«القاعدة» يشن هجوما ويقتل 4 جنود في اليمن

«القاعدة» يشن هجوما ويقتل 4 جنود في اليمن
TT

«القاعدة» يشن هجوما ويقتل 4 جنود في اليمن

«القاعدة» يشن هجوما ويقتل 4 جنود في اليمن

قالت مصادر محلية يمنية، إن مقاتلين ينتمون لـ"القاعدة"، هاجموا عددا من المباني الأمنية والحكومية في مدينة البيضاء في جنوب اليمن اليوم (الاربعاء)، وقتلوا أربعة جنود على الاقل قبل صد هجومهم.
وهذه أوائل هجمات تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب"، منذ استيلاء المتمردين الحوثيين، على العاصمة صنعاء أواخر الشهر الماضي وتعهدهم بتدمير جناح اليمن من التنظيم المتشدد.
ورفض المتمردون الحوثيون أمس الثلاثاء قرار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، تعيين مدير مكتبه رئيسا جديدا للوزراء، وتعهدوا بمقاومة القرار، الأمر الذي يمهد لأزمة سياسية أخرى في البلاد.
وقال مسؤولون محليون، طلبوا ألا تنشر أسماؤهم، إن من بين المباني التي هاجمها مسلحو "القاعدة" المبنى الإداري للمحافظة ومقر القوات الأمنية الخاصة.
وأضافوا أن المسلحين استخدموا البنادق والقذائف الصاروخية في الهجوم الذي وقع فجرا. فيما ذكر سكان أنهم سمعوا دوي انفجارات في أنحاء المدينة.
وينشط "القاعدة" في محافظتي شبوة وأبين اللتين تعتبران معقلا للتنظيم منذ فترة طويلة. فيما يرى الغرب أن جناح القاعدة في اليمن من أنشط أجنحتها.
وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) إن قوات الأمن صدت الهجوم.
وشن مسلحو "القاعدة في جزيرة العرب" ومتطرفون متحالفون معه، هجمات متكررة ضد الحكومة وأهداف أخرى، كما نفذوا اغتيالات في جنوب وشرق البلاد منذ عام 2011 ، على الرغم من حملات عدة شنها الجيش للقضاء على معاقل التنظيم في المناطق الريفية النائية.
ويعتبر تحسين الاستقرار في اليمن مهما للغرب ولدول الخليج، نظرا لموقعه القريب من دول نفطية كبرى.
ويستغل "القاعدة" حالة الانفلات الأمني في أجزاء من البلاد، في التخطيط لهجمات على شركات طيران عالمية وعلى السعودية المجاورة.
واستولى المتمردون الحوثيون الذين يشكلون ثلث سكان البلاد ويضغطون من أجل مزيد من الحقوق السياسية والاقتصادية، على العاصمة يوم 21 سبتمبر (أيلول)، بعد شهور من تقدمهم نحوها من شمال البلاد.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.