تقنيات تحويل الأصوات إلى نصوص تزداد انتشاراً

ميزة «من الفم إلى الشاشة» تؤمن خدمات للطلاب والأطباء ورجال الأعمال

تقنيات تحويل الأصوات إلى نصوص تزداد انتشاراً
TT

تقنيات تحويل الأصوات إلى نصوص تزداد انتشاراً

تقنيات تحويل الأصوات إلى نصوص تزداد انتشاراً

يشتاق سام ليانغ لوالدته ويتمنّى لو أنّه يستطيع استعادة الأشياء التي كانت تقولها له عندما كان طالباً في المدرسة الثانوية. وعندما توفيت عام 2001 قال: «حقّاً أشتاق لها. لقد كانت لحظات ثمينة في حياتي».
هذا الأمر دفع بليانغ، الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس في «أوتر»، إحدى شركات وادي السيليكون الناشئة، إلى وضع خطّة للتعامل مع هذه الأوضاع في المستقبل. وتقدّم شركته اليوم خدمة تساعد على تحويل الكلام إلى نص أوتوماتيكياً وبدقّة عالية. وقد بدأت هذه الخدمة باكتساب شعبية واسعة بين الصحافيين، والطلّاب، والمدوّنين الإلكترونيين، وموظفي الشركات.
تخزين الكلام
ساهم التحسّن الذي شهدته تقنية البرمجة الإلكترونية في تحويل تقنية نسخ الكلام إلى نص إلى حقيقة. فمن خلال تخزين كمّ هائل من الكلام البشري، أصبح بالإمكان تدريب برامج شبكات عصبية للتعرّف على اللغة المحكية بدقّة عالية تقارب 95 في المائة في أفضل الظروف. أضف إلى ذلك، يتيح تراجع تكلفة تخزين البيانات اليوم استخدام اللغة البشرية بطرق لم تخطر على بال أحد.
وشرح ليانغ، خرّيج الهندسة الكهربائية من جامعة ستانفورد وعضو الفريق الأساسي الذي صمم تطبيق «غوغل مابس»، أنّ «عمليات ضغط البيانات عزّزت إمكانية الاحتفاظ بالمحادثات الكلامية لشخص طوال حياته ودمجها في سعة 2 ترابايت، أي مدمجة بالقدر الكافي الذي يتيح وضعها على جهاز تخزين لا يتجاوز سعره 50 دولاراً».
خلال العقد الماضي، ساهم التقدّم السريع الذي شهدته تقنية التعرّف إلى الصوت في تطوير وانتشار أجهزة المساعدة الصوتية الافتراضية كـ«سيري» من آبل، و«أليكسا» من أمازون، و«غوغل فويس» و«كورتانا» من مايكروسوفت، وغيرها الكثير. هذا التقدّم نفسه يتوسّع اليوم ليشمل مجالات جديدة بدأت بالتأثير بشكل واضح على مجالات العمل.
ولكنّ هذه الأجهزة الصوتية المحمولة المصنوعة للاستهلاك تسببت في تصاعد مخاوف جديّة حول الخصوصية، فقد اعتبر مارك روتنبرغ، الرئيس والمدير التنفيذي في مركز معلومات الخصوصية الإلكترونية في واشنطن أنّ أجهزة الكومبيوتر تتمتّع بقدرة على تنظيم، واستغلال، وتقييم التواصل البشري أكبر بكثير من قدرة البشر. وقد عمد المركز عام 2015 إلى التقدّم بشكوى أمام هيئة التجارة الفيدرالية ضدّ سامسونغ، ادعى فيها أنّ تسجيل وتخزين المحادثات الذي تقوم به تلفزيوناتها الذكية يمثّل تهديداً جدياً للخصوصية. وأضاف روتنبرغ أنّ نسخ الكلام والمحادثات ينقل مخاوف الخصوصية إلى مجالات جديدة في المنزل والعمل على حدّ سواء.
من الصوت إلى النص
إنّ التطوّرات السريعة التي تحقّقت في سوق التحويل الآلي للصوت في السنة الأخيرة، تعكس احتمالات مذهلة وقريبة المدى على استخدامه في مجموعة جديدة وكبيرة من التطبيقات. فقد انطلقت مثلاً مع بداية الخريف حملة لتجهيز طلّاب جامعة كاليفورنيا - لوس أنجليس، الذين يحتاجون إلى مساعدة لتدوين الملاحظات (كأولئك الذين يعانون من مشاكل في السمع) بخدمة شركة «أوتر». وتمّ تصميم هذا النظام لاستبدال عملية تدوين الملاحظات الحالية التي يستخدمها الطلاب لتسجيل الملاحظات ونشرها لاحقاً.
وفي مايو (أيار)، عندما زارت ميشيل أوباما، السيّدة الأولى السابقة، حرم الجامعة على هامش احتفال بيوم التوقيع الوطني، تمّ تزويد الطلّاب الصمّ بنصّ آني لخطابها من إنتاج خدمة النسخ نفسها.
