خرجت مظاهرات في مناطق مختلفة شرق نهر الفرات، بينها المالكية، في وقت تضاربت فيه مواقف المعارضة السياسية إزاء التوغل التركي شمال شرقي سوريا. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، أنه سجل «خروج مظاهرة حاشدة في مدينة المالكية في ريف الحسكة تنديداً واستنكاراً للعملية العسكرية التركية في منطقة شرق الفرات، وشاركت في المظاهرة فعاليات دينية ومدنية من جميع مكونات المنطقة».
ورصد «المرصد السوري» وصول مئات العوائل التي نزحت من مناطقها عند الشريط الحدودي مع تركيا شرق الفرات، إلى مدينة الرقة، على خلفية عملية «نبع السلام»؛ حيث يواجه النازحون ظروفاً إنسانية صعبة للغاية من حيث العثور على مكان يقيمون فيه، إذ جرت العادة أن يتوجه النازحون إلى مدارس المنطقة، إلا أن مدينة الرقة تعاني من دمار غالبية مدارسها، بسبب العملية العسكرية لـ«قسد» والتحالف إبان سيطرة تنظيم «داعش» على المنطقة.
وتضاربت مواقف المعارضة السورية و«هيئة التفاوض» تجاه العملية التركية شمالي البلاد، بحسب موقع «روسيا اليوم». وتتألف «هيئة التفاوض» من عدة منصات معارضة، منها «منصة القاهرة» و«منصة موسكو» و«منصة الرياض»، إلى جانب أعضاء من «هيئة التنسيق الوطنية» ومستقلين وممثلين من فصائل المعارضة.
وأعلنت «منصة القاهرة»: «إننا في (منصة القاهرة) نتابع بقلق شديد ما يجري من معارك في الشمال السوري بين الجيش التركي، وتسانده بعض الفصائل العسكرية من المقاتلين السوريين، و(قوات سوريا الديمقراطية)، على إثر إعلان الرئيس دونالد ترمب انسحاب القوات الأميركية من مناطق في الشمال الشرقي السوري».
وتابعت: «نرفض بشدة هذه الأعمال العسكرية، ونعتبرها حرباً إضافية في سوريا ستؤدي إلى مزيد من الضحايا، وخاصة في أوساط المدنيين، وإلى مزيد من موجات النزوح والهجرة. كما أنها ستضيف مزيداً من التعقيد على مسار الحل السياسي الذي عملت وما زالت تعمل كل القوى السياسية الوطنية من أجل إنضاجه وإخراجه للنور في سبيل سوريا الديمقراطية الواحدة والموحدة لكل مواطنيها على اختلاف انتماءاتهم العرقية والدينية والسياسية». وتابعت: «نرفض أي تغييرات ديموغرافية قسرية تنتج عن العنف أو أي وسائل أخرى في شمال شرقي سوريا، كما في أي بقعة من بقاع التراب السوري».
وقال رئيس «الهيئة» نصر الحريري إن «حزب العمال الكردستاني، تنظيم إرهابي لا يختلف عن (داعش) و(القاعدة) والميليشيات الإيرانية، وإن المنطقة الآمنة حلم قديم متجدد للسوريين سيساهم في جلب الاستقرار، ومواجهة التنظيمات الإرهابية، والسماح بعودة المهجرين واللاجئين من أهالي تلك المناطق، والدفع باتجاه الحل السياسي في سوريا».
من جهته، أفاد «الائتلاف الوطني السوري» الذي يتخذ من إسطنبول مقراً له، أن «أعيان مدينة القامشلي ووجهاءها طالبوا بخروج (الوحدات الكردية) من المدينة، ووقف إطلاق القذائف باتجاه الأراضي التركية من داخل المدينة بهدف تحييد المدنيين عن العمليات العسكرية».
ولفتوا في بيان إلى أن استمرارها «بهذه الأفعال سيقود المدنيين إلى النزوح. دعوا المدينة تعيش بسلام، ولا تطلقوا القذائف من الأحياء المدنية. اذهبوا إلى الحدود أو مناطق الاشتباكات».
مظاهرات شرق الفرات ضد الهجوم التركي
تضارب مواقف المعارضة السياسية
مظاهرات شرق الفرات ضد الهجوم التركي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة