مهاجرة غير شرعية في أميركا: تقاتل لمواجهة السرطان... ونجلها يكافح لمنع ترحيلها

تانيا روميرو مع نجلها خلال حفل تخرجه في المدرسة (نيويورك تايمز)
تانيا روميرو مع نجلها خلال حفل تخرجه في المدرسة (نيويورك تايمز)
TT

مهاجرة غير شرعية في أميركا: تقاتل لمواجهة السرطان... ونجلها يكافح لمنع ترحيلها

تانيا روميرو مع نجلها خلال حفل تخرجه في المدرسة (نيويورك تايمز)
تانيا روميرو مع نجلها خلال حفل تخرجه في المدرسة (نيويورك تايمز)

كحال آلاف المهاجرين غير الشرعيين في الولايات المتحدة الأميركية، ممن يصدر بحقهم قرارات بالترحيل لمخالفة مرورية أو غيرها، مرت تانيا روميرو (48 عاماً)، وهي واحدة من هؤلاء المهاجرات، بموقف مماثل، بعدما صدر بحقها قرار اعتقال في ولاية جورجيا، وتنتظر قراراً بالترحيل في غضون أيام.
وتحظى واقعة روميرو بخصوصية كبيرة، في ضوء أنها مصابة بمرض سرطان الفم في مرحلة حرجة، وأم لأربعة أطفال هندوراسيين، من بينهم طالب دكتوراه بجامعة ييل، يحاول عبر وسائل مختلفة للحيلولة دون ترحيل والدته، بحسب ما نقلت صحيفة «نيويورك تايمز».
وكان روميرو قد عبرت الحدود بين موطنها الأصلي هندوراس إلى أميركا، قبل عقدين من الزمان، بشكل غير قانوني.
يقول كريستيان باديلا روميرو (24 عاماً)، نجل روميرو «إن أمي هي السبب الأكبر لوجودي في جامعة مثل ييل»، متحدثاً عنها: «لقد أرشدتني، وعملت ثلاث وظائف لدعمي واستمرار تعليمي منذ قدومي لأميركا في عمر السابعة».
وأطلق طالب الدكتوراه حملة واسعة للتضامن مع والدته، والضغط على السلطات الأميركية للتراجع عن ترحيلها، حيث بعث برسائل لزملائه الطلاب والأساتذة وأعضاء في الكونغرس الأميركي بهدف التوعية بقضية والدته.
وظهر تضامن واسع من جانب أعداد كبيرة من زملاء وأساتذة روميرو في التوقيع على عريضة إلكترونية، تطالب بعدم ترحيل والدته، كما جمعت حملة تبرعات أكثر من 21000 ألف دولار أميركي، في حين كانت صحيفة «بيل ديلي نيوز» وعدد من وسائل الإعلام المعنية بالدفاع عن المهاجريين هي السبب الرئيسي في انتشار قصة كريستيان باديالا.
كما اتصل زملاء روميرو بأعضاء الكونغرس في ولايتي كونيتيكت وجورجيا، وأرسلوا استفسارات إلى إدارة الهجرة والجمارك، وهي الوكالة التي تقوم بترحيل والدته، للمطالبة بالإفراج عنها.
وعلى خلاف والدته، فروميرو محمي من الترحيل بموجب قانون «داكا» الذي يحمي ما يقرب من 800 ألف من المهاجرين الشباب، الذين أتوا إلى الولايات المتحدة أطفالاً، من الترحيل، ويمنحهم حق الانتفاع بتصاريح العمل.
من جانبها، قالت ميريام فيلدبلوم، التي كانت نائبة الرئيس لشؤون الطلاب في كلية بومونا عندما كانت باديلا روميرو طالبة جامعية في مدرسة كاليفورنيا: «قصة كريستيان ليست الأولى من نوعها». «الطلاب في الجامعات في جميع أنحاء البلاد يكافحون مع قضايا الهجرة والترحيل. إنهم في طي النسيان».


مقالات ذات صلة

دول أوروبية تعلق طلبات اللجوء المقدمة من سوريين بعد الإطاحة بالأسد

العالم العربي دول أوروبية تعلق البت في طلبات اللجوء المقدمة من سوريين (أ.ف.ب)

دول أوروبية تعلق طلبات اللجوء المقدمة من سوريين بعد الإطاحة بالأسد

علقت دول أوروبية كثيرة التعامل مع طلبات اللجوء المقدمة من سوريين بعد استيلاء المعارضة على دمشق وهروب الرئيس بشار الأسد إلى روسيا بعد 13 عاماً من الحرب الأهلية.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شمال افريقيا عملية إنقاذ سابقة لمهاجرين غير نظاميين غرب ليبيا (جهاز مكافحة الهجرة)

سلطات طرابلس تضبط 40 باكستانياً قبل تهريبهم إلى أوروبا

يقول «جهاز دعم الاستقرار» الليبي بطرابلس إنه «تم جلب هؤلاء المهاجرين عبر تشكيل عصابي دولي يتقاضى 20 ألف دولار أميركي من كل مهاجر مقابل إرساله إلى ليبيا».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي قوات بحرية مصرية تحبط محاولة هجرة غير شرعية لمركب بالبحر المتوسط (المتحدث العسكري)

الجيش المصري يحبط محاولة هجرة غير شرعية عبر البحر المتوسط

أعلن الجيش المصري، الاثنين، تمكنه من إحباط محاولة هجرة غير شرعية لمركب على متنه 63 فرداً، بينهم 3 سودانيين، بالبحر المتوسط.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا جانب من ترحيل السلطات الليبية عدداً من المهاجرين المصريين (جهاز مكافحة الهجرة)

