المعارضة المجرية تفوز ببلدية بودابست في انتكاسة لأوروبان

بودابست
بودابست
TT

المعارضة المجرية تفوز ببلدية بودابست في انتكاسة لأوروبان

بودابست
بودابست

حقّقت المعارضة في المجر فوزاً غير متوقّع في الانتخابات البلدية، التي أجريت ببودابست ومدن أخرى، أول من أمس، في أول نكسة انتخابية يواجهها رئيس الوزراء القومي فيكتور أوروبان، منذ توليه الحكم في عام 2010.
وبعد فرز نحو 89 في المائة من البطاقات، تصدّر مرشح المعارضة الموحدة غيريغلي كارتشوني، بنيله نحو 50 في المائة من الأصوات، متقدّماً على رئيس البلدية المنتهية ولايته أستفان تارلوش، الذي نال 45 في المائة من الأصوات، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وأجرى تارلوش، الذي تولى رئاسة البلدية منذ عام 2010، والمدعوم من حزب «فيديس» اليميني، اتصالاً هاتفياً بكارتشوني البالغ 44 عاماً، وهنّأه بالفوز، حسب ما أعلن متحدّث باسم الأخير. وصرّح متحدث باسم الحكومة لوسائل الإعلام المحلية، بأن «الحكومة تحترم قرار سكان بودابست».
كان كارتشوني قد شبّه انتخابات بودابست بمعركة بلدية إسطنبول في مارس (آذار) الماضي، التي تمكن فيها مرشح المعارضة من الفوز على مرشح حزب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان. ويرى مراقبون أن هذه الانتخابات تمثل اختباراً أساسياً لاستراتيجية التعاون الجديدة للمعارضة، والتي يمكن أن توفر وسيلة لتحدي أوروبان في الانتخابات العامة المقبلة عام 2022.
واتّحدت أحزاب المعارضة المجرية من أجل السيطرة على بودابست وحرمان حزب أوروبان من تحقيق فوز كاسح، للمرة الأولى من 10 سنوات. وفي العديد من البلديات، اقتصر عدد منافسي مرشّحي حزب «فيديس» على مرشّح واحد لتعزيز فرص المنافسة بعد أن عدّل أوروبان القوانين الانتخابية لكي تصب في مصلحة الحزب الحاكم.
وفازت المعارضة في عدد من المدن الأخرى. وقال المحلل في معهد الأبحاث «بوليسي سوليوشنز» أندراس بيرو - ناغي، إن «هذه الانتخابات تثبت أن تعاون المعارضة يجدي، لقد حققت المعارضة باستراتيجيتها الجديدة أفضل نتيجة لها منذ سنوات». وأكد بيرو - ناغي أن «بودابست هي الجائزة الكبرى، لكن الإنجاز الذي تحقق في عدد من مدن الضواحي لا يقل أهمية». وأضاف: «إنه أول تصدّع في نظام أوروبان، ويبدو مضموناً أن الاستراتيجية ستستمر حتى عام 2022»، موعد الانتخابات العامة المقبلة.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.