ليبيا: إمارة المتطرفين تعلن انضمام عسكريين ورجال أمن في درنة

الجيش الليبي لـ «الشرق الأوسط»: ننتظر الكثير من محادثات السيسي مع الثني

العقيد أحمد المسماري
العقيد أحمد المسماري
TT

ليبيا: إمارة المتطرفين تعلن انضمام عسكريين ورجال أمن في درنة

العقيد أحمد المسماري
العقيد أحمد المسماري

بينما بدأ تنظيم ما يسمى بمجلس شورى شباب الإسلام في مدينة درنة، معقل المتطرفين في شرق ليبيا، نشر إعلانات عما وصفه بـ«توبة» رجال أمن وضباط عسكريين ومواطنين وانضمامهم إليه، بعد إعلانه مبايعة تنظيم داعش، كشف الناطق الرسمي باسم هيئة أركان الجيش الليبي، لـ«الشرق الأوسط»، أن الجيش شن غارات جوية استهدفت السيارات التي شاركت في العرض العسكري الذي أقامه المتطرفون يوم الجمعة الماضي في المدينة.
وامتلأت الصفحة الرسمية للتنظيم على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» ببيانات أصدرها التنظيم، تتضمن إعلان مسؤولين عسكريين وأمنيين سابقين عن استجابتهم لدعوة التنظيم للتوبة والانضمام إليه.
في المقابل، أكد العقيد أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم هيئة الأركان العامة للجيش الليبي، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، أن طائرات سلاح الجو الليبي دمرت في غارة جوية جانبا كبيرا من السيارات والمعدات العسكرية التي شاركت في العرض العسكري الذي أقامه هذا التنظيم وجاب شوارع درنة أخيرا.
وقال المسماري لـ«الشرق الأوسط»: «بعد خسائرهم الكبيرة في معركة بنغازي يحاولون بهذه العملية الفاشلة أن يضعوا الجيش الليبي في وضعية غير مناسبة، وقسم الجيش بين معركتين في درنة وبنغازي». وأضاف «تم استهدافهم من قبل الطيران الليبي، وتم تدمير الرتل الذي قام بالاستعراض العسكري في شوارع درنة. هم قاموا بالعرض بستين عربة مسلحة، وبعد انتهاء العرض دخلت هذه الآليات إلى المستودعات فتم دكها على الفور بواسطة سلاح الجو الليبي».
وكان ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، برناردينو ليون، قد حذر من تغلغل «داعش» في ليبيا، إذا لم ينطلق في القريب العاجل حوار سياسي حقيقي بين كل الأطراف هناك. واعتبر ليون، في تصريحات له، أن ليبيا ستصبح حقلا مفتوحا لتنظيم داعش، وأن بوسعه إطلاق تهديداته من هنا، مشيرا إلى أن التنظيم المتطرف موجود بالفعل في هذا البلد الذي يشهد انقساما حادا. وكشف النقاب عن اتصالات مستمرة بين جماعات من ورثة تنظيم القاعدة و«داعش»، بالإضافة إلى عودة مقاتلين إلى ليبيا كانوا قد شاركوا في القتال بسوريا والعراق. وقال إن «كل ما يريدونه هو أن تستمر الفوضى الراهنة وعدم الرقابة السياسية لتعزيز مواقعهم».
من جهة أخرى، عد رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح الزيارة التي بدأها ٍأمس عبد الله الثني، رئيس الحكومة الانتقالية، إلى القاهرة، تستهدف تعزيز العلاقات المصرية الليبية، والتشاور في الأمور التي تهم البلدين. وأوضح في تصريحات تلفزيونية أنه ستتم الاستعانة بالأعمال المصرية لإعادة بناء ليبيا في كل المجالات، بالإضافة إلى تدريب الجيش الليبي، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق في الزيارة التي قام بها على رأس وفد رسمي خلال شهر أغسطس (آب) الماضي على البدء في تدريب قوات الأمن ووحدات الجيش الليبي في مصر.
من جهته، عد فايز جبريل، سفير ليبيا في القاهرة، الزيارة هي الأولى من نوعها للثني، وأن لقاءه المرتقب مع الرئيس المصري يعكس رسالة قوية للعالم بأن ليبيا ماضية بثقة في تنفيذ ارتباطاتها والتزاماتها من خلال التنسيق مع دول الجوار وفي مقدمتها مصر. وأعلن جبريل أن هناك المئات من الطلاب الليبيين الدارسين بالكليات العسكرية المصرية، وأن هناك تدريبا لضباط الجيش والشرطة الليبية في مصر، إلى جانب وجود ستة آلاف طالب ليبيي في الجامعات المصرية، فضلا عن تلقي جرحى ليبيين للعلاج بالمستشفيات المصرية، وهو ما يؤكد أن الزيارة لن تقتصر على جانب بعينه ولكن ستشمل كل الجوانب.
من جانبه، أبلغ الناطق الرسمي باسم الجيش الليبي «الشرق الأوسط» بأن الجيش يتوقع الكثير من زيارة الثني إلى العاصمة المصرية. وأضاف «إنها زيارة مهمة نتوقع منها الكثير، ونعتبرها امتدادا لزيارة رئيس البرلمان ورئيس الأركان السابقة إلى القاهرة». وأضاف «ننتظر توثيق التعاون والطرق التي تسهل التعاون بين البلدين.. نعول كثيرا على الدعم المصري».
إلى ذلك، قال اللواء خليفة حفتر، قائد عملية الكرامة التي يشنها الجيش الوطني الليبي ضد الجماعات الإرهابية والمتطرفة في مدينة بنغازي بشرق ليبيا، إن الجيش الوطني الليبي يقوم بواجبه تجاه وطنه وشعبه نيابة عن الأمة العربية والإسلامية وعن الإنسانية جمعاء في حربها على الإرهاب والتخلف والعنف. ولفت، في كلمة ألقاها مساء أول من أمس بمناسبة الاحتفالات بالذكرى الـ41 لحرب أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973 التي شارك فيها، إلى أن «الاحتفال هو ذكرى خالدة للأمة العربية وليس للشقيقة مصر وحدها، ومن حق كل عربي ينتمي إلى هذه الأمة أن يحتفل بهذه الذكرى لأنها تمثل الكرامة والعزة والكبرياء». وتابع حفتر «عندما أهنئ الشعب المصري بهذه الذكرى، فإنني في واقع الأمر أهنئ نفسي شخصيا باعتباري كنت قائد القوات الليبية التي شاركت في حرب أكتوبر»، مشيرا إلى أنه يتذكر تلك الأيام بكل تفاصيلها والمواقف الصعبة التي مر بها ولحظات الانتصار.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.