يقدّم «زوم»، نظام المؤتمرات المصوّرة، خيار نسخ الكلام إلى نص الذي تشغّله خدمة شركة «أوتر» لتزويد مستخدميه بنصٍّ آني لاجتماعات العمل، إلى جانب تسهيل تخزينها والبحث عنها عبر الإنترنت. تقدّم «أوتر» وغيرها من الشركات الكثير من الميّزات في خدماتها، وأهمّها إمكانية فصل وتسمية مختلف المتحدّثين في نسخة نصيّة واحدة.
وتعمد شركات أخرى كـ«ريف»، التي بدأت عام 2010 بتقديم نصوص مكتوبة من قبل موظفين للمحادثات بدولار للدقيقة، إلى تقديم خدمة نسخ آلية للمحادثات والخطابات بعشرة سنتات للدقيقة. في النتيجة، يبدو أنّ خدمة نسخ النصوص تتوسّع لتشمل مجالات جديدة، كعنونة محطّات اليوتيوب، وفيديوهات التدريب في الشركات، وشركات البحث السوقية التي تحتاج إلى نصوص من مجموعات التركيز.
يتيح نظام «ريف» لمستخدميه الاختيار بين ما إذا كانوا يريدون دقّة أعلى أو تحوّل سريع بتكلفة أقلّ، بحسب ما أفاد جايسن شيكولا، مؤسس الشركة ورئيسها التنفيذي، لافتاً إلى أنّ زبائنه يعتمدون أكثر فأكثر على النصوص التي تنتجها الآلات بدل نسخ أي خطاب أو محادثات من البداية. وقال شيكولا إنّه لم يعتقد يوماً أنّ خدمة النسخ الآلي للكلام ستؤدي يوماً إلى تقليص عدد القوى العاملة لديه، على الرغم من أنّ شركته تضمّ اليوم 40000 موظف ناسخ.
خدمات طبية
في المجال الطبي، تستخدم خدمة النسخ الآلي اليوم لتغيير الطريقة التي يسجّل بها الأطباء ملاحظاتهم. في السنوات الأخيرة، أصبحت أنظمة التسجيل الصحي الإلكترونية جزءاً من الزيارة الروتينية في أي عيادة، مما عرّض الأطباء للنقد بسبب تركيزهم على الشاشات والطباعة بدل الحفاظ على التواصل البصري مع المريض. ولكنّ شركات ناشئة كثيرة تقدّم اليوم خدمات نسخ تحفظ النصّ، وربّما الفيديو، من غرفة الفحص وتستخدم ناسخا بشريا أو كاتبا موجودا في مكان آخر، لتصحيح النصّ الآلي وإنتاج مجموعة «مرتّبة» من الملاحظات المسجّلة خلال زيارة المريض.
تعمل «روبين هيلث كير» واحدة من هذه الشركات في بيركلي - كاليفورنيا، على تسجيل زيارات العيادات بواسطة نظام نسخ آلي متصل بفريق عمل من «الكتبة» البشريين الذين يعملون في الولايات المتحدة، بحسب ما أفاد نواه أورهان، الرئيس التنفيذي للشركة. ومعظم هؤلاء الكتبة هم طلّاب السنوات الأولى في كليّة الطبّ، مهمتهم الإنصات لمحادثة الطبيب لإنتاج سجلّ كامل حول المريض خلال ساعتين من زيارته. يستخدم نظام «روبين هيلث كير» في جامعة كاليفورنيا - سان فرنسيسكو، وجامعة سان دييغو.
تعتمد شركة أخرى منافسة تعرف باسم «ديب سكرايب» في بيركلي أيضاً، مقاربة أكثر آلية لصناعة سجلّات صحية إلكترونية. إذ تستخدم الشركة محرّكات كلام كثيرة من تطوير شركات تقنية عملاقة كغوغل و«آي بي إم». لتسجيل المحادثات ووضع ملخّص للمعاينة، تتمّ مراجعته لاحقاً من قبل موظفين مختصّين.
افتقار إلى الدقة
من جهتهم، يؤكّد خبراء الكلام على أنّ أنظمة النسخ الآلية تزال بعيدة كلّ البعد عن المثالية رغم التقدّم الذي شهدته. صحيح أنّ النسخ الآلي قد يقدّم دقّة عالية تصل نسبتها إلى 95 في المائة، ولكن هذا الأمر لا يمكن تحقيقه إلّا في أفضل الظروف وأكثرها وضوحاً، لأنّ هذه الدقّة قد تنهار بسبب لكنة مختلفة، أو سوء في وضعية ميكروفون، أو أي ضجّة في الخلفية.
تراهن الآمال المستقبلية في هذا المجال على بروز تقنية خطابية أخرى تُعرف بالمعالجة الطبيعية للغة، والتي تهدف إلى التقاط معنى الكلمات والجمل لتساهم في تعزيز دقّة أجهزة الكومبيوتر حتّى تصبح موازية للقدرات البشرية. ولكن في الوقت الحالي، لا تزال معالجة اللغة الطبيعية تمثّل واحداً من أكبر التحديات والعوائق في عالم الذكاء الصناعي.

