ما مصير عملات «بريكست» التذكارية بعد التأجيل؟

ما مصير عملات «بريكست» التذكارية بعد التأجيل؟
TT

ما مصير عملات «بريكست» التذكارية بعد التأجيل؟

ما مصير عملات «بريكست» التذكارية بعد التأجيل؟

في الوقت الذي انشغل فيه صحافيون بمتابعة تطورات «بريكست» المتسارعة في مجلس العموم، خطر على بال مغرّدين بريطانيين سؤال من نوع آخر: ما مصير ملايين القطع المعدنية التذكارية، التي كان يُفترض أن تحمل تاريخ 31 أكتوبر (تشرين الأول)، نسبة إلى موعد خروج بريطانيا الذي التزم رئيس الوزراء بوريس جونسون باحترامه؟
وكان وزير الخزانة ساجد جافيد قد أعلن عن استعداد بريطانيا لصك 3 ملايين قطعة معدنية تذكارية، تحمل تاريخ 31 أكتوبر وشعار «سلام وازدهار وصداقة مع جلّ الأمم»، تدخل السوق بحلول نهاية الشهر الحالي، و7 ملايين قطعة أخرى يتداولها البريطانيون خلال العام المقبل.
وليس غريبا أن تُصدر بريطانيا قطعا معدنية تذكارية لتخليد مناسبات سياسية أو اقتصادية أو رياضية مهمة، كما فعلت في عام 2012 لدى تنظيمها الألعاب الأولمبية، وفي عام 1973 بعد انضمام بريطانيا للمفوضية الأوروبية، وفي عام 1998 بمناسبة ترؤس لندن المجلس الأوروبي.
https://twitter.com/faisalislam/status/1186770865079410690
إلا أن مصير قطعة «بريكست» التذكارية، التي حدّدت قيمتها بـ50 بنسا (أي نصف جنيه إسترليني)، أصبح غامضا اليوم، بعد أن عرقل البرلمان للمرة الرابعة اتفاقا جدليا حول «بريكست»، وأصبح تأجيل موعد خروج بريطانيا شبه حتمي، كما نقلت صحيفتا «ديلي تيليغراف» و«ذي إندبندنت».
وذكرت تقارير أن 1000 قطعة من العملات التذكارية تمّ صكّها كتجربة أولية قبل تاريخ 31 أكتوبر، وقد تصبح هذه القطع قيّمة للغاية إذا تمّ تداولها في السوق. واشتهر موقع «إيباي»، وهو منصة تجارة إلكترونية، بعرض قطع مالية نادرة للبيع، بينها قطعة 50 بنسا تذكارية تمّ صكها على شرف حدائق «كيو» الملكية، ووصلت قيمتها إلى 175 ألف جنيه إسترليني.
ولا شكّ أن مصير هذه القطع التذكارية سيتكشّف خلال الأيام المقبلة، ومعه مستقبل بريطانيا وعلاقتها مع الاتحاد الأوروبي.
https://twitter.com/jamesmatesitv/status/1186729943302057990
 



موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
TT

موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)

تأتي موسوعة الفنان سعيد العدوي (1938-1973) لترصد مسيرة مؤسس جماعة التجريبيين المصريين وأحد أبرز فناني الحفر والجرافيك في النصف الثاني من القرن العشرين.

وتتضمن الموسوعة، حسب قول المشرف عليها والباحث في شؤون الحركة الفنية المصرية الدكتور حسام رشوان، المئات من أعمال العدوي ويومياته ومذكراته واسكتشاته، مدعومة بعدد كبير من الدراسات التي تم إعداد بعضها خصوصاً من أجل هذه الموسوعة، ومعها دراسات أخرى نشرها أصحابها في صحف ومجلات ومطبوعات خاصة بالفن في مصر والوطن العربي.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن مقدمة الدكتورة أمل نصر تتناول جميع المقالات، والزاوية التي نظر منها الناقد لأعمال العدوي موضع الدراسة، كما تقوم بقراءتها وتحليلها وبسط عناصرها أمام الباحثين ومحبي فنه».