الإعلان عن «تحرير» 9 مصريين من قبضة عصابة بشرق ليبيا

قالت سلطات أمنية بشرق ليبيا إنها نجحت في «تحرير» 9 مصريين من قبضة عصابة في عملية وصفتها بـ«المُحكمة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا قوات بحرية إسبانية تعترض قارب مهاجرين غير نظاميين انطلق من سواحل موريتانيا (أ.ف.ب)

مهاجرون باكستانيون عالقون على الحدود بين مالي وموريتانيا

«رغم المسافة الكبيرة التي تفصل موريتانيا عن باكستان، والتي تقدر بنحو 7700 كيلومتر، فإنها أصبحت وجهة للمهاجرين الآسيويين».

الشيخ محمد (نواكشوط)

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف تُحسّن السيطرة على السكري

الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)
الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)
TT

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف تُحسّن السيطرة على السكري

الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)
الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)

أظهرت دراسة أجراها باحثون من كلية «ديل ميد» في «جامعة تكساس» الأميركية، بالتعاون مع دائرة «لون ستار» المجتمعية للرعاية الصحّية في الولايات المتحدة، أنّ المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف مع مرضى السكري من ذوي الدخل المنخفض، من أفراد مدرّبين على القيام بذلك، أدَّت إلى تحسينات كبيرة في قدرة هؤلاء الأشخاص على التحكُّم في نسبة السكر بالدم.

ويقول الباحثون إنّ لتقديم الدعم الحقيقي المُرتكز على التعاطف مع المريض تأثيراً في الصحة يعادل تناول الدواء، مفسّرين ذلك بأنّ المدخل العاطفي هو البوابة إلى تغييرات نمط الحياة التي تعمل على تحسين إدارة المرض؛ وهي المنطقة التي غالباً ما تفشل فيها الرعاية الصحّية التقليدية.

وتشير الدراسة التي نُشرت، الثلاثاء، في دورية «جاما نتورك أوبن»، إلى أنّ هذا النهج يمكن أن يوفّر نموذجاً بسيطاً وفعّالاً لجهة التكلفة لإدارة الحالات المزمنة، خصوصاً المرضى الذين لديهم وصول محدود إلى الخدمات الصحّية والعقلية والدعم التقليدية.

قال المؤلِّف الرئيس للدراسة، الأستاذ المُشارك في قسم صحّة السكان في «ديل ميد»، الدكتور مانيندر كاهلون: «يبدأ هذا النهج الاعتراف بالتحدّيات الحقيقية واليومية للعيش مع مرض السكري».

خلال التجربة السريرية التي استمرت 6 أشهر، قُسِّم 260 مريضاً مصاباً بالسكري بشكل عشوائي إلى مجموعتين: واحدة تتلقّى الرعاية القياسية فقط، والأخرى الرعاية القياسية والمكالمات المنتظمة التي تركز على الاستماع والتعاطف. أجرى أعضاء مدرَّبون هذه المكالمات لتقديم «الدعم الرحيم»؛ مما أتاح للمشاركين مشاركة تجاربهم وتحدّياتهم في العيش مع مرض السكري.

وأفادت النتائج بحدوث تحسُّن في السيطرة على نسبة السكر بالدم، إذ شهد المرضى الذين تلقّوا مكالمات قائمة على التعاطف انخفاضاً متوسّطاً في الهيموغلوبين السكري بنسبة 0.7 في المائة، مقارنةً بعدم حدوث تغيير كبير في المجموعة الضابطة.

كما أظهرت الدراسة حدوث تأثير أكبر للمرضى الذين يعانون أعراض اكتئاب خفيفة أو أكثر شدّة، مع تحسُّن في متوسّط ​​الهيموغلوبين السكري بنسبة 1.1 في المائة. وصنَّف جميع المشاركين تقريباً المكالمات على أنها مفيدة جداً.

من جهته، قال الرئيس التنفيذي لدائرة «لوني ستار» للرعاية الصحّية، جون كالفن: «في وقت يشكّل فيه نقص القوى العاملة تحدّياً لتقديم الرعاية الصحّية، تؤكد هذه الدراسة التأثير السريري العميق الذي يمكن أن يُحدثه الموظفون غير السريريين».

وأوضح: «من خلال توظيف أفراد مجتمعيين عاديين ولكن مدرَّبين، نثبت أنّ التعاطف والاتصال والمشاركة المُتعمدة يمكن أن تؤدّي إلى تحسينات صحّية قابلة للقياس»، مشدّداً على أنه «في عالم الطبّ سريع الخطى بشكل متزايد، الذي يعتمد على التكنولوجيا بشكل أساسي، يُذكرنا هذا العمل بأنّ الاتصال البشري يظلّ في قلب الرعاية الفعالة. لا يعزّز التعاطف مشاركة المريض فحسب، وإنما يُمكّن الأفراد من اتخاذ خطوات ذات مغزى نحو نتائج صحّية أفضل».

بالنظر إلى المستقبل، يأمل باحثو الدراسة في استكشاف التأثيرات طويلة المدى للدعم القائم على التعاطف على كلٍّ من السيطرة على مرض السكري والصحّة العقلية على نطاق أوسع. كما يخطّطون لتوسيع نطاق هذا النموذج، بهدف جعل الدعم الشامل والمتعاطف متاحاً بشكل أوسع لمَن هم في حاجة إليه.