أميركيان يقتلان الخلايا السرطانية عبر الطاقة الشمسية

الزوجان صوفيا وريتشارد لونت
الزوجان صوفيا وريتشارد لونت
TT

أميركيان يقتلان الخلايا السرطانية عبر الطاقة الشمسية

الزوجان صوفيا وريتشارد لونت
الزوجان صوفيا وريتشارد لونت

قد لا يبدو أن هناك علاقة بين الطاقة الشمسية والأبحاث التي تتعلق بالكشف عن الأورام السرطانية ومهاجمتها، ولكن هناك زوجان يعملان في تخصصات مختلفة بجامعة ولاية ميشيغان الأميركية أوجدا هذه العلاقة.
وتعود الزوجان صوفيا، وريتشارد لونت على المناقشة العلمية خلال السير معاً، وأسفرت إحدى المناقشات عن فكرة الاستفادة من النتائج الإيجابية التي حققها الزوج في تحسين جودة أصباغ «الفلورسنت» في الكشف عن الأورام السرطانية ومهاجمتها.
وكان دكتور ريشارد، وهو أستاذ في الهندسة الكيميائية وعلوم المواد، قد نجح في تطوير تلك الأصباغ من أجل تحسين قدرة الخلايا الشمسية على امتصاص الضوء وتحويله إلى طاقة كهربائية، ورأت دكتورة صوفيا أستاذة الكيمياء الحيوية والبيولوجيا الجزيئية، أن هذا التطوير يمكن أن يتغلب على مشكلة الأصباغ الفلورية المستخدمة في تشخيص وعلاج الأورام السرطانية.
ويحقن مرضى الأورام بصبغة «علامات» الفلورية، لتقوم الصبغة بإضاءة مناطق الأورام مما يساعد الجراحين على تحديد الخلايا السرطانية، ليتدخل الجراح بإزالتها بالطرق التقليدية، أو باستخدام طريقة العلاج بالضوء.
ولكن يعيب هذه الأصباغ، لا سيما تلك المستخدمة على نطاق واسع والمعروفة باسم «theranostics» أنها تعاني من بعض القصور، مثل السطوع المنخفض، والسمية العالية للخلايا، وسوء التغلغل في الأنسجة وتأثيراتها الجانبية غير المرغوب فيها، وهي المشاكل التي تتجنبها صبغة الفلورسنت المحسنة التي أنتجها دكتور. ريتشارد.
وخلال الدراسة المنشورة في العدد الأخير من دورية تقارير الخلايا «scientific reports» يوم 25 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، أظهرت التجارب التي أجرتها دكتورة. صوفيا على صبغة الفلورسنت المحسنة نتائج إيجابية عند استخدامها معملياً مع خلايا سرطانات الثدي والرئة والجلد، وكذلك عند استخدامها مع نماذج من فئران التجارب المصابة بالأورام.
ويقول دكتور. ريتشارد في تقرير نشره موقع جامعة ولاية ميشيغان بالتزامن مع نشر الدراسة: «صبغة الفلورسنت المحسنة قامت بتسريع التفاعلات الكيميائية مع الضوء في الخلايا الشمسية، وهي نفس الميزة التي استفادت منها دكتورة .صوفيا في مواجهة الخلايا السرطانية».
وتقدم الزوجان بطلب للحصول على براءة اختراع لعملهما، ويتطلعان في نهاية المطاف إلى الانتقال في عملهم لمرحلة التجارب السريرية.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.