي لاعب، مهما كانت شخصيته.
ربما لم يلعب تشاكا بشكل جيد أمام كريستال بالاس، لكنني متأكدة من أنه كان سيعرف ذلك بنفسه قبل أن يرفع أي مشجع صوته. وعندما رأى تشاكا رقم قميصه على لوحة التغييرات وعرف أنه سيغادر الملعب، خصوصاً أنه قائد الفريق، شعر بالإحباط وبخيبة أمل كبيرة؛ من نفسه في المقام الأول. وفي هذه اللحظة، التي يشعر خلالها بالضعف بالفعل، وجد الجمهور الذي يفترض أن يسانده ويشجعه يطلق صافرات الاستهجان ضده! والأغرب من ذلك، أنه عندما شعر تشاكا بالضيق مما حدث طالبوه بالاعتذار!
ولعل السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: ما الذي كان يتوقعه الجمهور منه في هذه اللحظة؟ لقد كان اللاعب يريد مواصلة اللعب، لكنه وجد نفسه يخرج من الملعب وسط صافرات الاستهجان من جمهور فريقه. أعتقد أن من حقه كإنسان أن يشعر بالإحباط وخيبة الأمل، لكن يبدو أن الجمهور كان يريد منه أن يبتسم ويصفق لهم ويقول لهم شكراً. يتعين علينا أن ندرك أن لاعبي كرة القدم هم بشر قبل أن يكونوا لاعبين. إنهم يبذلون أقصى ما لديهم من أجل السيطرة على مشاعرهم، لكنهم في بعض الأحيان - وكما هي الحال معنا جميعاً - لا يستطيعون السيطرة على انفعالاتهم. وبعد مشاهدة تلك اللحظة على شاشة التلفزيون، أعتقد أن هناك كثيراً من الأشخاص الذين يجب أن يشعروا بالندم ويعتذروا عما حدث - لكن تشاكا ليس أحدهم!
أتذكر أنه بعد تعادل المنتخب الإنجليزي أمام الجزائر في نهائيات كأس العالم 2010، أطلق الجمهور الإنجليزي صافرات الاستهجان ضد اللاعبين، وخرج واين روني على شاشات التلفزيون لينتقد الجمهور على ما قام به. لقد ظهر المنتخب الإنجليزي بشكل سيئ للغاية في تلك المباراة، لكن اللاعبين كانوا يعرفون ذلك جيداً، وبالتالي فإن صافرات الاستهجان التي أطلقها الجمهور لم تحقق شيئاً. وبعد بضعة أشهر، وفي ظل استمرار العلاقة السيئة بين لاعبي الفريق والمشجعين، قال المدير الفني للمنتخب الإنجليزي آنذاك، فابيو كابيلو، إن الفريق «يلعب بخوف في بلاده، ويشعر بالخوف وهو يلعب على ملعب ويمبلي».
وهذه هي الأجواء التي يخلقها مشجعو آرسنال لتشاكا الآن، ومن المؤكد أن هذه الأجواء سوف تؤثر على ثقة اللاعب في نفسه وتجعله يشعر بالقلق والخوف عندما يلعب على ملعب الإمارات بعد ذلك. وبالتالي، سوف يقدم اللاعب مستويات سيئة، وهو الأمر الذي سيزيد الأجواء سوءاً، وبالتالي سيشعر اللاعب بمزيد من القلق والتوتر، إنها حلقة مفرغة لن تؤدي إلا إلى مزيد من الإحباط وخيبة الأمل.
وفي الحقيقة، كانت الرسالة التي كتبها هيكتور بيليرين، الذي حمل شارة القيادة في مباراة آرسنال أمام ليفربول يوم الأربعاء الماضي، على حسابه الخاص على موقع «تويتر»، مثالية، حيث قال: «نحن جميعاً بشر، ولدينا جميعاً مشاعر، وفي بعض الأحيان لا يكون تحمل الضغوط سهلاً. لقد حان الوقت ليساعد بعضنا بعضاً، لا أن يقصي بعضنا بعضاً». إنني أشعر بالقلق لأن قطاعاً من جمهور آرسنال أصبح مشهوراً بسلبيته تجاه فريقه.
وخلال السنوات القليلة الماضية، تحمل المدير الفني السابق للفريق أرسين فينغر، واللاعب الألماني مسعود أوزيل، والآن غرانيت شاكا كثيراً من الضغوط لفترات طويلة بعد أن انقلب جمهور آرسنال عليهم. ويتعين علينا أن نعرف أن هؤلاء ليسوا شخصيات بسيطة داخل النادي، فنحن نتحدث عن مدير فني عظيم، ولاعب يمتلك إمكانات هائلة، وقائد للفريق. ومن جهة أخرى، يجب أن نؤكد أنه من حق الجمهور أن يعبر عن إحباطه عندما لا يرى ما هو متوقع من المدير الفني أو من اللاعبين، لكن ما حدث خلق انطباعاً بأن جمهور آرسنال يتسم بالتقلب وعدم تقديم الدعم اللازم للفريق.
إنني أعتقد، وبكل بساطة، أنه لا ينبغي أن يطلق الجمهور صافرات الاستهجان ضد قائد الفريق، تحت أي ظرف من الظروف. من المؤكد أنه من حق الجمهور أن يعرب عن آرائه، لكن يتعين عليه أن يعرف أن هناك طرقاً صحيحة وأخرى خاطئة للتعبير عن مثل هذه الآراء، ويجب على الجمهور أن يتعلم مما حدث في الماضي. ويجب على الجمهور أن يعرف أيضاً أنه لا يمكن لأي شخص، مهما كانت قدراته، أن يؤدي عمله بشكل جيد في الوقت الذي يتعرض فيه للانتقادات من الآلاف.
ويوم الأحد الماضي، انخرط زميل تشاكا في آرسنال، لوكاس توريرا، في البكاء بسبب مثل هذه الضغوط، وبالتالي يتعين على الجمهور أن يدرك أن اللاعبين بشر في المقام الأول وليسوا آلات بلا مشاعر، وأن الضغوط التي يتعرضون لها تؤثر عليهم بكل تأكيد.
وفي كرة القدم النسائية، من الواضح أن عدد المشجعين أقل، وغالباً ما تدخل اللاعبات في حوار مع عدد من الجمهور بعد نهاية المباريات. لقد وجدت دائماً أن اللاعبات لديهن علاقة شخصية أقوى مع جمهور فريقهن، ويمكن أن ينتقل هذا الأمر إلى كرة القدم للرجال أيضاً. ويوجد كثير من الاهتمام الإعلامي، وكثير من البرامج التلفزيونية التي تستضيف مشجعين يتحدثون إلى صحافيين، أو صحافيين يتحدثون إلى صحافيين آخرين. وعندما نسمع تصريحات المديرين الفنيين واللاعبين الحاليين، فعادة ما تكون هذه التصريحات في إطار مواقف رسمية؛ مؤتمرات صحافية أو مقابلات محددة.
وبالتالي، هناك فجوة في كرة القدم للرجال يجب التعامل معها، فمن الممكن أن تتم استضافة اللاعبين في هذه البرامج المخصصة للمشجعين من أجل الحديث عما يدور بداخلهم. وإذا كان جمهور آرسنال لديه تصور مختلف عن تشاكا على خلاف الواقع الذي يراه زملاؤه في الفريق، فيجب أن تكون هناك فرصة للاعبين من أمثال بيليرين، لكي يغيروا هذه النظرة عن تشاكا من خلال توضيح الأمور على حقيقتها، في بيئة غير رسمية، ويكشف عن الأشياء التي تجعل تشاكا يحظى بكل هذا الحب والاحترام بين لاعبي الفريق.