موسوعة العدوي تضمنت اسكتشاته ورسوماته (الشرق الأوسط)

وتأتي موسوعة العدوي التي نشرتها مؤسسة «إيه آر جروب» التي يديرها الفنان أشرف رضا، في صورة مونوغراف جامع لكل أعماله، التي تعبق برائحة الماضي، وعالم الموشحات، وحلقات الذكر والمشعوذين، وعربات الكارو والحنطور، وتجمعات الموالد والأسواق والأضرحة، فضلاً عن لوحة «الجنازة» بعد رحيل عبد الناصر. وجمعت الموسوعة كل كراساته واسكتشاته بالكامل، ومذكراته الخاصة التي كتبها وتعتبر دراسات نفسية قام بكتابتها، وقد ساعدت هذه المذكرات النقاد والباحثين في فن العدوي على تناول أعماله بصورة مختلفة عن سابقيهم الذين تصدوا لفنه قبل ظهورها، وفق رشوان.

ولأعمال العدوي طابع خاص من الحروفيات والزخارف والرموز ابتكرها في إبداعاته وهي تخصه وحده، وتخرّج العدوي ضمن الدفعة الأولى في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1962، وأسس مع زميليه محمود عبد الله ومصطفى عبد المعطي جماعة التجريبيين. وتأتي الموسوعة باللغة العربية في قطع كبير بالألوان، تزيد على 600 صفحة، من تصميم وتجهيز وإنتاج طباعي «إيه آر جروب» للتصميم والطباعة والنشر.

الموسوعة ضمت العديد من الأعمال الفنية ودراسات عنها (الشرق الأوسط)

وتتضمن الموسوعة، وفق رشوان، دراستين جديدتين للدكتور مصطفى عيسى، ودراسة لكل من الدكتورة ريم حسن، وريم الرفاعي، والدكتورة أمل نصر، ودراسة للدكتورة ماري تيريز عبد المسيح باللغة الإنجليزية، وجميعها تم إعدادها خصوصاً للموسوعة، وهناك دراسات كانت موجودة بالفعل للدكتور أحمد مصطفى، وكان قد جهّزها للموسوعة لكن عندما أصدرت مجلة فنون عدداً خاصاً عن فن العدوي قام بنشرها ضمن الملف، وإلى جانب ذلك هناك بحث عن أعمال العدوي للراحلين الدكتور شاكر عبد الحميد والفنان عز الدين نجيب وأحمد فؤاد سليم ومعهم عدد كبير من النقاد والفنانين الذي اهتموا برائد التجريبيين المصري وأعماله.

والتحق سعيد العدوي بمدرسة الفنون بالإسكندرية سنة 1957، وقبلها بعام كان في كلية الفنون بالزمالك، وقضى خمس سنوات لدراسة الفن في عروس البحر المتوسط، أما الأعمال التي تتضمنها الموسوعة وتوثق لها فتغطي حتى عام 1973؛ تاريخ وفاته. وهناك عدد من رسوم الكاريكاتير كان قد رسمها وقت عمله بالصحافة، وهذه الأعمال اهتمت بها الموسوعة ولم تتجاهلها لأنها تكشف عن قدرات كبيرة للعدوي وسعيه للدخول في مجالات عديدة من الفنون التشكيلية، وفق كلام رشوان.

من أعمال العدوي (الشرق الأوسط)

ولفت إلى أن «تراث العدوي بكامله بات متاحاً من خلال الموسوعة للباحثين في فنه والمهتمين بأعماله وتاريخ الفن التشكيلي المصري، وقد توفر لدى كتّاب الموسوعة عدد مهول بالمئات من اللوحات الكراسات والاسكتشات، فأي ورقة كان يرسم عليها اعتبرناها وثيقة وعملاً فنياً تساعد في الكشف عن رؤية العدوي التشكيلية وعالمه الخَلَّاق».

ولا تعتمد الموسوعة فكرة التسلسل الزمني، لكنها توثق عبر المقالات كل الأعمال التي تناولتها، من هنا بنى رشوان رؤيته وهو يرسم الخطوط الرئيسية لفن العدوي على الدراسات البانورامية التي تشتغل بحرية كاملة على الأعمال دون التقيد بتاريخها.

وسبق أن أصدر الدكتور حسام رشوان، بالاشتراك مع الباحثة والناقدة الفرنسية فاليري هيس، موسوعة فنية عن رائد التصوير المصري محمود سعيد عن دار «سكيرا» الإيطالية عام 2017 بمناسبة مرور 120 عاماً على ميلاد محمود سعيد، وتضمنت الموسوعة في جزئها الأول أكثر من 500 لوحة و11 مقالاً ودراسة نقدية.