- خدمة «نيويورك تايمز».



بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
TT

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)

اختُتمت في ملهم شمال الرياض، الخميس، فعاليات «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا 2025»، الذي نظمه الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وشركة «تحالف»، عقب 3 أيام شهدت حضوراً واسعاً، عزّز مكانة السعودية مركزاً عالمياً لصناعة الأمن السيبراني.

وسجّلت نسخة هذا العام مشاركة مكثفة جعلت «بلاك هات 2025» من أبرز الفعاليات السيبرانية عالمياً؛ حيث استقطب نحو 40 ألف زائر من 160 دولة، داخل مساحة بلغت 60 ألف متر مربع، بمشاركة أكثر من 500 جهة عارضة، إلى جانب 300 متحدث دولي، وأكثر من 200 ساعة محتوى تقني، ونحو 270 ورشة عمل، فضلاً عن مشاركة 500 متسابق في منافسات «التقط العلم».

كما سجّل المؤتمر حضوراً لافتاً للمستثمرين هذا العام؛ حيث بلغت قيمة الأصول المُدارة للمستثمرين المشاركين نحو 13.9 مليار ريال، الأمر الذي يعكس جاذبية المملكة بوصفها بيئة محفّزة للاستثمار في تقنيات الأمن السيبراني، ويؤكد تنامي الثقة الدولية بالسوق الرقمية السعودية.

وأظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية؛ حيث بلغ إجمالي المشاركين 4100 متسابق، و1300 شركة عالمية، و1300 متخصص في الأمن السيبراني، في مؤشر يعكس اتساع التعاون الدولي في هذا القطاع داخل المملكة.

إلى جانب ذلك، تم الإعلان عن أكثر من 25 صفقة استثمارية، بمشاركة 200 مستثمر و500 استوديو ومطور، بما يُسهم في دعم بيئة الاقتصاد الرقمي، وتعزيز منظومة الشركات التقنية الناشئة.

