تسريبات إسرائيلية حول انتهاء أزمة العجول... والحكومة الفلسطينية تنفي

TT

تسريبات إسرائيلية حول انتهاء أزمة العجول... والحكومة الفلسطينية تنفي

سرّبت وسائل إعلام إسرائيلية تراجع السلطة الفلسطينية عن قرار مقاطعة العجول الإسرائيلية الذي أثار أزمة بين تل أبيب ورام الله، لكن الحكومة الفلسطينية نفت الأمر.
وقالت هيئة البثّ الإسرائيلية الرسمية إن السلطة الفلسطينية وافقت على السماح باستيراد العجول من إسرائيل إلى التجار الفلسطينيين العاملين في هذا المجال. وتم التفاهم على أن تشكل وزارة الزراعة الفلسطينية «لجنة الاستثناءات» للتصديق على التصاريح الحالية لاستيراد العجول من إسرائيل، وفحص الطلبات الجديدة.
وجاء أنه تم التوصل إلى هذا التفاهم خلال اجتماع عقد بين مسؤولين إسرائيليين ونظرائهم الفلسطينيين.
وتسنى التوصل إلى هذه التفاهمات عقب تبادل الرسائل بين منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية، الرائد أبو ركن، وكبار المسؤولين الفلسطينيين. ومن بين أمور أخرى، تم الاتفاق على مناقشات يجريها الطرفان في الأسابيع المقبلة، لدراسة طلبات الفلسطينيين فيما يتعلق بتصدير المنتجات الزراعية الفلسطينية إلى إسرائيل وإلى الخارج، والواردات إلى المناطق الفلسطينية من منتجات زراعية من الدول العربية.
وقالت مصادر إسرائيلية إنه يتوقع أن تستأنف السلطة الفلسطينية عملية الاستيراد الأسبوع المقبل. لكن وزير الزراعة رياض عطاري، قال إن الحكومة لن تتراجع عن قرارها بمنع استيراد العجول من إسرائيل، ولا يزال القرار ساري المفعول. وأضاف للوكالة الرسمية أنه اجتمع يوم الأحد الماضي مع ممثلين عن الغرف التجارية بطلب منها، أكدت خلاله على دعم قرار الحكومة، وطلبت تشكيل لجنة استرحام لبحث طلبات بعض التجار الذين وقعوا اتفاقيات الشراء من الجانب الآخر قبل صدور قرار الحكومة، ولم يتمكنوا من إدخال ما تم الاتفاق عليه.
وأضاف، أن الحكومة قررت أمس تشكيل لجنة من وزارة الزراعة والغرف التجارية من أجل تحديد معايير لدراسة هذه الاسترحامات بما لا يتعارض مع قرارها. كما أكد الناطق باسم الحكومة إبراهيم ملحم، أن قرار الحكومة وقف استيراد العجول من إسرائيل ما زال ساري المفعول.
وأضاف خلال مؤتمر صحافي عقده أمام مجلس الوزراء برام الله: «أن ما تم تداوله على الصفحات الإسرائيلية ووسائل الإعلام الإسرائيلية حول عودة السلطة لاستيراد العجول من إسرائيل ليس صحيحاً، وأن الهدف من ذلك ضرب المناعة الوطنية، ومحاولة التشكيك في قرار الحكومة الاستراتيجي الذي جاء بتوجيهات من سيادة الرئيس محمود عباس، بالبدء في الانفكاك الاستراتيجي عن الاحتلال، وأن هذا الانفكاك لا رجعة عنه».
وقال: «موضوع العجول قرار استراتيجي؛ حيث أكدت الحكومة في اجتماعها الأخير على المضي قدماً فيه، وستواصل هذه السياسة في الانفكاك التدريجي في جوانب عدة كالاقتصادية والصناعية، فيما بدأنا في الانفكاك الصحي».
وأشار ملحم إلى أن الحكومة حصلت على موافقة لاستيراد 10 آلاف رأس من العجول بشكل مباشر من الخارج؛ حيث سيصل خلال أيام 1500 رأس من هذه العجول، ومع بداية الشهر المقبل، سيصل نحو 4000 إلى 6000 بالاستيراد، المباشر وليس عبر وسيط إسرائيلي. ولفت إلى أن القرار الحكومي زاد من كمية الاستيراد المباشر من الخارج، وزاد من عدد مستوردي العجول.
وأردف: «نحن نتواصل ضمن الرؤية الاستراتيجية بالانفكاك التدريجي، التي حددها الرئيس محمود عباس للحكومة في كتاب التكليف قبل نحو 200 يوم؛ حيث إن الحكومة ماضية في تطبيق توجيهاته، وإيجاد بدائل للمنتجات الإسرائيلية لتعزيز المنتج الوطني؛ حيث إن لدينا مطلع الشهر المقبل يوماً للمنتج الوطني، فيما تم التوافق مع الأشقاء العرب في الزيارات التي قام بها رئيس الوزراء والوفد الوزاري المرافق له إلى عمّان وبغداد والقاهرة على إحلال المنتجات العربية مكان المنتجات الإسرائيلية».
ويؤكد نفي الحكومة، أن قرار المقاطعة مستمر، لكن التسريبات الإسرائيلية تعزز أيضاً وجود خلافات فلسطينية. ونشر الإسرائيليون أن قرار أشتية مقاطعة العجول لم يحظ بدعم مسؤولين فلسطينيين آخرين، يخشون من اتخاذ إسرائيل سلسلة إجراءات تشمل وقف السماح للسلطة الفلسطينية بإدخال بضائع ومنتوجات تتبرع بها دول أجنبية، ووقف تصدير زيت الزيتون ومحاصيل التمر من فلسطين إلى دول عربية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.