مسؤول عسكري أميركي: واشنطن لم تبلغ تركيا مسبقاً بالعملية

TT

مسؤول عسكري أميركي: واشنطن لم تبلغ تركيا مسبقاً بالعملية

بينما أكدت تركيا أن تنسيقاً بينها وبين الولايات المتحدة جرى قبل العملية العسكرية التي استهدفت زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي أبو بكر البغدادي، في باريشا في محافظة إدلب السورية ليل السبت – الأحد، فإن مسؤولاً عسكرياً أميركياً أبلغ مجلة «نيوزويك» بأن الولايات المتحدة لم تبلغ تركيا مسبقاً بالعملية العسكرية التي استهدفت البغدادي. وقال المسؤول للمجلة إنه «لم يتم إبلاغ تركيا، الحليف بحلف شمال الأطلسي (ناتو)، والتي تدعم المسلحين المحليين (في سوريا)، بالعملية قبل تنفيذها».
وقالت وزارة الدفاع التركية، في بيان أمس، إنه جرى تبادل معلومات وتنسيق بين السلطات العسكرية التركية والأميركية، قبل العملية التي نفذها الجانب الأميركي في إدلب، والتي يعتقد بأنها أسفرت عن مقتل البغدادي وعدد آخر من الأشخاص. وقالت مصادر إعلامية إن الجيش التركي نفذ فجر أمس عملية عسكرية خاطفة، من خلال مروحيتين حطتا في منطقة بين سرمدا وباريشا بريف إدلب؛ حيث انتشر الجنود وطوقوا مقرات وبيوت عدة، في حين نفذت مروحيات أخرى دوراناً لحماية القوة على الأرض، ويعتقد أن هذه المقرات تابعة لفصيل «حراس الدين» المنشق عن «هيئة تحرير الشام» (النصرة سابقاً) والمرتبط بتنظيم «القاعدة»، والذي سبق وأعلن رفضه اتفاق سوتشي حول إدلب بين تركيا وروسيا الموقع في 17 سبتمبر (أيلول) 2018.
كانت قوات التحالف الدولي بقيادة أميركا قد قصفت مواقع الفصيل ذاته في نهاية يونيو (حزيران) الماضي؛ حيث قتل 6 قياديين في التنظيم، هم تونسيان وجزائريان ومصري وسوري، وذلك للمرة الأولى، منذ فبراير (شباط) 2017، عندما قتلت طائرة من دون طيار، في الأسبوع الأخير من ذلك الشهر، عبد الله عبد الرحمن، الملقب بأبي الخير المصري، زوج ابنة أسامة بن لادن، والذي كان يعد الرجل الثاني في تنظيم «القاعدة» بعد أيمن الظواهري. وجاء التأكيد التركي حول التنسيق مع الجانب الأميركي، بعدما أفاد مسؤول عسكري أميركي لمجلة «نيوزويك» بأن الولايات المتحدة لم تبلغ تركيا مُسبقاً بالعملية العسكرية، التي استهدفت البغدادي.
وقال المسؤول، الذي لم تكشف الصحيفة الأميركية عن هويته، إنه لم يتم إبلاغ تركيا، الحليف بحلف شمال الأطلسي (ناتو)، التي تدعم المسلحين المحليين في سوريا، بالعملية قبل تنفيذها. وأضاف أنه جرى تدمير المقر الذي كان يوجد به البغدادي بغارة جوية بعد العملية؛ لمنع تحوُّله إلى «ضريح» له. وعرضت وكالة أنباء «الأناضول» التركية الرسمية، أمس، بعض ما قالت إنه تفاصيل العملية الأميركية، مشيرة إلى أن القوات الأميركية أجرت إنزالاً مروحياً في ساعة متأخرة من ليل السبت - الأحد، شمال محافظة إدلب، واشتبك جنودها مع مسلحين لمدة 4 ساعات.
وقالت إن المكان الذي تم فيه الإنزال، يبعد بضعة كيلومترات عن مخيم طور لاها الذي يقطنه نازحون، مضيفة أنه: «في نحو الساعة الثانية عشرة منتصف الليل، استهدفت 8 مروحيات أميركية وطائرتان مسيرتان نقطة قريبة من قرية باريشا على مدى 90 دقيقة، وقوبلت المروحيات بمقاومة من الأرض عبر أسلحة ثقيلة».
وأضافت: «وعقب القصف الجوي، غادرت المروحيات المنطقة، وبعد نصف ساعة عادت وبدأت في القصف مجدداً. وفي هذه الأثناء أجرت المروحيات إنزالاً لعناصر يُعتقد بأنهم من القوات الخاصة الأميركية».
ولفتت إلى أن الجولة الثانية من الاشتباكات دامت ساعتين ونصف ساعة، وأن المروحيات غادرت المنطقة تماماً، بعد عملية دامت 4 ساعات ونُفذت على مرحلتين.
وقالت مصادر طبية توجهت إلى المنطقة للوكالة التركية، إنها شاهدت في مكان العملية العسكرية، منزلاً مدمراً بالكامل، وعدداً من الخيام المحترقة، وعثرت على 7 جثث، بينهم طفل و3 نساء، وأسعفت 5 جرحى.


مقالات ذات صلة

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من المعارضة في حمص يتجمعون بعد أن أبلغت قيادة الجيش السوري الضباط يوم الأحد أن حكم بشار الأسد انتهى (رويترز)

«داعش» يعدم 54 عنصراً من القوات السورية أثناء فرارهم

أعدم تنظيم «داعش» 54 عنصراً من القوات الحكومية في أثناء فرارهم في بادية حمص وسط سوريا، تزامناً مع سقوط الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عنصر من المعارضة السورية المسلحة في حمص يحتفل بدخول العاصمة دمشق (إ.ب.أ)

الأردن ومخاوف من خلط أوراق المنطقة والخشية من فوضى سوريا

يبدي أمنيون أردنيون مخاوفهم من عودة الفوضى لمناطق سورية بعد الخروج المفاجئ للأسد إلى موسكو، وان احتمالات الفوضى ربما تكون واردة جراء التنازع المحتمل على السلطة.

محمد خير الرواشدة (عمّان)

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.