وقال خالد السليم، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز لـ«الشرق الأوسط»: «إن (بلاك هات) يُحقق تطوّراً في كل نسخة عن النسخ السابقة، من ناحية عدد الحضور وعدد الشركات».

أظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية (بلاك هات)

وأضاف السليم: «اليوم لدينا أكثر من 350 شركة محلية وعالمية من 162 دولة حول العالم، وعدد الشركات العالمية هذا العام زاد بنحو 27 في المائة على العام الماضي».

وسجّل «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا» بنهاية نسخته الرابعة، دوره بوصفه منصة دولية تجمع الخبراء والمهتمين بالأمن السيبراني، وتتيح تبادل المعرفة وتطوير الأدوات الحديثة، في إطار ينسجم مع مسار السعودية نحو تعزيز كفاءة القطاع التقني، وتحقيق مستهدفات «رؤية 2030».


دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
TT

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)

أظهرت دراسة حديثة أجرتها شركة «كاسبرسكي» في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، ونُشرت نتائجها خلال معرض «بلاك هات 2025» في الرياض، واقعاً جديداً في بيئات العمل السعودية.

فقد كشف الاستطلاع، الذي حمل عنوان «الأمن السيبراني في أماكن العمل: سلوكيات الموظفين ومعارفهم»، أن نصف الموظفين فقط في المملكة تلقّوا أي نوع من التدريب المتعلق بالتهديدات الرقمية، على الرغم من أن الأخطاء البشرية ما زالت تمثل المدخل الأبرز لمعظم الحوادث السيبرانية.

وتشير هذه النتائج بوضوح إلى اتساع فجوة الوعي الأمني، وحاجة المؤسسات إلى بناء منظومة تدريبية أكثر صرامة وشمولاً لمختلف مستويات الموظفين.

تكتيكات تتجاوز الدفاعات التقنية

تُظهر البيانات أن المهاجمين باتوا يعتمدون بشكل متزايد على الأساليب المستهدفة التي تستغل الجانب النفسي للأفراد، وعلى رأسها «الهندسة الاجتماعية».

فعمليات التصيّد الاحتيالي ورسائل الانتحال المصممة بعناية قادرة على خداع الموظفين ودفعهم للإفصاح عن معلومات حساسة أو تنفيذ إجراءات مالية مشبوهة.

وقد أفاد 45.5 في المائة من المشاركين بأنهم تلقوا رسائل احتيالية من جهات تنتحل صفة مؤسساتهم أو شركائهم خلال العام الماضي، فيما تعرّض 16 في المائة منهم لتبعات مباشرة جراء هذه الرسائل.

وتشمل صور المخاطر الأخرى المرتبطة بالعنصر البشري كلمات المرور المخترقة، وتسريب البيانات الحساسة، وعدم تحديث الأنظمة والتطبيقات، واستخدام أجهزة غير مؤمنة أو غير مُشفّرة.

الأخطاء البشرية مثل كلمات المرور الضعيفة وتسريب البيانات وعدم تحديث الأنظمة تشكل أبرز أسباب الاختراقات (شاترستوك)

التدريب... خط الدفاع الأول

ورغم خطورة هذه السلوكيات، يؤكد الاستطلاع أن الحد منها ممكن بدرجة كبيرة عبر برامج تدريب موجهة ومستمرة.

فقد اعترف 14 في المائة من المشاركين بأنهم ارتكبوا أخطاء تقنية نتيجة نقص الوعي الأمني، بينما أشار 62 في المائة من الموظفين غير المتخصصين إلى أن التدريب يعدّ الوسيلة الأكثر فاعلية لتعزيز وعيهم، مقارنة بوسائل أخرى مثل القصص الإرشادية أو التذكير بالمسؤولية القانونية.

ويبرز هذا التوجه أهمية بناء برامج تدريبية متكاملة تشكل جزءاً أساسياً من الدفاع المؤسسي ضد الهجمات.

