الكرملين يشيد بمساهمة ترمب ضد الإرهاب «إذا تأكد الخبر»

أعلن أن الرادارات الروسية راقبت تحرك الطيران الأميركي

TT

الكرملين يشيد بمساهمة ترمب ضد الإرهاب «إذا تأكد الخبر»

تباينت ردود الفعل الروسي على الإعلان الأميركي حول مقتل زعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي. وحملت اللهجة الروسية تشكيكاً بالتفاصيل التي قدمتها واشنطن، على الرغم من الإقرار بأن وسائل الرصد الروسية راقبت تحرك فوج الطائرات الأميركية، الذي نفذ الهجوم في إدلب، ليلة السبت الماضي.
وحمل إعلان الكرملين، أمس، عن أن العسكريين الروس «راقبوا طائرات أميركية في منطقة العملية»، إشارة لافتة إلى إقرار روسي بصحة الرواية الأميركية، رغم أن هذا ترافق مع تواصل التشكيك بنتائج الهجوم الذي شنته الطائرات الأميركية، إذ قال الناطق باسم الديوان الرئاسي ديمتري بيسكوف، أن الجيش الروسي «راقب تحرك طائرات أميركية ورصد طائرات من دون طيار في المنطقة التي شهدت تنفيذ العملية»، مضيفاً أنه «إذا تم تأكيد مقتل البغدادي، فمن الممكن الحديث عن مساهمة جادة لـ(الرئيس الأميركي دونالد) ترمب في محاربة الإرهاب». وزاد الناطق أن «الخبر نفسه (القضاء على البغدادي) لا يمكن أن يسبب ردة فعل سلبية لدى السلطات الروسية».
وجاء تعقيب الكرملين بعد بروز مواقف من جانب وزارة الدفاع أكثر وضوحاً في التعبير عن التشكيك بالرواية الأميركية. إذ أكدت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، «عدم وجود معلومات مؤكدة حول تنفيذ واشنطن عملية جديدة لتصفية زعيم تنظيم (داعش) أبو بكر البغدادي»، ولفتت إلى أن الجانب الأميركي «لم ينسق معنا أي تحرك»، وجاء هذا الإعلان متعارضاً مع تأكيد وزارة الدفاع الأميركية أنها أبلغت الجانب الروسي بالتحرك، وكذلك مع الإشادة التي وجهها ترمب لما وصفه بـ«دور روسي في إنجاح العملية».
كان ترمب أعلن أن واشنطن أبلغت روسيا بالعملية مسبقاً، لكن من دون توضيح هدفها، قائلاً إن الكشف عن التفاصيل، كان سيعرض حياة العسكريين الأميركيين للخطر.
ولفتت الوزارة إلى الإعلانات المتكررة عن قتل البغدادي «لمرات لا تحصى»، مشيرة إلى «تفاصيل متناقضة تثير شكوكاً حول حقيقة العملية الأميركية ونجاحها». ولفت الناطق باسم وزارة الدفاع، إيغور كوناشنكوف، في بيان، إلى أن «وزارة الدفاع الروسية لا تمتلك معلومات موثوقة حول أنشطة الجيش الأميركي في منطقة خفض التصعيد في إدلب». وفي إشارة لافتة، بدا أنها تتعارض مع تأكيد الكرملين رصد تحركات الطيران الأميركي، قال الناطق العسكري، إنه «في الأيام الأخيرة، لم تسجل ضربة جوية في منطقة خفض التصعيد في إدلب نفذتها طائرات أميركية أو التحالف الدولي».
وقال كوناشنكوف إنّه «منذ الهزيمة الأخيرة للتنظيم على يد الجيش السوري، بمؤازرة من القوات الجوية الروسية في بداية 2018، فإنّ إعلان مقتل أبو بكر البغدادي لمرات لا تحصى ليست له أي دلالة عملية على الوضع في سوريا، ولا على نشاط الإرهابيين المتبقين في إدلب».
كانت موسكو أعلنت في يوليو (تموز) 2017 أنها قتلت البغدادي في غارة استهدفت أحد معاقل التنظيم جنوب الرقة، خلال اجتماع حضره عشرات القياديين في «داعش». وعلى الرغم من أن الوزارة أكدت في حينها أنها «تدرس المعلومات بعد تنفيذ الغارة»، لكن لهجة البيان عكست اطمئنان القيادة العسكرية إلى صحة المعطيات التي وصفت بأنها «تطابقت من مصادر مختلفة»، مؤكدة أن نحو 30 قيادياً من «داعش» قتلوا مع البغدادي في تلك العملية.
على صعيد آخر، أعلن الكرملين أن التطورات في سوريا كانت محور بحث أساسي خلال مكالمة هاتفية أمس، أجراها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وأفاد، في بيان، بأن بوتين «أبلغ ميركل بنتائج المحادثات التي عقدت مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، يوم 22 أكتوبر (تشرين الأول) 2019 في سوتشي، مع التأكيد على أن الاتفاقات التي تم التوصل إليها تأخذ في الاعتبار مصالح جميع الأطراف، وتسهم في استعادة سيادة سوريا وسلامة أراضيها».
وأضاف الكرملين أنه «وفقاً للتقييم المتبادل، فإن تنفيذ أحكام المذكرة التي اعتمدتها روسيا وتركيا سيفضي إلى استقرار الوضع في شمال شرقي سوريا، وإلى دفع العملية السياسية، بما يرفد عمل اللجنة الدستورية، المقرر عقدها في 30 أكتوبر في جنيف».



لجنة الاتصال العربية: ندعم عملية انتقالية سورية - سورية جامعة

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

لجنة الاتصال العربية: ندعم عملية انتقالية سورية - سورية جامعة

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.