مقالات ذات صلة

أموريم محبَط بسبب الالتزامات الإعلامية في مانشستر يونايتد

رياضة عالمية أموريم (أ.ب)

أموريم محبَط بسبب الالتزامات الإعلامية في مانشستر يونايتد

كانت الإشارة لافتة إلى حد ما في أول مقابلة لروبن أموريم مع شبكة «سكاي سبورتس» بعد المباراة، لكنها أثارت رداً بدا واضحاً.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية الحكم الإنجليزي ديفيد كوت خلال مباراة بين ليفربول وأستون فيلا (أ.ب)

نقاش مع صديق حول «بطاقة صفراء» يُخضع الحكم الإنجليزي كوت للتحقيق

يخضع ديفيد كوت، الحكم الموقوف عن التحكيم في الدوري الإنجليزي الممتاز، للتحقيق، من قبل الاتحاد الإنجليزي، بعد مزاعم بأنه ناقش إشهار بطاقة صفراء مع صديق له.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوارديولا (رويترز)

غوارديولا: مانشستر سيتي «هش»

قال بيب غوارديولا المدير الفني لمانشستر سيتي إن فريقه «هش» بعد أن أهدر تقدمه بثلاثة أهداف في المباراة التي تعادل فيها مع فينورد 3-3 في دوري أبطال أوروبا.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية أموريم عمل على توجيه لاعبي يونايتد أكثر من مرة خلال المباراة ضد إيبسويتش لكن الأخطاء تكررت (رويترز)

أموريم لا يملك عصا سحرية... ومانشستر يونايتد سيعاني لفترة طويلة

أصبح أموريم ثاني مدير فني بتاريخ الدوري الإنجليزي يسجل فريقه هدفاً خلال أول دقيقتين لكنه لم يفلح في الخروج فائزاً

رياضة عالمية ساوثغيت (أ.ب)

ساوثغيت: لن أقصر خياراتي المستقبلية على العودة إلى التدريب

يقول غاريث ساوثغيت إنه «لا يقصر خياراته المستقبلية» على العودة إلى تدريب كرة القدم فقط.

The Athletic (لندن)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.