وعند سؤال الموظفين عن المجالات التدريبية الأكثر أهمية لهم، جاءت حماية البيانات السرية في صدارة الاهتمامات بنسبة 43.5 في المائة، تلتها إدارة الحسابات وكلمات المرور (38 في المائة)، وأمن المواقع الإلكترونية (36.5 في المائة).

كما برزت موضوعات أخرى مثل أمن استخدام الشبكات الاجتماعية وتطبيقات المراسلة، وأمن الأجهزة المحمولة، والبريد الإلكتروني، والعمل عن بُعد، وحتى أمن استخدام خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

واللافت أن ربع المشاركين تقريباً أبدوا رغبتهم في تلقي جميع أنواع التدريب المتاحة، ما يعكس حاجة ملحة إلى تعليم شامل في الأمن السيبراني.

«كاسبرسكي»: المؤسسات بحاجة لنهج متكامل يجمع بين حلول الحماية التقنية وبناء ثقافة أمنية تُحوّل الموظفين إلى خط دفاع فعّال (شاترستوك)

تدريب عملي ومتجدد

توضح النتائج أن الموظفين مستعدون لاكتساب المهارات الأمنية، لكن يُشترط أن تكون البرامج التدريبية ذات طابع عملي وتفاعلي، وأن تُصمَّم بما يتناسب مع أدوار الموظفين ومستوى خبراتهم الرقمية. كما ينبغي تحديث المحتوى بانتظام ليتوافق مع تطور التهديدات.

ويؤدي تبني هذا النهج إلى ترسيخ ممارسات يومية مسؤولة لدى الموظفين، وتحويلهم من نقطة ضعف محتملة إلى عنصر دفاعي فاعل داخل المؤسسة، قادر على اتخاذ قرارات أمنية واعية وصد محاولات الاحتيال قبل تصعيدها.

وفي هذا السياق، يؤكد محمد هاشم، المدير العام لـ«كاسبرسكي» في السعودية والبحرين، أن الأمن السيبراني «مسؤولية مشتركة تتجاوز حدود أقسام تقنية المعلومات».

ويشير إلى أن بناء مؤسسة قوية يتطلب تمكين جميع الموظفين من الإدارة العليا إلى المتدربين من فهم المخاطر الرقمية والتصرف بوعي عند مواجهتها، وتحويلهم إلى شركاء حقيقيين في حماية البيانات.

تقوية دفاعات المؤسسات

ولتقوية دفاعاتها، تنصح «كاسبرسكي» أن تعتمد المؤسسات نهجاً متكاملاً يجمع بين التكنولوجيا والمهارات البشرية واستخدام حلول مراقبة وحماية متقدمة مثل سلسلة «Kaspersky Next» وتوفير برامج تدريبية مستمرة مثل منصة «كاسبرسكي» للتوعية الأمنية الآلية، إضافة إلى وضع سياسات واضحة تغطي كلمات المرور وتثبيت البرمجيات وتجزئة الشبكات.

وفي الوقت نفسه، يساعد تعزيز ثقافة الإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة ومكافأة السلوكيات الأمنية الجيدة في خلق بيئة عمل أكثر يقظة واستعداداً.

يذكر أن هذا الاستطلاع أُجري في عام 2025 بواسطة وكالة «Toluna»، وشمل 2,800 موظف وصاحب عمل في سبع دول، بينها السعودية والإمارات ومصر، ما يقدم صورة إقليمية شاملة حول مستوى الوعي والتحديات المرتبطة بالأمن السيبراني في أماكن العمل.


تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
TT

تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)

كشف تقرير جديدة عن أن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، يتطلع إلى بناء أو تمويل أو شراء شركة صواريخ لمنافسة الملياردير إيلون ماسك، مؤسس «سبيس إكس»، في سباق الفضاء.

وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال»، الخميس، بأن ألتمان يدرس شراء أو الشراكة مع مزود خدمات إطلاق صواريخ قائم بتمويل.

