إردوغان: سنكمل «قطعاً» المهمة التي بدأناها في شمال سوريا

أنقرة تتهم الأكراد بإطلاق «داعشيين» محتجزين في تل أبيض

قوات تركية قرب الحدود السورية (أ.ف.ب)
قوات تركية قرب الحدود السورية (أ.ف.ب)
TT

إردوغان: سنكمل «قطعاً» المهمة التي بدأناها في شمال سوريا

قوات تركية قرب الحدود السورية (أ.ف.ب)
قوات تركية قرب الحدود السورية (أ.ف.ب)

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم (الاثنين)، إن بلاده لن تتراجع عن العملية التي بدأتها ضد المقاتلين الأكراد في شمال شرقي سوريا، «بغض النظر عمّا يُقال»، مؤكداً أن العملية ستستمر حتى تحقيق «النصر الكامل».
وأضاف إردوغان، خلال كلمة له في باكو عاصمة أذربيجان: «نحن مصممون على مواصلة العملية حتى نهايتها، دون أن نعبأ بالتهديدات... وسنُكمل قطعاً المهمة التي بدأناها»، حسب ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.
في سياق متصل، اتهمت تركيا (الاثنين)، القوات الكردية، بتعمد إطلاق سراح معتقلي تنظيم «داعش» المحتجزين في سجن في بلدة تل أبيض السورية الحدودية.
وقال مسؤول كبير في الحكومة، رافضاً كشف اسمه، إن «وحدات حماية الشعب» الكردية «أطلقت سراح سجناء (داعش) لنشر الفوضى في المنطقة»، حيث يقوم الجيش التركي بهجوم واسع منذ (الأربعاء)، حسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وكان وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، صرح في وقت سابق للصحافيين بأنه «يوجد سجن واحد فقط لـ(داعش) في منطقة عملياتنا، وقد رأينا أن (وحدات حماية الشعب) الكردية قد أخلته»، مضيفاً: «توجد صور وأفلام تكشف ذلك».
وكانت حكومات غربية عبرت عن قلقها من أن تؤدي عملية تركيا ضد «وحدات حماية الشعب» الكردية في شمال سوريا إلى فرار مقاتلي تنظيم «داعش» من مراكز الاعتقال في المنطقة.
وأعلنت القوات الكردية (الأحد)، أن 800 من أفراد عائلات مقاتلي التنظيم فروا من مخيم في عين عيسى بسبب القصف التركي، وأن 5 مقاتلين فروا من سجن آخر (الجمعة). لكن أقاربهم في فرنسا صرحوا لوكالة الصحافة الفرنسية أن حراس المخيم الأكراد أجبروا النساء والأطفال على الخروج من المخيم.
وفي وقت سابق، انتقد الرئيس التركي التقارير «المضللة» بأن الهجوم التركي ضد القوات الكردية أتاح فرار متشددين. وقال: «هذه معلومات مضللة تهدف إلى استفزاز الولايات المتحدة أو الغرب».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.