وأشار التقرير إلى أن هدف ألتمان هو دعم مراكز البيانات الفضائية لتشغيل الجيل القادم من أنظمة الذكاء الاصطناعي.

كما أفادت الصحيفة بأن ألتمان قد تواصل بالفعل مع شركة «ستوك سبيس»، وهي شركة صواريخ واحدة على الأقل، ومقرها واشنطن، خلال الصيف، واكتسبت المحادثات زخماً في الخريف.

ومن بين المقترحات سلسلة استثمارات بمليارات الدولارات من «أوبن إيه آي»، كان من الممكن أن تمنح الشركة في نهاية المطاف حصة مسيطرة في شركة الصواريخ.

وأشار التقرير إلى أن هذه المحادثات هدأت منذ ذلك الحين، وفقاً لمصادر مقربة من «أوبن إيه آي».

ووفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال»، جاء تواصل ألتمان مع شركة الصواريخ في الوقت الذي تواجه فيه شركته تدقيقاً بشأن خططها التوسعية الطموحة.

ودخلت «أوبن إيه آي» بالتزامات جديدة بمليارات الدولارات، على الرغم من عدم توضيحها لكيفية تمويلها عملية التوسعة الكبيرة.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن ألتمان حالة من القلق الشديد على مستوى الشركة بعد أن بدأ برنامج «شات جي بي تي» يتراجع أمام روبوت الدردشة «جيميني» من «غوغل»؛ ما دفع «أوبن إيه آي» إلى تأجيل عمليات الإطلاق الأخرى، وطلب من الموظفين تحويل فرقهم للتركيز على تحسين منتجها الرائد.

يرى ألتمان أن اهتمامه بالصواريخ يتماشى مع فكرة أن طلب الذكاء الاصطناعي على الطاقة سيدفع البنية التحتية للحوسبة إلى خارج الأرض.

لطالما كان من دعاة إنشاء مراكز بيانات فضائية لتسخير الطاقة الشمسية في الفضاء مع تجنب الصعوبات البيئية على الأرض.

تشارك كل من ماسك وجيف بيزوس وسوندار بيتشاي، رئيس «غوغل»، الأفكار نفسها.

تُطوّر شركة «ستوك سبيس»، التي أسسها مهندسون سابقون في «بلو أوريجين»، صاروخاً قابلاً لإعادة الاستخدام بالكامل يُسمى «نوفا»، والذي تُشير التقارير إلى أنه يُطابق ما تسعى «سبيس إكس» إلى تحقيقه.

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (أ.ف.ب)

وأشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أن الشراكة المقترحة كانت ستُتيح لألتمان فرصةً مُختصرةً لدخول قطاع الإطلاق الفضائي.

تُسلّط محادثات ألتمان الضوء على التنافس المستمر بينه وبين ماسك. فقد شارك الاثنان في تأسيس شركة «أوبن إيه آي» عام 2015، ثم اختلفا حول توجه الشركة، ليغادر ماسك بعد ثلاث سنوات.

ومنذ ذلك الحين، أطلق ماسك شركته الخاصة للذكاء الاصطناعي، xAI، بينما وسّع ألتمان طموحات «أوبن إيه آي»، ودعم مؤخراً مشاريع تُنافس مشاريع ماسك مباشرةً، بما في ذلك شركة ناشئة تُعنى بالدماغ والحاسوب.

ألمح ألتمان إلى طموحاته في مجال الفضاء في وقت سابق من هذا العام، وقال: «أعتقد أن الكثير من العالم يُغطى بمراكز البيانات بمرور الوقت. ربما نبني كرة دايسون كبيرة حول النظام الشمسي ونقول: مهلاً، ليس من المنطقي وضع هذه على الأرض».

ثم في يونيو (حزيران)، تساءل: «هل ينبغي لي أن أؤسس شركة صواريخ؟»، قبل أن يضيف: «آمل أن تتمكن البشرية في نهاية المطاف من استهلاك قدر أكبر بكثير من الطاقة مما يمكننا توليده على الأرض».